الحرس الوطني الأميركي ينضم إلى الحرب ضد «داعش»

بعد الطائرات العملاقة والحرب الإلكترونية

البنتاغون أعلن عن حرب إلكترونية  لتفكيك شبكات اتصالات «داعش» - وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر («الشرق الأوسط»)
البنتاغون أعلن عن حرب إلكترونية لتفكيك شبكات اتصالات «داعش» - وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر («الشرق الأوسط»)
TT

الحرس الوطني الأميركي ينضم إلى الحرب ضد «داعش»

البنتاغون أعلن عن حرب إلكترونية  لتفكيك شبكات اتصالات «داعش» - وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر («الشرق الأوسط»)
البنتاغون أعلن عن حرب إلكترونية لتفكيك شبكات اتصالات «داعش» - وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر («الشرق الأوسط»)

مع توسع الحرب التي أعلنها الرئيس باراك أوباما، وينفذها البنتاغون، ضد تنظيم داعش، وبعد إعلان استخدام طائرات «بي 52» العملاقة لضرب مواقع «داعش»، وبعد إعلان أن الحرب عسكرية، وإلكترونية أيضا، وذلك لتفكيك شبكات اتصالات «داعش»، أعلن البنتاغون، أول من أمس، توقع انضمام الحرس الوطني إلى الحرب.
وقال وزير الدفاع، آشتون كارتر، إنه قد يطلب من الفرق الإلكترونية في الحرس الوطني الانضمام إلى الحرب. وقال للصحافيين في قاعدة «جوينت بيس لويس ماكورد»، في تاكوما (ولاية واشنطن) إن الحرس الوطني «يمكن أن يشارك، أيضا، في عمليات هجومية إلكترونية من النوع الذي أشدد على أننا نقوم به، ونعجل به بشكل فعلي في العراق وسوريا، وذلك لضمان الهزيمة الفورية لتنظيم داعش، التي نحتاج أن نفعلها وسنفعلها».
حسب وكالة «رويترز»، الحرس الوطني قوة عسكرية احتياطية، لكن يمكن تعبئته للضروريات الوطنية. ويمثل جزءا أساسيا من الجهد الأوسع للقوات المسلحة لتأسيس أكثر من 120 فرقة إلكترونية للرد على الهجمات الإلكترونية ومنعها.
تتألف واحدة من هذه الفرق من عاملين في شركات كومبيوتر وإنترنت، مثل شركتى «مايكروسوفت» و«غوغل»، يتطوعون في ساعات فراغهم للعمل في السلاح التكنولوجي للحرس الوطني. تتشكل القيادة الإلكترونية الجديدة التي أسسها البنتاغون من ستة آلاف جندي تقريبا، متخصصين في الحرب المعلوماتية، والإلكترونية. وتضم 133 وحدة إلكترونية قتالية، بالتعاون مع وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه)، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).
يوم الجمعة الماضي أعلن مسؤول عسكري كبير أن البنتاغون قرر إرسال الطائرات العملاقة قاذفة القنابل «بي 52»، القادرة على حمل قنابل نووية، لضرب مواقع «داعش» في العراق وسوريا.
وقال المسؤول لتلفزيون «فوكس»، وطلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، إن الهجمات ستبدأ في أبريل (نيسان) المقبل. ولم يذكر المسؤول عدد الطائرات، ولا عدد أفراد طواقمها. لكنه قال إن «بي 52» ستحل محل طائرات «بي 1» التي تشترك في ضرب مواقع «داعش» في سوريا والعراق. يستخدم السلاح الجوي الأميركي قاذفات «بي 52» في الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عاما. وكانت صممت لإلقاء قنابل نووية. وتسمى «ستراتوفورتس» (قلعة الأجواء العليا). وكان لها دور بارز في حرب فيتنام، وحرب الخليج في أوائل التسعينات، ثم حرب أفغانستان، ثم حرب العراق. وهي طائرة ضخمة ذات ثمانية محركات نفاثة، ولها قوة تدميرية كبيرة، خصوصا ضد التحصينات الأرضية.
في الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع كارتر إن الحرب ضد تنظيم داعش «تتكثف تدريجيا»، وكشف أنه لأول مرة في تاريخ الحروب الأميركية تدخل الولايات المتحدة حربا إلكترونيا ضد عدو في الوقت نفسه الذي تشن فيه حربا عسكرية عليه. وقال، في مؤتمر صحافي: «بدأنا نستخدم أسلحة معلوماتية لإضعاف قدرة تنظيم داعش على العمل والاتصال في ساحة المعركة الافتراضية». وأضاف: «يتعلق الموضوع بإفقادهم الثقة في شبكاتهم الإلكترونية، وإرهاق شبكاتهم حتى لا تقدر على العمل، ووقف قدرتهم على قيادة قواتهم، وعلى السيطرة على شعبهم، وعلى اقتصادهم». في الشهر الماضي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال بيرت ماكفورك، ممثل الرئيس باراك أوباما في التحالف الدولي ضد «داعش»، إن «داعش» خسر 40 في المائة تقريبا من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، و10 في المائة تقريبا من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.