وزير المياه اليمني: القوى السياسية تؤيد سلامًا عادلاً.. ولسنا ضعفاء

شريم لـ «الشرق الأوسط»: الميليشيات تزرع الألغام الطائفية والسياسية

وزير المياه اليمني: القوى السياسية تؤيد سلامًا عادلاً.. ولسنا ضعفاء
TT

وزير المياه اليمني: القوى السياسية تؤيد سلامًا عادلاً.. ولسنا ضعفاء

وزير المياه اليمني: القوى السياسية تؤيد سلامًا عادلاً.. ولسنا ضعفاء

قال وزير المياه والبيئة اليمني، الدكتور العزي شريم، إن كثيرا من المهام تنتظر الحكومة اليمنية لتقوم بها، خلال وجودها في عدن، وإن هذه الزيارة تأتي تأكيدا على الارتباط الوثيق بين الحكومة والمواطنين في الداخل، على عكس ما يروج له الانقلابيون الذين يحاولون زرع الألغام السياسية والإعلامية، إلى جانب الحوادث الأمنية التي يتورطون فيها في الجنوب، معتبرا أن أكبر إنجاز للميليشيات هو التدمير وتفجير المنازل وقتل النساء والأطفال والاستيلاء على الوظيفة العامة ومؤسسات الدولة والسلاح، وليس أخيرا تحويل صنعاء إلى عاصمة موالية لملالي قم وطهران.
وأكد الوزير شريم، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه خلال وجود الحكومة ستتم معالجة كثير من العقبات والمشكلات القديمة والجديدة التي تسبب فيها الانقلابيون، والتي تواجه كثيرا من مؤسسات الدولة في عدن وبقية المحافظات المحررة، وأن مكونات الشعب اليمني باتت تعرف اليوم المشروع الملالي الذي يحمله الانقلابيون، وقد تطابق مع المشروع العائلي للمخلوع علي عبد الله صالح، ومن أجل هذين المشروعين يعملان على تدمير اليمن، وجعلها مطية وراكعة أمام جبروت الميليشيات.
وكشف شريم عن توجهات حكومية كثيرة يجري العمل على تنفيذها في الميدان، منها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والمالي، وحل المشكلات المستعجلة، كالكهرباء والمياه وغيرها.
وحول تطورات مشاورات الكويت، قال وزير المياه والبيئة اليمني إن هذه المشاورات أكدت للقاصي والداني أن الحكومة اليمنية والقيادة الشرعية، وعلى رأسها الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بذلت وتبذل كل المساعي من أجل التوصل إلى السلام، وذهب وفدها إلى الكويت بنية صادقة ومخلصة لتحقيقه، مشددا على أن سعي الحكومة إلى السلام ليس ضعفا أو رضوخا لأية ضغوطات، وإنما تأكيد على أن مشروعها هو مشروع السلام والأمن والاستقرار والبناء، وليس مشروع التدمير واختطاف الدولة وملشنة الجيش والأمن.
وأشار إلى أن الحكومة والقوى السياسية والاجتماعية، وكل الأطياف التي تقف وراءها وتساندها ضد الانقلاب، تؤيد التوصل إلى سلام عادل، ليس منقوصا، ولا يكرس الانقسام، وذلك حرصا على السلام والأمن، وحفاظا على النسيج الاجتماعي من التمزق، بعد أن بدأت ظواهر الجهوية والطائفية تظهر بأدوات الانقلابيين كأسلوب يرسمون أن يسود اليمن في الفترة المقبلة.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.