جرائم حوثية في الوازعية.. وإخلاؤها بشكل كامل من السكان

582 قتيلاً وجريحًا.. وتهجير 4 آلاف آخرين

عائلة نازحة من الوازعية تقضي نهارها على أطراف المديرية بسبب جرائم الحوثي («الشرق الأوسط»)
عائلة نازحة من الوازعية تقضي نهارها على أطراف المديرية بسبب جرائم الحوثي («الشرق الأوسط»)
TT

جرائم حوثية في الوازعية.. وإخلاؤها بشكل كامل من السكان

عائلة نازحة من الوازعية تقضي نهارها على أطراف المديرية بسبب جرائم الحوثي («الشرق الأوسط»)
عائلة نازحة من الوازعية تقضي نهارها على أطراف المديرية بسبب جرائم الحوثي («الشرق الأوسط»)

تصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على إخلاء مديرية الوازعية بشكل كامل من سكانها، نظرا لشدة مقاومتهم وأهمية موقعها الاستراتيجي.
ورصد تقرير يمني خروقات واسعة شهدتها الوازعية ثاني أصغر المديريات في محافظة لحج بعد مديرية ذباب الساحلية جنوب اليمن، إذ كشف عن مقتل وإصابة 582 شخصا وتهجير 4 آخرين، على خلفية جرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية خلال 7 أشهر.
ويأتي إصرار الميليشيات رغم تمكن قوات الشرعية في تعز٬ حديثا، بإسناد من طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية من السيطرة على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين والمخلوع، من بينها جبل «الصيبارة» الاستراتيجي، غرب المدينة والمطل على مركز المديرية، بيد أنهم ما زالو مصرين على إخلائها.
وتحتل الوازعية موقعا استراتيجيا، وهو ما يفسر استهدافها من قبل الميليشيات، ويقول مختصون عسكريون إن «من يحكم زمام سيطرته عليها فإنه يؤمن بذلك السيطرة على مديرية ذوباب ومضيق باب المندب وشريطه الساحلي، علاوة على مداخل مديريات الشمايتين والمعافر في قضاء الحُجرية، أكبر قضاء في تعز».
وأعلنت منظمة العدالة والإنصاف للتنمية وحقوق الإنسان في تقرير لها أن 132 مدنيا قتلوا بنيران الميليشيات وأصيب 450 آخرون خلال 7 أشهر.
وقالت المنظمة ذلك في مؤتمر صحافي نظمته حول انتهاكات الميليشيات الانقلابية في الوازعية بعنوان «الوازعية.. المأساة المنسية».
ومنذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، عمدت الميليشيات الانقلابية على تهجير أهالي المديرية بقوة السلاح وحرق منازل المواطنين، الأمر الذي جعلهم يعيشون في ظل أوضاع إنسانية صعبة بعد نزوحهم إلى مناطق عدة محاذية لهم ومناطق شبه صحراوية.
وذكر التقرير أن فريق الرصد وثق خلال الفترة من 29 سبتمبر (أيلول) من عام 2015، وحتى 15 أبريل من العام الحالي ما يقارب 7530 حالة انتهاك ارتكبها المسلحون الحوثيون وأنصار صالح، وتضرر منها ما يزيد على 30 ألف مدني أعزل معظمهم من النساء والأطفال، وأن تلك الانتهاكات تنوعت بين قتل عمد، إصابة، اختطاف، تهجير قسري، تدمير واقتحام ونهب منازل، اقتحام ونهب محلات تجارية، تدمير واقتحام مقرات حكومية ومرافق خدمية.
ووثقت المنظمتان حالات الانتهاك المختلفة التي طالت المدنيين في الوازعية، بينها 132 حالة قتل، 450 حالة إصابة، و4160 حالة تهجير، و354 حالة اعتداء على ممتلكات خاصة، و15 حالة اعتداء على ممتلكات عامة.
يشار إلى أن الوازعية إحدى مديريات محافظة تعز وإحدى بوابات محافظة لحج (غربي تعز)، وهي عبارة عن سلسلة جبلية يحدها من الشمال مديريتي المعافر وموزع، ومن الجنوب، محافظة لحج، ومن الشرق مديرية الشمايتين، ومن الغرب مديرية ذوباب، وترتفع بنحو 1500 متر عن مستوى سطح البحر.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.