البرلمان المغربي يشرع في مناقشة قانون تجديد القوائم الانتخابية

نواب المعارضة يطلبون تأجيلها لاستشارة قادة أحزابهم

البرلمان المغربي يشرع في مناقشة قانون تجديد القوائم الانتخابية
TT

البرلمان المغربي يشرع في مناقشة قانون تجديد القوائم الانتخابية

البرلمان المغربي يشرع في مناقشة قانون تجديد القوائم الانتخابية

شرع البرلمان المغربي في مناقشة عدد من القوانين الممهدة للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقدم محمد حصاد، وزير الداخلية، مساء أول من أمس مشروع تجديد القوائم الانتخابية أمام لجنة الداخلية والبنيات التحتية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان).
وقال حصاد إن مشروع القانون يهدف إلى وضع تدابير تشريعية لازمة ستمكن من مواكبة عملية إعداد الهيئة الناخبة الوطنية المدعوة إلى المشاركة في الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل، مضيفا أن تجديد القوائم الانتخابية سيتم تفعليه تلقائيا بمناسبة حلول كل استحقاق انتخابي، مما سيقلص من تكاليف المراجعة الاستثنائية التي لم تعد تجدي نفعا.
وأكد حصاد أن التعديلات الجديدة تتوخى تجاوز سلبيات قانون اللوائح الانتخابية المعمول به والتي أبانت عنها الانتخابات العامة الجماعية (المحلية)، والجهوية ليوم 4 سبتمبر (أيلول) الماضي، خصوصا فيما يتعلق بتاريخ انتهاء مهلة التجديد والتي حددها المشروع في الـ46 يوما التي تسبق يوم الاقتراع بدل 15 يوما المعمول بها حاليا. وشدد حصاد على أهمية المراجعة في تشجيع الشباب على المشاركة في الانتخابات المقبلة.
وأشار وزير الداخلية إلى أن المقاربة المعتمدة في مشروع القانون تهم بالأساس كيفية حصر الهيئة الناخبة المدعوة للمشاركة في الاقتراع، مع تمكين المسجلين الجدد الراغبين في الترشح من تكوين ملفات ترشيحهم وإيداعها داخل الأجل القانوني، وكذا توفير الأساس القانوني بالنسبة للأشخاص الذين رفضت طلبات تسجيلهم قصد تمكينهم من المنازعة في قرارات اللجان الإدارية عند الاقتضاء.
في سياق متّصل، رفض نواب الشروع الفوري في مناقشة مشروع القانون الذي تقدم به وزير الداخلية، مشترطين إجراء استشارات مع أمنائهم العامين للحصول على التأشير السياسي، رغم أن وزير الداخلية أخبر الفِرق بكون القانون المعروض قد حصل على موافقة كل القادة الحزبيين. واضطر رئيس لجنة الداخلية إلى الخضوع لمطالب نواب المعارضة وتأجيل مناقشة بنود مشروع القانون إلى الأسبوع المقبل.
ويحدد مشروع القانون فترة خمسة أيام لاجتماعات اللجان الإدارية لدراسة الطلبات المعروضة عليها، وإجراء التشطيبات وتصحيح الأخطاء المادية، مع تحديد أجل ثلاثة أيام لتبليغ قرارات الرفض أو الشطب إلى المعنيين بها.
كما يحدد مدة خمسة أيام لإيداع الجدول التعديلي لتمكين عموم المواطنين من الاطلاع عليه، وهي الفترة المخصصة أيضا للطعن في قرارات اللجان الإدارية أمام القضاء، إذ يجب على المحاكم البت في الطعون المقدمة لديها داخل أجل خمسة أيام، مع تبليغ حكمها فورا إلى اللجنة الإدارية وإلى الأطراف المعنية الأخرى.
وستشرع الداخلية في عملية تجديد القوائم منذ تاريخ صدور القانون إلى غاية 22 أغسطس (آب) المقبل، واجتماع اللجان الإدارية ما بين 23 و27 أغسطس، وإيداع الجدول التعديلي وتقديم الطعون من 28 إلى أول سبتمبر، والبت فيها من 2 إلى 6 سبتمبر، وحصرها يوم 7 سبتمبر، أي شهرا كاملا قبل يوم الاقتراع.
وستجرى الانتخابات في 7 أكتوبر، وستقدم الترشيحات من الأربعاء 14 سبتمبر إلى غاية الساعة 12 من زوال يوم الجمعة 23 سبتمبر، فيما ستبدأ الفترة المخصصة للحملة الانتخابية من السبت 24 سبتمبر حتى الخميس 6 أكتوبر المقبل.



السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

تعكف الرياض والقاهرة على وضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي. وهو ما عدَّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «خطوة على طريق تعميق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية».

وقال عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي»، مؤكداً على «العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، والتنسيق المستمر بين البلدين».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي، وولى العهد السعودي.

ومنتصف الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي». وأوضحت الحكومة في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعدَّ الإعلامي السعودي، خالد المجرشي، «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري» بمثابة «خطوة تؤكد إمكانية توسيع تكامل العلاقات بين الرياض والقاهرة، في إطار سلسلة من الخطوات التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان».

وقال إن «المجلس يأتي في إطار بناء الآلية المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مع توجيهات رسمية من قادة البلدين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري». واستشهد المجرشي بما سبق أن قاله وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، عن تكليفه بتشجيع الاستثمار في مصر.

ونهاية عام 2018، قال القصبي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «مجلس الأعمال المصري - السعودي»، إنه «تلقى تكليفاً واضحاً من ولي العهد السعودي بأن يعد نفسه وزيراً بالحكومة المصرية سعياً لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن «وجود مجلس أعلى للتنسيق بين القاهرة والرياض من شأنه تذليل أي عقبات أمام التعاون الثنائي لا سيما أنه برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد»، موضحاً أن «المجلس خطوة لتعميق العلاقات بين السعودية ومصر في مختلف المجالات».

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وأوضح عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «السعودية ومصر هما قبة الميزان في المنطقة، وتعزيز التعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية»، وَعَدَّ سعيد «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «نقطة بداية لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «لا تستطيع دولة عربية واحدة مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن «تعميق العلاقات السعودية - المصرية من خلال (مجلس التنسيق الأعلى) من شأنه حماية القاهرة والرياض من الأخطار، وأيضاً التنسيق لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات».

وكان وزير الخارجية المصري أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، الشهر الماضي، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».