مطاعم لندن تحتفل بعيد الملكة إليزابيث.. وتحضر أطباقها المفضلة

تعشق سندويتش الخيار والزبدة مع الشاي بعد الظهر

مطاعم لندن تحتفل بعيد الملكة إليزابيث.. وتحضر أطباقها المفضلة
TT

مطاعم لندن تحتفل بعيد الملكة إليزابيث.. وتحضر أطباقها المفضلة

مطاعم لندن تحتفل بعيد الملكة إليزابيث.. وتحضر أطباقها المفضلة

ما لون الملكة إليزابيث الثانية المفضل؟ ماذا تضع في حقيبة يدها؟ كم مرة صافحت بيدها؟ ما طبقها المفضل؟ هل تأكل في المطاعم؟ ما مشروبها المفضل؟
هذه الأسئلة من الممكن أن يجيبك عنها محرك «غوغل» ليس لأنه ذكيا، بل لأن كثرة الإقبال على طرح هذه الأسئلة جعل قصر باكينغهام يرد عليها وينشرها، فلم يعد هناك سر فيما يخص ما تأكله الملكة، وما تفضله من شراب.
الملكة إليزابيث تحتفل بعيد ميلادها مرتين في العام، عيدها الرسمي في الحادي والعشرين من أبريل (نيسان)، والاحتفال الرسمي بعيدها الذي يكون في أول يوم أحد من يونيو (حزيران) من كل عام، والسبب يعود إلى رداءة المناخ في بريطانيا، مما يحول دون الاحتفال في الهواء الطلق في فصل الشتاء أو الربيع، ويقال إن هذا التقليد بدأ مع الملك جورج الثاني لأنه ولد في فصل الشتاء.
وبما أن الملكة تحتفل بعيديها على مدى أكثر من شهر، فلندن تواكبها وتحتفل معها، فبعض المطاعم والفنادق تحتفل في أواخر أبريل، والبعض الآخر يحتفل في يونيو، وبما أن مصادر قصر باكينغهام تؤكد أن صاحبة الجلالة تفضل الطعام الخفيف، ولا تأكل النشويات، وتستبدل بها السمك واللحم المشوي، كما أن المعلومات المؤكدة تفيد أنها تتناول وجبة فطور خفيفة لأنها تعول على وجبة الشاي بعد الظهر، عندما يسمح لها وقتها وأجندتها المزدحمة بالأعمال بذلك، والسندويتش المفضل لديها بسيط جدا يضم الخيار والزبدة المنكهة بالنعناع، لذا نرى كثيرا من الأماكن الراقية التي تقدم الشاي الإنجليزي تحرص على تقديم هذا النوع من السندويتشات مع كثير من الحلويات لأن الملكة تعشق الشوكولاته وكيكة الشوكولاته، ولا تستطيع مقاومتها، ولو أنها تحرص على الحفاظ على رشاقتها وصحتها.
ومن الأماكن التي تقدم الشاي الإنجليزي احتفالا بعيد الملكة التسعين «بارك روم» الواقعة في فندق «غروفنر هاوس جي دبليو ماريوت»، في شارع بارك لاين، وطيلة هذه الفترة يقدم الفندق لائحة تضم كل الأطباق التي تفضلها الملكة فترة بعد الظهر.
يشار إلى أن «بارك روم» أعيد افتتاحها منذ شهر فقط، بعدما خضعت لعملية تغيير ديكور شاملة، وأجمل ما فيها هو اختيار اللون الأخضر للأرائك ولباس العاملين، وهذا اللون هو امتداد للون العشب الأخضر في حديقة «هايد بارك» المقابلة.
ومن الأطباق التي تضمها لائحة الشاي للاحتفال بعيد ميلاد الملكة التسعين تشكيلة من السندويتشات التي تضم سندويتش «كورونايشن» والخيار والزبدة وسندويتش القريدس المحضر مع صلصة ماري روز.
وتقدم أيضًا سندويتشات يطلق عليها اسم «Open Sandwiches» وتضم السلمون مع الجبن الأبيض والقريدس والبيض مع المايونيز.
ومن الحلويات التقليدية التي ترافق الشاي الإنجليزي السكونز التي تحضر عند طلبها لتكون طازجة ساخنة، وأنصح بطلب مربى أوراق الزهور لأنه الأفضل، مع إمكانية طلب نكهات أخرى من مربيات الفاكهة والكريمة والزبدة على طريقة مقاطعة ديفن الساحلية المشهورة بتحضير هذا النوع من الكريمة الذي يعرف باسم Clotted cream.
ولم ينس «بارك روم» الحلويات المفضلة لدى الملكة، فأتحف الزبائن بتشكيلة من الكيكة مع البسكويت والشوكولاته وبافلوفا مع الفراولة والدراق الأبيض والبسكويت الإنجليزي Short bread وكيكة قصر ويندسور، مع العسل والمشمش.
أما بالنسبة لتشكيلة الشاي، فهي كلها من توقيع «نيوباي أوف لندن» التي تقوم بخلط الشاي بطريقة فريدة، إضافة إلى مشروب الملكة المفضل الذي يحمل اسم «زازا».
ومثل أي مكان فاخر في لندن يقدم الشاي الإنجليزي، من الممكن طلب المزيد، وهذه هي قاعدة الشاي، فلا تخجل إذا أردت من النادلة إحضار سندويتشات إضافية، فسعر وجبة الشاي يكون موحدا، ولا يزاد إليه إلا الضريبة، فسعر الشاي على طريقة الملكة واحتفالا بعيدها بسعر 42.50 جنيه إسترليني (نحو 60 دولارا أميركيا) للشخص الواحد.

هل تعرف؟

- يعمل في مطبخ الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكينغهام في لندن 20 طاهيا.
- تأكل الملكة مع أصدقاء قد يصل عددهم إلى مائة شخص في الأيام العادية.
- تذهب الملكة مع زوجها الأمير فيليب للأكل في بعض المطاعم، ويجلسان على طاولة مخفية في إحدى الزوايا، ويحرص العاملون في المطعم على خصوصيتها المطلقة، وعدم إبلاغ المصورين والصحافة.
- من المطاعم التي ترتادها الملكة أحيانا: الريتز، لوكاندا لوكاتيللي والسافوي.
- طبق الملكة المفضل سمك موسى Sole Fish المشوي مع الليمون.
- الملكة لا تحب رمي الطعام، وتطلب من العاملين عدم رمي الكيكة إلى أن تنتهي بغض النظر عن الوقت.
- أقامت الملكة منذ أن بلغت الـ12 عاما نحو 57 ألف عشاء وغداء (غالبيتها رسمية).
- المعروف عن الملكة أنها اقتصادية جدا، ويقول أحد الطهاة السابقين الذين عملوا معها أنها كانت تضع خطا على حاوية الفستق وحبوب الفطور لمعرفة ما إذا كان أحدهم قد أكل من طعامها الخاص.
- تحتفظ الملكة بكتاب يضم كل الوصفات التي قام الطهاة بتحضيرها في حفلاتها الرسمية وغير الرسمية لمعرفة الأطباق التي فضلتها.
- تكره الملكة الثوم والبصل، وبالتالي لا يشتمل أي طبق على مائدتها عليهما.
- لوائح الطعام على موائد الملكة تكتب دائما باللغة الفرنسية، ويقال إن السبب هو الاعتقاد بأن المأكولات تبدو أفضل عندما توصف بالفرنسية، وليس بالإنجليزية (وهذا ما يتبعه كثير من الطهاة المشاهير في مطاعمهم في لندن).
- معظم المكونات التي تحضر منها أطباق الملكة تأتي من مزارعها الخاصة.
- «فورتنوم إند مايسون» من المحلات المفضلة بالنسبة للملكة.
- من الماركات التي تحبها الملكة «رايفيتا» و«لي إند بيرنيز» و«إتش بي صوص».
- الملكة تعشق الشوكولاته، وتفضل ماركة «شاربونيل إي ووكر» و«بينديكس».
- الملكة لا تحب الطعام قدر ما تحب التجمع مع العائلة والأصدقاء حول الطاولة.
- تأكل يوميا فترة الغداء سمكة أو قطعة من اللحم المشوي، مع نوعين من الخضار، يليها نوع واحد من الفاكهة.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.