فيلدا سمور: دراما البيئة الشامية صارت وسيلة للضحك على المشاهدين

الفنانة السورية قالت لـ «الشرق الأوسط» إن ما قدم من مسلسلات سيرة ذاتية ليس صحيحًا

فيلدا سمور: دراما البيئة الشامية صارت وسيلة للضحك على المشاهدين
TT

فيلدا سمور: دراما البيئة الشامية صارت وسيلة للضحك على المشاهدين

فيلدا سمور: دراما البيئة الشامية صارت وسيلة للضحك على المشاهدين

عبر مسيرتها الفنية الطويلة نسبيا شاركت الفنانة السورية فيلدا سمور بعشرات المسلسلات التلفزيونية، كما قدمت الكثير من المسرحيات، وهي التي انطلقت من أب الفنون المسرح نحو الدراما التلفزيونية، كما شاركت في الكثير من الأفلام السينمائية، وفي حوار معها تتحدث فيلدا سمور لـ«الشرق الأوسط» عن جديدها الفني قائلة: «شاركت مؤخرا في الفيلم السينمائي (تحت سرة القمر) للمخرج غسان شميط، وهو يتحدث عن الحرب السورية، ولم يعرض عليّ أي عمل تلفزيوني منذ فترة باستثناء (مرور عابر)، وهذا الغياب والتجاهل هما بقرار من شركات الإنتاج، لماذا؟.. لا أعرف وقد يكون لعدم انتمائي إلى أي شلة فنية؛ فالشللية الموجودة منذ سنوات في الدراما السورية تحتاج إلى تنازلات، قد يكون فيها شيء من فقدان ماء الوجه والكرامة؛ ولذلك رفضت الانتماء إلى أي شلة، وحاولت أن أعمل ومنذ بداياتي بشكل راق؛ فالدخول في أي شلة يفرض تنازلات قد يكون فيها مس أخلاقي، وفيها مس بالاحترام والتقدير لشخص الممثل، وهذه الأمور أنا شخصيا لا أقدر على عملها، ولا أعرف أعملها، ما أعرفه هو التفاهم مع الناس بشغل وبمنطق واحترام مثلما كانت بداياتنا.. الآن المسائل أخذت منحى آخر، ومنها مؤامرات على الزملاء والنميمة على الآخر؛ فالمسائل أخذت بعدا لا أخلاقيا وغير محترم وراق، ومثلي يصعب أن يكون هكذا.
وعن مشاركاتها خارج الدراما السورية، تقول فيلدا: «إن 90 في المائة من عملي في التمثيل على مدى سنوات تجربتي الفنية كانت خارج سوريا، ومنها في الإمارات والأردن واليونان من خلال مسلسلات عربية مشتركة، وباللهجات المختلفة البدوية والكويتية والسعودية».
وحول دراما البيئة الشامية، التي كانت من أوائل الممثلين مشاركة فيها قبل عشرين عاما من خلال مسلسل «أبو كامل»، تقول فيلدا: «أشاهد القليل منها، وأعدها ظاهرة تتناسب وأيامنا هذه؛ فهناك مزاودة أكثر من فعل درامي، وصارت موضة أكثر منها دراما فعلية وحقيقية، وقد تكون في بعض الأحيان تتضمن أفكارا لا تناسبنا، ومن كرّس دراما البيئة الشامية بهذا الشكل ليس دليلا صحيا لموضوع الدراما السورية؛ فهناك الكثير من المواضيع الاجتماعية أهم من استعراض البطولات الفردية والزعامات الفردية والعنتريات الفردية، ولم أرَ في دراما البيئة الشامية سوى حيل نسوان وتمجيد للبطولات الفردية صرت أشعر وكأنها (أكشن) أميركي أكثر من أن يكون له علاقة بماضينا وتراثنا وبلدنا وتاريخنا؛ ولذلك، برأيي، هي موضة لم تعد مجدية وصارت وسيلة للضحك على المشاهدين، فكفى؟!.. في السنوات العشر الأخيرة استهلكت الدراما السورية بما يسمى دراما البيئة الشامية، وأؤكد لك أن ما يردده القائمون عليها أن (الجمهور عايز كده) غير صحيح؛ فالجمهور لا يريدها».
وحول تناول الأزمة السورية المستمرة في مسلسلات تلفزيونية، ترى فيلدا أن «بعض ما قدم كان موفقا وجميلا في تصويره وفي الأداء، مثل مُسلسلَي «بانتظار الياسمين» و«عناية مشددة»، ولم يستعجلوا في تقديم الأزمة فهذا أمر واقع».
وعن الدراما المدبلجة، وهي التي تشارك فيها باستمرار وبشكل مكثف، تقول فيلدا: «أنا مشاركة في الدراما المدبلجة منذ تجاهل الشركات الإنتاجية لي، وصار عملي في الدوبلاج أساسيا، والمسلسلات المدبلجة لم ولن تؤثر في الدراما السورية؛ لأنه صار هناك تصنيف للدراما مثل أي مجال آخر وميادين أخرى، فصار هناك ما يسمى جماعة الدراما والتصوير، وأولئك جماعة الدوبلاج وهكذا دواليك، والدوبلاج فن قائم بذاته له قواعده وأولوياته، وهو فن صعب، وإذا البعض دخل عليه من دون موهبة وصار أي كلام فهو نتيجة (الشوربا) التي تحصل حاليا في كل شيء».
ما قدم من مسلسلات سيرة ذاتية ليس صحيحا، تعلّق فيلدا، ولم تأخذ المستوى المطلوب، وكانت أقل من قيمة الاسم أو الرمز الذي يقدمونه في هذه المسلسلات، فلم تصل لمستوى الشخصية التي تقدمها هذه الدراما.
وعن اتهام الكوميديا السورية بالاستسهال وعدم تقديم الأعمال الجيدة في السنوات الأخيرة، ترى فيلدا أن «هناك بالفعل مسلسلات كوميدية نفذت بقصد التهريج وليس لها أي قيمة، وهي للتسويق والتجارة، ولكن بالمقابل هناك مسلسلات كوميدية جيدة وهادفة وفيها موضوع وفن وتمثيل».
وتبرر فيلدا غيابها عن المسرح، وهي التي عشقته منذ بداياتها الفنية، قائلة: «اضطررت إلى الابتعاد عن المسرح؛ لأنه يحتاج إلى جهد يومي وذهاب للمسرح بشكل يومي من أجل البروفات، وحاليا الجو العام غير جاهز، ومن الممكن مستقبلا أن أعمل شيئا للمسرح، وفي ذهني بعض الأفكار لعرض مسرحي».
وعن علاقتها بشقيقتها الفنانة ليلى سمور، تبتسم فيلدا: «علاقة عادية، علاقة شقيقتين، وهناك تواصل دائم بيننا».
وفيلدا التي توفي زوجها قبل نحو سنتين، وكان يعمل إعلاميا في التلفزيون السوري، أنجبت منه ولدين، شابين حاليا، هما «سيزار وسومر» ورثا التمثيل عنها ودرساه أكاديميا، حيث تخرجا في المعهد العالي للفنون المسرحية.



شذى: «السوشيال ميديا» قلّصت عمر الأغنية

 تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})
تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})
TT

شذى: «السوشيال ميديا» قلّصت عمر الأغنية

 تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})
تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})

قالت المطربة المصرية شذى إنها أصدرت خلال عام 2024 ثلاث أغنيات «سينغل» لكنها اكتشفت أن هذا ليس كافياً، لذا ستعمل على طرح عدد أكبر من الأغنيات في الفترة المقبلة، مؤكدة أن زمن الألبوم انتهى وأنه لم تعد هناك مقاييس واضحة لنجاح أي عمل غنائي؛ لأن ذائقة الجمهور تباينت و«السوشيال ميديا» قلصت عمر الأغنية، وأضافت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الحفلات الغنائية باتت قليلة جداً في مصر، وأنها تتطلع للعودة للتمثيل بشرط أن تجد أعمالاً جيدة تضيف لها بصفتها مطربة، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في حفل الملحن الراحل «محمد رحيم».

وشاركت شذى في حفل تكريم محمد رحيم الذي أقيم أخيراً بدار الأوبرا المصرية مع كل من تامر حسني ومي فاروق ومحمد ثروت وسوما، وقالت شذى إنها كانت حريصة على المشاركة في الحفل وإن هذا أقل شيء يمكن أن نقدمه له، موضحة: «بحكم معرفتي بالملحن الراحل أثق في أن حفلاً كهذا في وجود أفراد عائلته كان سيسعده، لذلك كنت مهتمة بالمشاركة، وقدمت أغنية (أنا قلبي داب) التي لحنها لي وكانت من أهم خطواتي بصفتي مطربة، كما قدمنا أغنية وطنية بشكل جماعي في نهاية الحفل، وكنت قد شاركت مع رحيم في عدة أوبريتات وطنية من بينها (قومي يا مصر)، و(بكرة أحلى)، وأسعدني مشاركة ابنته (ماس) في الحفل، وكان والدها يؤمن بموهبتها، وأعد لها ألحاناً تمنى أن يقدمها في حفل خلال حياته».

طرحت شذى 3 أغنيات تلامس حياتها ({الشرق الأوسط})

وتكشف شذى عن موعد لم يتم مع الملحن الراحل: «كان بيننا موعد يوم السبت حيث كان يعد لي أغنيات جديدة، لكنه رحل قبله بيوم، وكان قد حدثني قبل وفاته وكأنه بالفعل الوداع الأخير». وعما يميز موسيقى رحيم تقول: «كانت لموسيقاه نكهة خاصة تميزه عن الآخرين». مشيدة بألحانه المميزة لكل المطربين «لا يوجد لحن قدمه لأي مطرب إلا ووضعه في مكانة مختلفة، سواء لعمرو دياب وشيرين أو لتامر حسني وبهاء سلطان».

وغابت شذى عن الغناء بسبب حزنها على وفاة والديها في فترة زمنية قصيرة، لكنها تنفي غيابها، قائلة: «كنت مقلة في أعمالي ولم أغب تماماً، كما كان وباء (كوفيد 19) سبباً في فرض عزلة على الناس، وتزوجت عام 2022 وانفصلت قبل عدة أشهر».

وطرحت شذى خلال عام 2024 ثلاث أغنيات جديدة هي «اخلع» و«ناجحة» و«سكر مصر»، وتؤكد أن هذه الأغنيات تعبر عنها بعدما عرضت عليها بالصدفة، حيث وجدت كلماتها تتوافق مع حالتها وحالات مماثلة، حسبما تقول: «أغنية (اخلع) وجدت ردود فعل كبيرة وهي دعوة لكل إنسان لأن يغادر أي علاقة تسبب له طاقة سلبية؛ لأن الحياة قصيرة جداً ولا تحتمل مزيداً من الألم».

ترفع الفنانة شذى شعارالغناء أولاً في 2025 ({الشرق الأوسط})

وتكشف عن خطة جديدة في مسيرتها: «قررت مع شركة إنتاج لطرح مزيد من الأغنيات؛ لأن 3 أغانٍ في العام لم تعد كافية لجيل (السوشيال ميديا)، فهو يستمع لها عدة أيام ثم يسارع بالبحث عن جديد غيرها»، كما ترى أنه «لم تعد هناك مقاييس للنجاح، فقد يختار أحدنا أغنية يتوقع الجميع لها أن تحقق نجاحاً مذهلاً، فيحدث العكس، لأن ذائقة الجمهور لم تعد مفهومة، كما انتهى زمن الألبوم ونعيش في عصر (السينغل)، وتشير إلى قلة الحفلات الغنائية في مصر التي تعد مهمة جداً للمطرب في كل مراحل حياته».

وولدت شذى بالدمام (شرق السعودية) بحكم عمل والدها الذي اكتشف موهبتها لتبدأ مشوارها الفني من خلال التمثيل، وشاركت وهي طفلة في فيلم «الجراج» 1995 أمام نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي وإخراج علاء كريم، وغنت ضمن أحداثه أغنية أم كلثوم «ظلموني الناس» مثلما تقول: «حصلت على جائزة عن دوري بالفيلم وعملت كـ(صوليست) بالأوبرا، ثم شاركت في سهرة (على ورق سوليفان) أمام منى زكي وأحمد السقا، وغنيت بها (سيرة الحب) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم أيضاً».

وتعترف شذى بأنها وهي فتاة صغيرة فرحت بالبطولة السينمائية وأن هذا جعلها تقدم أفلاماً ليست على مستوى جيد مثل فيلم «قاطع شحن» الذي لعبت بطولته، لكنها الآن ترفع شعار «الغناء أولاً»، والتمثيل لا بد أن يكون عبر أدوار قوية تضيف لها بصفتها ممثلة، مشيرة إلى أن «تامر حسني يعد أكثر نجوم الجيل الحالي نجاحاً في التمثيل والغناء، وأنه لا يوجد في عصرنا من ينافسه، لكن في الزمن الجميل تظل شادية هي النموذج الأروع»، وفق تعبيرها.

واعتبرت أن أكثر أغنية مؤثرة في عام 2024 كانت «هيجيني موجوع» لتامر عاشور، بجانب أغنيات ألبوم كل من تامر حسني وأنغام ورامي صبري.