الأسبوع الأول من شهر رمضان يشهد مقتل 224 مدنيا في سوريا

148 قتيلًا مدنيًا بينهم 50 طفلاً جراء قصف للطائرات الحربية السورية والروسية

الأسبوع الأول من شهر رمضان يشهد مقتل 224 مدنيا في سوريا
TT

الأسبوع الأول من شهر رمضان يشهد مقتل 224 مدنيا في سوريا

الأسبوع الأول من شهر رمضان يشهد مقتل 224 مدنيا في سوريا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 224 مواطنا مدنيا بينهم 67 طفلاً و28 مواطنة، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان جراء أعمال العنف التي تشهدها سوريا.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) نسخة منه اليوم (الاثنين)، إن حصيلة القتلى منذ الأول من رمضان 6 من يونيو (حزيران)، الحالي وحتى أمس الاحد السابع من شهر رمضان، ضمت 148 قتيلا مدنيًا بينهم 50 طفلاً و15 مواطنة جراء قصف للطائرات الحربية السورية والروسية وقصف للطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة.
كما أشار المرصد إلى مقتل 18 مواطناً بينهم 3 أطفال و4 مواطنات في قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، و15 مواطنًا بينهم خمسة أطفال وست مواطنات قتلوا في قصف لطائرات التحالف الدولي.
ولفت المرصد إلى مقتل 12 بينهم ثلاثة أطفال ومواطنة في قصف للفصائل المسلحة والمقاتلة وتنظيم "داعش" ورصاص قناصيهم، و13 بينهم طفلان قتلوا في تفجير عربة مفخخة وتفجير حزام ناسف، وأربعة مواطنين قتلوا برصاص حرس الحدود التركي، وثلاثة مواطنين قتلوا تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية، و10 بينهم ثلاثة أطفال ومواطنتان قتلوا في انفجار ألغام وطلقات نارية ورصاص قناصة.
وفي مدينة إدلب أمس، قتل 21 مدنيا على الاقل في غارات جوية استهدفت سوقا شعبية شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة وحلفائها، فيما فر اكثر من 600 مدني من مدينة منبج الشمالية نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية جنوبا.
على الصعيد الانساني، لم يكن ممكنا توزيع المساعدات الغذائية التي وصلت هذا الاسبوع للمرة الاولى إلى مدينة داريا الخاضعة لسيطرة المعارضة والمحاصرة منذ العام 2012، وذلك بسبب القصف المتواصل الذي يشنه النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وعلى الرغم من مرور خمس سنوات من الحرب وسقوط 280 الف قتيل وتشريد الملايين، لا تزال سوريا "بعيدة عن أي أفق" لنهاية النزاع، وفق ما قال بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر أمس.
ميدانيًا، في محافظة حلب القريبة من ادلب، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق مدينة منبج الجمعة وقطع كل طرق الامداد إلى مناطق سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "فرّ اكثر من 800 مدني مشيا على الاقدام من الحصار المفروض على منبج ومن تنظيم "داعش" داخلها نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية جنوب المدينة" الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وساعد عناصر قوات سوريا الديمقراطية المدنيين على الفرار و"نقلوهم فور خروجهم إلى مناطق اكثر أمنا"، حسب عبد الرحمن؛ الذي أشار إلى أنّ هذا التحالف من فصائل عربية وكردية موجود "عند تخوم المدينة من الجهة الجنوبية ولا يفصله عنها سوى مزرعة" في حين تدور المعارك العنيفة غرب وشمال غربي المدينة. موضحًا أنّ المدنيين "فروا دفعة واحدة وباعداد كبيرة عبر نقاط لا يوجد فيها عناصر تنظيم داعش".
وتحاصر المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش" الذي بات شبه معزول داخل منبج، عشرات الآلاف من المدنيين في المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.
وتدور معارك عنيفة على جبهتي الغرب والشمال الغربي، حيث يشن المتطرفون هجمات مضادة ضد قوات سوريا الديمقراطية في مسعى لكسر الحصار وفتح الطريق المؤدية غربا إلى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف.
واسفرت المعارك والقصف خلال "الساعات الماضية عن مقتل 30 عنصرا من تنظيم "داعش" وخمسة من قوات سوريا الديمقراطية"، وفق المرصد، ليرتفع بذلك إلى 223 عدد قتلى التنظيم و28 عدد قتلى قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء المعركة لاستعادة السيطرة على منبج نهاية مايو (أيار).



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».