احتدمت المواجهات العنيفة بين قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، في عدد من جبهات القتال في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من الجانبين.
وبعد ساعات من إعلان وفد الشرعية تعليق المحادثات مع وفدي ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بسبب خرقهم الهدنة واقتحامهم قاعدة العمالية في محافظة عمران، قصفت الميليشيات الانقلابية وبشكل عنيف من أماكن تمركزها الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى المحافظة بما فيها قرى مديرية الوازعية، بوابة لحج الجنوبية غرب مدينة تعز، خاصة المواقع التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية في مناطق المجر وتبة العصور في الأحبوب في مديرية الوازعية.
قال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح تواصل خروقاتها في محافظة تعز، في حين أصبحت المدينة ساحة قتال ساخنة أعنف مما قبل، وذلك منذ بدء سريان الهدنة التي لم تلتزم فيها الميليشيات الانقلابية، بينما قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وطيران التحالف العربي التي تقوده السعودية ملتزمة بهذه الهدنة، ولا يجري سوى الرد على مصدر إطلاق النار».
وأضاف أن «ما يجري في تعز أنها مدينة باتت تعيش وبكل وضوح خارج نطاق الهدنة، حيث تواصل الميليشيات الانقلابية الحشد والدفع بتعزيزات عسكرية إلى مديرية الوازعية وحيفان ومحيط المدينة، بالإضافة إلى قتل المدنيين بصواريخ الكاتيوشا ومضادات الطيران، لكن أبطال المقاومة الشعبية والجيش الوطني يواصلون التصدي لهجمات الميليشيات الانقلابية بكل بسالة».
كما شنت الميليشيات الانقلابية المتمركزة شرقي المدينة، صفها المدفعي المكثف على أحياء الزهراء والثورة وحي قلعة القاهرة، ما أسفر عن دمار كبير في الممتلكات، وكذلك على منطقة الضباب غرب المدينة.
ورغم الدمار والقصف اليومي على مدينة تعز، فإن عددا من الأسر التي تعيش في أرياف المحافظة لا تزال تعود إلى مساكنها بعد نزوحهم منها منذ عدة أشهر متأملين من الميليشيات الانقلابية الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار رغم التوقيع على هدنة أخرى بعد الهدنة التي كانت برعاية أممية، من قبل لجنة وقف إطلاق النار من جميع الأطراف في مدينة تعز، ويقابلها تهجير الأهالي من قرى الوازعية.
كما أجبرت ميلشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح أكثر من 90 أسرة من قرية الهليبي بمديرية المخا الساحلية، غرب تعز، على مغادرة القرية وتحويلها إلى ثكنة عسكرية.
وبينما تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى تعز، أكد شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» أن «طيران التحالف العربي التي تقودها السعودية استهدفت بغاراتها تعزيزات عسكرية تتبع للميليشيات الانقلابية غرب مدينة تعز، وذلك بعد وصولها لمنطقة خلف جبال هان».
في المقابل، تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة منذ عدة أشهر وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية وكل المستلزمات بما فيها المشتقات النفطية، الأمر الذي جعل أهالي مدينة تعز يواصلون إطلاق نداء الاستغاثة لإنقاذهم من الميليشيات الانقلابية وفك الحصار عن المدينة.
من جهة أخرى، تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح بخروقاتها وارتكاب انتهاكات جديدة في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن.
وكشف فريق رصد، منظمة مجتمع محلي غير حكومية، في تقريره الأخير ارتكاب الميليشيات في شهر أبريل (نيسان) الماضي لـ(50) حالة اعتداء منها حالتا قتل وعدد (3) اعتداءات وإصابة امرأتين، بالإضافة إلى (45)حالة اختطاف. وذكر أن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة في محافظة الحديدة بلغت (38) حالة تمثلت بـاقتحام مسجدين، ومدرسة، واقتحام ونهب ممتلكات منظمات مجتمع مدني، ومصادرة معدات ثقيلة ومصانع، ونهب مزارع وأموال تعود لرجل أعمال، واقتحام ونهب منازل مواطنين، سرقة مستحقات مالية وحوافز موظفين، واقتحام منازل وترويع المدنيين.
وأشار الفريق في تقريره إلى أن الميليشيات تواصل ممارسة عقوباتها بحق أبناء المحافظة من خلال استمرارها بقطع الكهرباء عن المحافظة التي تشهد حرا شديدا مع دخول فصل الصيف منذ 9 أشهر على التوالي، وكذلك انعدام المشتقات النفطية والغاز مما سبب في توقف شبه تام للحياة المعيشية والاقتصادية للمواطنين.
الميليشيات تضع أرواح المدنيين في تعز والحديدة خارج الهدنة
واصلت انتهاكاتها الإجرامية.. وأجبرت عشرات الأسر على مغادرة منازلها
الميليشيات تضع أرواح المدنيين في تعز والحديدة خارج الهدنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة