تونس: رئيس الحكومة يتهم حزبين بالوقوف وراء احتجاجات جزيرة قرقنة

الصيد استبعد إجراء تحوير وزاري في الوقت الحالي

تونس: رئيس الحكومة يتهم حزبين بالوقوف وراء احتجاجات جزيرة قرقنة
TT

تونس: رئيس الحكومة يتهم حزبين بالوقوف وراء احتجاجات جزيرة قرقنة

تونس: رئيس الحكومة يتهم حزبين بالوقوف وراء احتجاجات جزيرة قرقنة

نفى الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، وجود برنامج للتحوير الوزاري خلال هذه الفترة، وقال في تصريح إذاعي إنه لن يجري تحويرا وزاريا للحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني الذي طبع المرحلة السابقة، مؤكدا أن حزب «نداء تونس»، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سنة 2014، هو الذي رشحه على رأس الحكومة، وأنه ما زال يقدم له الدعم السياسي اللازم لمواصلة عمله في رئاسة الحكومة.
وبشأن علاقته بأحزاب «النداء» و«النهضة» و«آفاق تونس» و«الاتحاد الوطني الحر» والائتلاف الرباعي الحاكم، قال إن علاقته طيبة بجميع الأحزاب، موضحا أنه انزعج من نسبة التصويت على القانون الأساسي للبنك المركزي، الذي كان قانونا محوريا وأساسيا في مسار التنمية في تونس، خصوصا أن حزبا من أحزاب الائتلاف الحاكم احتفظ بأصوات نوابه، في إشارة إلى حزب «آفاق تونس».
ولم يقدم الصيد موقفا واضحا من مبادرة العفو الوطني العام، التي تقدمت بها حركة النهضة إلى رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، بقوله «لقد اطلعت على ما جاء حول هذه المبادرة في الجرائد ووسائل الإعلام فقط»، واعتبرها «شأنا حزبيا يهم البلاد، وسيطلع عليه في الوقت المناسب»، على حد تعبيره.
وجدد الصيد اتهام حزب التحرير الإسلامي وتحالف الجبهة الشعبية اليساري بالوقوف وراء الاحتجاجات التي عرفتها جزيرة قرقنة (وسط شرقي) مطلع الشهر الماضي، وقال بلهجة حاسمة: «نحن نملك صورا ومعلومات أمنية تؤكد ما أعلناه، وسيتم تقديمها للسلطات المعنية». وكانت الحكومة قد تقدمت بشكوى إلى القضاء تطالب فيها بحل حزب التحرير الذي ينادي بإسقاط الدولة المدنية، وتطبيق الشريعة.
من ناحية أخرى، هددت جمعية القضاة الشبان بتدويل قضية استقلال القضاء، بعد توقيع رئيس الجمهورية على مشروع القانون الأساسي المتعلق بالمجلس الأعلى للقضاء، دون الأخذ بعين الاعتبار للفصول المخالفة للدستور. وبهذا الخصوص، قال مراد المسعودي، رئيس الجمعية في تصريح إعلامي، إن فصول القانون موضوع التوقيع «لا تضمن استقلالية حقيقية للسلطة القضائية، ولا تليق بالجمهورية الثانية، ولا تضمن إرساء دولة القانون والعدل، ولا تكفل حقّ كل مواطن في المحاكمة العادلة، خصوصا مع عدم إقرار دستوريتها بصفة صريحة».
ونبه المسعودي إلى أن القانون تضمن عددا من الفصول التي أقرت الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين بعدم دستوريتها، غير أنها ظلت على حالها، وهو ما من شأنه تهديد دستورية كل الهياكل المنبثقة عنه وشرعيتها، من مجالس عليا ومحكمة دستورية، وينذر ببطلان أعمالها، على حد تعبيره.
ووجهت جمعية القضاة الشبان دعوة للهيئة الوقتية للقضاء العدلي إلى الإسراع بتنظيم اجتماع لممثلي الهياكل والمجالس العليا القضائية، وذلك لدعم تحركات القضاة وتنسيقها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.