مسؤول فرنسي: نجاح الهدنة والمفاوضات مرهون بتعاون دمشق وموسكو وطهران

بزانسنو أكد لـ«الشرق الأوسط» انعقاد اللجنة السعودية ـ الفرنسية في باريس نهاية الشهر

مسؤول فرنسي: نجاح الهدنة والمفاوضات مرهون بتعاون دمشق وموسكو وطهران
TT

مسؤول فرنسي: نجاح الهدنة والمفاوضات مرهون بتعاون دمشق وموسكو وطهران

مسؤول فرنسي: نجاح الهدنة والمفاوضات مرهون بتعاون دمشق وموسكو وطهران

دعا مسؤول فرنسي كلا من دمشق وموسكو وطهران إلى إنجاح المشاورات التي أجراها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا في جولته الأخيرة معهم، لضمان احترام الهدنة ووقف الأعمال العدائية والخروقات، ومساعدة الهيئة العليا للمفاوضات على المشاركة في مفاوضات جنيف المقبلة، فضلاً عن إنقاذ الهدنة من الانهيار الوشيك، بسبب تلك الخروقات من الأطراف المعنية.
وقال برتران بزانسنو، السفير الفرنسي لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «باريس في حالة تشاور وتنسيق مستمر مع الرياض، فيما يتعلق بالمسألة السورية، لتعجيل الحلّ السياسي وإنجاح جولة جنيف المقبلة، والوصول إلى نتائج مرضية لمستقبل سوريا دون وجود لبشار الأسد فيه»، مشيرًا إلى أن البند الأخير يمثل خطا أحمر يتوافق تجاهه موقفا البلدان.
ولفت السفير الفرنسي إلى أن بلاده ستشهد جولة جديدة من اجتماعات اللجنة الحكومية السعودية - الفرنسية المشتركة، مبينًا أن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، سيقود الجانب السعودي في هذه الاجتماعات نهاية الشهر الجاري، بهدف المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاقيات التي أعلنت بين الطرفين سابقًا، مشيرًا إلى أن التعاون الاستراتيجي بين البلدين ستكون له آثار إيجابية على الأمن والسلام الدوليين بشكل عام وسوريا بشكل خاص.
ووفق بزانسنو، فإن زيارة ولي ولي العهد المزمعة لباريس، ستدفع التعاون الثنائي الاستراتيجي إلى الأمام، على الصعيد الأمني والدفاعي والعسكري، إضافة إلى مكافحة الإرهاب واستثمار التوافق السياسي والاقتصادي، للوصول بالشراكات الاستراتيجية إلى آفاق أرحب، مشيرًا إلى أن التوافق بين البلدين في الرؤى تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك خصوصًا الأزمة السورية سيدفع المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته تجاه القضية السورية والوصول إلى حل سياسي مرضٍ.
وحول ما يتعلق بالموقف الفرنسي تجاه الأزمة السورية، أكد بزانسنو، أن بلاده تتحرك ضمن المنظومة الأوروبية، لتفعيل مجمل الحراك الدولي، وتسريع الوصول إلى الحل السياسي في سوريا، مع الاستفادة من التشاور والتنسيق المستمر بين الرياض وباريس لدفع العملية السياسية السورية نحو نتائج مرضية، في ظل التخوّف من انهيار الهدنة بسبب الخروقات المتكررة من قبل النظام السوري وحلفائه.
وشدد على ضرورة احترام الهدنة من قبل كل من النظام موسكو وطهران، لتمهّد الطريق إلى مفاوضات جنيف المقبلة، مؤكدًا أهمية إنجاح الجولة المقبلة والاتفاق على الوصول إلى حل سياسي وإحداث تغيير مرن للانتقال السياسي من دون بشار الأسد، مشيرا إلى أن البند الأخير يمثل خطا أحمرا لباريس التي تتوافق في رؤيتها مع الرياض، على حدّ تعبيره.
ونوه بأهمية أن تتجه موسكو نحو إبراز موقفها بشكل أكثر وضوحا، مبينا أن بلاده تنتظر حاليا معرفة حقيقة وماهية الموقف الروسي بجلاء. وقال بزانسنو: «الوصول إلى حل للمشكلة السورية مرهون باختراق حقيقي في إبعاد الأسد عن مستقبل سوريا السياسي، ونأمل أن تسفر المحادثات الأميركية - الروسية عن إحداث هذا الاختراق لدفع العملية السياسية نحو نتائج مرضية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».