آلاف الفلسطينيين يتظاهرون في رام الله ضد قانون الضمان الاجتماعي

أقره عباس على الرغم من رفض الجميع له واعتباره «دمارًا»

آلاف الفلسطينيين يتظاهرون في رام الله ضد قانون الضمان الاجتماعي
TT

آلاف الفلسطينيين يتظاهرون في رام الله ضد قانون الضمان الاجتماعي

آلاف الفلسطينيين يتظاهرون في رام الله ضد قانون الضمان الاجتماعي

تظاهر آلاف الفلسطينيين في رام الله، أمس، أمام مقر الحكومة، احتجاجا على قانون الضمان الاجتماعي، الذي أقر بقانون قبل نحو شهر، على الرغم من الاعتراضات الواسعة التي أبداها متخصصون، ونقابات، واقتصاديون، وقطاعات عمالية ونسائية، ونواب المجلس التشريعي، ضده.
ولبى نحو 10 آلاف من الغاضبين، دعوة من اللجنة الوطنية للضمان الاجتماعي، بالتظاهر أمام مقر الحكومة أثناء عقدها الاجتماع الأسبوعي، الذي أُلغي، لاحقا، بداعي أن رئيس الوزراء خارج البلاد.
وطالب المشاركون الحكومة بوقف العمل بقانون الضمان الاجتماعي بصيغته الحالية، وإعادته إلى الحوار الاجتماعي، وهتفوا ضد القانون الذي وصفوه بالظالم. وأعاد آلاف المتظاهرين، لوقت طويل، ترديد شعارات «من الخليل لجنين جينا نطالب بالتعديل»، و«ليش القانون بقرار بدنا جلسات وحوار»، و«وين التشريعي وينو»، و«بالعدالة حلمنا حلمنا كثير نلنا الظلم والتقصير».
وقال أمجد حسين، أحد المشاركين في المظاهرة: «نريد ضمانا عادلا». وأضاف: «جئنا نحتج على الظلم الواقع علينا». وقال محمد شاهين: «إنه ضمان مش مضمون». وأضاف: «الذين وضعوه لهم أجندة خاصة، ولم يأخذوا موافقة أي أطراف شريكة ومعنية بما في ذلك المجلس التشريعي».
وكان أعضاء الكتل البرلمانية في المجلس التشريعي المعطل، اعترضوا على مسودة القانون، وطالبوا بتعديله، لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أقره بقانون.
وخلق القانون الجديد أزمة جديدة للحكومة التي ما لبثت أن سوت بعض المشكلات مع قطاع المعلمين، الذين ما زالوا يهددون بمزيد من الإضرابات من أجل انتزاع حقوقهم، وعالقة مع موظفي حكومة حماس السابقة الذين يطالبون باعتمادهم على سلم الرواتب مثل بقية الموظفين.
ويتهم النقابيون الحكومة، التي يرأسها رامي الحمد الله، بتهميشهم واستبعادهم قدر الإمكان. وهي اتهامات ترفضها الحكومة التي تقول إنها تلتزم بالقانون.
وحذر مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية (المرصد) من أن «الإصرار على إقرار القانون رغم النقاط الخلافية والقصور الذي يعتريه، بدءًا من نسب الاشتراكات، والاستثمار، ومعامل احتساب التقاعد، وغياب الضمانات الحكومية الفعلية لأموال المساهمين، وعدم وجود آليات محفزة لانضمام العاملين لحسابهم لمؤسسة الضمان، وغياب الفاعلين في قطاع غزة عن النقاش حول القانون، وما يتضمنه من تجاهل الحقوق الخاصة بالعاملين والموظفين، وانحيازها المطلق للقطاع الخاص ومصالحه، الذي انعكس في كثير من بنوده، سيزيد من الفجوة بين الحكومة والناس». وأضاف: «القول بأن قانون الضمان الاجتماعي تم إعداده استنادًا إلى أفضل الممارسات الإقليمية والدولية، ووفقًا لمبادئ الحكومة والحكم الرشيد والشفافية والعدالة الاجتماعية، مجاف للحقيقة، حيث إن هذا القانون، على سبيل المثال لا الحصر، هو الأسوأ على المستوى الإقليمي».
وقالت في بيان: «نود التذكير بأن أنظمة الضمان الاجتماعي لها أثر طويل الأمد لعقود وعلى أجيال من العاملين والموظفين، ويجب أن تضمن حياة كريمة ولائقة من خلال مجموعة من المنافع، فيما جاء هذا القرار بقانون، ليؤكد أهمية خصخصة أموال العمال داخل الخط الأخضر، وليمس بتوفيرات ومدخرات الموظفين، من دون وجود أي ضمانات من الدولة. كما أن رواتب التقاعد لن تشكل أساسًا لحياة كريمة، بناء على نسب المساهمات ومعامل احتساب الراتب التقاعدي».
ورفع المتظاهرون شعارات كثيرة في إشارة على مواصلة الحراك من بينها «مش هيمر (لن يمر)».
وعمليا، يصبح القانون نافذا الأسبوع الحالي، بعد أن نشر في الجريدة الرسمية قبل نحو شهر من الآن. ويعد مناهضو القانون أن الحكومة والرئيس ضربوا بعرض الحائط كل الانتقادات الهادئة والمحقة للقانون الجديد.
وكان القانون أثار جدلا رسميا وشعبيا كبيرا. وكتب المحلل السياسي، هاني المصري، على «فيسبوك»: «الحشود الضخمة الغاضبة المحتشدة أمام مقر الحكومة والرافضة لإقرار قانون الضمان الاجتماعي رسالة مدوية، لعلّها تصل إلى الرئيس والحكومة من خلال المسارعة إلى تجميد القانون، وتشكيل فريق وطني يمثل الجميع تمثيلاً حقيقيًا للتوصل إلى تغيير أو إجراء تعديلات جوهرية على القانون الذي تسلل من وراء معظم المعنيين بإقراره».
ونشر كثير من الفلسطينيين هاشتاغ «الضمان لا ضامن له».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.