مُلتقى في القاهرة يُطلق حملات إلكترونية دولية لمُجابهة عُنف الجماعات الإرهابية

بمُشاركة 60 شابًا وبالتعاون مع مركز الملك عبد الله للحوار بين الثقافات

مُلتقى في القاهرة يُطلق حملات إلكترونية  دولية لمُجابهة عُنف الجماعات الإرهابية
TT

مُلتقى في القاهرة يُطلق حملات إلكترونية دولية لمُجابهة عُنف الجماعات الإرهابية

مُلتقى في القاهرة يُطلق حملات إلكترونية  دولية لمُجابهة عُنف الجماعات الإرهابية

قال مصدر مصري إن «القاهرة سوف تُطلق خلال مُلتقى شبابي حملات إلكترونية إقليمية ودولية لمُجابهة عُنف التنظيمات الإرهابية بكافة أشكاله وخصوصا المُرتكب منه باسم الدين»، لافتا إلى أن «المُلتقى المصري يهدف إلى مُكافحة التطرف والإرهاب بمشاركة قيادات دينية وخبراء في شبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» بدعم من بعض الرموز المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف المصدر المصري لـ«الشرق الأوسط» أن «المُلتقى ينظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بالشراكة مع الأزهر».
ويُعقد في القاهرة اليوم (الثلاثاء) ولمدة ثلاثة أيام، المُلتقى التدريبي الثاني بعنوان «وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار»، وبحضور 60 من القيادات الشابة ممثلة لمختلف التيارات الدينية والثقافية.
ونظم مركز الملك عبد الله للحوار مطلع أبريل (نيسان) الماضي، بالعاصمة الأردنية عمان، البرنامج التدريبي الإقليمي بمشاركة شباب من كافة أطياف الديانات والطوائف في الوطن العربي. وقال مدير المركز فهد أبو النصر حينها، إن «المُلتقى يُمثل تجربة تدريبية كانطلاقة لمجموعة من التدريبات تشمل لقاءات أخرى تُعقد في كل من القاهرة وأربيل وتونس ودبي، وتشمل لاحقا كافة الدول العربية».
وقال المصدر المصري أمس، إن «المُلتقى يهدف إلى تعزيز قدرات القيادات الشابة والعاملين في مجال الحوار على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إجراء الأنشطة الحوارية والترويج لها بهدف تعزيز السلم الاجتماعي وتوظيف هذه الوسائل كمساحة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات».
وقالت مشيخة الأزهر أمس، إن «مشاركتها في الملتقى مع مركز الملك عبد الله للحوار، للتأكيد على ضرورة التكاتف لمواجهة العنف المتزايد من بعض من يحاولون تشويه صورة الدين الإسلامي، وبحث كافة سبل التعاون في إطار مواجهة هذا العنف، وتعزيز ثقافة الحوار البناء بين أبناء العالمين العربي والإسلامي».
وأضاف المصدر المصري أن «المُلتقى المصري - السعودي سوف يدعو إلى ترسيخ التعايش والتفاهم والتعاون من خلال المواطنة المشتركة في الدول التي تتعايش فيها ديانات وثقافات متنوعة، حفاظا على التنوع الديني والثقافي من خلال إيجاد وسائل لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة أهداف الحوار بين أتباع الأديان والثقافات».
وتبذل الدول العربية والإسلامية مجهودات كبيرة لمواجهة عنف التنظيمات الإرهابية المنتشر حول العالم وفي مقدمتهم تنظيم داعش الإرهابي لحماية الشباب من الأفكار المُتطرفة، وتفنيد مزاعم تنظيم داعش الذي يسعى لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب والفتيات وعمل «مسح مخ» لهم، وإقناعهم بأهداف التنظيم المتطرفة والتضحية بأنفسهم لنيل ثواب الجنة والشهادة، فضلا عن تحقيق حلم الخلافة – على حد زعم التنظيم.
ويشار إلى أن البرنامج التدريبي يأتي ضمن التزام مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بتنفيذ مشاريع لتعزيز مشاركة القيادات الدينية والخبراء الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي دعما للحوار والتعايش، ولتدريب خبراء الحوار في البلدان العربية على الاستخدام الاستراتيجي لوسائل التواصل الاجتماعي وباستخدام المناهج التي يعمل المركز على إعدادها وتطويرها، بحيث تكون مواد مُساعدة للمدربين والمتدربين على ترسيخ الوسطية والاعتدال والتسامح وبناء أسس متينة على أساس المواطنة المُشتركة.
في ذات السياق، قال المصدر المصري إن «الملتقى سوف يخرج بتوصيات في نهاية أعماله بالقاهرة للتأكيد على ضرورة التكاتف لمُواجهة العنف المتزايد من بعض من يحاولون تشويه صورة الدين الإسلامي، وبحث كافة سبل التعاون في إطار مواجهة هذا العنف، والوصول للاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار الإيجابي وحوار أتباع الأديان والثقافات بهدف مكافحة التطرف وتعزيز احترام الآخر، إضافة إلى تحفيز التفكير الإبداعي لإنشاء ونشر الرسائل الإلكترونية النوعية، لبناء حملات إعلامية تساهم في تعزيز التواصل والتفاهم والتعايش الديني بين الأفراد والشعوب.
ويذكر أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار، عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014 مؤتمرا دوليا في العاصمة النمساوية فيينا بعنوان «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين»، حيث تحدث عدد من القيادات الدينية وصناع القرار رفيعي المستوى لصالح الحفاظ على التنوع الديني والثقافي في الشرق الأوسط، وتم التركيز على الأوضاع التي تحدُث من قبل تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.. وتعهدوا وقتها بدعم مُبادرات في مجالات الترابط الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتربية الحاضنة للتنوع الديني والثقافي.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.