بحاح يوفد فريقًا حكوميًا لمحافظتي مأرب والجوف لدعم السلطات المحلية

أجهزة الأمن في عدن تعثر على مليار ريال في منزل أحد المطلوبين أمنيًا

النقود التي عثر عليها جميعها من فئة ألف ريال وطبعة جديدة (صورة وزعتها الجهات الأمنية في عدن)
النقود التي عثر عليها جميعها من فئة ألف ريال وطبعة جديدة (صورة وزعتها الجهات الأمنية في عدن)
TT

بحاح يوفد فريقًا حكوميًا لمحافظتي مأرب والجوف لدعم السلطات المحلية

النقود التي عثر عليها جميعها من فئة ألف ريال وطبعة جديدة (صورة وزعتها الجهات الأمنية في عدن)
النقود التي عثر عليها جميعها من فئة ألف ريال وطبعة جديدة (صورة وزعتها الجهات الأمنية في عدن)

وجه نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح أمس الثلاثاء بسرعة تحرك الفريق الحكومي المكلف بمحافظتي مأرب والجوف والمشكل بقرار مجلس الوزراء برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية وعضوية وزراء الكهرباء والمالية والإعلام والأشغال العامة.
وقالت مصادر في الحكومة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الفريق المكلف بالنزول إلى هاتين المحافظتين المحررتين يدخل ضمن مهامه إدارة العمليات الحكومية، ودعم السلطة المحلية في أدائها لمهامها اليومية، والقيام بمسح ميداني وإداري لاحتياجات المحافظتين، وبما يؤدي إلى تعزيز استجابة العمليات الحكومية لاحتياجات السكان في المحافظات والالتزام بتوفير هذه الاحتياجات الأساسية والضرورية.
وأضافت أن الهدف من تشكيل فريق حكومي مكون من الوزارات الخدمية المرتبطة بحياة المواطنين يرمي إلى تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وإعادة الأمن والاستقرار إليها باعتبار هذه الأشياء مدخلا لعملية السلام المأمولة والتعافي من الحالة الراهنة والبدء في إعادة الخدمات الأساسية وتدشين عملية التخطيط للتنمية وتحصيل الموارد ومضاعفتها لتنفيذ مرحلة ما بعد الحرب القائمة.
كما أشاد بحاح، بجهود المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في عدن، مثمنًا الجهود الوطنية التي يبذلها في كشف ونزع الألغام ومخلفات الحرب. وذكر بحاح في صفحته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، أن فرق المركز قامت بنزع قرابة تسعة آلاف قذيفة صاروخية و1138 لغما فرديا و5467 لغما مضادا للدبابات. وأهاب بوسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني بتكثيف الرسائل الهادفة لرفع وعي المجتمع بخطورة التعامل مع الألغام ومخلفات الحرب.
من جهة ثانية، عثرت قوات الأمن في محافظة عدن، جنوبي البلاد، على أموال تزيد على مليار ريال ما زالت في قوالبها المخزونة بها أثناء العثور عليها في مخابئ عناصر تابعة لما يسمى بـ«تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش» في مدينة المنصورة، وسط عدن.
وقالت مصادر محلية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن النقود التي عثر عليها جميعها من فئة ألف ريال وطبعة جديدة، موضحا أن النقود كميتها كبيرة وتقوم أجهزة الأمن والتحري بالتحقيق في القضية التي اعتبرتها مقلقة وصادمة نظرا لضخامة الأموال بحوزة جماعات متطرفة ويمكنها بهذه الأموال استغلال كثير من الشباب العاطل عن العمل وفي عمليات إرهابية واغتيالات.
ودعت السلطات الحكومية إلى التحقيق في وجود هذه الأموال الضخمة وصولا إلى الجهة الممولة لمثل هذه الجماعات الخطرة على الأمن العام وعلى الاستقرار وتطبيع الأوضاع واستعادة مؤسسات الدولة، لافتة إلى أن مليار ريال يمني (الدولار يساوي 222 ريالا) يمنيا وفق تسعيرة البنك المركزي، هو المبلغ الذي عثر عليه فقط في منزل أحد العناصر المطلوبة أمنيا.
من جهة أخرى، حذرت قيادة المقاومة الجنوبية بابين قيادة التحالف العربي بعدم التعامل مع اللجنة التي شكلها محافظ محافظة أبين الدكتور الخضر السعيدي بخصوص حقوق أسر الشهداء والجرحى. وقالت قيادة المقاومة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن قيادة المقاومة الجنوبية بمحافظة أبين بكافة معسكراتها وجبهاتها تؤكد أنها اجتمعت وأقرت في محضر رسمي بانتخاب مندوب خاص لهذه المهمة، مشيرة إلى أنه تم اختيار شخصية معروفة لمتابعة شؤون الجرحى والشهداء بمحافظة أبين.
وقال المتحدث الرسمي للمجلس العسكري للمقاومة بالمنطقة الوسطى بمحافظة أبين جنوب شرقي البلاد، وأكد منصور سالم العلهي لـ«الشرق الأوسط» أنه سبق للمقاومة أن اتفقت مع محافظ أبين الدكتور الخضر السعيدي على تكليف أحمد عمير للقيام بمهمة متابعة استحقاقات أسر الشهداء وجرحى الحرب، إلا أنهم في المقاومة فوجئوا بتكليف المحافظ للجنة ليس لها أي دور في المواجهات التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية.
وأضاف: «حرصا من قيادة المقاومة بمحافظة أبين على وحدة الصف والكلمة والجهد فإننا نطالب المحافظ بصفته المسؤول الأول باعتماد من تم اختياره بإجماع كافة قيادات المقاومة، كما ونطالب المحافظ بإعادة النظر فيما اتخذه من قرار دون الرجوع لقيادة التي تعد الجهة المعنية بقضية قتلى وجرحى حرب الميليشيات الانقلابية».
وكانت لجنة الشهداء والجرحى في أبين برئاسة المحافظ الدكتور الخضر محمد السعيدي، ناقشت، أول من أمس الاثنين، أوضاع أسر «الشهداء» والجرحى والإجراءات المتعلقة بتحسين أوضاعها. وأوضح المحافظ السعيدي أن لجنة حصر الشهداء والجرحى سجلت 689 «شهيدًا» وأكثر من ألف جريح منذ اندلاع حرب الميليشيات الانقلابية، ولفت إلى أن الرقم قابل للزيادة بسبب استمرار الحرب في جبهة مكيراس شمال شرقي محافظة أبين.
وأكد أن اللجنة تعمل منذ بدء الحرب في مواقع الشرف والبطولة في مديرية زنجبار التي دارت فيها المعارك ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وذكر أنه تم تشكيل غرفة عمليات من محكمة استئناف أبين وكل الجهات ذات العلاقة بغية توثيق البيانات عبر المحكمة لكل «شهيد» وجريح.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».