معارضون سوريون: «أشبال العز» معسكر إعداد الأطفال لعمليات انتحارية

قالوا إن «داعش» أخضعت 50 طفلا لتدريبات على السلاح في الرقة

معارضون سوريون: «أشبال العز» معسكر إعداد الأطفال لعمليات انتحارية
TT
20

معارضون سوريون: «أشبال العز» معسكر إعداد الأطفال لعمليات انتحارية

معارضون سوريون: «أشبال العز» معسكر إعداد الأطفال لعمليات انتحارية

يبدو أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، قرر أن يدخل الأطفال إلى تشكيلاته العسكرية التي تقاتل على الأرض، عبر تخريج 50 طفلا جرى تدريبهم في معسكر أطلق التنظيم المتشدد عليه اسم «أشبال العز» في مدينة الطبقة غرب الرقة.
ويسعى تنظيم «داعش» إلى الاستفادة من هؤلاء الأطفال في تنفيذ عمليات انتحارية؛ غالبا ما يستخدمها كسلاح ضد خصومه، بحسب ما يؤكد القيادي في المعارضة السورية إبراهيم مسلم، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأطفال الصغار يعدون مصدر ثقة عند (الدولة الإسلامية)، لا يمكن أن يتراجعوا عن تنفيذ أي مهمة بسبب عملية غسل الأدمغة التي يخضعون لها».
ويعد الأطفال في الرقة صيدا ثمينا بالنسبة لـ«داعش»، بحسب المسلم، حيث «يسهل تجنيدهم وإقناعهم من دون أي تكاليف مادية، على النقيض من الكبار الذين يجري في أحيان كثيرة تقديم إغراءات مادية لهم». ونقلت مواقع المعارضة السورية عن الناشط المدني من الرقة، محمد عبد الرحيم، قوله إن «معسكر داعش، الذي بلغت مدته 25 يوما، اعتمد على أطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة»، مشيرا إلى أنه «جرى تخريج ما يقارب 50 طفلا، بعد أن خضعوا لتدريبات تعلموا خلالها أصول ومبادئ الجهاد واستخدام السلاح». ولفت المصدر إلى أن «هذا المعسكر يعد الأول من نوعه في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة».
وكان التنظيم المرتبط بعلاقات وثيقة مع «القاعدة» قد سيطر أواخر العام الماضي على مدينة الرقة شرق سوريا، وفرض على سكانها سلسلة من الأحكام المتشددة. ويأتي استخدام تنظيم «داعش» للأطفال في المدينة بعد إعلانه عن تشكيل كتائب نسائية تقوم بملاحقة النساء والفتيات اللواتي يخالفن تعليماته في الرقة.
ويعد تجنيد الأطفال تقليدا متبعا لدى الحركات الجهادية، بحسب ما يؤكده الخبير في الحركات الإسلامية، الداعية عمر بكري فستق لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «هؤلاء الأطفال يطلق عليهم اسم (المكلفين)، فيجري إخضاع من دون الثالثة عشرة منهم إلى تدريبات غير قتالية، كالطبابة والتمريض، على أن يجري بعد تجاوزهم هذه السن تدريبهم على العمليات القتالية وإدخالهم في معارك حية»، ويوضح بكري أنه «لا يوجد ما يمنع من تنفيذ هؤلاء الأطفال المدربين عمليات استشهادية، من دون إجبارهم على ذلك».
وسبق لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» أن انتقدت استخدام أطفال تصل أعمارهم إلى 14 سنة من قبل كتائب المعارضة السورية في القتال ضد القوات النظامية، إذ أجرت المنظمة المعنية بمراقبة حقوق الإنسان مقابلات مع خمسة صبيان، تتراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة، قالوا إنهم عملوا مع مقاتلي المعارضة في محافظة درعا الجنوبية وفي منطقة حمص بوسط البلاد وعلى الحدود الشمالية مع تركيا. كما أوضح ثلاثة منهم تبلغ أعمارهم 16 سنة أنهم نقلوا أسلحة، وقال أحدهم إنه شارك في عمليات هجومية. وقال اثنان يبلغان من العمر 14 و15 سنة إنهما قاما بعمليات استطلاع أو نقل أسلحة وإمدادات لمقاتلي المعارضة.
يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تعد تجنيد أطفال من دون الخامسة عشرة من العمر، أو استخدامهم للمشاركة في عمليات قتالية، «جريمة حرب». كما يدعو ميثاق الأمم المتحدة الخاص بحقوق الأطفال الدول إلى ضمان حظر تجنيد أشخاص من دون الثامنة عشرة أو استخدامهم في قتال.



مصريون يلتمسون «تدخلاً رئاسياً» لحل مشاكلهم

أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
TT
20

مصريون يلتمسون «تدخلاً رئاسياً» لحل مشاكلهم

أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)

حفّز تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أزمة سلسلة محال «بلبن»، التي أثارت ضجة كبيرة الأيام الماضية، قطاعات واسعة من المصريين، التمسوا حل مشاكلهم عند رئيس البلاد.

ووجَّه مصريون استغاثات مرئية ومكتوبة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يطلبون فيها تدخل الرئيس لحل شكاوى «يُفترض حلها على مستويات تنفيذية أقل»، وهو ما دعا برلمانيون لمطالبة الجهات المعنية بـ«التخفيف عن كاهله».

كانت السلطات المصرية قد أغلقت سلاسل محال «بلبن» للحلوى، وأرجعت ذلك إلى «استخدام مكونات ضارة»، و«عدم استيفاء الأوراق الرسمية لتشغيل بعض الفروع»، وهو ما دعا الشركة إلى نشر استغاثة للرئيس السيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في 18 أبريل (نيسان) الحالي، مشيرة إلى أن غلق 110 فروع لها يضر بنحو 25 ألف عامل وعائلاتهم.

وفي اليوم التالي، أعلن مجلس الوزراء المصري، وفق «توجيهات رئاسية»، عن التواصل مع مالكي السلسة لعقد اجتماع تنسيقي لإيضاح الإجراءات التصحيحية والوقائية المطلوب اتخاذها نحو إعادة النشاط في حال توفيق وتصحيح الأوضاع في أقرب وقت، وهو ما دعا الشركة لتوجيه رسالة شكر إلى الرئيس.

ومع سرعة حل الأزمة، توالت الاستغاثات الموجهة إلى السيسي، كل يلتمس حل أزماته عند بابه، بداية من أهالي قرية سرسنا في محافظة الفيوم جنوب العاصمة الذين شكوا إليه «قلة المشروعات» في القرية، وأزمة المواصلات بها، مروراً بمعلمين تتعاقد معهم وزارة التربية والتعليم بنظام «الحصة»، مطالبين بتعيينهم.

وصمم المعلمون شعاراً لحملتهم على غرار تصميم شعار محل «بلبن»، وبألوانه نفسها.

وكتب المعلم تامر الشرقاوي على مجموعة تواصل خاصة بهذه الفئة من المدرسين أنهم يريدون أن يرسلوا استغاثة للرئيس للاهتمام بقضيتهم على غرار ما حدث مع شركة «بلبن»، وهو اقتراح لاقى تفاعلاً كبيراً.

شعار صممه معلمون مؤقتون مستلهمين شعار محلات «بلبن» الشهيرة (فيسبوك)
شعار صممه معلمون مؤقتون مستلهمين شعار محلات «بلبن» الشهيرة (فيسبوك)

ولم تقتصر الاستغاثات على طلبات موجهة من مجموعات، فكانت بعضها شخصية، مثل استغاثة وجهها الدكتور جودة عواد بعد صدور قرار من نقابة الأطباء يمنعه من مزاولة المهنة لمدة عام، لـ«ترويجه عقاقير» عبر صفحاته، واستخدامه «أساليب جديدة في التشخيص والعلاج لم يكتمل اختبارها بالطرق العلمية»، حسب بيان وزارة الصحة.

وناشد عواد الرئيس بالتدخل لرفع «الظلم عنه»، وقال إن «صفحات استغلت صورته وركَّبت فيديوهات تروج للأدوية».

وحملت بعض المناشدات اقتراحات مثل عودة «عساكر الدورية» ليجوبوا الشوارع، مع زيادة الحوادث، حسب استغاثة مصورة وجهها أحد المواطنين للرئيس عبر تطبيق «تيك توك».

وبينما أقر أعضاء بمجلس النواب بحقيقة أن تدخل الرئيس يسرع بالحل فعلياً، أهابوا بالقطاعات المختلفة سرعة التحرك لحل المشاكل المنوطة بها تخفيفاً عن كاهله.

ومن هؤلاء النواب مصطفى بكري الذي قال إن تدخل الرئيس في بعض المشاكل وقضايا الرأي العام «يضع حداً للإشاعات والأكاذيب، ويرد الاعتبار لحقوق الناس التي يسعى البعض إلى إهدارها»، لكنه طالب الجهات المعنية عبر منصة «إكس» بالتخفيف عنه والتحرك لحل المشاكل وبحث الشكاوى.

اتفق معه النائب فتحي قنديل، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس على عاتقه الكثير من المسؤوليات والأعباء. يجب على المواطنين أن يدركوا ذلك، وألا يوجهوا كل استغاثة إليه، خصوصاً أن بعض هذه المشاكل تكون مفتعلة»، وطالب موظفي الدولة «بعدم التعنت أمام المواطنين والعمل على حل مشاكلهم».

ويرى النائب البرلماني السابق ومنسق الاتصال بأمانة القبائل والعائلات المصرية بحزب «الجبهة الوطنية»، حسين فايز، أنه على الرغم من الأعباء التي تُلقى على عاتق الرئيس بكثرة المناشدات «فإن ذلك أيضاً يعزز مكانته لدى الشارع».

وسبق أن تدخل السيسي لحل أزمات أو تحقيق آمال مواطنين بعدما ظهروا عبر مواقع التواصل أو في أحد البرامج التلفزيونية. ففي سبتمبر (أيلول) 2021، أجرى اتصالاً على القناة الأولى المصرية، عقب عرض تقرير مصور عن سيدة تعمل في مهنة «الحدادة» لإعالة أسرتها وتطلب توفير شقة، وهو ما استجاب له الرئيس.

ويعدّ أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور سعيد صادق، أن نمط توجيه استغاثات إلى الرئيس «راسخ في المجتمع المصري»، إيماناً بأن مجرد تدخله سيحل المشاكل فوراً. وعدّ أن ذلك يعكس «مركزية الدولة».