استمرار القصف المدفعي على داريا المحاصرة بريف دمشق

مقتل أول جزائري يقاتل مع قوات النظام وينتمي للحرس القومي العربي

استمرار القصف المدفعي على داريا المحاصرة بريف دمشق
TT

استمرار القصف المدفعي على داريا المحاصرة بريف دمشق

استمرار القصف المدفعي على داريا المحاصرة بريف دمشق

تعرضت داريا في ريف دمشق الغربي، من بعد ظهر أمس إلى قصف مدفعي وصاروخي بـ «الفيل»، ولم تشهد اقتحامات جديدة، في الوقت الذي أعلنت فيه فصائل المعارضة، عن مقتل حسين عيسى القيادي في الحرس القومي العربي، وهو جزائري الجنسية، مع العشرات من العناصر المرافقة له، يوم أمس، أثناء محاولته اقتحام المدينة.
واستنكرت وزارة الخارجية البريطانية فشل أول محاولة لإدخال مساعدات إلى داريا المحاصرة منذ 5 سنوات؛ لأن نظام الأسد أزال من قوافل المساعدات مواد طبية وحليب الأطفال.
وأضافت أن نظام الأسد يستخدم سياسة العقاب الجماعي عن طريق التجويع والحرمان من الأدوية في داريا، ووصفت مسلكه بـ«الأمر المثير للاشمئزاز وبالانتهاك للقانون الإنساني الدولي». كما ذكرت الخارجية البريطانية على حسابها في «تويتر»، أن النظام أزال اللقاح ضد السل من قوافل المساعدات في سوريا، ما تسبب بانتشار وباء مقاوم لعدة لقاحات ضد السل في شمال حمص وفي حلب.
في سياق متصل، ذكر موقع «مراسل سوري» أن ميليشيا الحرس القومي العربي أعلنت عن مقتل القيادي الميداني لديها حسين عيسى المعروف باسم أبو عدي، على تخوم مدينة داريا في ريف دمشق الغربي، وهو جزائري الجنسية.
ويقود عيسى كتيبة جول جمال التابعة لـ «الحرس القومي العربي»، وحمل بيان الميليشيا عنوانًا، بأن «أبو عدي قتل في سبيل الوحدة العربية على أرض سوريا في مواجهة التكفيريين». وهو أحد القيادات التي شاركت في كثير من المعارك، خاصة في ريف دمشق، وهو أول جزائري يعلن مقتله في الميليشيات التي تقاتل مع النظام. علما بأن ميليشيا الحرس القومي كانت قد خسرت قياديا مصريا قبل 3 سنوات، وهو عامر عيد عبد الله (أبو ناصر) في معارك الريف الدمشقي.
تأسس «الحرس القومي العربي» في المؤتمر الناصري العام الذي أقيم في تونس في 7 سبتمبر (أيلول) 2012، باستضافة من «حركة الشعب» و«جمعية الوحدويين الناصريين» في تونس، وحضره قوميون من مختلف اﻷقطار العربية. وبعد المؤتمر مباشرة بدأ العمل على تشكيل الكتائب العسكرية القتالية في لبنان، وبالتحديد مدينة صيدا الجنوبية، بدعم وتنسيق مع ميليشيا ما يسمى «حزب الله» اللبناني.
توزعت ميليشيا الحرس القومي بشكل أساسي على 4 كتائب قتالية وأطلقت الميليشيات عملياتها القتالية في سوريا بدايات عام 2013، وشاركت بالقتال إلى جانب قوات الأسد والميليشيات الشيعية المتعددة في عدة مناطق، منها: القصير في ريف حمص، ومعركة يبرود في القلمون بريف دمشق. كذلك قاتلت في أحياء دمشق الجنوبية (معركة السبينة وحجيرة)، وفي معارك حي جوبر، ومعارك حي برزة، وفي الغوطة الشرقية لدمشق «المليحة» والغوطة الغربية (داريا ودنون والمعضمية)، هذا إضافة إلى معارك ريفي درعا والقنيطرة. وتضم ميليشيا الحرس القومي العربي في صفوفها عدة جنسيات عربية، من سوريا ولبنان وفلسطين واليمن وتونس ومصر والأردن والعراق.



خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)
الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)
TT

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)
الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)

خفتت هجمات الجماعة الحوثية ضد السفن، خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني، الخاضع للجماعة، فيما واصل الجيش الأميركي عملياته الاستباقية الدفاعية؛ للحدِّ من قدرة الجماعة العسكرية.

وعلى الرغم من تهديد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بالرد على قصف إسرائيل مستودعات الوقود في ميناء الحديدة، والاستمرار في مهاجمة السفن، فإن الأسبوع الأخير لم يشهد تسجيل أي هجمات مؤثرة، سواء باتجاه إسرائيل، أو ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر ضربات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود (أ.ف.ب)

ومع انطفاء الحريق الذي أتى على نحو ثلثَي القدرة التخزينية للوقود في ميناء الحديدة، جرّاء الضربات الإسرائيلية، تجدّدت، السبت، الحرائق مع انفجار أحد الخزانات بفعل الحرارة التي انتقلت إليه من الخزانات المجاورة، وسط إفادة مصادر محلية بسقوط 6 مصابين من العمال.

وكانت إسرائيل نفّذت في 20 يوليو (تموز) ضربات انتقامية ضد الحوثيين استهدفت خزانات الوقود والكهرباء في الحديدة، رداً على طائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب في 19 يوليو، تبنّت الجماعة الموالية لإيران في اليمن إطلاقها، وأدّت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

في غضون ذلك، أوضحت القيادة المركزية الأميركية، السبت، أن قواتها نجحت خلال 24 ساعة في تدمير 6 طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في منطقة تسيطر عليها الجماعة، دون تحديد للمكان.

وبشكل منفصل، أفاد البيان بأن القوات الأميركية دمّرت 3 زوارق حوثية مسيَّرة قبالة سواحل اليمن، مشيراً إلى أن هذه الأسلحة كانت تمثل تهديدًا وشيكًا للولايات المتحدة وقوات التحالف، والسفن التجارية في المنطقة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا.

وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية أقرّت، الجمعة، بالضربات التي وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، وقالت إن 4 غارات استهدفت مطار الحديدة، وهو مطار جنوب المدينة خارج عن الخدمة منذ سنوات، في حين استهدفت 4 غارات أخرى مواقع في جزيرة كمران قبالة الحديدة.

وأقرّت الجماعة بتلقّي أكثر من 580 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، وسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً جرّاء الضربات التي تشنّها واشنطن تحت ما سمّته تحالُف «حارس الازدهار».

وتشنّ الجماعة الحوثية الموالية لإيران منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

صورة وزّعها الحوثيون للطائرة المسيّرة التي استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

كما تزعم الجماعة أنها تقوم بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران في المنطقة.

تهديد مستمر

كان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي عبّر عن سعادة جماعته بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا، وتوعّد باستمرار التصعيد البحري ضد السفن ومهاجمة إسرائيل، وأعلن أن الهجوم بالطائرة المسيّرة على تل أبيب هو بداية المرحلة الخامسة من التصعيد.

وهوَّن زعيم الجماعة الانقلابية في اليمن من أهمية الضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة، وقال إن جماعته ستواصل عملياتها، وإن أي ضربات أخرى لن يكون لها أي تأثير على قدراتها العسكرية، مشدّداً على أن الجماعة لن «تتراجع عن موقفها».

وتبنّت الجماعة الحوثية منذ نوفمبر الماضي كثيراً من الهجمات ضد إسرائيل، دون أي تأثير يُذكر، باستثناء هجوم المسيّرة الأخير على تل أبيب، كما تبنّت مهاجمة أكثر من 170 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

عناصر حوثيون ضمن تجمّع للجماعة في صنعاء تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة (رويترز)

وأصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 30 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

مساعٍ أُمَمية

قاد التصعيد الحوثي ضد السفن إلى تجميد عملية السلام في اليمن، بعد أن كانت خريطة الطريق التي تم التوصل إليها بوساطة سعودية وعُمانية، وأعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ نهاية العام الماضي، على وشك أن ترى النور.

وإذ يكافح المبعوث لإنجاز ما يمكن على صعيد التهدئة وخفض التصعيد في اليمن، أفاد في بيان، السبت، أنه اختتم زيارة إلى واشنطن، حيث التقى مسؤولين أميركيين كباراً لمناقشة التطورات في اليمن، واستكشاف سبل دعم عملية سياسية جامعة لحل النزاع.

المبعوث الأُممي إلى اليمن هانس غروندبرغ يكافح لإنجاز اختراق في مسار السلام (د.ب.أ)

وأضاف أنه التقى مع القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، جون باس، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ومنسق مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ.

وأوضح غروندبرغ أنه استعرض خلال اجتماعاته التحديات التي تُعيق جهود الوساطة في اليمن، بما في ذلك التطورات الإقليمية، ومسار التصعيد المُقلِق في اليمن منذ بداية العام.

وشدّد المبعوث على ضرورة منح الأولوية مسار السلام والحوار والتهدئة في اليمن. كما أكّد على أهمية الدعم الإقليمي والدولي المتضافر لتحقيق هذا الهدف.