كرمت وزارة الخارجية الأميركية سيدة سودانية واعتبرتها واحدة من بين أشجع عشر نساء في العالم، نظير كفاحها الطويل في العمل كبائعة أطعمة قرابة أربعين عامًا، ولدورها في تأسيس جمعية نسوية تتكون من 8 آلاف امرأة، يعملن في مهن مثل بيع الأطعمة والشاي على حواف الطرقات.
وسلم وزير الخارجية الأميركي جون كيري السيدة السودانية عوضية محمود كوكو جائزتها الثلاثاء في العاصمة الأميركية واشنطون، في احتفال خاص أقيم بالمناسبة.
وعاشت السيدة عوضية كفاحًا طويلاً بالعمل كبائعة شاي وصانعة طعام بالعاصمة الخرطوم، وظلت تقدم خدماتها لزبائنها منذ عام 1979، وإلى جانب ذلك لعبت دورًا بارزًا في تأسيس جمعية نسوية من 8 آلاف سيدة يعملن في مهن مختلفة يطلق عليها محليًا مهن هامشية (بائعات شاي وأطعمة).
ولعبت الجمعية التي أنشأتها السيدة عوضية دورًا مهمًا في مواجهة ما تتعرض له هؤلاء النسوة من ظلم واضطهاد، واشتغلت على تحسين وضع النساء العاملات في مثل هذه المهن، وهي مهن تعدها السلطات المحلية «هامشية»، لذلك تطاردهن شرطة المحليات وتفرض عليهن ضرائب وعمولات باهظة، ما أجبر كثيرات على التخلي عنها، وصارت الجمعية بمثابة «نقابة» تدافع عنهن وتحمي حقوقهن، وتنظم حرفتهن.
ونقلت «حريات» عن وزير الخارجية الأميركية جون كيري من مقر الوزارة قوله في حفل التكريم: «كنازحة في السودان المضطرب، واجهت عوضية محمود وعائلتها مصاعب كبيرة، لكسب القليل من المال».
بدأت عوضية ببيع الشاي على جانب الطريق، ثم لاحقًا نظمت زميلاتها بائعات الشاي لتأكيد حقوقهن بمواجهة عسف السلطات المحلية، ومصادرة مستلزمات عملهن.
ودرجت السلطات المحلية في الخرطوم ومدن سودانية على شن حملات تعرف بـ«الكشات» ضد النساء العاملات بهذه المهن، وتتضمن مصادرة أدوات عملهن، وإجبارهن على دفع رسوم باهظة، بل وترفض السلطات المحلية السماح لهن بشراء «الكراسي» وتجبرهن على تأجيرها من متعهد يتبع للمحلية، بل وقد يعتدي بعض رجال البلدية والشرطة المشاركين في تلك الحملات عليهن بالضرب حال المقاومة، وعلى أدوات عملهن بالتهشيم.
وأضاف الوزير كيري قائلاً: «عوضية محمود، على جهودك الصامدة لأجل الإصلاح القانوني، وتطوير التمكين الاقتصادي للنساء في السودان، نحن نكرمك كامرأة شجاعة».
ودرجت الخارجية الأميركية على منح هذه الجائزة سنويًا لتشجيع النساء الناشطات في مجال حقوق المرأة في مختلف أنحاء العالم، من بين اللواتي أظهرن قدرتهن على القيادة، وامتلكن الشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل الآخرين. ومن بين الفائزات بجائزة هذا العام نساء من اليمن والصين وغواتيمالا وماليزيا والعراق، كرمتهن الخارجية الأميركية لدورهن في تعزيز دور النساء في مجتمعاتهن المحلية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد كرمت الناشطة الدارفورية حواء عبد الله محمد صالح، الشهيرة بـ«حواء جنقو»، من بين أشجع نساء العالم المدافعات عن حقوق الإنسان والمرأة، ومنحتها ذات الجائزة عام 2012.
أشجع سودانية تكرمها أميركا
نظير كفاحها الطويل في العمل «كبائعة أطعمة»
أشجع سودانية تكرمها أميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة