هل فقدت أندية دوري المحترفين ثقتها بالمهاجم السعودي؟

قائمة الهدافين العشرة تشهد حضورًا أجنبيًا طاغيًا بقيادة ريفاس والسومة وإدواردو

السومة («الشرق الأوسط»)  -  ريفاس («الشرق الأوسط»)  -  إدواردو («الشرق الأوسط»)
السومة («الشرق الأوسط») - ريفاس («الشرق الأوسط») - إدواردو («الشرق الأوسط»)
TT

هل فقدت أندية دوري المحترفين ثقتها بالمهاجم السعودي؟

السومة («الشرق الأوسط»)  -  ريفاس («الشرق الأوسط»)  -  إدواردو («الشرق الأوسط»)
السومة («الشرق الأوسط») - ريفاس («الشرق الأوسط») - إدواردو («الشرق الأوسط»)

تراجع مستوى التهديف هذا الموسم على مستوى اللاعبين السعوديين بشكل مخيف، وأصبح اللاعب الأجنبي هو من يقود المبادرة والحضور داخل منطقة الـ«18»، في منافسات مسابقة الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، حتى تمكن من الوجود في مركز صدارة الهدافين بقوة.
ويبدو أن مدربي الأندية تراجعت ثقتهم بالمهاجم السعودي الذي أصبح حبيس دكة الاحتياطي في أغلب فرق الدوري السعودي للمحترفين، مما منح الفرصة للاعبين الأجانب في تسجيل النسبة الأكبر في قائمة أفضل عشرة مهاجمين، وتقول إحصائية خاصة بدوري المحترفين السعودي بعد انتهاء الجولة العشرين إنه تم تسجيل 68 هدفا بواسطة لاعبين أجانب مقابل 22 هدفا سجلت عن طريق لاعبين سعوديين، ويتصدر المركز الأول لاعب الاتحاد الفنزويلي ريفاس 17 هدفا، ثم لاعب الأهلي السوري عمر السومة 15 هدفا، يليه لاعب الهلال البرازيلي إدواردو 12 هدفا.
وتشير الإحصائية أيضا إلى أن عدد أهداف اللاعبين السعوديين بشكل عام بلغ 190 هدفا مقابل 158 هدفا للاعبين الأجانب، وهو رقم يعبر عن حضور قوي للأجانب في ظل عددهم على مستوى كل فريق، علما بأن الأجانب سجلوا 230 هدفا مقابل 285 هدفا للسعوديين في موسم 2015، بينما أحرز السعوديون في موسم 2014 الماضي 278 هدفا مقابل 222 هدفا للأجانب، وفي موسم 2013 سجل السعوديون 265 هدفا مقابل 249 هدفا للاعبين الأجانب.
ويأتي لاعب التعاون السعودي عبد المجيد الرويلي، صاحب رصيد الأهداف التسعة، الوحيد من السعوديين الذي يصل إلى هذا الرقم، علما بأنه ليس مهاجما، وإنما يلعب خلف المهاجمين، وهو من البارزين هذا الموسم مع فريقه وعلى مستوى منافسات الدوري.
وفتحت «الشرق الأوسط» تحقيقا عن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى عزوف اللاعبين السعوديين عن المنافسة على لقب الهداف وسط تفوق اللاعبين الأجانب، حيث يرى المدرب السعودي بندر الجعيثن أن الهم الأكبر لجميع الأندية بما فيها الأندية الكبيرة عندما تجلب مهاجما لا بد أن يكون هذا اللاعب هدافا من الطراز الأول ويتميز بالتسجيل.
ويضيف قائلا: «لو لاحظنا هذا الموسم أن جميع من يسجل هم اللاعبون الأجانب باستثناء السعودي عبد المجيد الرويلي الذي ظهر بمستوى جيد بعد أن احتل المركز الرابع في قائمة الهدافين برصيد تسعة أهداف، وإذا تحدثنا عن أسباب غياب المهاجمين المعروفين الذي كان لهم وجود في الموسم الماضي وما قبله من مواسم أمثال محمد السهلاوي وناصر الشمراني ونايف هزازي ومختار فلاته نجد أنهم حاضرون على دكة البدلاء في أغلب مباريات أنديتهم، وهذا يعود إلى تراجع مستوياتهم وعدم ثباتهم في التشكيلة الأساسية، وبالتالي من الطبيعي أن نجدهم خارج قائمة الهدافين التي سيطر عليها اللاعبون الأجانب بشكل لافت للنظر، وهذا ما جعل منافسة اللاعبين السعوديين على صدارة الهدافين صعبة».
وتابع: «اللاعب المحترف يجب أن يكون في التشكيلة الأساسية باعتباره عنصرا مهما يساهم في رفع مستوى فريقه، خصوصا اللاعب الهداف الذي يفترض أن لا يغيب عن التشكيلة ويصارع من أجل وجوده في جميع المباريات، وأعتقد أن ابتعاد المهاجم السعودي يعد نقطة سلبية، ولا يوجد لها أي تفسير في ظل أن المهاجم الأجنبي أصبح هو الأكثر حضورا وأكثر مشاركة من اللاعب السعودي، مما انعكس إيجابيا على حضور اللاعب الأجنبي في حسه التهديفي، وساعده على كثرة التسجيل، وهذا دلالة كبيرة أنهم يتنافسون على صدارة الهدافين بعكس المهاجم السعودي الذي متى ما كان في الساحة سيكون قادرا على المنافسة كما شاهدنا في الموسم الماضي، وأعتقد أن ابتعاد المهاجم السعودي سيكون له تأثير سلبي على المنتخب في مرحلة الدور الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم 2018.
من ناحيته، أكد المدرب السعودي، حمد الدوسري، أن قلة المواهب وعدم الاعتماد على الفئات السنية من الأسباب الرئيسة التي أفقدت الأندية السعودية مهاجمين على مستوى عالٍ من الإمكانيات والموهبة، وأيضا عدم وجود صانع اللعب الذي يقوم بتمويل المهاجمين في التهديف، فجميع اللاعبين الذين يملكون صناعة اللعب اعتزلوا أمثال يوسف خميس وصالح خليفة وفهد الهريفي، ولم يتبق إلا محمد الشلهوب الذي يعد الأبرز في الساحة.
ويتقدم الفنزويلي ريفاس، مهاجم فريق الاتحاد، لائحة ترتيب الهدافين في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم برصيد 27 هدفا، يليه السوري عمر السومة مهاجم فريق الأهلي برصيد 15 هدفا، ثم البرازيلي إدواردو مهاجم فريق الهلال برصيد 12 هدفا، ثم الكاميروني إيفولو مهاجم فريق التعاون برصيد 9 أهداف، ويشاركه في الرصيد البرازيلي إيلتون صانع ألعاب فريق الفتح ومعهما السعودي عبد المجيد الرويلي لاعب فريق التعاون.
ويلي هؤلاء الغيني خافيير بالبوا لاعب فريق الفيصلي برصيد 7 أهداف، ثم لاعب الوسط في فريق الوحدة السعودي علي عواجي بذات الرصيد، ثم البولندي أدريان ميرزفسكي لاعب فريق النصر برصيد 6 أهداف، يليه السعودي محمد الصيعري لاعب فريق هجر بذات الرصيد.
ويبدو الموسم الماضي مختلفا على صعيد تنافس السعوديين مع نظرائهم الأجانب في الدوري على لقب الهداف، إذ كان السوري عمر السومة يتصدر لائحة الترتيب برصيد 22 هدفا، وسط منافسة قوية ونارية من السعودي محمد السهلاوي لاعب فريق النصر الذي سجل 21 هدفا في الموسم الماضي، علما بأن فريقه هو حامل لقب الدوري في موسم 2015، وتلا السهلاوي مهاجم فريق التعاون إيفولو الذي سجل 15 هدفا، لكن مهاجم فريق الشباب نايف هزازي نافس أيضا المهاجم الكاميروني على المرتبة الثالثة، حينما أحرز 14 هدفا، وكذلك فعل ناصر الشمراني مهاجم فريق الهلال الذي سجل 13 هدفا.
وكان موسم 2014 فريدا في المنافسة الحامية بين المهاجمين السعوديين على لقب الهداف، وهو الموسم الذي فاز بلقب هدافه ناصر الشمراني لاعب فريق الهلال برصيد 21 هدفا، ونافسه على اللقب مختار فلاتة برصيد عشرين هدفا، ثم مهاجم فريق النصر محمد السهلاوي برصيد 17 هدفا.
ويبدو الموسم الكروي الحالي مشابها تماما لموسم 2013 الذي كان يخضع لسيطرة اللاعبين الأجانب في تسجيل أكبر عدد من الأهداف، حيث كان يتقدمهم مهاجم فريق الشباب الأوروغوياني تيغالي برصيد 19 هدفا، ثم البرازيلي ويسلي لوبيز برصيد 17، ثم ذات الرصيد للكنغولي سالموا لاعب فريق الفتح، ثم السعودي ياسر القحطاني 13 هدفا.
ونشير إلى أن موسم 2012 شهد منافسة حامية بين البرازيلي سيموس مهاجم فريق الأهلي والسعودي ناصر الشمراني على لقب الهداف الذي كان وقتها يلعب لمصلحة الشباب، وتناصفا اللقب برصيد 21 هدفا لكل منهما، فيما تناصف المركز الثالث العماني عماد الحوسني لاعب فريق الأهلي والسعودي محمد السهلاوي لاعب فريق النصر برصيد 15 هدفا لكل منهما.
وكان ناصر الشمراني، مهاجم فريق الهلال حاليا، والشباب في موسم 2011، حاضرا بقوة، إذ فاز بلقب الهداف برصيد 17 هدفا، إذ تقدم على البرازيلي سيموس مهاجم فريق الأهلي بفارق هدف وحيد، وسط تنافس محمد الراشد ومهند عسيري ويوسف السالم الذين كانوا يلعبون في تلك الفترة للاتحاد والوحدة والاتفاق، حيث سجل كل منهم 14 هدفا.
ورغم أن السجل التهديفي لموسم 2010 ضعيف على صعيد التنافس على لقب الهداف فإنه كان سعوديا لمصلحة محمد الشلهوب لاعب فريق الهلال الذي سجل 12 هدفا، وهو صانع الألعاب المعروف، ونافسه على اللقب زميله البرازيلي نيفيز، ومنافسه في النصر محمد السهلاوي برصيد 11 هدفا، ولا ينافس هذا الضعف الرقمي التهديفي فيما يسمى دوري المحترفين إلا الموسم الذي قبله وتحديدا في موسم 2009 حينما فاز ناصر الشمراني مهاجم الشباب في تلك الفترة بلقب الهداف برصيد 12 هدفا، وذات الرصيد سجله المغربي هشام بوشروان لاعب فريق الاتحاد في تلك الفترة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».