أوباما: «داعشي أورلاندو» تأثر بالإنترنت.. والخارجية تنفي علاقتها به

الأب لا يعرف لماذا ارتكب ابنه المجزرة.. وزوجته السابقة: كان مختلاً عقليًا

محققو «إف بي آي» يجمعون الأدلة الجنائية من موقع المذبحة في أورلاندو (أ.ف.ب) - صديق متين والد عمر منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط») - الزوجة السابقة لمنفذ 
مذبحة أورلاندو
محققو «إف بي آي» يجمعون الأدلة الجنائية من موقع المذبحة في أورلاندو (أ.ف.ب) - صديق متين والد عمر منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط») - الزوجة السابقة لمنفذ مذبحة أورلاندو
TT

أوباما: «داعشي أورلاندو» تأثر بالإنترنت.. والخارجية تنفي علاقتها به

محققو «إف بي آي» يجمعون الأدلة الجنائية من موقع المذبحة في أورلاندو (أ.ف.ب) - صديق متين والد عمر منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط») - الزوجة السابقة لمنفذ 
مذبحة أورلاندو
محققو «إف بي آي» يجمعون الأدلة الجنائية من موقع المذبحة في أورلاندو (أ.ف.ب) - صديق متين والد عمر منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط») - الزوجة السابقة لمنفذ مذبحة أورلاندو

بينما قال الرئيس باراك أوباما، أمس (الاثنين)، إن عمر صديقي متين، «الداعشي» الأميركي الذي قتل 50 شخصا، وجرح 53 آخرين في ملهى ليلي في أورلاندو (ولاية فلوريدا) صباح أول من أمس (الأحد) الباكر، تأثر بدعايات «داعش» في الإنترنت، ووصف ما حدث بأنه «تطرف داخلي»، قال والد متين إنه لا يفهم لماذا فعل ابنه ذلك، وقالت زوجته السابقة إنه مصاب بمرض عقلي.
وتحدث أوباما في بداية اجتماع في البيت الأبيض حضره نائبه جو بايدن، وجيه جونسون، وزير الأمن، وجيمس كومي، مدير مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، وجيمس كلابر، مدير وكالات الاستخبارات الوطنية (دي إن آي).
وقال أوباما إن التحقيقات لم تكشف صلة بين متين و«داعش»، أو أي منظمة إرهابية أخرى. وأضاف: «يبدو أن الرجل الذي أطلق الرصاص تأثر بعدد من المعلومات والآراء في الإنترنت. لقد أعلن ولاءه لتنظيم (الدولة الإسلامية) في اللحظات الأخيرة. لكن، لا يوجد دليل بأنه تلقى أوامر من (داعش)، أو أنه جزء من مؤامرة كبرى».
ونفت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن يكون منفذ عملية إطلاق النار في أورلاندو عمر متين قد اجتمع بأي مسؤول في الوزارة، وذلك بعد تداول صورة لمرتكب الحادث عمر متين وهو أمام مبنى الخارجية الأميركية.
وقال المتحدث الرسمي مارك تونر في المؤتمر الصحافي للخارجية أمس: «أؤكد بأن متين لم يجتمع بأي شخص في الخارجية، واسمه لم يسجل في أي أوراق رسمية تثبت وجوده داخل المقر، وببساطة يبدو أنه التقط صورة له أمام باب الوزارة فقط ولم يكن هناك أي تواصل معه».
ورفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية الحديث عن أي تفاصيل أخرى حول الحادثة، واكتفى بالقول إن مكتب التحقيقات الفيدرالي هو المسؤول عن التحقيقات والحديث عن أي مستجدات.
من جهته, قال الأفغاني مير صديقي، والد عمر صديقي متين، إنه لا يفهم ما جعل ابنه يرتكب مذبحة يوم الأحد التي قتل فيها 50 شخصا، وجرح 53 شخصا، وأنه لا يعرف أن عند ابنه «هذه الضغينة في قلبه». وأضاف، في رسالة بلغة الداري إلى الشعب الأفغاني، في صفحته في موقع «فيسبوك»، إن ابنه «كان ولدا جيدا جدا. ثم تزوج، وأنجب».
وتذكر الوالد أن ابنه، مرة، غضب عندما شهد رجلين في ميامي (القريبة من أورلاندو، مكان المذبحة) يقبلان بعضهما.
وقال الوالد إنه لا يعرف لماذا ارتكب ابنه هذه الجريمة «في هذا الشهر المبارك، شهر الصيام والعبادة»؟ ولماذا في نادي المثليين؟ وأن «مصير المثليين ليس في أيدي البشر. الله وحده هو الذي يقدر على أن يحكم عليهم».
وكرر الوالد العبارات نفسها في فيديو باللغة الإنجليزية، وجهه إلى الشعب الأميركي من صفحته في «فيسبوك». وكان، مثلما في الفيديو السابق، يقف إلى جانب علم أفغانستان. وختم بالقول: «نعتذر عن الحادث. نحن مصدومون، مثل أن هذا البلد كله مصدوم».
في وقت لاحق، مساء الأحد، تحدث الوالد لصحيفة «واشنطن بوست» باللغة الإنجليزية، وكرر ما كان قال بلغة الداري بأن ابنه «ولد طيب». واستغرب الوالد لأن ابنه فعل ما فعل في شهر رمضان الكريم، وكرر قوله: «إن الله وحدة يعرف كيف يعامل المثليين، وليس عبيد الله».
في حديثه مع «واشنطن بوست»، في منزله في بورت سنت لوشيا (ولاية فلوريدا)، شرق أورلاندو حيث وقعت المذبحة، قال الوالد: «لا أعرف، حقيقة، لماذا فعل ما فعل؟ أعتقد أنه كان يريد أن يفتخر ويستعلي. لا أعتقد أنه كان متطرفا أبدا. لم يربِّ ذقنا، ولا أعتقد أن للدين، أو للإسلام أي دور فيما فعل». وأضاف الوالد أن ابنه زاره، صباح يوم الجريمة، و«لم يظهر عليه أي شيء غريب. كان كل شيء عاديا. لم أشاهد أي علامة قلق أو توتر».
وقال الوالد للصحيفة إنه بعد أن خاطب الشعب الأفغاني والشعب الأميركي في صفحته في «فيسبوك»، يريد أن يذهب إلى أورلاندو؛ حيث وقعت الجريمة، ويقدم التعازي، ويشترك في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقال: «أنا حزين لما حدث ولعائلات الذين قتلوا وللجرحى».
وفي صفحته في «فيسبوك» نشاطات سياسية أفغانية كثيرة ومعقدة كان يقوم بها الوالد. منها جمع تبرعات لبناء مستشفيات ومدارس في أفغانستان. وبرنامج تلفزيوني عن أخبار أفغانستان. وفيديوهات في موقع «يوتيوب» عن «النضال» الذي كان يقوم به لخدمة الشعب الأفغاني.
كانت أغلبية التعليقات والنشاطات التي قام بها الوالد محايدة، وتركز على الجانب الوطني في مشكلة أفغانستان. ولا توجد فيها انتقادات واضحة للقوات الأميركية في أفغانستان. لكن، أكثر من مرة، أشاد الوالد بمنظمة طالبان، وانتقد حكومة أفغانستان، واتهمها بالفساد والفوضى.
وفي واحد من رسائل الفيديو إلى الشعب الأفغاني، صرخ الوالد في حماس: «إخواننا في وزيرستان، أبلغكم أن إخواننا في حركة طالبان، وفي تنظيم طالبان الأفغاني، قد أعلنوا الثورة. وقريبا، ستحل مشكلة خط دوراند» (إشارة إلى خط يفصل بين منطقة البشتون وحدود باكستان).
صباح يوم الأحد، قبل أن يرتكب ابنه مذبحة أورلاندو، نشر الوالد فيديو في «فيسبوك»، وهو يرتدي ملابس عسكرية. وقال فيه، في حماس، كأنه رئيس أفغانستان: «أصدرت أوامر إلى القوات المسلحة، وإلى قوات الشرطة، والأجهزة الاستخباراتية باعتقال الرئيس الحالي غاني، والرئيس السابق كرزاي، والأميركي خليلزاد (وآخرين). إنهم خونة».
فيما وصفت تقارير مصدرها الشرطة التي تحقق في مذبحة، يوم الأحد، التي ارتكبها عمر صديقي متين (29 عاما) عندما قتل 50 شخصا، وجرح 53 آخرين، أن متين، خلال ارتكابه الجريمة، كان «يبدو بارد الأعصاب». وأنه، عندما اتصل مع الشرطة تليفونيا، وقال إنه ينتمي إلى تنظيم داعش، كان داخل حمام مع عدد من الرهائن، الذين قتلهم في وقت لاحق. لكن، عكس ما كان قال للشرطة إنه يحمل حزاما متفجرا حول بطنه، قالت الشرطة إنها لم تعثر على حزام، وأنه ارتكب الجريمة ببندقية أوتوماتيكية ومسدس. يوم الاثنين، قال لي بنتلي، المدعي العام لمنطقة أورلاندو، إن التحقيقات مستمرة. وقال: «نظل في المراحل الأولية من التحقيقات».
وتحدث للصحافيين أيضا، جون مينا، قائد شرطة أورلاندو، وقال: «إن سبب مرور ثلاث ساعات من بداية القتل، وحتى اقتحمت الشرطة المكان كان (حرصنا على حماية الرهائن)». وقال: «كنا نستجيب للكثير من الطلبات التي تقدم بها».
وأضاف أن الشرطة، في البداية، فتحت ثقبا في جانب من النادي، وهرب بعض الذين كانوا في الداخل، لكن بدأ متين إطلاق النار عليهم، فاضطرت الشرطة إلى العودة إلى المفاوضات معه.
وفي الوقت نفسه، توالت ردود الفعل يوم الاثنين، وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما أرجأ الظهور مع هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية، كجزء من تأييده لحملتها الانتخابية؛ وذلك بسبب «الأحداث المؤسفة التي وقعت في أورلاندو يوم الأحد».
وظهر الأحد، كان أوباما وجه خطابا إلى الشعب الأميركي، وأدان الهجوم، وقال: «إن الشرطة والمحققين يبذلون كل جهودهم لمعرفة التفاصيل والوصول إلى الحقائق»، ووصف الهجوم بأنه جريمة «كراهية وإرهاب».
وبعد أن كانت كلينتون غردت يوم الأحد في حسابها في موقع «فيسبوك» وأدانت الجريمة، أصدرت بيانا يوم الاثنين، وركزت على أن الإرهابي استعمل بندقية أوتوماتيكية «مثل النوع الذي يستعمله الجنود في الحروب». ودعت السياسيين، مخاطبة قادة الحزب الجمهوري وخاصة المرشح ترامب، إلى وضع قانون يشدد امتلاك الأميركيين مثل هذه الأسلحة. وقالت: «نعرف كلنا أين تحدث ترامب في الأسبوع الماضي» (إشارة إلى أنه تحدث في المؤتمر السنوي لمنظمة البندقية الوطنية «إن آى إيه» أكبر لوبيات شركات صناعة وبيع وشراء الأسلحة).
من جهته، قال ترامب، يوم الأحد على حسابه في موقع «تويتر»، إنه «ليس سعيدا» (إشارة إلى تعليقات في مواقع التواصل الاجتماعية بأن جريمة أورلاندو، التي ارتكبها مسلم، ستزيد أسهمه وسط الأميركيين، خاصة بعد أن كان وعد بمنع دخول المسلمين الولايات المتحدة، أمس الاثنين، غرد ترامب، وانتقد الرئيس أوباما؛ لأنه، كما قال ترامب، «لا يبدو متحمسا ضد الإرهاب»، وأن أوباما، في خطابه يوم الأحد، لم يستعمل عبارة «الإرهاب الإسلامي»، واكتفى بكلمة «إرهاب».
مساء الأحد، عقد نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة، مؤتمرا صحافيا، أدان فيه مذبحة أورلاندو. وقال: «إن المسلمين الأميركيين يدينون المذبحة، ولا يرون أي صله للرجل بـ(الإسلام الحقيقي)».
وخاطب عوض السياسيين الأميركيين ودعاهم إلى عدم استغلال المذبحة بهدف «إحراز مكاسب سياسية»، أو «استغلال الخوف الذي يصاب به الناس».
وخاطب عوض المثليين الأميركيين، وقال: «سنواصل الكفاح من أجل حقوقكم في العيش في حرية وانفتاح ومن دون خوف»، وأضاف: «ليس للكراهية مكان في أميركا».
وخاطب عوض تنظيم داعش، وقال: «إنكم لا تتكلمون نيابة عنا. إنكم لا تمثلوننا، إنكم شاذون».



تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.


القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
TT

القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، زيارة رسمية إلى الهند تستغرق يومين. وتعد واحدة من الزيارات الخارجية النادرة له منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022. ومثلما حظيت زيارته إلى الصين قبل ثلاثة أشهر، وقبلها إلى كوريا الشمالية العام الماضي، بأهمية كبرى في إطار رسم ملامح استراتيجية الكرملين في السياسة الخارجية، تُشكل الزيارة الحالية لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين، خصوصاً على خلفية الضغوط الأميركية المتزايدة على الهند لتقليص تعاونها مع موسكو.

وفي أول زيارة له إلى العاصمة الهندية منذ أربع سنوات، يرافق بوتين وزير الدفاع أندريه بيلووسوف، ووفد واسع النطاق من قطاعي الأعمال، والصناعة. ومن أبرز الوجوه المرافقة لبوتين رئيسا شركتي الطاقة «روسنفت» و«غازبروم» اللتين تخضعان لعقوبات غربية، إلى جانب مسؤولي المجمع الصناعي العسكري، ومؤسسة «روس أبورون أكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية. بالإضافة إلى رؤساء القطاع المصرفي الروسي الذي يخضع بدوره لعقوبات غربية. وتعكس تشكيلة الوفد المرافق أولويات أجندة الطرفين، وطبيعة النقاشات التي تم التحضير لها في موسكو، ونيودلهي.

برنامج حافل

على مدار يومي القمة، سيبحث الطرفان التعاون في مجالات الدفاع، والطاقة النووية، والهيدروكربونات، والفضاء، والتكنولوجيا، والتجارة.

تُشكل زيارة بوتين لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين (أ.ف.ب)

واستبق الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف الزيارة بإشارة إلى أن بوتين سوف يناقش مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي «القضايا الدولية، والإقليمية»، مشدداً على اهتمام الكرملين بتطوير التعاون الثنائي، وفتح مجالات جديدة للتعاون، وأشار إلى موقف واشنطن السلبي تجاه الزيارة، وتلويحها بمضاعفة التعريفات الجمركية في حال استمرت نيودلهي في تعزيز تعاونها مع موسكو، وخصوصاً في مجال الطاقة، موضحاً أنه «لا ينبغي أن تخضع العلاقات التجارية بين موسكو ونيودلهي لتأثير دول ثالثة»، وأعرب عن قناعته بأن «مسألة التعريفات الجمركية الأميركية تظل قضية ثنائية بين الولايات المتحدة والهند». ووصف بيسكوف الإجراءات المفروضة على قطاع النفط الروسي بأنها غير قانونية، مؤكداً أن روسيا تبذل كافة الجهود الممكنة لضمان استمرار تجارة الطاقة، وتدفقها دون انقطاع رغم التحديات. وأشار إلى أن الزيارة ستشهد توقيع حزمة مهمة من الوثائق الثنائية، دون الإفصاح عن تفاصيل محددة.

تعزيز التعاون في مجال الطاقة

قبل زيارة بوتين، أجرى مسؤولون من الجانبين محادثات في مجالات واسعة من الدفاع، إلى الشحن، والزراعة، وفي أغسطس (آب) الماضي، اتفق الطرفان على بدء محادثات بشأن اتفاقية تجارة حرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بقيادة روسيا.

وكرست هذه الخطوات مسار تعزيز العلاقة رغم بروز بعض المخاوف لدى مسؤولين في الهند أعربوا عن قلق من أن أي صفقات طاقة ودفاع جديدة مع روسيا قد تُثير رد فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي ضاعف الرسوم الجمركية إلى 50 في المائة في أغسطس على السلع الهندية، عقاباً على مشتريات نيودلهي من النفط الخام الروسي.

بوتين يتحدّث خلال مؤتمر في موسكو يوم 3 ديسمبر (رويترز)

ويُشكّل ملف تعزيز التعاون في مجال الطاقة إحدى أولويات الكرملين، الذي أكد أن الهند سوف تواصل الحصول على معاملة تفضيلية.

زادت واردات النفط الروسية على مدار سنوات اتفاقية التجارة الحرة بنسبة 600 في المائة، مما جعل الهند المشتري الرئيس لصادرات النفط الروسية (38 في المائة). كما تشتري الهند الأسمدة، والزيوت النباتية، والفحم، والمعادن.

تُنقل هذه الشحنات عبر الممر البحري الشرقي الذي افتُتح مؤخراً بين فلاديفوستوك وميناء تشيناي الهندي، وهو طريق بطول 10300 كيلومتر يربط بين موانٍ استراتيجية في المحيطين الهادئ والهندي. كما يعمل ممر النقل بين الشمال والجنوب فإن هذا الممر يتيح الاستقلال عن اللوجستيات الغربية، والتسويات بالعملات الوطنية تجاوزاً للعقوبات الغربية بنسبة تصل إلى 90 في المائة. وأكد الطرفان مجدداً هدفهما المتمثل في زيادة حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030 (من 67 مليار دولار حالياً). وتطلب الهند دعماً لصادراتها إلى روسيا، لا سيما في مجالات الأدوية، والهندسة، والمنتجات الزراعية، ولتوفير فرص عمل للعمال الهنود المهاجرين، ويأتي ذلك تقديراً لإنجازات الهند في الالتفاف على العقوبات الغربية، خصوصاً في مجال تجارة النفط.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يحضران اجتماعاً على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند - أوزبكستان يوم 16 سبتمبر 2022 (رويترز)

في المقابل، تسعى موسكو إلى الحصول على مساعدة الهند للحصول على قطع غيار، ومعدات تقنية لأصولها النفطية، حيث عرقلت العقوبات الوصول إلى الموردين الرئيسين.

ووفقاً لمصدر حكومي في الهند، فإن نيودلهي تسعى على الأرجح إلى استعادة حصة 20 في المائة لشركة التنقيب عن الغاز الحكومية في مشروع «سخالين-1» في أقصى شرق روسيا.

وتسعى موسكو أيضاً إلى تطوير تعاملها في القطاع المالي والمصرفي مع الهند، وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، بأنه ستتم خلال الزيارة مناقشة إمكانية إطلاق نظام الدفع الروسي «مير» في الهند، والذي من شأنه أن يُسهم في زيادة السياحة الروسية. ووفقاً له، فقد طُرحت هذه المسألة سابقاً خلال اجتماع بوتين مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار. وستُناقش الآن على أعلى مستوى في نيودلهي.

الصفقات العسكرية

ورغم الضغوط الأميركية، لا تخطط الهند لتجميد علاقاتها الدفاعية مع موسكو، لأنها تحتاج إلى دعم مستمر للعديد من الأنظمة الروسية التي تشغّلها.

وقال مسؤولان هنديان مطلعان على الأمر لـ«رويترز» إن طائرات «سوخوي-30» الروسية تشكل غالبية أسراب المقاتلات الهندية البالغ عددها 29 سرباً، وعرضت موسكو مقاتلتها الأكثر تطوراً «سوخوي-57» والتي من المرجح أن تكون جزءاً من المحادثات.

بوتين يلتقي المتطوعين المشاركين في جائزة #WeAreTogether الدولية في مركز التجارة العالمي في موسكو يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ولم تتخذ الهند قراراً بعد بشأن النسخة المحدثة من «سوخوي»، لكن الكرملين أعلن أن هذا الموضوع سيكون مطروحاً للنقاش. ومن المرجح أن تناقش نيودلهي شراء المزيد من وحدات نظام الدفاع الجوي «إس-400» وفق تصريحات لوزير الدفاع الهندي راجيش كومار سينغ، الأسبوع الماضي. وتمتلك الهند الآن ثلاث وحدات، مع انتظار تسليم وحدتين إضافيتين بموجب صفقة عام 2018.

لكن الحديث عن تعاون دفاعي لا يقتصر على بيع الأسلحة، والمعدات، إذ قطعت موسكو ونيودلهي شوطاً مهماً لتوطين صناعات دفاعية في الهند لتصبح أبرز شريك عسكري لروسيا. وأفاد ديمتري شوغاييف مدير الهيئة الروسية للتعاون العسكري التقني بأن القمة الحالية سوف تبحث مشاريع عسكرية تقنية جديدة، وتوسيع العقود القائمة بين البلدين.

وتشير مصادر إلى أنه يمكن توطين إنتاج ما يقرب من نصف نظام «إس-400» في إطار سياسة نقل التكنولوجيا التي توليها الهند أولوية قصوى. وفي حال تم الاتفاق على شراء طائرات «سوخوي-57» المقاتلة، فسينتقل طيارو القوات الجوية الهندية بسهولة إلى الطائرات الروسية من الجيل الجديد، مع تأكيد أن شركة «هندوستان» للملاحة الجوية المحدودة المملوكة للدولة قادرة على صيانة الترسانة الروسية.

وأفادت تقارير بأن اتفاقيات قيد التطوير -أو وُقِّعت بالفعل- لإنتاج مشترك لنظام الدفاع الجوي «بانتسير»، واحتمال شراء الهند لنظام رادار الإنذار المبكر «فورونيج»، الذي يتجاوز مداه 6000 كيلومتر.

وأكد شوغاييف أن العلاقات العسكرية التقنية بين روسيا والهند تشهد تطوراً ملحوظاً رغم التحديات الدولية الراهنة، مشيراً إلى أنه لم يغلق أي مشروع عسكري تقني خلال عام 2025.

بوتين خلال تقديمه جائزة #WeAreTogether الدولية في موسكو، يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ووفقاً للمسؤول الروسي ينتظر أن ينصب الاهتمام بشكل أساسي على الطائرات، وأنظمة الدفاع الجوي، والتعاون في تقنيات الطائرات المسيرة، والمساعدة في بناء سفن جديدة في أحواض بناء السفن الهندية. وأضاف: «تبدو آفاق الصادرات العسكرية إلى الهند في عام 2026 إيجابية للغاية، وأعتقد أن حجمها في العام المقبل سيتجاوز مستوى عام 2025»، مؤكداً أنه تم حل المشكلات المتعلقة بالجوانب اللوجستية، وتوريد المكونات للمشاريع المشتركة، بما في ذلك صيانة المعدات الموردة سابقاً.

وأشار شوغاييف إلى أن روسيا تسعى إلى تعاون عسكري تقني واسع النطاق مع الهند في مجال التقنيات الجديدة، حيث تتزايد حصة المشاريع المشتركة، والتقنيات التكنولوجية المتقدمة عاماً بعد عام.

وتنفذ روسيا والهند حالياً عشرات المشاريع العسكرية التقنية واسعة النطاق، ومن أهمها إنتاج الهند المرخص لطائرات «سوخوي-30»، ومحركات الطائرات، ودبابات «تي-90 إس»، والتعاون في إطار مشروع «براهموس» المشترك للصواريخ، وتحديث المعدات العسكرية التي سبق توريدها، والعمل المشترك في مجال تكنولوجيا الدفاع.

جانب من لقاء بوتين ومودي على هامش أعمال مجموعة «بريكس» في كازان شهر أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

وأشارت مصادر إلى أن الطرفين يُعدّان «بيانات مهمة» ستحدد التوجهات الرئيسة للمرحلة المقبلة من شراكتهما. ومن المتوقع أن تُمهّد الاتفاقيات الجديدة للتعاون العسكري الصناعي الطريق لمرحلة جديدة من التعاون الدفاعي بين البلدين، ما يتيح للهند الوصول إلى أحدث تقنيات التخفي، والدفاع الصاروخي. وتتوقع المصادر أن يُعزز هذا مكانة الهند في المنطقة الآسيوية.

من المتوقع توقيع عقود عسكرية لتوريد وإنتاج أنظمة دفاع جوي من الجيل الجديد، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي إس-500. وقد لاقى نظام إس-400 الروسي استحساناً من الجيش الهندي خلال عملية سيندور، حيث أُشير إلى سرعة نشره في أقل من خمس دقائق لتكون ميزة كبيرة. ويُعتبر دمج نظام إس-400 في نظام الدفاع الجوي متعدد الطبقات الهندي على طول الحدود مع الصين وباكستان تعزيزاً أمنياً.

توازن بين الهند والصين

وتواجه موسكو -التي طورت علاقاتها مع الصين بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وغدت بكين حليفاً رئيساً لها- تحدياً جدياً في إقامة توازن دقيق في العلاقة مع البلدين الخصمين.

الرئيسان الصيني شي جينبينغ (يمين) والروسي فلاديمير بوتين وبينهما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في لقائهم بمدينة تيانجين الصينية في سبتمبر (أ.ب)

وأكد الكرملين أن موسكو تنطلق من أهمية المحافظة على علاقات مع «الشركاء التقليديين»، مشيراً إلى «تقدير خاص لاستعداد نيودلهي للمساهمة في البحث عن تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا».

وفي إشارة مهمة، قال الناطق الرئاسي الروسي: «نحن مستعدون لتطوير علاقاتنا مع الهند في جميع المجالات الممكنة، إلى الحد الذي تكون فيه الهند مستعدة لذلك»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن روسيا «تواصل تطوير علاقاتها مع الهند، والصين».

وتابع: «نحن نحترم العلاقات الثنائية بين الهند والصين، وليس لدينا شك في أن أقدم دولتين، الدولتين الأكثر حكمة في هذا العالم، ستكونان حكيمتين بما يكفي لتسوية جميع المشكلات من أجل الحفاظ على الاستقرار العالمي».

تحدي الضغوط الأميركية

رأت تعليقات في وسائل إعلام حكومية روسية عشية الزيارة أن نيودلهي سارت خطوات لتحدي الضغوط الأميركية المفروضة عليها بسبب علاقاتها مع موسكو. ومن ذلك، ألغت الهند مناقشات اتفاقية التجارة الهندية-الأميركية، وقالت الصحافة الروسية إن تلك الاتفاقية «تراجعت أهميتها الاستراتيجية مقارنة بالنتائج المتوقعة بعد زيارة بوتين». وزادت أن «الهند ردت عملياً على الهجوم على سيادتها».

ترمب ومودي في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض في فبراير الماضي (رويترز)

كانت الحكومة الأميركية حملت نيودلهي مسؤولية تعزيز الجيش الروسي في أوكرانيا، واصفةً تصرفات الهند لاستيراد النفط الروسي بأنها «مزعزعة للاستقرار». ووصف الرئيس دونالد ترمب الهند بأنها «مغسلة للكرملين»، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المائة على الواردات الهندية إذا واصلت نيودلهي هذا المسار.

بدوره عارض الاتحاد الأوروبي مشاركة الهند في مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا، بحجة أن صداقة نيودلهي مع موسكو تُشكل عقبة أمام تعميق التعاون الاستراتيجي مع أوروبا.

ورأت التعليقات الروسية أن «الهجوم السافر على السيادة الهندية من قبل الغرب فقد أثره. لقد اتُخذ القرار: التعاون مع روسيا أهم للهند منه مع الغرب، كما يتضح من زيارة بوتين. وقد اكتسبت روسيا والهند خبرة واسعة في العمل معاً ضمن مجموعة (بريكس)، ومنظمة شنغهاي للتعاون».