روسيا تهدد باستخدام «الورقة الإيرانية» في أزمتها مع الغرب

الاتحاد الأوروبي يرى خلافات كبيرة في المحادثات النووية مع طهران

روسيا تهدد باستخدام «الورقة الإيرانية» في أزمتها مع الغرب
TT

روسيا تهدد باستخدام «الورقة الإيرانية» في أزمتها مع الغرب

روسيا تهدد باستخدام «الورقة الإيرانية» في أزمتها مع الغرب

نقلت وكالة «إنترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله أمس إن موسكو لا تعتزم استخدام الورقة الإيرانية، لكن التعامل الغربي قد يدفع روسيا إلى ذلك. واستبعد العديد من الخبراء والمراقبين ربط الأزمة الأوكرانية وشبه جزيرة القرم بالمفاوضات النووية التي تجريها إيران والغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، غير أن بوادر جديدة تدل على أن روسيا تعتزم استخدام الورقة الإيرانية بشكل من الأشكال خلال أزمتها مع الغرب.
تأتي التصريحات الروسية في الوقت الذي كانت فيه موسكو نفت مرارا أن تكون الأزمة بينها وبين الغرب بسبب أوضاع أوكرانيا لها تأثير على مسار المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1». وقد وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وموفدون من برلمان القرم يوم الثلاثاء اتفاقية ضم القرم إلى روسيا. وأضاف ريابكوف «روسيا ستقوم بعمليات انتقامية إذا ما لزم الأمر. إن الحدث التاريخي التي تمثل في ضم القرم إلى روسيا أدى إلى تحقيق العدالة التاريخية، وإن هذا الحدث له قيمة كبيرة لا تقارن بسياساتنا إزاء إيران». وتابع «على زملائنا في واشنطن وبروكسل الاختيار واتخاذ القرار بهذا الشأن»، وزاد قائلا «إن اعتماد أساليب انتقامية من قبل روسيا مرهون بنتائج هذه المفاوضات (بين الدول الغربية)».
وتأتي تصريحات ريابكوف التي أدلى بها في فيينا في الوقت الذي شهدت فيه هذه المدينة انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى بشأن ملف إيران النووي. ويقال إن الموقف الروسي الأخير يعتبر من أكثر التهديدات جدية بشأن القيام بعمليات انتقامية ضد الولايات المتحدة والدول الأوروبية. جدير بالذكر أن ريابكوف هو مندوب روسيا في المفاوضات النووية بين مجموعة «5+1» وإيران.
وقال مندوب إيران السابق لدى مقر الأمم المتحدة الأوروبي في جنيف، الدكتور علي خرم، أمس (الخميس)، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «لفتات موسكو السياسية وتعاملها الودي لا يؤثران على مسار المفاوضات النووية بين إيران والغرب». وأضاف خرم «ينبغي على إيران أن تلتزم الحياد في أزمة القرم والقضايا الجانبية المرتبطة بها، والانتباه إلى اتفاق جنيف النووي. لا تؤثر التدابير التي تتخذها الولايات المتحدة والغرب حول روسيا على الملف النووي الإيراني. قد تتمكن روسيا من انتهاج موقف أكثر ليونة في الأمم المتحدة إذا أرادت القيام بعملية انتقامية ضد الغرب». وصرح رضا مريدي، النائب عن مقاطعة أونتاريو في البرلمان الكندي ونائب وزارة الطاقة الكندية في الشؤون البرلمانية أمس (الخميس)، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أستبعد أن تؤثر التطورات الجارية والتهديدات الروسية على مسار المفاوضات بين إيران والغرب. تواجه إيران عقوبات اقتصادية خانقة لا مفر منها إلا إذا حققت تقدما ملحوظا في المفاوضات النووية».
وردا على إمكانية استخدام روسيا الورقة الإيرانية في مواجهتها مع الغرب بشأن أزمة القرم قال مريدي «أعتقد أن روسيا تستخدم كل أوراقها مثل الورقة الإيرانية وحتى السورية في المواجهة مع الغرب، لكنها لن تحقق في النهاية النتائج المطلوبة إذا استخدمت الورقة الإيرانية». وتابع النائب الكندي من الأصول الإيرانية مريدي «لن تؤدي هذه التطورات إلى ظروف جديدة في المفاوضات النووية بين إيران والغرب، لأن الدول الغربية لن تسمح لإيران بصنع القنبلة الذرية، كما أن النظام الإيراني لا يريد أن يتعرض إلى ضربة عسكرية وتدابير أكثر حزما من قبل الغرب. وبالتالي لا تسمح إيران بأن تصبح دمية بيد الروس». وقالت الأستاذة الجامعية ومؤسس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة سيراكيوز في الولايات المتحدة مهرزاد بروجردي، أمس لـ«الشرق الأوسط»: «تتمتع روسيا بالقدرة والدافع لاستخدام الورقة الإيرانية، وهذا يعتبر مساومة سياسية، حيث إن الغرب يدرس وضع عقوبات على موسكو، وروسيا تحذر من أنها ستعرقل المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى، وتمنع استقرار السلام في سوريا». وأضافت الخبيرة الإيرانية في الشؤون السياسية أنه «إذا قامت روسيا بالانسحاب من المفاوضات النووية مع إيران، أو أعلنت عن عدم التزامها بالعقوبات الراهنة على إيران، أو استأنفت بيع صواريخ (إس 300) أو صواريخ (إس 400) الأكثر تطورا إلى إيران، فعندها ستثير موسكو قلق الغرب. هذه هي لعبة الروليت الروسية التي توجه تهديدا جادا للغرب. ويدعو الموقف الروسي المسؤولين الغربيين إلى التفكير حول كيفية التعامل مع هذه التهديدات».
وتابعت بروجردي أنه «لا ينبغي على المسؤولين السياسيين في إيران الشعور بالارتياح إزاء الوضع الراهن. لقد أجبر الوضع الاقتصادي المتأزم في الوهلة الأولى إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات، الأمر الذي لم يشهد تحسنا جذريا حتى الآن. قد يتمكن المسؤولون الإيرانيون من استغلال الخلاف بين الغرب وروسيا لصالحهم، ولكن تحسين الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لن يتم عبر اتخاذ خطوات راديكالية وتغيير لعبة المفاوضات».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يوم الأربعاء، إثر انتهاء الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى، إن المفاوضات كانت موضوعية، وجادة، ومفيدة، وتناولت المفاوضات مواضيع مثل عملية تخصيب اليورانيوم، ومفاعل أراك، والتعاون النووي السلمي، والعقوبات. وأضاف ظريف «كان الشرخ كبيرا في التفكير لدى الجانبين، غير أن هذا الشرخ بدأ يتلاشى». وقال الوفد الإيراني في المفاوضات النووية إن إيران ستلتزم بالاتفاق النووي.
من جهة أخرى، قالت مسؤولة أوروبية كبيرة، في رسالة بالبريد الإلكتروني اطلعت عليها «رويترز» أمس، إن المواقف بين إيران والقوى الكبرى تختلف بشكل كبير في بعض المجالات لكن المفاوضين الإيرانيين يبدون «ملتزمين جدا» بالتوصل إلى اتفاق بخصوص البرنامج النووي للبلاد.
ومن جانبها، قالت روسيا إن موقفي الجانبين «متباعدان بشدة» بشأن قضية تخصيب اليورانيوم. وروسيا هي إحدى الدول الست التي تسعى إلى إقناع إيران بتقييد أنشطتها النووية لحرمانها من أي قدرة على صنع قنبلة نووية. وتؤكد هذه التصريحات المهمة الشاقة التي تواجه المفاوضين الذين يهدفون إلى إعداد تسوية نهائية للنزاع المستمر منذ عشر سنوات بشأن طبيعة ومدى البرنامج النووي الإيراني في الشهور الأربعة المقبلة.
وكتبت المسؤولة الأوروبية البارزة هيلغا شميد الرسالة الإلكترونية المقتضبة إلى مسؤولين كبار في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بعد اجتماع في فيينا يومي 18 و19 مارس (آذار) الحالي بين إيران والقوى الكبرى وهي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وبريطانيا. وتشغل شميد منصب نائبة كاثرين أشتون مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي تنسق المحادثات مع إيران نيابة عن القوى الست. وتهدف المفاوضات إلى التوصل إلى تسوية نهائية لنزاع مستمر منذ عشر سنوات بشأن أنشطة إيران النووية التي تقول طهران إنها سلمية، لكن الغرب يخشى من أنها ربما تهدف إلى امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي.
وشهد اجتماع هذا الأسبوع خلافات بين إيران والقوى العالمية بشأن مستقبل مفاعل نووي إيراني مزمع يمكن أن ينتج بلوتونيوم لصنع قنابل وحذرت الولايات المتحدة من أن هناك حاجة «لعمل شاق» للتغلب على الخلافات عندما يعاود الجانبان الاجتماع في السابع من أبريل (نيسان) المقبل. وعبرت شميد في رسالتها بالبريد الإلكتروني عن ذلك أيضا. وجاء في الرسالة «ما زال أمامنا عمل شاق نقوم به لأننا في مرحلة مبكرة من المفاوضات النهائية والشاملة. في بعض المجالات تختلف المواقف بشكل كبير». وأضافت شميد «غير أن الانطباع هو أن المفاوضين الإيرانيين ملتزمون جدا بالتوصل إلى حل شامل خلال فترة الأشهر الستة»، وكانت تشير إلى المهلة التي تنتهي في أواخر يوليو (تموز) للتوصل إلى اتفاق بعيد المدى، والتي نص عليها الاتفاق المؤقت الذي أبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
واجتماع فيينا هو الثاني في سلسلة اجتماعات تأمل الدول الست أن تثمر عن تسوية تضمن أن يقتصر البرنامج النووي الإيراني على الأغراض السلمية وتضع نهاية لمخاطر اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط. وسعى الجانبان إلى توضيح مواقفهما بشأن القضيتين الشائكتين، وهما مستوى تخصيب اليورانيوم الذي يجري في إيران ومفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل والذي يرى الغرب أنه مصدر محتمل للبلوتونيوم الذي يستخدم في صناعة قنابل.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن محادثات فيينا هذا الأسبوع مع القوى العالمية الست كانت «ناجحة جدا» في ما يتعلق بتوضيح القضايا. ونسبت الوكالة إلى ظريف قوله في ما يتعلق بالفهم والإيضاح «كانت (فيينا 2) من أنجح جولات محادثاتنا.. مفيدة وبناءة للغاية». ويعقد الاجتماع المقبل في الفترة بين السابع والتاسع من أبريل المقبل في العاصمة النمساوية.



فرنسا ترسل مبعوثاً لحضور تنصيب بوتين وألمانيا تقاطع

امرأة تسير أمام سفارة فرنسا بموسكو (روسيا) في 29 مارس 2018 (رويترز)
امرأة تسير أمام سفارة فرنسا بموسكو (روسيا) في 29 مارس 2018 (رويترز)
TT

فرنسا ترسل مبعوثاً لحضور تنصيب بوتين وألمانيا تقاطع

امرأة تسير أمام سفارة فرنسا بموسكو (روسيا) في 29 مارس 2018 (رويترز)
امرأة تسير أمام سفارة فرنسا بموسكو (روسيا) في 29 مارس 2018 (رويترز)

قال مصدر دبلوماسي فرنسي، اليوم (الاثنين)، إن فرنسا سترسل سفيرها إلى حفل تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات غداً (الثلاثاء)، على النقيض من ألمانيا التي قالت إنها لن ترسل ممثلاً.

ويشير قرار باريس إلى انقسام محتمل في المعسكر الغربي بمعارضة عدة دول، منها دول البلطيق، بشدة، لإعطاء بوتين أي شكل من أشكال الشرعية، وما يُحتمل أن يكون تقويضاً لموقف أوكرانيا في حربها مع روسيا التي بدأتها موسكو منذ أكثر من عامين.

وفاز بوتين بأغلبية ساحقة لم تحدث من قبل في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي، ما يعزز قبضته المحكمة بالفعل على السلطة في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في مارس (آذار)، بعد أسابيع فقط من وفاة أليكسي نافالني أبرز معارضي بوتين في السجن. ونددت الحكومات الغربية بإعادة انتخاب بوتين ووصفتها بأنها غير عادلة وغير ديمقراطية.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن «فرنسا سيمثلها سفيرها لدى روسيا».

وقال المصدر إن باريس سبق أن شجبت القمع الذي جرت فيه الانتخابات وحرمان الناخبين من خيار حقيقي، فضلاً عن تنظيم الانتخابات في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وهو ما تعدّه فرنسا انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وتدهورت العلاقات الفرنسية - الروسية في الأشهر القليلة الماضية، مع زيادة باريس دعمها لأوكرانيا. ولم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي، إرسال قوات إلى أوكرانيا، قائلاً إنه إذا اخترقت روسيا الخطوط الأمامية الأوكرانية، فسيكون من المشروع النظر في الأمر إذا طلبت كييف الدعم.

وقالت ألمانيا إنها لن ترسل ممثلاً لحضور حفل تنصيب بوتين. كما استبعدت دول البلطيق، التي لم يعد لها مبعوثون في موسكو، بشكل قاطع حضور حفل التنصيب.

وقال دبلوماسيان أوروبيان إنهما لا يتوقعان أن ترسل الولايات المتحدة مبعوثاً لحضور حفل التنصيب، رغم أن واشنطن لم تعلن موقفها بعد.

وقال وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرجيس: «نعتقد أن عزلة روسيا، خصوصاً زعيمها المجرم يجب أن تستمر... المشاركة في تنصيب بوتين أمر غير مقبول بالنسبة لليتوانيا. أولويتنا تظل دعم أوكرانيا وشعبها الذين يقاتلون ضد العدوان الروسي».


طلاب بلجيكيون وهولنديون ينضمون إلى موجة الاحتجاجات لدعم غزة

نحو 100 طالب يحتلون أجزاء من جامعة خنت البلجيكية (إ.ب.أ)
نحو 100 طالب يحتلون أجزاء من جامعة خنت البلجيكية (إ.ب.أ)
TT

طلاب بلجيكيون وهولنديون ينضمون إلى موجة الاحتجاجات لدعم غزة

نحو 100 طالب يحتلون أجزاء من جامعة خنت البلجيكية (إ.ب.أ)
نحو 100 طالب يحتلون أجزاء من جامعة خنت البلجيكية (إ.ب.أ)

احتل طلاب في بلجيكا وهولندا أجزاء من جامعتي خنت وأمستردام (الاثنين) احتجاجاً على حرب إسرائيل في غزة، وانضموا إلى سلسلة احتجاجات طلابية دولية بدأت في الجامعات الأميركية.

وبحسب «رويترز»، قالت متحدثة باسم جامعة خنت البلجيكية إن نحو مائة طالب يحتلون أجزاء من الجامعة، مما يؤكد تقارير سابقة نشرتها وسائل إعلام محلية.

وأضافت أن الطلاب قالوا إن الاحتجاج سيستمر حتى يوم (الأربعاء) الموافق الثامن من مايو (أيار).

ولم توافق جامعة خنت على طلب تقدم به الطلاب للاحتجاج، لكن العديد من موظفي الجامعة وأساتذتها وقعوا على رسالة مفتوحة تدعم الاحتجاج وتشجب قرار الجامعة بمواصلة علاقاتها مع إسرائيل.

وذكر متحدث باسم جامعة أمستردام أن الطلاب في هولندا احتلوا منطقة في الجامعة وطالبوا الجامعة وجامعة فرايا أمستردام بوقف شراكتهما الاقتصادية والأكاديمية مع إسرائيل، مضيفاً أن الجامعة ستبلغ الشرطة في حال بقاء الطلاب طوال الليل.

ولم ترد جامعة فرايا أمستردام بعد على طلب للتعقيب.


ألمانيا تستدعي سفيرها من موسكو بعد عمليات تجسس روسية

مدخل وزارة الخارجية الألمانية (د.ب.أ)
مدخل وزارة الخارجية الألمانية (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تستدعي سفيرها من موسكو بعد عمليات تجسس روسية

مدخل وزارة الخارجية الألمانية (د.ب.أ)
مدخل وزارة الخارجية الألمانية (د.ب.أ)

تبدو برلين مصرة على التصعيد مع موسكو بعد حادثين منفصلين خلال أسبوعين، تطلبا استدعاء السفير الروسي إلى الخارجية الألمانية. وقد استدعت برلين الآن سفيرها من موسكو للتشاور، وقالت الخارجية إن السفير ألكسندر لامبسدورف سيمكث في ألمانيا أسبوعاً قبل أن يعود لاستكمال مهامه في روسيا.

وكانت وزيرة الخارجية، أنالينا بيروبوك، قد توعدت روسيا بالرد بعد استنتاج تحقيقات ألمانية بأن مجموعة قراصنة مرتبطة بالمخابرات الروسية هي المسؤولة عن عملية قرصنة استهدفت الحزب الاشتراكي في يناير (كانون الثاني) العام الماضي.

واستدعت آنذاك السفير الروسي في برلين للاعتراض. وأصدر المستشار الألماني، أولاف شولتز، المنتمي للحزب الاشتراكي، بياناً قال فيه إن المجموعة نفسها مسؤولة عن عمليات قرصنة عديدة استهدفت عدداً من الصناعات في ألمانيا، بينها صناعة الأسلحة، ومؤسسات حكومية مختلفة بينها البوندستاغ عام 2015.

السفير الألماني لدى موسكو ألكسندر لامبسدورف (أرشيفية - د.ب.أ)

وقبل ذلك بأسبوع كانت استدعت الخارجية الألمانية السفير الروسي بعد اعتقال جاسوسين روسيين كانا يعدان لعمليات إرهابية ضد مواقع عسكرية، بينها مواقع للجيش الأميركي في غرب ألمانيا.

وحذر رئيس المخابرات الألماني، توماس هالدنفانغ، قبل أيام من تزايد النشاطات الاستخباراتية الروسية في ألمانيا. وقال في اجتماع أمني أوروبي إن «روسيا الآن مرتاحة لتنفيذ عمليات على الأراضي الأوروبية يمكنها أن تتسبب بأضرار كبيرة».

ويبدو أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يشاركان ألمانيا هذا التقييم، وهما أصدرا بيانات منددة بعمليات التجسس الروسية بعد إعلان ألمانيا أن روسيا مسؤولة عن استهداف الحزب الاشتراكي الحاكم العام الماضي. وتعهد الطرفان باستمرار العمل لمحاربة عمليات التجسس والقرصنة الروسية. وتحدث «الناتو» عن عمليات تخريب روسية في دول أوروبية أخرى استهدفت تشيكيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد.

وتربط أجهزة المخابرات الأوروبية تزايد عمليات التخريب الروسية باستمرار الحرب في أوكرانيا، بموازاة استمرار الدعم الغربي لها.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيروبوك كانت قد توعدت روسيا بالرد بعد تحقيقات أظهرت تورط روسيا بعمليات تجسس (د.ب.أ)

وفي مؤشر إلى إمكانية تصاعد التوتر بين روسيا وألمانيا أكثر، جدد المستشار الألماني تأكيده التزام ألمانيا الدفاع عن دول البلطيق، وذلك في زيارة له إلى ليتوانيا، حيث التقى بالجنود الألمان الذين سيتمركزون هناك بشكل دائم ضمن قوات الناتو.

وقال شولتز إن ألمانيا مستعدة للدفاع «عن كل سنتمتر» من أراضي الناتو في وجه روسيا.

ووافقت ألمانيا على نشر لواء كامل يضم 4800 جندي ألماني في ليتوانيا لدعمها في وجه التهديدات الروسية، علماً بأنها المرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية التي تنشر فيها ألمانيا جنوداً بشكل دائم خارج أراضيها. وسيبدأ اللواء الألماني الدائم بالوصول إلى الدولة الشمالية في العام المقبل على أن يصل لكامل قوته عام 2027.

ويزداد القلق من هشاشة الأمن داخل الجيش الألماني بعد أن كشف تحقيق لصحيفة «دي تزايت» وجود أكثر من 6 آلاف اجتماع للجيش الألماني من بينها اجتماعات سرية، متوفرة على الإنترنت. وأظهر التحقيق أنه يمكن بسهولة اختراق اجتماعات الجيش الألماني الذي يستخدم تطبيق «ويبيكس» لاجتماعاته، علماً بأن التطبيق موافق عليه من وزارة الأمن الألمانية.

رئيسة وزراء ليتوانيا إيفيكا سيلينا ترحب بالمستشار الألماني أولاف شولتز في ريغا الاثنين (رويترز)

وقال تحقيق الصحيفة إن الجيش لم يكن يدرك أن اجتماعاته متاحة للعلن إلا بعد أن تواصل معهم الصحافيون. وقال الجيش الألماني إن الأمر يعود لفجوة أمنية تم إغلاقها، مؤكداً أنه لم يتم اختراق أي من اجتماعات الجيش. واللافت أن اجتماع الضباط الألمان الأربعة الذي تسرب لوسائل إعلام روسية في مارس (آذار) الماضي، كان متاحاً كذلك وموجوداً بعنوان «نقاش حول صواريخ توروس لأوكرانيا». وأثار حينها تسريب روسيا لشريط الاجتماع الذي يناقش فيه الضباط تسليم أوكرانيا صواريخ ألمانية بعيدة المدى، ردود فعل غاضبة داخل ألمانيا وأيضاً من حلفائها.

وكان الضباط يناقشون الأهداف التي يمكن للجيش الأوكراني ضربها بالصواريخ، وتحدثوا عن ضرورة نشر جنود ألمان لصيانتها وتشغيلها، مشيرين إلى أن بريطانيا تقوم بالمثل. وتسبب ذلك بحرج كبير للحكومة الألمانية، خاصة بعد تناقل وسائل إعلام بريطانيا انزعاج لندن من «تسريب ألمانيا» لأسرارها العسكرية.

وقال الجيش آنذاك إن الخرق حصل بسبب استخدام أحد الضباط لإنترنت من فندق في سنغافورة كان يمكث فيه، وأكدت (الحكومة) أنها فتحت تحقيقاً بالحادث لمنع تكراره.

ولكن كشف «دي تزايت» عن الثغرة الأمنية الجديدة في ملفات الجيش الألماني دفع للتشكيك بالرواية الأصلية والتساؤل حول ما إذا كان الجيش يتحجج بإنترنت الفندق للتغطية على مشاكل أمنية أخرى.


روسيا تهدد بضرب أهداف عسكرية بريطانية في أوكرانيا وأماكن أخرى

قاذفات صواريخ إسكندر التابعة للجيش الروسي مواقعها أثناء التدريبات في روسيا 25 يناير 2022 (أ.ب)
قاذفات صواريخ إسكندر التابعة للجيش الروسي مواقعها أثناء التدريبات في روسيا 25 يناير 2022 (أ.ب)
TT

روسيا تهدد بضرب أهداف عسكرية بريطانية في أوكرانيا وأماكن أخرى

قاذفات صواريخ إسكندر التابعة للجيش الروسي مواقعها أثناء التدريبات في روسيا 25 يناير 2022 (أ.ب)
قاذفات صواريخ إسكندر التابعة للجيش الروسي مواقعها أثناء التدريبات في روسيا 25 يناير 2022 (أ.ب)

أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قد تضرب «أي منشأة عسكرية أو أي عتاد عسكري بريطاني على الأراضي الأوكرانية» أو أماكن أخرى، في حال استخدمت كييف «أسلحة بريطانية» لضرب أهداف روسية.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت الوزارة، في بيان، إنها «أبلغت» السفير البريطاني نايجل كايسي بذلك بعدما استدعته، اليوم (الاثنين)، إثر تصريحات لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون «حول حق أوكرانيا بضرب أراضي روسيا بواسطة أسلحة بريطانية».


فرنسا تجدد معارضتها للهجوم على رفح وتهجير المدنيين قسرياً

فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)
فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)
TT

فرنسا تجدد معارضتها للهجوم على رفح وتهجير المدنيين قسرياً

فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)
فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية (إ.ب.أ)

جددت فرنسا اليوم (الاثنين) معارضتها القوية للهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية.

وبحسب «رويترز»، قالت وزارة الخارجية في باريس في بيان: «فرنسا تؤكد مجدداً أيضاً أن أي تهجير قسري للمدنيين يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي».


ماكرون لشي: التنسيق مع الصين بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط أمر «حاسم»

ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)
ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)
TT

ماكرون لشي: التنسيق مع الصين بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط أمر «حاسم»

ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)
ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه اليوم (أ.ب)

وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الاثنين، إلى قصر الإليزيه، في مطلع زيارة دولة لفرنسا تستمر يومين، بمناسبة الذكرى الستين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، حيث كان في استقباله الرئيس إيمانويل ماكرون.

وشدد ماكرون، خلال اللقاء، على أهمية اعتماد «قواعد عادلة للجميع» في مجال المبادلات التجارية بين بكين ودول الاتحاد الأوروبي. وقال ماكرون: «مستقبل قارتنا سيعتمد بوضوح على قدرتنا على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الصين بطريقة متوازنة».

كما أكد الرئيس الفرنسي أن «التنسيق» مع الصين بشأن «الأزمات الكبرى» في أوكرانيا والشرق الأوسط هو أمر «حاسم تماماً».

من جهته، دعا الرئيس الصيني إلى تعزيز «التعاون الاستراتيجي» بين بلده والاتحاد الأوروبي والحفاظ على «شراكتهما». وقال شي: «كقوتين عالميتين رئيسيتين، على الصين والاتحاد الأوروبي أن يبقيا شريكين، ويواصلا الحوار والتعاون، ويعمّقا التواصل الاستراتيجي، ويعزّزا الثقة الاستراتيجية المتبادلة».

ومن المقرر أن يُجري الرئيسان أول جلسة مباحثات، بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ستتطرق خصوصاً إلى خلافات تجارية عدة مع بكين.

ويصادف عام 2024 الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين، حيث كانت فرنسا السباقة، غربياً، في الاعتراف بالصين الشعبية قبل أن تلحق بها، بعد سنوات، دول غربية أخرى آخِرها الولايات المتحدة الأميركية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1978.

وجاء شي جينبينغ إلى فرنسا عام 2014 في الذكرى الخمسين للعلاقات مع فرنسا، وعاد إليها مرة أخرى عام 2019 في الذكرى الخامسة والخمسين للمناسبة نفسها. وتُعدّ هذه الزيارة ثاني مرة يستقبل فيها الرئيس إيمانويل ماكرون نظيره الصيني، منذ وصوله إلى قصر الإليزيه ربيع عام 2017.


6 قتلى و35 جريحاً في هجوم بمُسيرات على بيلغورود الروسية

رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
TT

6 قتلى و35 جريحاً في هجوم بمُسيرات على بيلغورود الروسية

رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)

قُتل 6 أشخاص على الأقل، وأُصيب 35 آخرون، صباح اليوم الاثنين، في هجوم بطائرات مُسيّرة متفجرة في منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، والمستهدَفة بانتظامٍ بضربات من كييف، وفق ما قال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف.

وقال غلادكوف، على «تلغرام»: «هُوجمت شاحنتان صغيرتان كانتا تُقلّان موظفين نحو مكان عملهم وسيارة، من قِبل الجيش الأوكراني بواسطة مُسيّرات انتحارية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «تُوفي 6 أشخاص، وأُصيب 35 شخصاً؛ بينهم رجل في وضع صعب»، في حين أصيب الجرحى الآخرون «بجروح خطيرة نوعاً ما بسبب الشظايا، ونقَلَهم مسعفون إلى مراكز طبية في المنطقة».

ونوّه بأن «طفلَين يعانيان جروحاً سطحية».

وأشار إلى أن الهجوم حدث قرب قرية بيريوزوفكا، القريبة من الحدود الأوكرانية.

ولفتت السلطات المحلية إلى أن المركبات المستهدفة كانت لشركة محلية لإنتاج اللحوم، وكانت تُقلّ موظفين.

وفتحت لجنة التحقيق الروسية، المسؤولة عن التحقيقات الكبيرة في البلد، تحقيقاً في الهجوم.

من جانبها، قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم، إن أنظمة دفاعاتها الجوية دمرت 12، من 13 طائرة مُسيرة هجومية أطلقتها روسيا. وأضافت القوات الجوية، عبر تطبيق «تلغرام»، أنه جرى تدمير الطائرات المُسيرة فوق منطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا. ولم يتضح بعدُ مصير الطائرة التي لم يجرِ إسقاطها، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

يأتي هذا الهجوم الأوكراني عشية تنصيب فلاديمير بوتين، الذي سيبدأ رسمياً ولايته الرئاسية الخامسة، غداً الثلاثاء، وقبل ثلاثة أيام من احتفالات التاسع من مايو (أيار) بانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وألغت السلطات جزءاً من الاحتفالات التي تستقطب بالعادة حشوداً كبيرة في جميع أنحاء البلاد؛ لأسباب أمنية متعلقة خصوصاً بالحرب في أوكرانيا.

وتؤكد أوكرانيا أنها تواجه، كل ليلة، تقريباً هجمات جوية بعشرات الصواريخ والمُسيرات تستهدف بصورة خاصة المدن.

وتردُّ القوات الأوكرانية، منذ أشهر، على الضربات الروسية بشن هجمات بالمُسيّرات والصواريخ داخل الأراضي الروسية مُوقعة قتلى بين المدنيين. وتستهدف هذه الهجمات بصورة خاصة منطقة بيلغورود الروسية الحدودية.

في 30 ديسمبر (كانون الأول)، تعرضت بيلغورود لهجوم أوكراني أسفر عن مقتل 25 شخصاً، وإصابة أكثر من مائة. وجاء هذا الهجوم، الذي يُعدّ الأعنف على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب عام 2022، رداً على قصف روسي مكثف طال مدناً أوكرانية.


بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على «تهديدات» غربية

قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)
قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)
TT

بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على «تهديدات» غربية

قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)
قاذفات صواريخ باليستية روسية خلال تمرين العرض العسكري ليوم النصر بالساحة الحمراء في موسكو أمس (أ.ب)

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مناورات نووية «في المستقبل القريب» تشارك فيها على وجه الخصوص قوات منتشرة قرب أوكرانيا، وذلك رداً على «تهديدات» قادة غربيين لموسكو، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الاثنين.

وأكدت الوزارة في بيان على «تلغرام» أنه «خلال المناورات، سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للاستعداد ولاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية»، مشيرة إلى أن التمرين يهدف إلى «الإبقاء على جاهزية» الجيش في أعقاب «تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستشمل المناورات القوات الجوية والبحرية وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها قرب الحدود مع أوكرانيا، ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو وأعلنت ضمّها في أعقاب الغزو.

التدريبات ستختبر مدى استعداد القوات النووية غير الاستراتيجية لأداء مهام قتالية (أرشيفية-رويترز)

ولم تحدد وزارة الدفاع الروسية موعد هذه المناورات أو مكانها. وكانت روسيا أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أن بوتين أشرف على إطلاق صواريخ باليستية خلال مناورات عسكرية تحاكي «ضربة نووية ضخمة» انتقامية من قبل موسكو. وأتى الكشف عن إجراء تلك المناورات في اليوم ذاته من مصادقة مجلس الاتحاد، وهو الغرفة العليا للبرلمان الروسي، على قرار الانسحاب من معاهدة منع التجارب النووية. ومنذ بدء غزو أوكرانيا، ألمح بوتين مرارا إلى احتمال اللجوء إلى السلاح النووي. ونشرت موسكو خلال صيف 2023، أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس. وتلحظ العقيدة النووية الروسية استخداما «دفاعيا حصرا» للسلاح النووي في حال تعرض البلاد لهجمات بأسلحة دمار شامل أو في حال الاعتداء عليها باستخدام أسلحة تقليدية «تهدد وجود الدولة».


أوكرانيا تتصدر مباحثات شي وماكرون في باريس


الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تتصدر مباحثات شي وماكرون في باريس


الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وشي خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى باريس أمس (الأحد)، حيث يتوقع أن تتصدر حرب أوكرانيا وقضايا التجارة مباحثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي زيارته الأولى إلى أوروبا منذ عام 2019، اختار الرئيس الصيني اعتماد التوازن الدبلوماسي في محطاته؛ فبعد زيارة الدولة إلى فرنسا التي تدعوه منذ زهاء عام إلى «حمل روسيا على تحكيم العقل» بشأن الحرب في أوكرانيا، يتوجه شي إلى صربيا والمجر القريبتين من موسكو.

ويأمل ماكرون أن تساعد زيارة شي، والمحادثات التي ستحصل بينهما، على «زحزحة» الصين عن السياسة التي تنتهجها إزاء روسيا والحرب في أوكرانيا.

وبحسب مصادر الإليزيه، فإن ماكرون «سيسعى لتشجيع شي على الضغط على موسكو حتى تُغيّر حساباتها (في أوكرانيا)، ولتسهم الصين في إيجاد حلول لهذه الحرب».

ويعقد شي، اليوم (الاثنين)، خلال الزيارة التي تتزامن مع ذكرى مرور 60 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية فرنسية - صينية، سلسلة اجتماعات مع ماكرون، الذي استبق زيارته بمشاورات مع المستشار الألماني أولاف شولتس.

وصباح اليوم، تنضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى الرئيسين في قصر الإليزيه في جلسة يُتوقع أن تثار خلالها النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي والمخاوف من «حمائية الصين».


ماكرون للتركيز على البُعد الأوروبي في محادثاته مع الرئيس الصيني

الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

ماكرون للتركيز على البُعد الأوروبي في محادثاته مع الرئيس الصيني

الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
الرئيسان ماكرون وجينبينغ خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الصين في أبريل 2023 (أ.ف.ب)

للمرة الثالثة في 10 سنوات، تفرش باريس السجاد الأحمر تحت قدمي الزعيم الصيني شي جينبينغ الذي يقوم بزيارة دولة من يومين لفرنسا، في إطار جولة أوروبية ستقوده لاحقاً إلى صربيا والمجر. وليس اختيار الرئيس الصيني عام 2024 لزيارة فرنسا من باب الصدفة. والسبب أنه يصادف الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين، حيث كانت فرنسا السباقة، غربياً، في الاعتراف بالصين الشعبية قبل أن تلحق بها، بعد سنوات، دول غربية أخرى آخرها الولايات المتحدة الأميركية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1978.

وجاء شي جينبينغ إلى فرنسا في عام 2014 في الذكرى الخمسين للعلاقات مع فرنسا، وعاد إليها مرة أخرى في عام 2019 في الذكرى الخامسة والخمسين للمناسبة نفسها. وتعدّ هذه الزيارة ثاني مرة يستقبل فيها الرئيس إيمانويل ماكرون نظيره الصيني، منذ وصوله إلى قصر الإليزيه ربيع عام 2017 .

تنسيق أوروبي

قبل أن تحط طائرة جينبينغ في مطار أورلي، جنوب العاصمة باريس، قام ماكرون بسلسلة اتصالات مع عدد من نظرائه الأوروبيين لتنسيق المواقف، ولإبراز جبهة موحدة بخصوص الملفات الخلافية بين الاتحاد الأوروبي والصين. وأهم من تواصل معهم كان المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي دعاه إلى عشاء عمل في قصر الإليزيه مساء الخميس الماضي وطلب منه الانضمام إليه في المحادثات مع جينبينغ، على غرار ما فعله في عام 2019 مع المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن «مصدر مطلع» أن شولتس اعتذر عن المشاركة بسبب زيارة مقررة له إلى لاتفيا وليتوانيا.

المستشار الألماني أولاف شولتس اعتذر عن المشاركة في محادثات الإليزيه بين ماكرون وجينبينغ (إ.ب.أ)

وكان شولتس قد قام بزيارة رسمية إلى بكين منتصف الشهر الماضي. وبحسب المصدر المذكور، فإن ماكرون أراد إضفاء طابع «خاص» على العشاء مع شولتس مساء الخميس، لذا تم برفقة زوجتيهما، في مطعم «لا روتوند» الباريسي الشهير الواقع في الدائرة السادسة في العاصمة، الذي يرتاده إيمانويل ماكرون بانتظام. ودرج المسؤولان على التشاور لدى كل استحقاق أو اجتماع مهم.

وقبل زيارة شولتس لبكين، تشاور مع ماكرون عبر الفيديو. ونُقل عن الناطق باسم المستشارية الألمانية أن «المشاورات المسبقة بين ألمانيا وفرنسا دائماً ما تكون وثيقة جداً»، واصفاً إياها بـ«الممارسة الجيدة، وسنواصل هذا التعاون الفرنسي - الألماني في هذا المجال، لا سيما فيما يتعلق بموضوع الأمن».

ويرى الإليزيه أن هذا النوع من المشاورات سيتيح للرئيس الفرنسي «التحادث مع شي جينبينغ من منظور أوروبي». وفي أي حال، فإن الاتحاد الأوروبي سيكون مُمثّلاً برئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، التي ستشارك في جانب من محادثات يوم الاثنين، حيث يتوقع أن تُثار خلالها النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، فيما العلاقات الثنائية الفرنسية - الصينية ستكون مقصورة على ماكرون وجينبينغ.

برنامج حافل

لن تتوانى باريس عن العمل بأعلى المراسم البروتوكولية لتكريم ضيفها الكبير، حيث يستقبله رئيس الحكومة غبريال أتال لدى نزوله من الطائرة في مطار أورلي بعد ظهر الأحد، فيما الاستقبال الرسمي سيتم الاثنين في «قصر الأنفاليد» بحضور الرئيس ماكرون.

جانب من استقبال شي لنظيره الفرنسي في بكين أبريل 2023 (أ.ب)

ووفق البرنامج الذي وزّعه قصر الإليزيه، فإن ماكرون سيكون الثلاثاء في استقبال جينبينغ في مطار مدينة «تارب» الواقعة في منطقة البيرينيه (جنوب فرنسا)؛ حرصاً منه على إضفاء طابع «شخصي» على هذا الشق من الزيارة. وقبلها، سيُقام على شرف الزعيم الصيني «عشاء دولة» في قصر الإليزيه عقب عدة جلسات متلاحقة من المحادثات الثنائية، وبحضور فون دير لاين في جانب منها.

كذلك، حضّر الإليزيه برنامجاً خاصاً لعقيلة الرئيس الصيني، وإحدى محطاته زيارة متحف «أورسي» المعروف المطل على نهر السين. وبحسب الرئاسة، فإن التنظيم دخل في التفاصيل، ومنها التعرف على اللوحات وأقسام المتحف التي تود عقيلة جينبينغ زيارته.

رهان خاسر

ومنذ وصوله إلى قصر الإليزيه، دأب ماكرون على نهج السعي لبناء علاقات شخصية وخاصة مع عدد من زعماء العالم. إلّا أن نتائجه جاءت دوماً ضعيفة. فقد مارس هذا النهج مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي دعاه ليكون ضيف الشرف في احتفالات العيد الوطني في يوليو (تموز) عام 2017، إلا أن ذلك لم يمنع ترمب من انتهاج سياسة عدائية، إلى حد ما، إزاء الاتحاد الأوروبي والتنديد بشركاء بلاده في الحلف الأطلسي بسبب ضعف مساهمتهم المالية في الحلف، وتنفيذ سياسات اقتصادية وتجارية حمائية أضرّت بالاقتصاد الفرنسي والأوروبي.

كذلك، جرّب الخطة نفسها مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي خصّه بدعوة لزيارة شخصية مميزة إلى منتجعه الصيفي في حصن «بريغونسون» المطل على مياه المتوسط، في أغسطس (آب) 2019. وسعى، بالتوازي، إلى إقناع «مجموعة السبع» بإعادة روسيا إليها بعد أن أصر الرئيس الأسبق باراك أوباما على استبعادها، بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. وكانت النتيجة أن بوتين أغدق الوعود على ماكرون، ومنها أنه لن يغزو أوكرانيا، وذلك خلال زيارة سبقت بأيام انطلاق «العملية العسكرية الخاصة»، وهو الاسم الذي تطلقه موسكو على حربها على أوكرانيا.

أوكرانيا أوّلاً

يأمل ماكرون أن تساعد زيارة جينبينغ والمحادثات الرسمية والخاصة التي ستحصل بينهما على «زحزحة» بكين عن السياسة التي تنتهجها إزاء روسيا والحرب في أوكرانيا. والقناعة الغربية المترسخة تعد أن بكين هي الطرف الوحيد القادر على التأثير على بوتين، نظراً لحاجة الأخير إليها سياسياً واقتصادياً وتجارياً وعسكرياً.

وبحسب مصادر الإليزيه، فإن ماكرون «سيسعى لتشجيع جينبينغ على استخدام هذه الأوراق للضغط على موسكو حتى تُغيّر حساباتها (في أوكرانيا)، ولتسهم الصين في إيجاد حلول لهذه الحرب». وسبق لماكرون خلال زيارته لبكين، في أبريل (نيسان) من العام الماضي، أن دعا الرئيس الصيني «لحثّ روسيا على تحكيم العقل»، و«الدفع باتّجاه لمّ الجميع حول طاولة المفاوضات».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال في بكين ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الصين تُقدّم دعماً عسكرياً أساسياً مكّن روسيا من تعزيز صناعاتها العسكرية، من خلال تزويدها بالآلات الدقيقة للصناعات الدفاعية والرقائق الإلكترونية وبالمحركات المستخدمة في تصنيع المسيرات. وتضيف هذه المصادر أن «لا إثباتات» تفيد بأن الصين تقدم منظومات من الأسلحة لروسيا.

كذلك، فإن ماكرون سوف يشجع الصين على المشاركة في المؤتمر الواسع للسلام في أوكرانيا الذي ستستضيفه سويسرا. لكن المرجح أن تتغيب عنه بكين بسبب عدم دعوة روسيا إليه. ثم إن استجابة الصين للرغبات الغربية ليس أمراً مضموناً، إذ سبق لكثير من الزعماء الغربيين أن دعوها لذلك، ولا نتيجة حتى اليوم؛ نظراً للحسابات الاستراتيجية الصينية.

الحمائية الصينية

صباح الاثنين، تنضمّ فون دير لاين إلى ماكرون وجينبينغ في قصر الإليزيه في جلسة ذات طابع اقتصادي، في ظل خلافات صينية - أوروبية حول السياسة الحمائية التي تتبعها بكين من جهة، والمساعدات الحكومية التي تقدمها لشركاتها من جهة أخرى، الأمر الذي من شأنه، وفق النظرة الأوروبية، نسف «المنافسة الشريفة» بين الشركات لدى الجانبين. لكن يوجد تمايز في مواقف الدول الأوروبية بشأن السياسة المشتركة الواجب اتباعها، وقد أقر بذلك الرئيس ماكرون في المقابلة المطولة التي نشرتها له صحيفتا «لا تريبون دو ديمانش»، و«لا بروفانس» صباح الأحد، وفيها أشار إلى «غياب الإجماع» بين الأوروبيين بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها.

وقال ماكرون إن «بعض الأطراف لا يزالون يرون الصين كأنها سوق للبيع»، في حين أنها «تقوم بالتصدير بشكل هائل نحو أوروبا». كذلك لا يريد الرئيس الفرنسي أن تنتهج أوروبا «سياسة التبعية» للولايات المتحدة، مُصراً على وصفها شريكاً. ويريد ماكرون، كما جاء في المقابلة نفسها، العمل على توفير «حماية أفضل لأمننا القومي»، والتمتع «بواقعية أكبر بكثير في دفاعنا عن مصالحنا»، و«نيل المعاملة بالمثل» في عمليات التبادل مع الصين.

ضباط شرطة ينزعون لافتة نصبها نشطاء «التبت الحرة» أمام قوس النصر في باريس للاحتجاج على زيارة شي 4 مايو (أ.ب)

ولتأكيد الأهمية التي توليها باريس لعلاقتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، فإن منتدى اقتصادياً موسعاً سيلتئم الاثنين بمشاركة كثير من رؤساء الشركات من الجانبين، على هامش زيارة جينبينغ. وما يهم فرنسا بالدرجة الأولى، اجتذاب الاستثمارات الصينية في عدد من القطاعات المهمة، وعلى رأسها إنتاج البطاريات الكهربائية، وذلك في إطار السياسة الهادفة إلى اعتماد السيارات الكهربائية والتخلي تدريجياً عن استخدام المشتقات النفطية والغاز. وسبق للصين أن أقامت مصنعاً مشابهاً في صربيا، وقد بدأ بالإنتاج.

يبقى أن زيارة جينبينغ لن تمر من غير حركات احتجاجية من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، التي ترى أن بكين تدوس عليها في تعاطيها مع مسلمي «الأويغور» والتبتيين وسكان هونغ كونغ. وسيكون لتايوان حصّة في المحادثات، وللأوضاع في بحر الصين، ونزاعات بكين مع كثير من دول تلك المنطقة. لكن فرنسا تريد السعي للتركيز على ما يجمع ويقرب بين الصين والأوروبيين بشكل عام.