لجنة تبحث فرض عقوبات على جهات مالية على صلة بـ«أنشطة عدائية»

الحكومة اليمنية تعود اليوم إلى عدن

لجنة تبحث فرض عقوبات على جهات مالية على صلة بـ«أنشطة عدائية»
TT

لجنة تبحث فرض عقوبات على جهات مالية على صلة بـ«أنشطة عدائية»

لجنة تبحث فرض عقوبات على جهات مالية على صلة بـ«أنشطة عدائية»

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن جهات حكومية يمنية تجري تحريات حول شبهات ارتباط عدد من رجال المال والأعمال اليمنيين والمؤسسات المالية في اليمن، برجال مال وأعمال لبنانين في أعمال مشتركة، وتورط الشركاء اليمنيون واللبنانيون فيما يعرف بتدوير مصالح وأموال ذات علاقة بحزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن وفي المنطقة العربية. وأشارت المعلومات إلى أن تلك الجهات ما زالت في طور جمع المعلومات والأدلة وتحليلها.
وقالت المصادر الخاصة، إنه حتى اللحظة، من المرجح اتخاذ عقوبات بحق فرع أحد البنوك في عاصمة عربية وشركة صرافة محلية، (تحفظت المصادر على الأسماء)، دون أن تؤكد، بشكل قاطع، أنهما متورطتان في أنشطة مخالفة للقوانين.
وذكرت المصادر أن هناك تنسيقا بين جهات حكومية يمنية وأخرى خليجية بخصوص مراقبة الأموال والأنشطة التجارية والاستثمارية التي يعتقد أنها تمول أنشطة عدائية وإرهابية ضد اليمن والمملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة، وأنها بمثابة غسل أموال لصالح المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين وحزب الله اللبناني، مشيرة إلى أنه يجري فحص ملفات وأنشطة تلك الشركات، خاصة حركة التنقلات من وإلى لبنان وبعض العواصم العربية، وإلى أن بعض العقوبات قد تشمل منع تعاملات وتجميد أصول. وأكدت المصادر أن هذه التحركات، جاءت بعد أن أصبح لدى الحكومة اليمنية أدلة قاطعة على ضلوع حزب الله اللبناني في الحرب في اليمن، إضافة إلى المعلومات التي كشفتها، أمس، لـ«الشرق الأوسط»، مصادر خاصة عن ارتباطات مالية مشبوهة لمقربين من المخلوع صالح بحزب الله ورجال أعمال لبنانيين.
وعلى صعيد آخر، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحكومة اليمنية أقرت توزيع مهامها للمرحلة المقبلة، وإن عددا كبيرا من أعضائها سوف يعودون، اليوم، إلى اليمن، لممارسة مهامهم من الميدان»، وقالت المصادر إن رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح وعددًا من وزراء الوزارات الخدمية والأمنية، سوف يعودون إلى عدن، وبعد ذلك بعدة أيام، سيعود عدد آخر من أعضاء الحكومة إلى محافظة مأرب، فيما سيتبقى عدد قليل من الوزراء في العاصمة السعودية الرياض، وأشارت المصادر إلى أن عودة الحكومة تهدف إلى تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، وفي المقدمة العاصمة المؤقتة عدن، والإشراف المباشر على عملية إعادة العمل إلى مؤسسات الدولة، التي دمرت وتوقفت جراء الحرب على المحافظات اليمنية، من قبل المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
من ناحية ثانية، تتواصل الانتقادات لقيادة الحزب الاشتراكي اليمني (الأمين العام)، بسبب اتخاذ مواقف، فسرت على أنها لا تعبر عن مواقف الحزب وتخدم طرف المتمردين الحوثيين وتجير مواقف الحزب العريق لهذه الجماعة التي تمارس العنف لتحقيق مطالب سياسية، كما يطرح البعض، وقد نفى محمد غالب أحمد، عضو المكتب السياسي، رئيس دائرة العلاقات الخارجية، صدور بيان، مؤخرًا، باسم الحزب يعبر عن مواقف سياسية. وقال غالب لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما حمله المنشور المسمى بيانا باسم الحرب الاشتراكي اليمني والصادر يوم 23 فبراير (شباط) الحالي، لا يمت بصلة لأي من هيئات الاشتراكي اليمني المنتخبة والمعروفة للقاصي والداني ولم تجتمع أي من هذه الهيئات حتى يصدر عنها أي بيان».
وأكد غالب أن «الاسم الكامل للحزب يأتي مباشرة بعد اسم الهيئة الحزبية التي تصدر أي بيان سياسي ولا يرد الاسم منفردا في أي من بياناته سياسية كانت أو حزبية»، وطالب «أصحاب مثل هذه الأوراق إصدار ما يشاءون وقول ما يريدون بأسمائهم وبصفاتهم في الحزب بدلا من التستر خلف اسمه».
وقال القيادي الاشتراكي لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما حمله ذلك المنشور من استخدام اسم الحزب وفيما يختص بالتباين بين جماعه أنصار الله والرئيس السابق علي صالح، الذي حمله أصحاب المنشور مسؤولية الانقلاب، وعبروا عن أسفهم البالغ لأن عبد الملك الحوثي أساء التقدير وحمل طاقية الإخفاء وخسر جماعته مكاسب ثورة 11 فبراير، بحيث وضعوا الحزب وكأنه محكم بين الطرفين بينما هما يحلان خلافاتهما في أطرهما الخاصة ويقودان حربهما المدمرة على اليمن أرضا وإنسانا بكل تماسك وانسجام وسمن على عسل، بينما أبناء الشعب اليمني وحدهم من يقدمون دماءهم وحياتهم وأرواحهم ومكاسبهم جراء ذلك».
وانتقد محمد غالب أحمد «ما حمله ذلك المنشور من مغالطات وخلط وتهرب وسلق في عباراته بين شرعية التوافق الوطني والرئيس الانتقالي وشطبه الشرعية الدستورية المعترف بها إقليميا ودوليا، وكذا في عبارات التدخل العسكري الخارجي والتحالف العربي المحارب، وفيما سماه الإنصات للقرار 2216، بدلا من التنفيذ الكامل له، كما هو النص الأممي، كل ذلك لا يمت بصلة لمواقف الاشتراكي ولم تتضمنها أية بيانات أو تصريحات صادرة عن كل هيئاته أو قياداته منذ بدء عدوان الميليشيات والمجازر على الجنوب إلى المجازر والحصار على تعز حتى اليوم».
ودعا غالب الدكتور عبد الرحمن السقاف، أمين عام الحزب الاشتراكي، إلى «العودة إلى الداخل (اليمن)، وأن يعود كما عرفه الاشتراكيون قبل انتخابه لكي يتحمل مسؤولياته في ضوء خطورة تسليمه، عشية سفره يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لأبرز مهام هذا المنصب بأوامر فردية، بمخالفة لقوانين الاشتراكي وأدبياته وتقاليده لغير الأمناء العامين المساعدين الشرعيين».
وأكد غالب أن «بيروت أو أي عاصمة أخرى ليست المكان الطبيعي لقيادة الحزب»، وبأن هذه «ليست من عادات الحزب الاشتراكي اليمني حتى في أحلك الظروف وأخطرها وآخرها في حرب صيف 1994، العدوانية على الجنوب والحزب وما تلاها، وطوال تاريخه العريق وكان القائد المناضل على صالح عباد مقبل نموذجا لتلك المواقف الصلبة، وصواريخ ومدافع تلك الحرب ما زالت تدوي في كل أرجاء الجنوب، وقيادة الحزب تحت الحصار والقمع والإرهاب عقب عودتها إلى صنعاء في الأسبوع الأول لشهر أغسطس (آب) 1994».
وكان صدر، الأسبوع الماضي، بيان باسم الحزب الاشتراكي اليمني وحمل الكثير من العبارات التي تدافع عن المتمردين الحوثيين، وللمرة الأولى في تاريخ هذا الحزب العريق في اليمن، ظهرت مواقفه محابية، بحسب المراقبين، لطرف متمرد، مقابل عدم الانحياز لقضايا المواطنين، وقد أثيرت الكثير من التساؤلات حول مواقف أمين عام الحزب وانفراده بالقرار وتجييره في هذه المرحلة الهامة في اليمن، وكذا حول وجود الدكتور السقاف في بيروت، حيث يعتقد أنه في ضيافة حزب الله اللبناني.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».