مصرع 4 أشخاص بأحداث عنف متفرقة في السودان

بينهم طالب جامعي و3 حراس مسؤولين

مصرع 4 أشخاص بأحداث عنف متفرقة في السودان
TT

مصرع 4 أشخاص بأحداث عنف متفرقة في السودان

مصرع 4 أشخاص بأحداث عنف متفرقة في السودان

لقي أكثر من شخص مصرعه في أحداث عنف واحتجاجات متفرقة في أنحاء مختلفة من السودان، ففي ولاية شرق دارفور أحرق مسلحون قبليون منزل والي الولاية، وقتلوا ثلاثة أشخاص، وأصابوا آخرين بجراح، وشهد إقليم كردفان أحداث عنف طلابية راح ضحيتها طالب واحد وجرح أكثر من أربعين، فيما نظم خريجو جامعة الخرطوم مخاطبة على خلفية الأحداث التي أعقبت احتجاجات طلابها إثر شيوع معلومات تتعلق ببيع الجامعة ونقلها من وسط المدينة. وفي الأثناء واصل الخبير المستقل لحقوق الإنسان لقاءاته بالمسؤولين، والتقى وزير الدولة بالدفاع الذي طالبه بقصر تقريره على جوهر مهمته، فيما يتوقع أن يزور الخبير المستقل اليوم صحيفة (التيار) الموقوفة بقرار من جهاز الأمن السوداني.
وقال وزير الدولة بوزارة الدفاع الفريق أول ركن إبراهيم محمد الحسن، في تصريحات عقب لقائه أمس بالخبير المستقل لحقوق الإنسان أرستيد نونوسي، إنه طلب منه حصر تقريره عن السودان على جوهر مهمته، مشيرًا إلى أن السودان عانى من العقوبات الآحادية بسبب الحكم عليه اعتمادًا على البينة السماعية المنقولة من جهات غير محايدة، رغم التزامه بتعهداته بشأن حقوق الإنسان.
وجدد الوزير التزام حكومته بتنفيذ توصيات المراجعة الدولية بشأن حقوق الإنسان، خاصة المتعلقة منها بالقوات المسلحة، مشيرا إلى فتح مكاتب للنيابة العسكرية خارج الوحدات لتسهيل وصول شكاوى المواطنين، فضلاً عن قيام القضاء العسكري بتوعية ونشر ثقافة حقوق الإنسان والقانون العسكري، عبر التدريب الداخلي بمراكز التدريب العسكري على أحكام قانون الحرب.
فيما أكد الخبير أرستيد نونوسي أن زيارته تستهدف متابعة موقف تنفيذ التوصيات التي قدمها في تقريره السابق، وبحث فرص تقديم العون الفني وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان، فيما يلتقي نونوسي ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها اليوم بإدارة تحرير صحيفة (التيار) الموقوفة بقرار من جهاز الأمن السوداني، وعدد من الصحافيين ليبحث معهم قضية الحريات الصحافية.
من جهة أخرى، أدت أعمال عنف في جامعة كردفان بمدينة الأبيض – زهاء 600 كيلومتر غرب الخرطوم، لسقوط قتيل وإصابة أكثر من 42 طالبًا، ما زال 11 منهم محجوزون بالمستشفيات، فيما نقل اثنان لمستشفيات بالخرطوم، أثناء أعمال عنف طلابية شهدتها الجامعة.
وأكدت مصادر طبية من هناك لـ«الشرق الأوسط» أن طالبًا اسمه أبوبكر صديق يدرس الهندسة بالجامعة لقي مصرعه متأثرا بطلق ناري، فيما لا تزال حالات 5 آخرين خطرة.
وقال مدير الجامعة بروفسور أحمد عجب الدور لـ«الشرق الأوسط» إن الأحداث نشبت بين مجموعتين طلابيتين في صراع على قيادة اتحاد الطلاب بالجامعة، وأن مجموعة مسلحة بأسلحة مختلفة بما فيها أسلحة نارية دخلت الجامعة ليلاً، وحاولت السيطرة على دار الاتحاد، وحدث صدام بين المجموعتين، نتج عنه إصابة 42 طالبًا وتخريب في بعض الممتلكات، واضطرت إدارة الجامعة لطلب الشرطة، وأن طالبًا واحدًا لقي مصرعه بإصابة بالرصاص، ولا يزال 11 طالبًا مصابًا محتجزين في المستشفيات، نقل اثنان منهم إلى مستشفيات الخرطوم.
ونقلت مصادر الصحيفة أن 5 طلاب لا تزال حالتهم خطرة، فيما اتهم بيان صادر من الوحدة الطلابية بالجامعة أمس، طلابا موالين للحزب الحاكم تسببوا في الأحداث على خلفية صراعات على قيادة اتحاد طلاب الجامعة بهدف السيطرة عليه، وهو الأمر الذي رفضه طلاب آخرون.
وفي سياق ذي صلة، قالت ولاية شرق دارفور إنها سيطرت على الأوضاع في حاضرة الولاية مدينة الضعين – نحو 800 كيلومتر غرب الخرطوم - والتي قام بها مسلحون قبليون وأدت لحرق منزل إقامة الوالي وقتله حراسة ليلة الأحد.
وهاجمت مجموعة مسلحة تابعة لحركة مسلحة موقعة على اتفاق سلام منزل الوالي أنس عمر في غيبته، وأحرقته تمامًا، ونتج عن الهجوم سقوط 3 من الحراس أثناء تبادل إطلاق نار مع المهاجمين.
وأحرق المهاجمون منزل الوالي وثلاث سيارات احتجاجا على مقتل قائدهم في اشتباكات قبلية حدثت في وقت سابق بالولاية المضطربة التي تشهد صراعات قبلية، واستولوا على عدد من العربات وفروا هاربين، ولا تزال السلطات تطاردهم.
وأثناء هجوم المجموعة كان والي الولاية في مدينة الفاشر ليشهد اجتماعا بين ولاة ولايات دارفور يتعلق بنزع الأسلحة الصغيرة، وقال الوالي من هناك إن سلطات الأمن احتوت الموقف، وأن شهدت المدينة أعمال عنف واسعة قتل خلالها نظاميان اثنان، ونفى في ذات الوقت أن تكون الأحداث ذات طبيعة قبلية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.