تركيا تخفف من قواعد الاشتباك لطائرات الأطلسي على حدود سوريا

مقاتلون من المعارضة يبدأون هجومًا للسيطرة على بلدة قرب حدود العراق

تركيا تخفف من قواعد الاشتباك لطائرات الأطلسي على حدود سوريا
TT

تركيا تخفف من قواعد الاشتباك لطائرات الأطلسي على حدود سوريا

تركيا تخفف من قواعد الاشتباك لطائرات الأطلسي على حدود سوريا

قال مسؤول تركي، أمس، إن بلاده عدلت قواعد الاشتباك للسماح لطائرات حلف شمال الأطلسي بالقيام بمزيد من الدوريات على طول الحدود التركية مع شمال سوريا.
وأضاف لـ«رويترز» «اشتكت بعض دول حلف شمال الأطلسي - خاصة بريطانيا - من أنها لا تستطيع القيام بما يكفي من الدوريات الجوية على الحدود التركية السورية لأن قواعد الاشتباك صارمة للغاية».
وتابع: «وبعد محادثات.. خففت تركيا قواعد الاشتباك حتى تتماشى مع سياسات حلف شمال الأطلسي».
وأشار إلى أنه تم إبلاغ الحلف بهذه الخطوة قبل نحو ثلاثة أسابيع، لكن دول التحالف لم تنفذ بعد أي طلعات جوية إضافية.
وفي واشنطن، قال بريت مكاغورك مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما الخاص في الحرب ضد تنظيم داعش، أمس، إنه بمجرد استكمال العملية العسكرية في منبج التي تخضع لسيطرة التنظيم بشمال سوريا، فإن هذا سيوفر الظروف الملائمة للزحف إلى الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم.
ونقلت «رويترز» عن مكاغورك قوله في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي «عملية منبج جارية حاليا وتشهد قتالا شرسا، وبمجرد استكمالها فإن هذا سيهيئ الظروف للتقدم إلى الرقة».
وتشارك قوات سوريا الديمقراطية - المؤلفة من مقاتلين من العرب والأكراد وتحظى بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة - في القتال ضد التنظيم.
في سياق آخر، قال قائد كبير بالمعارضة السورية المسلحة إن مقاتلين من المعارضة بدأوا، أمس، عملية للسيطرة على بلدة البوكمال الخاضعة لتنظيم داعش على الحدود العراقية.
وأضاف القائد الذي طلب عدم ذكر اسمه أن عملية تحرير مدينة البوكمال بواسطة جيش سوريا الجديد وجبهة الأصالة والتنمية قد بدأت.
وأفاد المكتب الإعلامي لجيش سوريا الجديد بأن معركة تهدف إلى السيطرة على المدينة والتوجه إلى مدينة دير الزور والسيطرة عليها فيما لم يبين متى وكيف ستبدأ.
ونشر المكتب الإعلامي للجيش ونقله موقع «الدرر الشامية»، صورة تظهر ثلاثة مقاتلين يحملون مظلات وآخرين في الجو وكتب عليها «قادمون يا (داعش) - ولكن هذه المرة من السماء»، في إشارة إلى أن المعركة القادمة ستشهد إنزالاً مظليًّا لمقاتلين داخل مناطق تنظيم الدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن جيش سوريا الجديد تشكل في نوفمبر (تشرين الثاني) مع العام الماضي 2015 وأشرك في الكثير من المعارك في القلمون وعلى الحدود السورية كان آخرها السيطرة على معبر التنف الحدودي مع العراق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».