الجزائر: مسؤولة تتهم رئيس وزراء فرنسا بتعمد الإساءة للرئيس بوتفليقة

بسبب نشره صورة أظهرت الرئيس الجزائري في حالة سيئة

الجزائر: مسؤولة تتهم رئيس وزراء فرنسا بتعمد الإساءة للرئيس بوتفليقة
TT

الجزائر: مسؤولة تتهم رئيس وزراء فرنسا بتعمد الإساءة للرئيس بوتفليقة

الجزائر: مسؤولة تتهم رئيس وزراء فرنسا بتعمد الإساءة للرئيس بوتفليقة

اتهمت لويزة حنون، المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة بالجزائر وزعيمة اليسار، رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس بـ«تعمد» نشر صورة يظهر فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، متعبا وغير قادر على الاستمرار في الحكم، الأحد الماضي، وذلك بمناسبة نهاية زيارته إلى الجزائر.
وقالت حنون أمس بالعاصمة في اجتماع لأطر «حزب العمال»، الذي ترأسه، إن فالس «عندما عجز عن أخذ ما يريد من مشاريع اقتصادية، وفق شروط فرنسا، قرر استفزاز الجزائريين بطريقة فجة لا تطاق. والأمر لم يكن صدفة أبدا»، في إشارة إلى صورة أثارت جدلا حادا، وضعها فالس في حسابه بـ«تويتر»، ظهر فيها بجانب الرئيس الجزائري، وبدى على ملامح بوتفليقة الإرهاق، وخلفت انطباعا بأن حالته الصحية تزداد سوءا.
وكتب فالس في تغريدة، ما يلي: «مبادلات اقتصادية وإنسانية وفنية: العلاقات الفرنسية الجزائرية قوية وتاريخية واستراتيجية». وكان يشير بذلك إلى إبرام 26 اتفاقا بين البلدين، بمناسبة الزيارة، تشمل عدة ميادين.
وذكرت حنون وهي تهاجم المسؤول الفرنسي الكبير «لقد رفض الرئيس الانصياع لشروط فرنسا، وبذلك أظهر مقاومة لهم، فانتقموا منه بهذه الطريقة. إنها سابقة خطيرة». ولم تشرح حنون ما هي «شروط فرنسا»، لكن يُفهم من كلامها أن الوفد الحكومي الفرنسي الذي زار الجزائر، الذي كان مكونا من 10 وزراء، كان يبحث عن تسهيلات كثيرة في مجال الاستثمارات لا تسمح بها القوانين الجزائرية التي تضبط الاقتصاد.
ودعت حنون إلى الدفاع عن «السيادة الوطنية ضد هذا الاعتداء»، مضيفة أن «الرئيس مريض والجميع يعلم بأنه مريض. ولكن هذه القضية شأن يخصنا نحن الجزائريين، وليس الفرنسيين ولا الأميركيين. إن مرض الرئيس قضية جزائرية حصريا، والحل ينبغي أن يكون جزائريا حصريا».
وأظهرت حنون انزعاجا ممن يبررون نشر صور الرئيس، التي تؤكد سوء حالته الصحية، بـ«وجود اختلالات في منظومة المؤسسات»، بمعنى الجدل الذي يثيره انسحاب الرئيس من المشهد بسبب المرض، وما نتج عن ذلك من حالة شغور في منصب الرئيس. وهذه أول مرة يصدر عن مسؤول سياسي رد فعل على صورة فالس المثيرة.
وتابعت حنون موضحة أن «الجزائر ليست السنغال ولا كوت ديفوار، الجزائر افتكّت استقلالها من المستعمر الفرنسي»، واتهمت فالس بـ«ارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون في الجزائر وفرنسا، لأنه أساء لرئيس أجنبي.. إنه تصرف لا يشرف الدولة الفرنسية».
وكتبت صحيفة محلية وهي تصف الصورة التي نشرها فالس: «بدا رئيس وزراء فرنسا في الصورة منشرح الوجه، واضعا رجله اليمنى على اليسرى، وممسكا في يده اليمنى وثيقة، ومحدقا في الصحافي المصور الذي كان بصدد أخذ صور له برفقة الرئيس. وعلى يساره كان بوتفليقة يتابع تصرفات المصور بنظرات تائه. مشهد الرئيس مع فالس في لحظة أخذ الصور أظهر مدى زيف ادعاءات أحزاب السلطة، التي تزعم أن بوتفليقة يتابع الأحداث والملفات بدقة وأولا بأول».
ومعروف أن بوتفليقة يحرص على استقبال أي مسؤول فرنسي يزور الجزائر، حتى لو كان رئيس جمعية، وعبر ناشطون بشبكة التواصل الاجتماعي عن استياء بالغ لما سموه «إعطاء فرصة لأعداء الأمس أن يسخروا من رئيسنا».
وأصيب الرئيس بجلطة دماغية في 27 أبريل (نيسان) 2013. أقعدته على كرسي متحرك، وتسببت في فقدانه التحكم في حواسه. وظل بوتفليقة غائبا عن المشهد، لا يتفاعل مع ما يجري من أحداث محلية ودولية إلا عن طريق رسائل موجهة للمواطنين، تارة تنشرها وكالة الأنباء الرسمية، وتارة أخرى يقرأها نيابة عنها وزراؤه أو مستشاروه.
وترشح بوتفليقة لولاية رابعة في انتخابات 17 أبريل 2014. ولكنه لم يشارك في حملة الانتخابات التي خاضها بدلا منه رئيس الوزراء عبد المالك سلال، ومجموعة من أعضاء الحكومة، وقد تم التجديد له بأغلبية مريحة، وهو ما أثار استغراب مراقبين في الداخل والخارج. والشائع أن شقيقه وكبير مستشاريه السعيد بوتفليقة، ورئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح، هما من يسيّران شؤون البلاد في فترة مرضه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.