تقرير غربي يكشف عن تورط مسؤولين عراقيين بتسلم رشى من شركات النفط

برلماني عراقي مبالغ الفساد أكبر من ذلك

تقرير غربي يكشف عن تورط مسؤولين عراقيين بتسلم رشى من شركات النفط
TT

تقرير غربي يكشف عن تورط مسؤولين عراقيين بتسلم رشى من شركات النفط

تقرير غربي يكشف عن تورط مسؤولين عراقيين بتسلم رشى من شركات النفط

أكد برلماني عراقي وخبير نفطي أ مسؤولين عراقيين تلقوا رشى بمليارات الدولارات من أجل إنجاز عقود تراخيص النفط لتطوير حقول النفط العراقية، مشيرًا إلى تورط وزير النفط السابق حسين الشهرستاني الذي أصبح فيما بعد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة في حكومة نوري المالكي، وحاليًا وزير التعليم العالي، وحيدر لعيبي وزير النفط السابق،وضياء جعفر الموسوي مدير عام شركة نفط الجنوب، الذي أصبح وكيل وزارة النفط، بالإضافة إلى مسؤول كبير في وزارة النفط يدعى عدي القريشي.
وقال عدنان الجنابي عضو مجلس النواب العراقي عن ائتلاف «الوطنية» الذي يتزعمه إياد علاوي، وهو خبير نفطي وكان يترأس إلى وقت قريب لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الأعمال في الحكومة العراقية وفي كل المجالات تجري وفق أسلوب تلقي الرشى من أجل إنجاز أي عقد أو عمل يهم المصالح النفطية أو الكهرباء أو التجارة، وهذا الأسلوب تحول إلى نظام تسبب بخراب الاقتصاد العراقي».
وفي تعليقه على تحقيق أجراه موقعا «فبرفاكس ميديا» و«هافنغتون بوست»، ونشر كتقرير أول من أمس، أشار إلى أن هناك مسؤولين عراقيين تلقوا رشى بقيمة 25 مليون دولار من أجل تسهيل مهمات شركات نفطية أميركية وأوروبية عملاقة، بمن فيهم وزير النفط السابق ووزير التعليم العالي الحالي، قال الجنابي: «إن هذه الأرقام تبدو متواضعة أمام الحقائق الواقعية التي كشفناها للبرلمان والحكومة العراقية»، مشيرا إلى أن هذه التقارير تتحدث عن الفترة الزمنية من 2009 وحتى 2012 فقط.
وكشف التقرير أن «شركة Unaoil دفعت 25 مليون دولار أميركي عبر وسطاء لمسؤولين عراقيين لتسهيل صفقات شركات نفط عملاقة في العراق في الوقت الذي تقول فيه الحكومة العراقية إنها تعجز عن دفع تكاليف البطاقة التموينية لمساعدة العراقيين»، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة عندما احتلت العراق عام 2003 ذهبت لحماية النفط وتركت المتاحف العراقية عرضة للسرقة والتخريب، مما أسهم بتكريس الفساد في مجال الصناعة، وذلك عن طريق التوسط بين المسؤولين العراقيين وشركات النفط العالمية»، مشيرا إلى أن «القريشي المشرف على الصناعة النفطية في العراق كان يتلقى رشى شهرية مقدارها 6 ملايين دولار يحتفظ لنفسه بـ5 ملايين دولار ويوزع المليون دولار المتبقي على موظفين آخرين لتسهيل مهامه».
وحسب التقرير، فإن الشهرستاني نفى تورطه أو علمه بهذه القضايا أو تلقيه أي مبلغ كـ«رشى» كما يرفض كبار المسؤولين في الحكومة العراقية الاستجابة للتحقيق في قضايا الفساد المعروفة في القطاع النفطي.
وأشار التقرير إلى شخص إيطالي يدعى ايني الذي كان يدير وساطات لصالح شركات نفط عملاقة، أميركية وبريطانية وألمانية في حقل الزبير الضخم للغاية.
وقال البرلماني العراقي الجنابي الذي هو على اطلاع واسع بملف الرشى في مجالي النفط والكهرباء بحكم مسؤوليته السابقة كرئيس للجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي، إن «مبلغ 25 مليون دولار يبدو متواضعا كرشى للمسؤولين العراقيين في القطاع النفطي، وهذا يتعلق بمشاريع بسيطة، أما الأرقام الحقيقية فتصل إلى المليارات في المشاريع العملاقة، ومنها عقود التراخيص مع الشركات النفطية الأميركية والبريطانية إذ إن هذه العقود تمتد لخمسين عاما». وكشف عن أن «ما تم إنفاقه على القطاع النفطي في مجال التراخيص لتطوير الصناعة النفطية بلغ 15 مليار دولار خلال أربع سنوات وهي ما بين 2009 و2012 والمعروف أن الشهرستاني هو المسؤول عن عقود التراخيص هذه، بالإضافة إلى تورط وزير النفط السابق لعيبي، ومدير نفط الجنوب ومسؤول بارز في وزارة النفط القريشي».
وأضاف الجنابي قائلاً: «في حساباتنا فإن نسبة الفساد في القطاع النفطي تبلغ 10 في المائة من كل عقد، ولكم أن تعرفوا قيمة مبالغ الفساد، إذا ما عرفنا أن قيمة العقود تبلغ 60 مليار دولار»، موضحا أن «أسلوب الفساد في القطاعين النفطي والكهرباء يتلخص بقيام وسطاء صغار يتعاقدون مع الشركات العملاقة لتسهيل مهمة الحصول على العقود، فالمعروف أن الشركات العملاقة لا تتورط مباشرة بدفع الرشى أو التفاوض عليها حفاظًا على سمعتها، بينما يقوم وسطاء، كأشخاص أو شركات، بمهمات التفاوض بكل التفاصيل نيابة عن هذه الشركات العملاقة ومع المسؤولين العراقيين».
وقال الجنابي إن «هناك شركات وهمية أو صغيرة لا يبلغ رأسمالها 6 آلاف دولار حصلت على عقود بمئات الملايين من الحكومة العراقية دون أن تنجز أي عمل، ومنها شركة سجلت في إيطاليا قبل أسبوعين من موعد تقدمها للحصول على عقد في قطاع الكهرباء ولم تنجز أي شيء»، مشيرًا إلى أن «قصة معمل البتروكيماويات الذي تبلغ قيمته 6 مليارات دولار معروفة، وطرح في البرلمان، والذي أسند عقده (المعمل) لشركة وهمية اسمها (ساترام) باعتبارها شركة سويسرية غير معروفة تعود لشقيق الشهرستاني وشخص لبناني وسويسري ثم أعلنت الشركة إفلاسها دون أن تنجز أي شيء بالمشروع، وأنا أنادي وأتحدث من أجل محاسبة من يقف وراء هذه الشركة منذ عام 2013 وحتى اليوم، ولكن لا أحد يهتم»، مشيرًا إلى أن «ليس المسؤولون وحدهم متورطين بالفساد، بل عوائلهم وشبكات من أشقائهم وأبناء عمومتهم ولا أحد يحاسبهم».



برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
TT

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون في المرحلتين الثالثة والرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، من بينهم 6 ملايين شخص في حالة طوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.

وفي تحديثه الشهري، أكد البرنامج استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي بسرعة، حيث يواجه 62 في المائة من السكان في جميع أنحاء اليمن الآن استهلاكاً غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى معدل يسجله البرنامج في اليمن على الإطلاق.

3.5 مليون مستفيد من المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (الأمم المتحدة)

وبحسب التحديث الأممي، فقد بدأ «برنامج الأغذية العالمي»، الشهر الماضي، توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار الاستجابة السريعة للطوارئ، حيث وصل إلى 1.4 مليون شخص في 34 مديرية، بهدف تخفيف آثار قرار وقف المساعدات الغذائية هناك، نهاية العام الماضي، بسبب الخلافات مع سلطات الحوثيين.

ورداً على الزيادة «المثيرة للقلق» في سوء التغذية الحاد بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ذكر البرنامج الأممي أنه بدأ، في أغسطس (آب)، استجابة طارئة في 6 مديريات بمحافظتي الحديدة وتعز (غرب وجنوب غرب)، بما في ذلك توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لمدة شهرين لتشمل 115400 نازح.

البرنامج أكد أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور. وفي الوقت نفسه، تشهد مناطق سيطرة الحكومة زيادة مقلقة في سوء التغذية الحاد. وذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأخير أظهر أن سوء التغذية الحاد في اليمن «لا يزال يشكل تهديداً خطيراً».

أضرار الفيضانات

مع تسبُّب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة بمناطق واسعة من اليمن في أغسطس (آب)، وتضرُّر ما لا يقل عن 400 ألف شخص، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه بدأ تنفيذ خطة استجابة أولية بالتنسيق مع السلطات المحلية، من خلال تقديم المساعدة الطارئة، عبر آلية الاستجابة السريعة المشتركة بين الوكالات.

وبحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي، قال البرنامج إن آلية الاستجابة السريعة ساعدت 120 ألف شخص متضرر من الفيضانات في جميع أنحاء اليمن. وعلاوة على ذلك، كان البرنامج يستعد للاستجابة الطارئة لـ157 ألف شخص في 40 منطقة متضررة من الفيضانات، لإكمال آلية الاستجابة السريعة وتغطية الاحتياجات.

توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية بين النازحين في اليمن (الأمم المتحدة)

وخلال الفترة ذاتها، اختتم البرنامج الأممي توزيع الدورة الثانية للعام الحالي، وبدأ الاستجابة السريعة للطوارئ الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، التي صُممت من أجل الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد خلال فترة التهدئة الحالية؛ إذ تستهدف العملية 1.4 مليون شخص في 34 مديرية. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى 239 ألف شخص.

وفي ظل الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإجراء عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين من المساعدة الغذائية العامة، وتم الانتهاء بنجاح من تمرين تجريبي في مناطق سيطرة الحوثيين، ويستعد البرنامج الآن لجولة توزيع أغذية لمرة واحدة في المنطقتين التجريبيتين كمرحلة أخيرة من المشروع، وتجري مناقشة توسيع نطاقه.

جهود مستمرة

في مناطق سيطرة الحكومة، ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد؛ إذ تستمر الاستعدادات لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد قائمة منقحة لحالات المستفيدين من المساعدة المالية العامة والمساعدات الغذائية الجزئية.

ووفق ما أورده البرنامج، فقد ساعد 739 ألف امرأة حامل ومرضع، بالإضافة إلى فتيات وأطفال، في إطار برامج علاج سوء التغذية الحاد والمتوسط، كما قدم البرنامج المساعدة لـ84 ألفاً من الأطفال والرضع في إطار الوقاية من سوء التغذية الحاد، من أصل 103 آلاف شخص مستهدَف، بموجب مخصصات صندوق التمويل الإنساني.

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

ونبَّه البرنامج الأممي إلى أن مشروع التغذية المدرسية التابع له يواجه نقصاً حاداً في التمويل. ونتيجة لذلك، يخطط في البداية لمساعدة 800 ألف طالب في جميع أنحاء اليمن شهرياً خلال العام الدراسي الحالي، وهو عدد يساوي أقل من نصف العدد الإجمالي للطلاب الذين تم الوصول إليهم، العام الماضي، وبلغ عددهم مليونَي طفل.

ووفق البيانات الأممية، قدم برنامج الغذاء الدعم لـ59 ألف يمني، في إطار برنامج الصمود والتعافي من آثار الأزمة، وسلَّم 1.8 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي المحلية.

وأضاف البرنامج أنه تم توفير 125 ألف لتر من الوقود لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال آلية توفير الوقود بكميات صغيرة، كما تم نقل 69 متراً مربعاً من المواد الطبية إلى ميناء الحديدة لصالح أحد الشركاء.