مصر تبدأ تدريبات عسكرية مشتركة مع فرنسا قبالة سواحلها الغربية بمشاركة حاملة الطائرات «شارل ديغول»

الجيش أعلن مقتل 5 عناصر إرهابية في اشتباكات بالشيخ زويد شمال سيناء

مصر تبدأ تدريبات عسكرية مشتركة مع فرنسا قبالة سواحلها الغربية بمشاركة حاملة الطائرات «شارل ديغول»
TT

مصر تبدأ تدريبات عسكرية مشتركة مع فرنسا قبالة سواحلها الغربية بمشاركة حاملة الطائرات «شارل ديغول»

مصر تبدأ تدريبات عسكرية مشتركة مع فرنسا قبالة سواحلها الغربية بمشاركة حاملة الطائرات «شارل ديغول»

بدأت مصر أمس تدريبات عسكرية جوية وبحرية مشتركة مع فرنسا قبالة السواحل المصرية غرب البلاد، وتشارك في التدريبات التي تجري بالقرب من الحدود الليبية حاملة الطائرات شارل ديجول ومجموعتها الجوية البحرية التي قادت عمليات التحالف ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق منذ ديسمبر (كانون الأول)، كما تشارك طائرات الرفال التي تسلمتها مصر مؤخرا من فرنسا في التدريب الذي يحمل اسم «رمسيس 2016»، بينما أعلن الجيش المصري أمس أيضًا مقتل «5 إرهابيين» في اشتباكات بشمال سيناء. وقال العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، في بيان له أمس إنه من المقرر أن يستمر التدريب عدة أيام، إذ يجري أمام سواحل الإسكندرية والمجال الجوي المصري.
وشهدت العلاقات المصرية الفرنسية تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية بعد أن وقعت مصر اتفاقيات عسكرية مع فرنسا في فبراير (شباط) 2014 لشراء 24 طائرة «رافال» والفرقاطة «فريم» وذخيرتها، بينما تنتظر القاهرة تسلم أول حاملة طائرات عمودية مستيرال من فرنسا.
وبحسب البيان، يشارك في التدريب كثير من الوحدات والقطع البحرية المصرية والفرنسية بالإضافة إلى الفرقاطة المصرية طراز فريم «تحيا مصر»، وعناصر القوات الجوية بمشاركة تشكيلات من المقاتلات متعددة المهام من طراز «الرفال» المصرية والفرنسية وطائرات «إف - 16» و«الالفاجيت» وطائرات الإنذار المبكر من طراز «إي تو سي». وقال البيان إن التدريب يشمل قيام الجانبين بتخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة بالتعاون مع القوات الجوية، والتدريب على أعمال الاعتراض البحري، وتقديم الدعم والمعاونة الجوية والدفاع والهجوم على أحد الأهداف وتنفيذ عدد من الرمايات وتدعيم أوجه التعاون المشترك وتبادل الخبرات. وكانت هيئة أركان الجيوش الفرنسية قد أعلنت الثلاثاء الماضي أن حاملة الطائرات شارل ديغول مع طائراتها الـ26 ومجموعتها البحرية التي ترافقها، وهي أربع فرقاطات وغواصة وسفينة إمداد وقيادة، غادرت الخليج باتجاه البحر المتوسط، للمشاركة بمناورات مشتركة مع الجيش المصري. وسلمت حاملة الطائرات الفرنسية قيادة القوة البحرية للتحالف الدولي إلى الولايات المتحدة، بعد أن تولت قيادتها منذ 19 ديسمبر.
وتأتي المناورات الفرنسية المصرية التي تجري قبالة سواحل الإسكندرية في وقت تتزايد فيه المخاوف من بسط تنظيم داعش سيطرته على مناطق في ليبيا، وهو الأمر الذي تعتبره القاهرة تهديدا جديا لأمنها القومي، كما تخشى أوروبا أن يصبح الساحل الليبي بوابة واسعة لتسلل العناصر الإرهابية إليها.
واعترفت فرنسا نهاية العام الماضي بقيامها بعمليات استخباراتية فوق ليبيا بطائرات من حاملة الطائرات هذه عندما كانت في طريقها إلى شرق المتوسط في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما قصف الجيش المصري مواقع لتنظيم داعش أوائل العام نفسه ردا على إعدام التنظيم مواطنين مصريين على الأراضي الليبية.
وفي غضون ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري أمس مقتل 5 من «العناصر الإرهابية» خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بمدينة الشيخ زويد في شمال سيناء.
وأوضح العميد سمير في بيان نشر على صفحته على «فيسبوك» أنه خلال تنفيذ عناصر من الجيش الثاني الميداني «كمين غير مدبر» بمنطقة السبخة بالشيخ زويد «قام عدد من العناصر الإرهابية بإطلاق النيران تجاه القوات».
وأضاف أن إطلاق النار بين الجانبين نتج عنه «مقتل 5 عناصر إرهابية»، مشيرا إلى أنه تم العثور بحوزتهم على أسلحة وذخائر.
وتفرض السلطات المصرية حالة الطوارئ في مناطق في شمال سيناء منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014، إثر مقتل 33 من أفراد الجيش بمنطقة كرم القواديس في هجوم أعلن الفرع المحلي لتنظيم داعش مسؤوليته عنه.
ونجح الجيش المصري بعد توحيد قيادة الجيشين الثاني والثالث في أعقاب عملية كرم القواديس في تحجيم قدرات تنظيم داعش، وإيقاف عملياته الكبرى، لكنه لم يتمكن من القضاء عليه بعد.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.