الثني يرفض حكومة السراج.. والإخوان يدعون إلى مظاهرات حاشدة لدعمها

الأمم المتحدة تدعو إلى انتقال سلمي ومنظم للسلطة في ليبيا

الثني يرفض حكومة السراج.. والإخوان يدعون إلى مظاهرات حاشدة لدعمها
TT

الثني يرفض حكومة السراج.. والإخوان يدعون إلى مظاهرات حاشدة لدعمها

الثني يرفض حكومة السراج.. والإخوان يدعون إلى مظاهرات حاشدة لدعمها

أعلن أمس رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبد الله الثني أن حكومته ومجلس النواب المؤيد لها في شرق البلاد لن يعترفا بشرعية تملى من الخارج، معتبرا أن «الشرعية تؤخذ من داخل ليبيا وأي قرار خارج قبة مجلس النواب لن نعترف به»، في إشارة واضحة إلى رفضه لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي، فائز السراج.
وقال الثني في مؤتمر صحافي عقده، مساء أمس، في مدينة بنغازي، إن حكومته «جسم منتخب» من مجلس النواب، مضيفا: «سنتمسك بهذه الشرعية وسنسيِّر الدولة لحين منح الثقة لحكومة السراج من قبل المجلس». واعتبر أن المجلس الرئاسي لحكومة السراج أراد أن يقفز على السلطة، متهما أطرافًا دولية ومحلية لم يحددها بممارسة ما وصفه بسياسة التنكيل والتجويع. وتابع: «لن نعترف بتصريحات الممثل الخاص للأمم المتحدة مارتن كوبلر والدول الخارجية بشأن منح الثقة لهذه الحكومة».
وزعم بيان منسوب للجنة الأمنية المكلفة بتمكين حكومة السراج من دخول طرابلس أن ذهاب أعضاء من المجلس الرئاسي للحكومة والبقاء تحت حراسة التشكيلات المسلحة سوف يكرس دورها من البداية. وأضافت اللجنة في توصيات نشرتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن حراسة الميليشيات المسلحة للمجلس لن تترك فرصة في المستقبل لتدارك الأمر لتنفيذ الترتيبات الأمنية وبناء الجيش والشرطة.
ونصحت اللجنة أعضاء حكومة السراج بعدم التوجه إلى طرابلس تحت حماية التشكيلات المسلحة، مشيرة إلى أنه في حالة تجاوز نصيحتها، فإنها تخلي مسؤولياتها من أي تأثيرات سلبية.
واقترحت اللجنة أربع مقرات للحكومة، من بينها المقر الحالي لبرلمان طرابلس المنتهية ولايته بأحد فنادق العاصمة، بالإضافة إلى القاعدة البحرية ومطار معيتيقة. وبعدما أكدت أنه لا يمكن الاعتماد على القوات النظامية، أي الجيش والشرطة، رأت أنه يمكن فقط استخدام التشكيلات المسلحة الداعمة الموجودة على الأرض.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حث من وصفهم بـ«معرقلي ذهاب حكومة السراج إلى العاصمة طرابلس» على ضرورة التعاون الفوري من أجل انتقال سلمي ومنظم للسلطة، على حد تعبيره.
ونقل بيان لبعثة الأمم المتحدة عن مون الذي اجتمع في تونس مع نائب للسراج أنه أكد دعمه الكامل للمجلس الرئاسي لحكومته، وحثهم على ممارسة قيادة قوية لتمكين الحكومة من العمل في طرابلس على وجه السرعة. ولم تفصح البعث الأممية عن سبب غياب السراج عن الحضور، وذلك وسط معلومات غير رسمية عن أنه انتقل برفقة عدد من وزراء لحكومة ومساعديه إلى مدينة المينستير التونسية استعدادًا للانتقال إلى العاصمة طرابلس.
من جهته، دعا محمد صوان رئيس حزب لعدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إلى تنظيم مظاهرات حاشدة لدعم حكومة السراج التي ما زالت تنتظر في مقرها المؤقت بتونس، بمجرد دخولها إلى العاصمة طرابلس لممارسة مهام أعمالها.
وقال صوان في تصريحات بثتها لصفحة الرسمية لحزب «الإخوان» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن الجموع الكبيرة التي تدرك خطورة الأوضاع وتؤيد الاتفاق السياسي الليبي، يقع عليها واجب الخروج إلى الشوارع والميادين، والتعبير عن دعمهم وتأييدهم للحل السلمي وحكومة السراج. كما دعا المجلس الرئاسي للحكومة إلى الاستعانة بالخبرات والتركيز على الأولويات، وإرسال رسائل طمأنة لمختلف الفئات دون استثناء. من جهتها، دعت فرنسا أطراف الصراع الليبي للإسراع بتأسيس حكومة وحدة جديدة بدعم من الأمم المتحدة لإنهاء النزاع فيما بينها والمساعدة في وقف تمدد تنظيم داعش هناك.
وجاءت مناشدة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرو بعد يوم من اتهام الحكومة الليبية الموجودة في الشرق لغريمتها في طرابلس بإغلاق المجال الجوي للعاصمة لإحباط أي محاولة لإقامة مؤسسات الوحدة. وقال آيرو في مؤتمر صحافي أثناء زيارة للجزائر: «هناك حاجة ملحة لتأسيس هذه الحكومة. أعتقد أنه لا حل آخر بخلاف الحل السياسي. العنف تسبب في حالة من الفوضى وساعد (داعش) على التوسع».
في غضون ذلك، شهدت العاصمة طرابلس اشتباكات عنيفة بين عناصر القوة المتحركة المحسوبة على ما يسمى بـ«الجماعة الإسلامية الليبية» المقاتلة سابقًا، وتضم عناصر تكفيرية وأخرى تابعة لكتيبة محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين. وتتبع هذه الميليشيات ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس التي لا تحظى بأي اعتراف دولي، علما بأن مسلحين متطرفين اقتحموا أخيرًا مقرات لكتائب محسوبة على تنظيم الإخوان وسط تنامٍ في المؤشرات على خلافات بين حلفاء الأمس.
وتتصارع في ليبيا فصائل متناحرة وراء كل منها كتائب مسلحة تدعمها، ويسيطر أحد طرفي الصراع على العاصمة طرابلس في الغرب، بينما تعمل الأخرى المعترف بها دوليا من شرق البلاد. ويهدف الاتفاق الذي ترعاه الأمم المتحدة للتقريب بين الطرفين، لكن حكومة الوحدة المستهدفة عجزت عن الانتقال للعمل في طرابلس بسبب اعتراض بعض الفصائل الموجودة على الأرض. واختير فايز السراج لرئاسة حكومة الوحدة، لكنها قوبلت برفض من أطراف على الجانبين إذ صوت برلمان الشرق ضد حكومة الوحدة بينما رفضت الحكومة الموازية في الغرب خطة الأمم المتحدة.
إلى ذلك، كشف الجيش الوطني الموالى للسلطات الشرعية في ليبيا، النقاب، للمرة الأولى، عن مشاركة أصغر طياريه المقاتلين في الغارات الجوية التي يشنها سلاح الجو التابع له على مواقع الجماعات المتطرفة والمسلحة في شرق البلاد.
وأعلن مدير مكتب الإعلامي في قاعدة الأبرق الجوية، علي بوستة، أن الطيار محمود الفرجاني البالغ من العمر 20 عامًا الذي يعتبر أصغر طياري ليبيا، قد شارك أول من أمس في الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات سلاح الجو الليبي على غرفة عمليات تنظيم داعش في مدينة درنة، المعقل الرئيسي للجماعات الإرهابية في شرق البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بوستة قوله إن الفرجاني كان من بين ضمن طاقم الطائرة التي استهدفت منزلين في حي الـ400 شرق مدينة درنة، يستخدم تنظيم داعش أحدهما كمركز عمليات، مشيرًا إلى أن العملية كانت ناجحة وأسفرت عن تدمير الغرفة التابعة للمتطرفين بالإضافة إلى 3 سيارات تابعة لهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.