صوت مجلس النواب البرازيلي مساء أمس، في ختام جلسة ماراثونية يتابعها السكان بتوتر وترقب على إجراءات عزل الرئيسة، ديلما روسيف، بتهمة تزوير حسابات العامة.
وأدلى النواب بأصواتهم ليقرروا ما إذا كانوا سيطلبون أم لا من مجلس الشيوخ البدء رسميا بعملية إقالة الرئيسة اليسارية التي تتهمها المعارضة بالتزوير، في حين تتهم روسيف خصومها السياسيين بتدبير انقلاب عليها.
ورفضت المحكمة العليا في البرازيل طلب الحكومة بوقف التصويت على اتهام رئيسة البلاد ديلما روسيف جرى أمس في مجلس النواب بالبرلمان. وكان المدعي العام قد قدم ذلك الطلب، مؤكدا أنه يهدف إلى معاملة عادلة لروسيف التي تواجه ضغوطا من أجل تقديم استقالتها منذ أشهر. وتتهم روسيف بإخفاء حجم عجز الموازنة خلال حملة إعادة انتخابها في نهاية 2014.
ووضعت الشرطة في حالة استنفار في كل أنحاء البرازيل العملاق الناشئ في أميركا اللاتينية التي تتكون من مائتي مليون نسمة، و8.5 مليون كيلومتر مربع، والغارقة في إحدى أسوأ الأزمات في تاريخها الديمقراطي الحديث سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأخلاقي.
وتخشى السلطات من وقوع مواجهات خلال مظاهرات حاشدة لأنصار الفريقين ستنظم في ريو دي جانيرو (جنوب شرق) وساو باولو (جنوب شرق) وبرازيليا. وتسعى روسيف وحلفاؤها في الكواليس إلى تغيير مسار الأحداث لمصلحتها كما دعت أنصارها إلى التعبئة.
ويتعين على المعارضة تأمين ثلثي أصوات أعضاء مجلس النواب (342 من 513) من أجل طرح إجراء الإقالة على مجلس الشيوخ.
وإذا لم يتمكن النواب من تأمين الأصوات اللازمة، تلغى الإجراءات نهائيا وتنقذ روسيف على الفور ولايتها. وأعلنت أنها ستقترح «ميثاقا وطنيا كبيرا بصيغة لا غالب ولا مغلوب» لإخراج البرازيل من الأزمة.
أما إذا صوت النواب على إقالتها فستجد روسيف، أول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل في 2010، نفسها في وضع حرج جدا؛ إذ يكفي عندئذ تصويت بالأكثرية البسيطة لأعضاء مجلس الشيوخ، في مايو (أيار) المقبل، من أجل توجيه التهمة إليها رسميا وإبعادها عن الحكم فترة أقصاها ستة أشهر في انتظار صدور الحكم النهائي.
وأعطت التقديرات الأخيرة لصحيفتي «فوليا دي ساو باولو» و«استادو دي ساو باولو» انتصارا محدودا لمؤيدي الإقالة (347 صوتا في مجلس النواب).
وقال رئيس اللجنة التي تؤيد الإقالة، النائب اليميني مندونكا فيليو لوكالة الصحافة الفرنسية: «تجاوزنا عتبة الـ342 صوتا. تعزز موقفنا لكن يجب ألا نتراخى وعلينا أن نبقى يقظين».
إلا أن اليسار لا يقر بالهزيمة بعد وبدأ منذ يوم الجمعة الماضي، حملة مكثفة يقودها الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003 - 2010) من أحد فنادق برازيليا. ويحاول لولا دا سيلفا إقناع نواب وسط اليمين الذين ينتمون إلى أحزاب انسحبت من الائتلاف الرئاسي الأسبوع الماضي بتأييد الرئيسة. وقال «إنها معركة أرقام تعلو وترتفع مثل البورصة»، وعلينا التفاوض على مدار الـ24 ساعة».
البرلمان البرازيلي يصوت على مصير الرئيسة روسيف
أكثر من 60 % من البرازيليين يؤيدون تنحيها
البرلمان البرازيلي يصوت على مصير الرئيسة روسيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة