حي الوعر في حمص يطلق نداء استغاثة لإنقاذ العائلات المحاصرة

تحذيرات من كارثة إنسانية بعد منع النظام إيصال الخبز إلى مائة ألف شخص

حي الوعر في حمص كما بدا في يناير 2015 وقد تهدمت أبنيته بفعل قصف قوات النظام له (رويترز)
حي الوعر في حمص كما بدا في يناير 2015 وقد تهدمت أبنيته بفعل قصف قوات النظام له (رويترز)
TT

حي الوعر في حمص يطلق نداء استغاثة لإنقاذ العائلات المحاصرة

حي الوعر في حمص كما بدا في يناير 2015 وقد تهدمت أبنيته بفعل قصف قوات النظام له (رويترز)
حي الوعر في حمص كما بدا في يناير 2015 وقد تهدمت أبنيته بفعل قصف قوات النظام له (رويترز)

أطلق أهالي حي الوعر المحاصر في حمص نداء استغاثة لإنقاذهم وإنقاذ أبنائهم، محمّلين كذلك المسؤولية إلى الأمم المتحدة التي لم تساهم في الضغط على النظام لإيصال المساعدات، وعدم تطبيق بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل ثلاثة أشهر.
وكان النظام قد أغلق جميع الحواجز والطرق المؤدية للحي مانعا وصول المواد الغذائية في العاشر من شهر مارس (آذار) الماضي، فارضا بذلك حصارا خانقا عليه، بالإضافة إلى قطع الكهرباء والخبز وحرمان المستشفى الموجود في المنطقة من مخصصاته من المحروقات والمواد الطبية الأساسية، ومنع إدخال حليب الأطفال، إضافة إلى منع الفرن الوحيد الذي كان يساهم في صمود أهالي الحي من إيصال الكمية اللازمة من الخبز للعائلات الموجودة في داخله، وهو الأمر الذي يهدّد بكارثة إنسانية بعد نفاذ مساعدات الطحين التي كانت وصلت إلى الحي للمرة الأخيرة قبل أربعة أشهر، بحسب ما يقول مدير مركز حمص الإعلامي، أسامة أبو زيد.
ويصف أبو زيد الوضع في حي الوعر بـ«حافة الهاوية»، ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «المحاصرون في الحي الذين يبلغ عددهم نحو مائة ألف نسمة يحتاجون يوميا إلى ما بين 9 و10 آلاف ربطة خبز، كانوا يحصلون عليها من المخبز الذي يبعد عنه 10 أمتار، لكن النظام ومنذ فرضه الحصار الأخير عليه منع إيصال هذه الكمية، مكتفيا في بعض الأيام بالسماح بإيصال ألف ربطة خبز، إذا كان مراقبا من مندوب الأمم المتحدة». ويؤكد أبو زيد، أن النظام إضافة إلى رفضه تنفيذ بنود الاتفاق، يعمل إلى استفزاز المعارضة الموجودة في الحي عبر قصفه بين الحين والآخر، لكن الأخيرة تحاول حتى الآن عدم الرد حفاظا على أرواح المدنيين، ومنعا لحصول معركة، مضيفا: «وتبقى المحافظة على هذا المخبز هدفا أساسيا على أمل عودة الخبز إلى الحي، إذ إنه كان له الدور الأهم في صمود عائلات الحي ومواجهة الحصار الذي فرض عليهم».
من جهته، كان مجلس محافظة حمص وجّه أول من أمس، نداء استغاثة عاجل لسفير الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو، دعاه فيه إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والقيام بواجباتهم الإنسانية بغض النظر عن أي ظروف سياسية تمر بها الأحداث الحالية. وحمل المجلس الأمم المتحدة كامل المسؤولية في حال تطور الأمور أو تدهورها خلال الأيام القليلة القادمة، خصوصًا أن الحي يشهد كارثة إنسانية غذائية على جميع المقاييس.
وكان حي الوعر قد دخل في اتفاق تهدئة قبل أكثر من ستة أشهر مع النظام أفضى إلى فك الحصار عن الحي وإخراج المعتقلين المقدمة أسماؤهم عبر لجنة الحي والبالغ عددهم 12 ألف معتقل تقريبًا، سلمت أسماء سبعة آلاف وخمسائة منهم حتى الآن. وبالمقابل التزم ثوار حي الوعر بإخراج المقاتلين الرافضين للاتفاق في التاسع من شهر يناير (كانون الثاني) 2015. كما التزم الوفد المفاوض عن الحي بتسليم جزء من السلاح المتوسط، كما تنص الاتفاقية تماما، بحسب ما أوضح مركز حي الوعر الإعلامي.
لكن وبعد وصول الاتفاق قبل ثلاثة أشهر إلى المرحلة الثانية وهي، إخراج المعتقلين، رفض النظام تنفيذه، بحسب أبو زيد، حتى أنه سجّل زيادة حالات الاعتقال في موازاة إغلاق منافذ الحي لمنع وصول المواد الغذائية، كما لم يسمح منذ أكثر من عامين بإدخال أي مواد طبية خاصة بالعمل الجراحي أو حالات الإسعاف، لافتا إلى أن المعارضة رفضت الانتقال إلى مرحلة الاتفاق الثالثة التي تنص على إخراج المقاتلين المعارضين قبل تنفيذ النظام البند المتعلق بإطلاق سراح المعتقلين من كل محافظة حمص والتي سلّمت قوائم أسمائهم، ولفت إلى أن النظام يعمد بسياسته هذه إلى محاولة إخضاع المعارضة وإخراج كل الأهالي من الحي للسيطرة عليه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.