كشف موقع إيراني عن استياء حكومة طهران من مساعد وزير خارجيتها للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان، فيما ذكر موقع «رجانيوز» المقرب من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، نقلا عن مصادر مطلعة أن حكومة روحاني تنوي إقالة عبد اللهيان في إطار «سياسة جديدة» في المنطقة خاصة في سوريا.
وبحسب الموقع فإن خلافات عميقة بين عبد اللهيان ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف نشبت حول التوجه السياسي لـ«الخارجية» وإدارة روحاني للسياسة الخارجية الإيرانية.
واتهم موقع «رجانيوز» ضمنيا محمد جواد ظريف بفتح قنوات حوار حول سوريا مع الولايات المتحدة الأميركية خلافا لرغبة المرشد الأعلى علي خامنئي. وفي مارس (آذار) 2015 حذر خامنئي إدارة روحاني من الحوار مع أميركا بشأن قضايا المنطقة معتبرا الأهداف الأميركية فيها تتعارض مع الأهداف الإيرانية.
في السياق نفسه، رجح «رجانيوز» أن يكون عبد اللهيان أبرز ضحايا «الاتجاهات الجديدة» للسياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة، ولم يشر الموقع إلى الاتجاهات أو أي تغيير في الموقف الإيراني من التدخل العسكري في سوريا، كما أنه لم يتطرق إلى موقف الحرس الثوري أو المرشد الأعلى، علي خامنئي، إذا ما صحت الإقالة.
وتوجه أصابع الاتهام إلى خامنئي في التدخل المباشر في المناصب الرفيعة في «الخارجية» كما أنه ينفذ رغبته في السياسة الخارجية عبر مستشاره الأعلى في الشؤون الخارجية، وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي.
وتعرض عبد اللهيان إلى انتقادات لاذعة في نوفمبر (تشرين الثاني) في جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية، في البرلمان الإيراني بسبب فشل السياسات الإيرانية في الضغط على السياسيات الخارجية للدول العربية والتي في مقدمتها السعودية، لتطالب اللجنة عبد اللهيان بتقديم استقالته بسبب تراجع السياسة الخارجية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط.
ویعتبر أمیر عبد اللهيان أبرز ضباط الحرس الثوري في الخارجية الإيرانية وأحد أبرز المسؤولين عن تسمية السفراء والدبلوماسيين في السفارات الإيرانية في الدول العربية، خصوصا أن تلك المناصب تخضع لرقابة صارمة من مخابرات الحرس الثوري وذراعها الخارجية فيلق قدس.
وتربط عبد اللهيان علاقات وثيقة بقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، وكان عبد اللهيان أول مسؤول إيراني نفى صحة التقارير بشأن إصابة سليماني في حلب. كما يعتبر عبد اللهيان حلقة الوصل بين وزير الخارجية وقائد الحرس الثوري. فيما يعد عبد اللهيان من بين القلائل من الدبلوماسيين ممن بقوا في منصبهم بعد وصل الإدارة الإيرانية الجديدة برئاسة حسن روحاني في 2013. ويعرف عبد اللهيان بمواقفه المتشددة ودفاعه الصارم عن تدخل قوات الحرس الثوري في سوريا منذ 2011 وأكد عبد اللهيان في مناسبات مختلفة وجود القوات العسكرية الإيرانية في الحرب الأهلية السورية، وكان من بين أبرز المسؤولين الذين أكدوا تعزيز وجود تلك القوات قبل الحديث عن سحبها.
وشغل عبد اللهيان خلال تكليفه من الحرس الثوري مناصب عدة في الخارجية الإيرانية بين عامي 1992 و2011 من بينها رئيس دائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط وسفير إيران في البحرين ورئيس اللجنة الخاصة بالعراق في وزارة الخارجية ومساعد وزير الخارجية لشؤون العراق والمساعد السياسي الأول في الشؤون الخليجية ومساعد السفير الإيراني في العراق. وتحول عبد اللهيان إلى منصب مساعد وزير الخارجية الإيراني منذ عام 2011.
ولعب عبد اللهيان دورا كبيرا في تحرك إيران في الدول العربية بعد أحداث الربيع العربي التي شهدت عدة دول عربية وأطلقت إيران تسمية «الصحوة الإسلامية» على الربيع العربي وبرز عبد اللهيان في إدارة مؤتمرات «الصحوة الإسلامية» في إطار محاولات إيران للالتفاف على الأحداث في الشرق الأوسط، ومصادرة القرار العربي.
يشار إلى أن عبد اللهيان أبرز المتحدثين عن المواقف الرسمية الإيرانية حول الأزمة السورية واتسمت مواقف عبد اللهيان حول الوجود العسكري الإيراني في سوريا والعراق بالتناقض قبل اعتراف إيران رسميا بسقوط قتلى في معارك سوريا وزار عبد اللهيان موسكو في نهاية يناير (كانون الثاني) لبحث نتائج زيارة بوتين إلى طهران ومناقشة التعاون الإيراني والروسي في سوريا وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية آنذاك.
طهران مستاءة من عبد اللهيان بعد فشل سياساتها في الشرق الأوسط
خلافات عميقة قد تدفع إيران لإقالة مساعد وزير الخارجية
طهران مستاءة من عبد اللهيان بعد فشل سياساتها في الشرق الأوسط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة