يتسابق القصف المدفعي والجوي العنيف في مدينة حلب وأريافها، مع مساع لإمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة بين الأطراف المتصارعة خلال شهر رمضان، حيث دعت «غرفة عمليات فتح حلب» أمس الاثنين، للضغط على النظام السوري لإعادة تفعيل الهدنة في حلب خلال شهر رمضان، فيما أعلنت روسيا أن قواتها الجوية ستقدم الدعم «الأكثر فعالية» لقوات النظام حتى لا تسقط مدينة حلب الاستراتيجية والمنطقة المحيطة بها في أيدي من سمتهم «الإرهابيين».
وتفعلت المطالب بالبحث في اتفاق هدنة، في أعقاب موجة قصف عنيف، تبادل فيها الطرفان، النظام والمعارضة، قصف أحياء يسكنها المدنيون. رغم أن قصف النظام لمناطق أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، أسفر خلال 45 يومًا، عن مقتل 500 مدني، وإصابة 2600 آخرين.
وطالبت «غرفة عمليات فتح حلب» جميع القوى العالمية بالضغط على النظام لإعادة تفعيل الهدنة ووقف القصف الجوي الذي خلّف كثيرا من «المجازر» في حلب وريفها. وقالت في بيان: «إن العالم يقف متفرجًا على جرائم قوات النظام وحلفائها في مدينة حلب في تواطؤ متواصل معهم»، داعية «شرفاء العالم وأحراره للضغط على القوى المساندة للنظام السوري لردعه عن ممارسة إجرامه بحق الشعب السوري وإعادة الهدنة إلى سريانها داخل حلب وخصوصا في شهر رمضان».
وقال مصدر عسكري معارض في حلب لـ«الشرق الأوسط»، إن مطالب تفعيل الهدنة «تنطلق أساسًا من حاجات إنسانية»، مشيرًا إلى أن الواقع الإنساني في المدينة وأريافها «تفاقم بشكل كبير بفعل القصف، وبات من الصعب أن يحصل الصائمون على حاجاتهم الغذائية في شهر رمضان بسبب القصف والحصار».
وقال إن الدفع باتجاه تطبيق اتفاق هدنة «سيتيح إدخال المساعدات ويوفر للناس فرصة التقاط الأنفاس والتزود بحاجاتهم الأساسية»، مشددًا على أن المطالب بالهدنة «وصلت إلى معنيين في المجتمع الدولي بهدف فتح ممرات إنسانية».
وتلتقي تلك المطالب مع دعوة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أول من أمس، لاستغلال شهر رمضان لتحقيق هدنة شاملة في سوريا. واعتبر هاموند أن الشهر فرصة للحل من أجل ملايين السوريين الذين اضطروا للنزوح عن بيوتهم، إلى جانب المقيمين في مخيمات اللاجئين.
وكانت عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني، وجهت الأسبوع الماضي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اقترحت فيها بدء نظام هدنة في عموم سوريا خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي، قائلة إن «رمضان يحل الأسبوع القادم، وهذا من شأنه أن يبدأ في تهيئة الظروف المناسبة، والأجواء المناسبة لعودتنا إلى محادثات السلام في جنيف».
وترافقت المطالب بالهدنة، مع سلسلة إجراءات عملية اتخذتها الفصائل العسكرية خلال شهر رمضان في شمال سوريا بهدف «تقليص أعداد الضحايا المدنيين». وقالت مصادر معارضة في الشمال لـ«الشرق الأوسط»، إن الظروف الأمنية «دفعت لإلغاء صلاة التراويح في عموم مساجد حلب وإدلب، بعد أن منعت صلاة الجمعة قبل أسبوعين في إدلب»، مشيرة إلى أن الفصائل «تريد أن تتجنب وجود تجمعات بشرية ستكون أهدافا سهلة لطائرات النظام والطائرات الروسية». وقال إن القرارات الجديدة للحد من الخسائر في شهر رمضان «تشمل محافظة إدلب بأكملها، ومدينة حلب وريفها الشمالي والجنوبي والغربي، إضافة إلى ريف حماه الشمالي».
هذا، وأعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» عن «إلغاء صلاة التراويح خلال شهر رمضان الحالي في أحياء مدينة حلب وريفها حفاظًا على أرواح المدنيين من غارات النظام المتواصلة على المدينة يوميًا». كما دعت الغرفة السكان المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بحلب للابتعاد عن تجمعات قوات النظام وميليشياتها وكل النقاط المحيطة بوجود هذه الميليشيات كونها مناطق عسكرية وأهدافا لفصائل «غرفة عمليات حلب».
وتواصل القصف الجوي على أحياء حلب الشرقية أمس، لليوم الخامس والأربعين، وتسبب بدمار كبير في ممتلكات المواطنين والمرافق العامة والمستشفيات، وإصابة أكثر من 2600 شخص بجراح. وأدى القصف، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى مقتل 502 شخص، جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب، بالإضافة إلى قصف على مناطق في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب.
وأشار المرصد إلى أنه «من بين المجموع العام للخسائر البشرية التي تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها، 222 (شهيدًا) بينهم 28 طفلاً و21 مواطنة (استشهدوا) جراء عشرات الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في أحياء الكلاسة، والمغاير، والفردوس، والصاخور، والمواصلات، والمرجة، وباب النيرب، وطريق الباب، والأشرفية، وبني زيد، والعامرية، وصلاح الدين، والزبدية، وبعيدين، وبستان القصر، وطريق الكاستيلو، والسكن الشبابي، والأنصاري، والسكري، والصالحين، والمشهد، والحيدرية، ومناطق أخرى بمدينة حلب».
حلب: 502 ضحية لقصف النظام.. ومساع لهدنة خلال شهر رمضان
الفصائل منعت صلاة التراويح لوقف استهداف التجمعات المدنية بالغارات الجوية
حلب: 502 ضحية لقصف النظام.. ومساع لهدنة خلال شهر رمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة