تحالف نقابي مغربي يصعد ضد الحكومة ويقرر تنظيم مسيرة احتجاجية الشهر المقبل

وضع برنامجًا مرحليًا مدته 3 أشهر

تحالف نقابي مغربي يصعد ضد الحكومة ويقرر تنظيم مسيرة احتجاجية الشهر المقبل
TT

تحالف نقابي مغربي يصعد ضد الحكومة ويقرر تنظيم مسيرة احتجاجية الشهر المقبل

تحالف نقابي مغربي يصعد ضد الحكومة ويقرر تنظيم مسيرة احتجاجية الشهر المقبل

قرر تحالف نقابي يضمّ أربعة اتحادات عمالية مغربية (الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل)، والنقابة الوطنية للتعليم العالي وجمعية التجار والحرفيين والاتحاد العام للمقاولات والمهن، التصعيد في احتجاجاته ضد الحكومة عبر إعلان برنامج تصاعدي على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأعلن التحالف النقابي خلال لقاء صحافي عقده أمس بداية برنامجه للأشهر الثلاثة المقبلة، بتنظيم مسيرة احتجاجية يوم الأحد 3 أبريل (نيسان) في الدار البيضاء، مشيرًا إلى أنه يتوقع انضمام اتحادات عمالية أخرى وكثير من هيئات المجتمع المدني إلى حركته في أفق تنظيم هذه المسيرة.
وقال الميلودي مخارق، أمين عام الاتحاد المغربي للشغل: «نريد لمسيرة 3 أبريل أن تكون متميزة مقارنة مع كل المسيرات التي نظمناها، ونتوقع أن تعرف مشاركة واسعة لكل شرائح المجتمع المغربي، إضافة إلى مشاركة عربية ودولية من خلال ممثلي الاتحادات النقابية الإقليمية والعالمية».
وتغيب ثلاثة أمناء عامون للاتحادات العمالية المشاركة في التحالف بسبب ظروف صحية، وهم محمد نوبير الأموي أمين عام الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ومحمد الكافي الشراط الأمين العام للاتحاد العام للشغالين، وعبد الرحمان العزوزي الأمين العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل.
ويأتي قرار التصعيد النقابي بعد تنظيم التحالف النقابي لإضراب عام على الصعيد الوطني يوم 24 من الشهر الماضي، والذي عرف التحاق كثير من التنظيمات النقابية من خارج التحالف. وأشار المخارق إلى أن الإضراب كان ناجحا بنسبة 85 في المائة، غير أنه لم يصادف أي صدى لدى الحكومة. وأضاف: «كل الحكومات التي تعاقبت كانت تدعو للحوار مع النقابات عقب أو قبل الإضراب العام، إلا هذه الحكومة، التي اختارت التعنت والاستبداد».
من جانبه، أكد عبد القادر الزاير، نائب الأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن قرار تنظيم المسيرة لا يشكل تراجعا بعد الإضراب العام. وقال: «قراراتنا الكفاحية لا تأتي كردود فعل ارتجالية، بل تؤسس على قراءة وتحليل للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وتنطلق من تقديرنا للمسؤولية الملقاة على عاتقنا. كما أننا اليوم في مرحلة بناء الوحدة النقابية، وبالتالي فالأولوية لإنجاح هذا البناء، وعدم الوقوع في ردود فعل متسرعة قد تؤدي إلى إجهاض هذه الوحدة».
وأشار الزاير إلى أن معارضة حكومة عبد الإله ابن كيران مكنت من جمع شمل الاتحادات العمالية في معارك كبرى، بالإضافة إلى اجتذابها لكثير من فعاليات المجتمع المدني للمشاركة في هذه النضالات. وقال: «اليوم لم يعد المواطن يقف موقف المتفرج على الأعمال التي نقوم بها، بل إنه يشارك ويساهم فيها. وهذا ما سيظهر بوضوح خلال المسيرة التي سننظمها يوم 3 أبريل، والتي نريد أن تكون بمثابة استفتاء شعبي على السياسة الحكومة». إلى ذلك، لفت الزاير إلى أن الاتحادات العمالية اتفقت في تنظيم مهرجان مشترك يوم أول مايو (أيار) المقبل، بمناسبة يوم العمال، معتبرًا أن هذا القرار يشكل خطوة أساسية في اتجاه وحدة العمل النقابي، مقارنة بالشتات الذي كانت تمر فيه تظاهرات أول مايو في السنوات الماضية.
وأضاف الزاير إلى أن الاتحادات العمالية قررت المضي في برنامج تصعيدي يمتد لثلاثة أشهر، وفي حالة لم تستجب الحكومة لدعوتها للحوار حول المطالب العمالية فإنها ستواصل احتجاجاتها في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة والمرتقب تنظيمها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتابع: «خلال هذه الفترة، سننظم أسابيع احتجاجية موضوعاتية وإضرابات قطاعية وجهوية، ولا نستبعد اللجوء إلى الإضراب العام. نريد لهذه المرحلة أن تشكل الضربة القاضية في معركتنا مع هذه الحكومة المناهضة لحقوق ومصالح الطبقة العاملة». وأشار الزاير إلى أن هدف هذه الاحتجاجات النقابية هو إسقاط الحكومة، وضمان عدم فوز حزب العدالة والتنمية الذي يقودها، بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة. كما أعلن القادة النقابيون عن طرح عريضة للتوقيع ضد السياسات الحكومية، ودعت الأحزاب إلى تشكيل جبهة اجتماعية ضد حكومة ابن كيران.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».