الحكومة الجزائرية تبدي تخوفها من انتشار أفكار التشيع في البلاد

وزير الشؤون الدينية يتحدث عن «غزو مذهبي»

الحكومة الجزائرية تبدي تخوفها من انتشار أفكار التشيع في البلاد
TT

الحكومة الجزائرية تبدي تخوفها من انتشار أفكار التشيع في البلاد

الحكومة الجزائرية تبدي تخوفها من انتشار أفكار التشيع في البلاد

قال وزير الشؤون الدينية الجزائري محمد عيسى إن الجزائر «هدف لتيارات إسلامية بعيدة عن ثقافتنا وقيمنا الدينية التي ورثناها عن السلف»، في إشارة إلى انتشار متشيعين في كثير من المساجد بالبلاد.
وصرح عيسى أمس للإذاعة الحكومية بأن «تيارات تحاول اختراق المجتمع الجزائري، مثل الطريقة الأحمدية والمذهب الشيعي، أفكارها لا تتماشى مع الإسلام الوسطي الذي يؤمن به غالبية الجزائريين». وحذر الوزير من «التطرف الديني من خلال الأفكار التي تحملها هذه المذاهب، التي تستهدف إبعاد الجزائري عن منهجه وتبث الفرقة والطائفية وسط المجتمع، بينما الإسلام المطبق في الجزائر هو إسلام وسطي ويتعايش مع المذاهب والديانات الأخرى».
وأضاف الوزير أن «الخيار الاشتراكي الذي انتهجته الجزائر غداة الاستقلال (1962) جعل البعض في بلدان أجنبية يتوهم أن الجزائر بحاجة إلى إعادة أسلمتها، ومن هنا بدأ توافد الأفكار والمذاهب الأخرى عليها». وتحدث عن «غزو مذهبي للجزائر»، وتابع موضحا: «إسلامنا في الجزائر هو ذاك الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومارسه في المدينة المنورة ولا يتأثر بالآيديولوجيات أو الاستغلال السياسي».
وتناولت تصريحات عيسى للإذاعة «المبادرات التي أطلقتها السلطات للمحافظة على مرجعيتنا الدينية، بفضل ثمرة أعمال علمائنا عبر التاريخ الجزائري العريق، وهي مرتكزة على المذهب المالكي، منها إنشاء مرصد الفقه المالكي مع الانفتاح على تطور العصر»، مشيرا إلى تأسيس «المرصد الوطني لمكافحة التطرف» سنة 2015. الذي يهدف حسبه، إلى «الوقاية من الانحرافات الطائفية وأنواع التطرف الديني كافة والدفاع عن الممارسة الصحيحة للدين الإسلامي».
وتفيد تقارير الأجهزة الأمنية بأن مجموعات من الشيعة تمارس أنشطة محظورة ببعض المساجد في البلاد، وخاصة في الغرب كولاية غليزان (400 كلم غرب العاصمة). لكن السلطات لم تعتقل أي أحد منهم، مكتفية بمتابعة تصرفاتهم وحركاتهم.
من جهة أخرى، قال الوزير عيسى إن «الدولة سخرت الإمكانيات المادية والمالية، من أجل إبراز الجهد المبذول لإحياء المرجعية الدينية الوطنية، من خلال تأسيس مؤسسات ومجالس، وكذا من خلال الكتاب الذي كان حاضرا في تراثنا الديني». مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الدينية تكفلت بطبع 145 كتابا، 68 منها تتناول اجتهادات دينية لشيوخ وعلماء دين جزائريين.
وأضاف الوزير، أن أسس المرجعية الدينية الوطنية تتمثل في جانبين أساسين، الأول هو الرجال الذين يحملون هذه المرجعية، والوزارة تعمل على تأسيس مؤسسات تنضوي فيها الشخصيات الدينية والمرجعية مثل المجلس العلمي الولائي، والمجلس الولائي للقرآن الكريم، وكذا اللجنة الوزارية للإفتاء، وقريبا مؤسسة الفتوى، أي مجمع الإفتاء. أما بالنسبة إلى الجانب الثاني، فيتجلى في الكتاب الذي لم يكن غائبا في تراثنا الديني والثقافي والوطني، فالتاريخ سجل أن أجدادنا هم الأوائل الذين فسروا القرآن الكريم وشرحوا صحيح البخاري، وتابع قائلا إن «المجهود الذي بذلته الوزارة من خلال الإنتاج الفكري، يعتبر حماية للشباب من المفاهيم الدخيلة التي تعرض بواسطة كتب دينية غريبة تهدف إلى زعزعة مجتمعنا الإسلامي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.