الهيئة العليا: الرقة ينتظرها مستقبل غامض.. وسوريا تعمها كارثة إنسانية كبرى

ماخوس: المفاوضات مرهونة بإيقاف الموت والجوع وتثبيت الهدنة

الهيئة العليا: الرقة ينتظرها مستقبل غامض.. وسوريا تعمها كارثة إنسانية كبرى
TT

الهيئة العليا: الرقة ينتظرها مستقبل غامض.. وسوريا تعمها كارثة إنسانية كبرى

الهيئة العليا: الرقة ينتظرها مستقبل غامض.. وسوريا تعمها كارثة إنسانية كبرى

كشفت الهيئة العليا السورية للمفاوضات لـ«الشرق الأوسط» أن المناطق السورية المنكوبة مهددة بكارثة إنسانية لم تشهدها في تاريخها، في ظل الجوع والمرض والموت في المناطق المنكوبة. ورهنت مشاركتها في أي عملية سياسية بمحطة جنيف المقبلة، بـ«اختراق فعلي» في الملفات المتعلقة بالوضع الإنساني واحترام الهدنة وإطلاق سراح المعتقلين، وتثبيت الهدنة، رافضة عنوان «الرقة لمن يحررها».
الدكتور منذر ماخوس، الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا، وسفير «الائتلاف» السوري لدى فرنسا قال لـ«الشرق الأوسط» خلال حوار معه: «إن الحديث عن مشاركة في أي عملية سياسية ما لم يتم حل الملفات المتعلقة بالوضع الإنساني واحترام الهدنة وإطلاق سراح المعتقلين، غير وارد». وأضاف أن تصريحات الناطق بما يسمى «قوات حماية الشعب» (الميليشيا الكردية) بأن «الرقة لمن يحررها»، مرفوضة جملة وتفصيلا، لأنها مشروع وطني شعبي، مقرّا في الوقت نفسه بصعوبة التكهن بما ستؤول إليه الرقة.
وفيما يتعلق باجتماع الهيئة بالرياض هذين اليومين، قال ماخوس: «الاجتماع الذي لم ينته بعد، حاولنا خلاله تقييم مجريات الأحداث على أرض الواقع والوضع السياسي منذ انتهاء المحطة الأخيرة من اجتماع جنيف وحتى لحظة هذا التصريح. إذ مرّ نحو شهر، وكان هناك قرار سياسي كبير، واتصالات لم تنقطع مع الدول الشقيقة والصديقة، واتصالات دولية وأخرى مع المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا؛ إذ انعقدت اجتماعات دولية متتالية في كل من برلين وباريس وفيينا، حيث تم كل الحراك السياسي الذي حصل خلال المرحلة الماضية، فهناك محاولة اتخاذ موقف من محطة جنيف المقبلة، التي لم تتحدد حتى هذا التصريح».
ولفت الناطق الرسمي للهيئة العليا للمفاوضات، إلى أن موضوع المشاركة من عدمها هو «الموقف الذي يحتاج لمزيد من النقاش والتقييم، خاصة أن الهيئة لم تجتمع منذ نحو شهر أو يزيد». وأكد الدكتور ماخوس «رفض الهيئة العليا التصريحات التي أطلقها الناطق باسم الميليشيا الكردية تحت عنوان (الرقة لمن يحررها) وأنهم سيحررون الرقة ويضمونها لمناطق أخرى تتبع له». وقال: «كان الأوجب أن تتعاون قوات التحالف مع العشائر العربية المنتشرة في كل مناطق الرقة ودير الزور والميادين وكل شرق سوريا، حيث إن كل المنطقة تسكنها عشائر عربية صرفة، حتى الحسكة التي تعيش فيها عشائر كردية تعيش فيها أيضًا عشائر عربية، والمناطق المحيطة بالشرق والرقة كلها مناطق عربية».
وأكد ماخوس أن «هناك قبائل وعشائر لديها مشاكل كثيرة مع (داعش)، ومنها قبيلة العقيدات، ويرى أنه كان بالإمكان، أن تساهم هذه القبيلة، بقوة في تحرير الرقة، غير أنه لم يجر تدريبها ولا تسليحها، بل تم تجاهلها وبدلا من ذلك، كان التركيز كله على (قوات حماية الشعب) أو ما يسمى (قوات سوريا الديمقراطية) التي تضم مكونا عربيا ضئيلاً لكنها في الأساس قوات كردية». ومن ثم، شدد على «ضرورة مشاركة القبائل والعشائر الموجودة في تلك المناطق والتي تساند قوات الجيش الحر الموجود بكثافة على امتداد شرق سوريا في تحرير الرقة. ذلك أن تحريرها يستدعي أن تكون ضمن المشروع الوطني السوري». وشدّد على أن المنطقة «ليست منطقة كردية ولا غير كردية، وكل سكان المنطقة هم أقرب إلى الثورة، والجيش الحر والمعارضة». ثم لفت إلى أن أمر إضافة الرقة إلى مناطق أخرى «يعد مسألة عسكرية، غير أنه على مستوى الهيئة العليا، فإن تصريحات ممثل (قوات حماية الشعب) بشأنها مرفوضة جملة وتفصيلا.. ثم إن (قوات سوريا الديمقراطية) غير مؤهلة وغير قادرة على اقتحام الرقة».
ثم قال: «من الصعوبة بمكان التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع بشأن الرقة، غير أن موقفنا منها أنه يجب أن تكون من مناطق الشعب السوري والمعارضة والمشروع الوطني الشعبي». وأضاف: «سوريا مقبلة على كارثة إنسانية هي الأشد على مدى تاريخها، إذ تصاعد الجوع والمرض والموت في المناطق المنكوبة بشكل هائل، ولذلك لن نشارك في أي عملية سياسية ما لم يتم حل الملفات المتعلقة بالوضع الإنساني واحترام الهدنة وإطلاق سراح المعتقلين».
وأوضح ماخوس: «في ظل هذه الظروف الحرجة، نطالب بتنفيذ فوري لقراري مجلس الأمن الدولي 2254 و2268. ومنذ البداية وحتى هذه اللحظة فإن النظام السوري وحلفاءه لا يلتزمون بهما. ومنذ بدأت العمليات الإغاثية في بداية مرحلة ما بعد مؤتمر ميونيخ، وتحديدا في شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) دخلت مساعدات معقولة نسبيًا، وإن كانت أقل من المطلوب كثيرًا، غير أنها توقفت فيما بعد». واستطرد: «الآن دخلت مساعدات في حدود أقل من 60 في المائة من المناطق المحاصرة و10.5 في المائة للمناطق صعبة التغطية، مما يعني أن القطر كله في حالة كارثية كاملة هناك أكثر من 5 بلدات لم تدخلها ولا حتى غرام واحد من المساعدات الإنسانية والطبية منذ خمسة أشهر».
وحول تصريحات المبعوث الأممي لدى سوريا دي ميستورا، بشأن وقوع مجاعة في المناطق السورية، قال ماخوس إنها حقيقة و«هناك كارثة مجاعة وموت وأمراض، ولذلك شروط المعارضة كانت وما تزال هي الفيصل قبل الذهاب إلى جنيف مرة أخرى». وأضاف: «ولكن دي ميستورا لم يستطع اتخاذ قرار، ولم يقدم دعوات للمفاوضات حتى هذه اللحظة، لأنه كما قال محبط.. وما لم يتم تقدم في الملف الإنساني فلن يدعو للتفاوض. وهذا يفسر عجز الأمم المتحدة عن اتخاذ قرار بشأن المفاوضات، والكل يعرف أنه ما لم يحرز تقدم في الملف الإنساني فلن يكون هناك مجال للمفاوضات»، على حد تعبيره.
وأوضح ماخوس: «إن حيثيات الوضع حاليا، تفسّر مغزى تصريحات دي ميستورا أمام مجلس الأمن الدولي بأن لا مفاوضات سورية قبل أسابيع. نعم ونحن أيضا على نسق ما قاله، ولكننا أكثر إلحاحا منه لأننا نحن المعنيون، ويجب على المعارضة المشاركة في تخفيف آلام الشعب السوري. والقضية الأولى للمعارضة هي الالتزام بمواقف سياسية معيارها إيصال المساعدات الإغاثية إنسانية وطبية لأنها مسألة مقدسة تمامًا، ومن دون هذا العنوان ليس هناك مجال للتفاوض». ومن ثم، شدد الناطق باسم الهيئة العليا على ضرورة الأخذ بدعوات أصدقاء سوريا بتثبيت الهدنة، لأنه - برأيه - أمر ملحّ.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.