الجامعات العربية.. هل ساهمت في تعميق «ثقافة التطرف»؟

الحواج لـ«الشرق الأوسط»: أصبحنا «طفايات حريق» ولسنا مراكز إشعاع

الدكتور عبد الله يوسف الحواج.. رئيس رابطتي الجامعات الخاصة الخليجية ومؤسسات التعليم الخاصة العربية
الدكتور عبد الله يوسف الحواج.. رئيس رابطتي الجامعات الخاصة الخليجية ومؤسسات التعليم الخاصة العربية
TT

الجامعات العربية.. هل ساهمت في تعميق «ثقافة التطرف»؟

الدكتور عبد الله يوسف الحواج.. رئيس رابطتي الجامعات الخاصة الخليجية ومؤسسات التعليم الخاصة العربية
الدكتور عبد الله يوسف الحواج.. رئيس رابطتي الجامعات الخاصة الخليجية ومؤسسات التعليم الخاصة العربية

انعقد المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في مدينة العين الإماراتية، أمس (الأحد)، وسط اتهامات من المفكرين ورجال الدين، وربما السياسيون وعديد من مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة، بتحميل هذه الجامعات جانبا من مسؤولية التطرف التي تعانيها المجتمعات العربية، إضافة إلى اتهامات أخرى بالتهاون في توجيه بوصلة المجتمع بعيدا عن الإرهاب، الذي طال مختلف بقاع المنطقة العربية في الآونة الأخيرة.
وعلى الرغم من هذه الاتهامات الصارخة بالتقصير في حق نشأة العقل العربي وتكوينه، وبصرف النظر عن حالة التردي الثقافي والأكاديمي والتعليمي التي تعانيها المنطقة، إلا أن الدورة التاسعة والأربعين لهذا المؤتمر، التي انعقدت في ظرف بالغ الدقة والخطورة، ليست مشغولة بهذه القضية المحورية في تاريخ أمتنا، بل إنها منصرفة الذهن نحو جدول أعمال، أهم ما يتضمنه مجرد أنشطة أو فعاليات وبرامج دراسية «مقولبة» ومجالات أكاديمية سابقة التجهيز. في حين أن 26 بندا من بنود الاجتماع السنوي لم تناقش قضايا تنوير الفكر العربي ولا «تثوير» موروثاته.
«الشرق الأوسط» استبقت الحدث بحوار خاص أجرته في العاصمة البحرينية، المنامة، مع رئيس رابطتي الجامعات الخاصة الخليجية ومؤسسات التعليم الخاصة العربية، وهو مؤسس أول جامعة أهلية في مملكة البحرين، الدكتور عبد الله يوسف الحواج.. سألناه عن الاتهامات للجامعات العربية، وكيف أنها ابتعدت بأبحاثها وبرامجها الدراسية عن تأهيل العقل النوعي للطلبة، بل وعن إعداده ذهنيا ونفسيا وعقائديا كي يتعامل مع المعضلات المجتمعية والسياسية والاقتصادية بأفق مستنير ومنهج متحرر قويم؟ وكيف لعبت هذه الجامعات دورا سلبيا في مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف؟ وهل كانت سببا في حالة التخبط والتشتت التي يعانيها المجتمع الناهض في بلداننا العربية، أم أننا نحمّلها ما لا تطيق، ونتهمها بما ليس فيها؟
البروفسور الحواج لا يدافع عن الجامعات العربية رغم انتمائه إلى منظومتها المتشابهة، وأكد إيمانه بأن التعليم الراقي والقضاء العادل هما عمودا المجتمع المتقدم، وهما الوسيلة التي يتحقق من خلالها الاستقرار والأمن للشعوب المعاصرة.
* تجريف بلا حدود
ويقول الحواج، إنه على الرغم من هذا كله، فإننا نرى أن التعليم في الوطن العربي قد تعرض لعملية تجريف لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المكتوب، فقد واجهت المنظومة التعليمية إهمالا متعمدا، ولعبت فيها العشوائية أدوارا بطولية بلا منازع، فجعلت من التلقين بديلا عن توجيه المهارات والتفتيش عنها، وفُتحت أبواب جهنم على كل من يرغب في البحث والتقصي، في الاستطلاع والاستنباط والتفكير، بصفته ركيزة أصيلة في عالم المعرفة.
في كثير من الدول العربية فشلت النظرية عندما احتكت بالتطبيق، وفي الغالبية العظمى منها ضلت المعامل طريقها نحو الطالب المناسب، لذلك تحقق الالتباس عمدا أو عرفا بين المتطلبات الأساسية لجودة التعليم وأصبح معيار القيمة المضافة في نظر عديد من الأكاديميين بمثابة «البعبع» المرفوض استقباله في إداراتنا وجامعاتنا ومراكزنا البحثية المجهدة.
ففي إحدى الدول العربية العريقة تعليميا، احتلت معايير الأداء العلمي مقعدا دائما في ذيل قاطرة الحضارة، لم تعد تعترف بالنسب العالمية المتعارف عليها، وأغلقت مناهجها على ظرفها الخالص، واعتمدت قواعد أكاديمية شديدة المحلية والاعتكاف، وأصبح التعليم حجرا لكل من يحاول تسريب معلومات مغلوطة أو مفاهيم مشوهة أو علوم موجهة باسم الدين تارة أو التقاليد الوطنية تارة أخرى.
حدث ذلك بينما عملية تبييض الولاءات كانت تجري على قدم وساق في المجتمع الموازي، وامتد المشهد على استقامته حتى تحقق لبعض المغرضين هدفهم في تضييع منابع الانضباط الوطني والإيمان بالثوابت والبديهيات.
هنا يستطيع الدكتور الحواج وضع «الحصان المريض» أمام «العربة المعطوبة»، وهنا يشترك مع اتهامات المثقفين للجامعات بأنها أصبحت في المطلق الأعم أوكارا لتفريخ المتطرفين، بدلا من أن تكون منارات علم ومراكز إشعاع.
* هل بالفعل أصبحت الجامعات على هذا النحو من التردي في بلداننا العربية؟
- ظلم بيّن أن نلقي بكل تبعات ما نحن فيه من تراجع حضاري على حالة الجامعات وحدها، أو على طبيعة المنظومة التعليمية بوصفها الصناعة الحاكمة لآليات العقل الجمعي للأمة، فهناك الخطاب السياسي المبهم، وهناك نظيره الديني المختلف عليه، وهناك الأوضاع الاقتصادية المتردية التي فرّخت من التقاليد والأعراف الدخيلة أكثر مما كانت ترسيه من قيم أخلاقية أصيلة.
عموما، لقد تعاملت المنظومة الإدارية للمجتمع مع الحالة الراهنة للجامعات العربية بأنها مجرد «طفايات حريق» أكثر من كونها مراكز تنوير حضاري، ونظرت إليها من منطلق الوجه المكمل، ونسيت أنها التميمة المكونة لعقيدة الانتماء.. افتقدت أهم مقومات الإرشاد وارتبطت عضويا وعصبيا بالمجتمع المترهل سكانيا ومروريا وتعليميا وصحيا، حتى أصبحت الشريحة الأهم في هذا المجتمع خارج الخدمة حتى إشعار آخر، وربما لأجل غير مسمى.
* وهل أدركت هذه الجامعات أنها تمارس بالفعل دورا سلبيا أدى إلى «تفخيخ» المجتمع، بل والزج بأهم مكوناته نحو إدمان التطرف، بصفته بديلا جاهزا عن تعليم حقيقي يبعث على الأمل أكثر مما يفضي إلى الإحباط؟
- هي بالضبط كذلك، لقد وجدت الجامعات العربية نفسها في وضع لا تحسد عليه، عجزت عن الوفاء بحاجات المنتسبين إليها، ضعف في الأداء يرتقي إلى مرتبة الوهن المزمن.. هي بالفعل، أيضا، مكنون معطل وقدرة مشلولة لا تعرف السبيل نحو الانطلاق، شعلة تحاول أن تطل من قريب أو بعيد على دنيا حالكة السواد فلم يتحرك لها ساكنا، ولم تجد من الإرادة والإدارة الواعية ما يؤهلها للمساهمة بالفعل في إعادة ترقيم العقل التائه ووضعه في الخانة المثالية لخدمة الوطن بدلا من خدمة التوجه والاتجاه، للوفاء له بدلا من الإطاحة به في أكثر من اتجاه.
* وهل يمكن للتعاون بين الجامعات العربية الحكومية والخاصة المساهمة، بشكل أو بآخر، في الحد من هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به الحالة التعليمية في المنطقة؟
- طبعا يمكن، ولذلك نحن هنا في مدينة العين الإماراتية، كي نقول للعالم أجمع «إن أمتنا ما زالت حية، وإن الأحفاد الذين ينتمون إلى ابن رشد والكندي وابن خلدون وابن الهيثم لا يمكن أن يعدموا فريستهم أينما ذهبوا، هكذا قالها عباس محمود العقاد في رائعته (عبقرية عمر)»، وهكذا تواجه الجامعات العربية التحديات التالية: أولا، غياب التعاون بين الجامعات الحكومية والخاصة، رغم أن الطائر الذي لا يحلق بجناحين لن تكتب له النجاة في الفضاءات المضطربة والحيوات المختلة.
وثانيا، ضعف الحيادية عند التعامل مع الجامعات الخاصة العربية والانحياز الواضح للجامعات الحكومية، فيما يتعلق بالدعم والخدمات والقرارات، رغم أن أفضل الجامعات العالمية قاطبة هي جامعات خاصة، مثل هارفارد، ويل، ومعهد إم أي تي، وستانفورد، وديوك، وغيرها.
ثالثا، أن رابطتي الجامعات الخاصة الخليجية والعربية، اللتين أتشرف برئاسة المكتب التنفيذي لهما، تعقدان على هامش المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية اجتماعات مهمة تناقش حالة جامعاتنا ومعاهدنا الخاصة، بما فيها وضع استراتيجية قصيرة وأخرى طويلة المدى لتعميق الحراك الثقافي داخل هذه الجامعات؛ لأنه ثبت باليقين أن ضعف المعرفة بالموروث الحضاري قد وضع الطالب العربي في موقف شاذ بين زملائه في العالم المتقدم.
* إذن، كان التعليم سببا في تعميق الفكر الشاذ، والجامعات، وربما المدارس كانت وما زالت تمثل مرتعا خصبا لاستنبات الأفكار الدخيلة والثقافات الهدامة؟
- قد يكون، لكن هناك من يدرك أن جلد الذات لن يقدم أو يؤخر، وأن جامعاتنا تمتلك من الإمكانات والأساتذة الأجلاء والعلماء ما يجعلها قادرة على اجتياز الموقف الصعب.. إنها على دراية كاملة باستحالة بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، وهي مؤمنة بأن التحول في مسيرتها لن ينبع فقط من داخلها بقدر ما يتصل بآفاق التكوين القدري الذي تفرضه الدولة الحديثة بعتادها وإمكاناتها وتوجهاتها وإعلامها وماكينتها الفاعلة.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.