الأسهم السعودية تقفز 3.3 % خلال أسبوع.. ومعظم مكاسبها تزامنت مع «رؤية 2030»

لثقة المستثمرين بنجاح المملكة في تحقيق رؤيتها المستقبلية

أحد المتعاملين في سوق الاسهم السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ب)
أحد المتعاملين في سوق الاسهم السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ب)
TT

الأسهم السعودية تقفز 3.3 % خلال أسبوع.. ومعظم مكاسبها تزامنت مع «رؤية 2030»

أحد المتعاملين في سوق الاسهم السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ب)
أحد المتعاملين في سوق الاسهم السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ب)

نجحت سوق الأسهم السعودية في إنهاء تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاعات مجزية، كانت معظمها تزامنا مع إعلان «رؤية المملكة 2030» يوم الاثنين الماضي، التي كسب حينها مؤشر السوق نحو 169 نقطة، من أصل 218 نقطة تم تحقيقها خلال تعاملات الأسبوع.
وتمثل مكاسب يوم الاثنين الماضي ما نسبته 77.5 في المائة من حجم المكاسب الأسبوعية التي تم تحقيقها، في دلالة صريحة على أن المستثمرين في سوق الأسهم السعودية يبدون تفاؤلاً كبيرًا بنجاح البلاد في تحقيق رؤيتها، وهي الرؤية التي تؤسس لمرحلة ما بعد النفط.
وفي هذا الشأن، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات الأسبوع عند مستويات 6808 نقاط، بارتفاع تبلغ نسبته 3.3 في المائة عن تعاملات الأسبوع الذي يسبقه، وسط بوادر إيجابية طرأت على نتائج الشركات المدرجة في ربعها الأول، التي كانت قريبة من مستوياتها في الفترة المماثلة من العام الماضي، على الرغم من أن أسعار النفط خلال يناير (كانون الثاني) الماضي لامست أدنى مستوياتها منذ نحو 12 عامًا.
وتأتي هذه التطورات، في وقت تقترب فيه سوق الأسهم السعودية خلال العام الحالي من استقبال شركات جديدة، من المزمع طرحها للاكتتاب العام، بعد أن تم إدراج «المستشفى السعودي الألماني» قبل عدة أسابيع، أول الشركات خلال هذا العام، فيما تعد شركة «اليمامة للصناعات الحديدية»، أقرب الشركات الجديدة التي من المتوقع إدراجها في تعاملات السوق المحلية، بعد أن بدأ الاكتتاب الفعلي في أسهمها.
وبدأ السعوديون بعمليات الاكتتاب في شركة «اليمامة للصناعات الحديدية»، يوم الأربعاء الماضي، وهي الشركة الثانية التي يتم طرحها للاكتتاب العام خلال العام الحالي، فيما علمت «الشرق الأوسط» أن هناك 5 اكتتابات من المتوقع الإعلان عن طرحها أمام السعوديين خلال هذا العام.
وكانت السوق المالية السعودية قد استقبلت اكتتاب وإدراج «المستشفى السعودي الألماني»، بوصفها أول الشركات التي يتم إدراجها في تعاملات السوق خلال العام 2016، فيما وافقت هيئة السوق المالية السعودية على طرح 15.2 مليون سهم من أسهم «اليمامة للصناعات الحديدية» تمثل 30 في المائة من رأسمالها، خصص 70 في المائة منها للمؤسسات المالية المكتتبة و30 في المائة للأفراد.
وفي هذا الخصوص، بدأ اكتتاب الأفراد في نحو 4.5 مليون سهم من أسهم شركة «اليمامة للصناعات الحديدية» بسعر 36 ريالاً للسهم (9.6 دولار)، على أن يستمر الاكتتاب حتى 3 مايو (أيار) المقبل.
من جهة أخرى، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسجيل اكتتابين اثنين فقط في الربع الأول لعام 2016 بقيمة بلغت 615 مليون دولار، في استمرار لمحدودية نشاط الاكتتابات في المنطقة، وفقًا لـ«إرنست ويونغ EY». وشهدت الأموال التي تم جمعها من الاكتتابين الوحيدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الربع الأول لعام 2016 نموًا بنسبة 141 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2015.
وقال فِل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في«EY» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «شهد الربع الأول من عام 2016 نشاطًا محدودًا للاكتتابات، تماشيا مع النصف الثاني من عام 2015. مع استمرار التقلب في أسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يعود بشكل رئيسي إلى تذبذب أسعار النفط وعوامل عالمية أخرى»، مضيفا: «واصلت مصر والسعودية قيادة نشاط الاكتتابات المحدود في المنطقة نظرًا لتوفر الطلب من قبل المستثمرين ووجود أسس قوية، كما أن هناك مجموعة مهمة من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على استعداد لطرح أسهمها للاكتتاب، وهي تنتظر الوقت المناسب لتلك الخطوة».
واحتل اكتتاب شركة الشرق الأوسط للرعاية الصحية «المستشفى السعودي الألماني» في السوق المالية السعودية، المركز الأول بوصفه أكبر اكتتاب في الربع الأول لعام 2016 على مستوى المنطقة، مسجلاً 471.1 مليون دولار، أي أنه كان أكبر بنحو ثلاثة أضعاف مقارنة بحجم الاكتتاب الثاني في هذا الربع، وهو اكتتاب الشركة العربية للصناعات الغذائية «دومتي» في البورصة المصرية.
وفي تعليق له، قال مايور باو، رئيس خدمات استشارات الاكتتابات وأسواق النمو الاستراتيجي في «EY» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «تواصل مصر والسعودية قيادة نشاط الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الربع الأول لعام 2016. في استمرار الاتجاه نفسه منذ عام 2015، حيث استحوذت السعودية ومصر على ثمانية اكتتابات عامة من إجمالي أربعة عشر اكتتابًا في تلك السنة، ولا تزال كلتا السوقين تجذبان المستثمرين، وذلك على خلفية زيادة الاستثمار الأجنبي، والتركيز على التنويع والثقة في قطاع الأعمال».
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي نجحت فيه الشركات المدرجة في سوق الأسهم المحلية بتحقيق أرباح ربعية (في الربع الأول من هذا العام) قريبة جدًا من مستوياتها في الربع الأول من العام 2015، وسط بوادر لارتفاع معدلات فرص الاستثمار في سوق الأسهم المحلية.
ووفقًا لنتائج الشركات المدرجة، قد حققت الشركات المدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية خلال الربع الأول من هذا العام أرباحًا صافية بقيمة 21.8 مليار ريال (5.8 مليار دولار)، مسجلة بذلك تراجعًا طفيفًا عن أرباح الفترة المماثلة من العام الماضي، حيث بلغت نسبة التراجعات 2 في المائة فقط.
وبيّنت نتائج الشركات، ارتفاع أرباح 68 شركة منها خلال الربع الأول من هذا العام، مقابل تراجع أرباح 68 شركة أخرى، فيما أعلنت 35 شركة عن خسائر محققة، وسط تحسن نوعي ملحوظ في نتائج قطاعي «التأمين»، و«المصارف والخدمات المالية»، وتراجع في أرباح قطاعات «التجزئة»، و«الفنادق والسياحة»، و«الإسمنت»، و«البتروكيماويات»، بالإضافة إلى القطاع «العقاري».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».