الأمن اليمني يداهم أوكار الإرهاب في عدن ولحج وحضرموت

القبض على 5 عناصر من «القاعدة»

الأمن اليمني يداهم أوكار الإرهاب في عدن ولحج وحضرموت
TT

الأمن اليمني يداهم أوكار الإرهاب في عدن ولحج وحضرموت

الأمن اليمني يداهم أوكار الإرهاب في عدن ولحج وحضرموت

تواصل وحدات من قوات الحزام الأمني وشرطة عدن وقوات الشرعية بين الحين والآخر تنفيذ عمليات دهم واعتقالات للجيوب الإرهابية والخلايا النائمة بعدن، ضمن إطار الجهود المتواصلة في تثبيت الأمن والاستقرار وتطهير المدينة من الجيوب الإرهابية. ونفذت وحدات من قوات الحزام الأمني، أول من أمس، حملات دهم واعتقالات لعدد من منازل الجيوب الإرهابية بأحياء متعددة من مدينة المنصورة وسط عدن، أسفرت عن اعتقال 5 مطلوبين من عناصر «جماعة أنصار الشريعة» جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، بينهم قيادي كبير في التنظيم.
وتشهد المحافظات الجنوبية، خصوصا عدن ولحج وحضرموت، استتبابا أمنيا منذ أسابيع مضت بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت تلك المدن، وأوقعت مئات القتلى والجرحى تبنتها جماعات إرهابية بينها «داعش».
وقال المقدم نبيل المشوشي، قائد قوات الحزام الأمني بعدن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية مستمرة في تعقب الجيوب والخلايا النائمة وتطهير المدينة من شر وخطر الإرهابيين الذي يسعون إلى استغلال أي ثغرات لتنفيذ عمليات انتقامية بأي طريقة كانت وإظهار عدن مدينة غير آمنة ومستقرة.
وأوضح القيادي أن عدن تعيش أوضاعًا أمنية مستتبة على الرغم من المشكلات الخدمية المفتعلة، إلى ذلك، نفذت القوات الأمنية خلال الأيام الثلاثة الفائتة أكثر من 5 عمليات دهم لمنازل عناصر من «القاعدة» بعدد من أحياء المدينة، واعتقلت أكثر من 11 من عناصر التنظيم الإرهابي وسط تعاون من السكان المحليين.
محافظة لحج القريبة من عدن هي الأخرى تشهد أوضاعا أمنية مستتبة، وسط عودة المرافق الحكومية للعمل من عاصمة المحافظة الحوطة، على الرغم من حجم الدمار الشامل الذي حل بالمدينة جراء الحرب العدوانية الظالمة التي شنتها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على لحج والجنوب في مارس (آذار) من العام الماضي.
وأكد العميد عادل الحالمي، مدير شرطة لحج، لـ«الشرق الأوسط» أن المحافظة تشهد أوضاعا أمنية مستقرة، والقوات الأمنية تواصل انتشارها في عاصمة المحافظة الحوطة في تعقب أي عناصر إرهابية، وأن الحملات الأمنية مستمرة في ملاحقة الجيوب الإرهابية؛ حيث يعم الأمن والأمان كامل ربوع لحج بعد أشهر من تطهيرها من قاعدة المخلوع علي صالح والحوثيين أنفسهم، على حد تعبيره.
وفي حضرموت قال العميد سليمان بن غانم، مدير أمن المكلا عاصمة حضرموت، إن مدن ساحل المحافظة تعيش أوضاعا أمنية هادئة، والحياة تسير بصورة طبيعية والحركة الملاحية والتجارية والاقتصادية كل يوم في تحسن وتطور وازدهار، وذلك من تحرير المكلا وكامل حضرموت من عناصر «أنصار الشريعة» جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.