الحريري: لبنان يعاني من تورط «حزب الله» في حروب لا نجني منها سوى العقوبات

قال إن الولايات المتحدة تحاسب الحزب على عمليات أمنية.. وليس الشيعة

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق ورئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري، أن لبنان يعاني من مسلسل تورط ما يسمى «حزب الله» وليس شيعة لبنان «في حروب لا نجني منها سوى المقاطعة والعقوبات ووقف الدعم عن مؤسساتنا الشرعية»، مشيرًا إلى أن «كل لبنان بكل مناطقه وطوائفه، بدءا من الطائفة الشيعية الكريمة، يدفع أثمانًا لا تطاق لخيارات، لا رأي فيها للبنان واللبنانيين ودولتهم».
وخلال مأدبة الإفطار الرمضاني، التي أقامها الحريري غروب أمس (الجمعة) في مطعم «سما شتورة» (في شرق لبنان) على شرف عائلات من مدينة زحلة ومناطق البقاع الأوسط وبعلبك، قال إنه في الوقت الراهن «هناك مشكلة حقيقية بين (حزب الله)، وليس إخواننا الشيعة، كما يحاول الحزب أن يصوّرها، وبين جزء أساسي من المجتمع الدولي والمجتمع العربي»، موضحًا أن «العقوبات الأميركية تعكس جانبا من هذه المشكلة التي نرى لها وجوها متعددة أيضا في العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي».
وشدد الحريري على أن «الولايات المتحدة تحاسب أو تعاقب (حزب الله)، وليس إخواننا الشيعة، على عمليات أمنية، ومعظم الدول الأوروبية أدرجته على لوائح الإرهاب على خلفية عمليات أمنية منسوبة إلى الحزب، وليس إخواننا الشيعة، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية والبحرين والكويت والإمارات وقطر وغيرها من الدول العربية». ورأى أن «حزب الله» لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة «ولا يقرّ بأنّ سياساته الأمنية والعسكرية هي لعنة كبيرة يدفع ثمنها بحياتهم آلاف الشباب الذين يرميهم على جبهات القتال المجنون ومئات آلاف اللبنانيين بمصالحهم كافة».
وانتقد الحريري تهجم الحزب على القطاع المصرفي، قائلا: «(آخر موضة)، (حزب الله) يتهجم على آخر قطاع لا يزال يحمي الاقتصاد، الذي هو المصارف وعلى حاكم مصرف لبنان بحجة أنهم يطبقون قوانين ليسوا هم من وضعها، ولكنهم ملزمون بتطبيقها، ومجلس النواب اللبناني التزم بتطبيقها!» وأردف «عندما أقر المجلس النيابي في نهاية السنة الماضية قوانين مكافحة تبييض الأموال، التزم عمليا بتطبيق القوانين المالية العالمية»، مشددًا على أن «تلك القوانين أقرت بالإجماع، ما يعني أن نواب (حزب الله) صوتوا عليها أيضا، وليس رياض سلامة! وهذا يعني أنه إذا أراد (حزب الله) أن يفتح حسابًا في بنك إيراني سيتم رفضه بسبب هذه القوانين نفسها! إلا أننا لم نسمع هجوما من (حزب الله) على المصارف الإيرانية وعلى البنك المركزي الإيراني!» وإذ أشار الحريري إلى أن «المشكلة هي في القوانين التي تتحكّم بالنظام المصرفي العالمي، وليس بالمصارف اللبنانية»، قال إن «المشكلة هي في (حزب الله) وأعمال (حزب الله) وليس في الطائفة الشيعية الكريمة. وكل من يحاول قول غير ذلك يكون يكذب».
ثم أضاف «فوق ذلك كله، هو يمنع منذ سنتين اكتمال النصاب في المجلس النيابي لأي جلسة انتخاب رئيس جمهورية..». قد يكون الوضع الحالي مريحا بالنسبة إليه، دولة مشلولة، واقتصاد منكوب ولا أحد يقدر أن يتخذ أي قرار يمكن أن يسيّر أمور الناس أو يحسّـن معيشتها».