«داعش» يسعى للتمدد في إندونيسيا لإقامة ذراع آسيوية لتعويض خسائره بالعراق وسوريا

الأزهر: 700 إندونيسي انضموا للتنظيم.. والإفتاء ترصد بيعتهم لـ«البغدادي» لتأسيس إمارة تُدار عبر «تويتر»

شريط فيديو لـ«داعش» عن عناصره الجديدة من إندونيسيا («الشرق الأوسط»)
شريط فيديو لـ«داعش» عن عناصره الجديدة من إندونيسيا («الشرق الأوسط»)
TT

«داعش» يسعى للتمدد في إندونيسيا لإقامة ذراع آسيوية لتعويض خسائره بالعراق وسوريا

شريط فيديو لـ«داعش» عن عناصره الجديدة من إندونيسيا («الشرق الأوسط»)
شريط فيديو لـ«داعش» عن عناصره الجديدة من إندونيسيا («الشرق الأوسط»)

حذر الأزهر من أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى لتوسعة نفوذه والتمدد في إندونيسيا لإنشاء ذراع آسيوية، من أجل خلافته المزعومة في البلد المُسلم الأكثر تعدادا للمسلمين في العالم، وذلك لتعويض خسائره في العراق وسوريا بسبب ضربات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وقال تقرير أعده مرصد الأزهر إن «التنظيم بات ينحسر تدريجيا من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق بسبب هجمات التحالف الدولي ضد عناصره، إلا أنه استفاد للأسف من الهجمات التي وقعت في إندونيسيا مؤخرا ليظهر أنه ينتشر عالميا». في حين أكد مصدر مُطلع في الأزهر أن «هناك ما يقرب من 700 إندونيسي من بينهم نساء وأطفال وشباب قد انضموا لصفوف التنظيم»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: أن «هناك مخاوف في إندونيسيا لتشكيل هؤلاء المنضمين لـ(داعش) كتيبة من المُقاتلين».
يأتي هذا في وقت حذر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشباب الإندونيسي أمس، من أن «التكفير طريق محفوف بالمخاطر ومدخل شيطاني»، مُدينا حركات التشييع في بلاد أهل السنة والجماعة، محذرا هذه الحركات من التمادي في نشر دعواتها المريبة التي تؤدي للاحتراب وإسالة دماء المسلمين. وسبق أن أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجيرات وقعت في يناير (كانون الثاني) الماضي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، استهدفت أجانب وعددا من قوات الأمن.
وأوضح تقرير مرصد الأزهر أن «التنظيم يهدف لتوسيع وجوده في إندونيسيا والبحث عن أرض جديدة -على حد زعم أنصار داعش- خارج منطقة الشرق الأوسط»، مرجحا أن «التنظيم قد يرفع مستوى أنشطته في إندونيسيا سواء بطريقة مباشرة عن طريق مُقاتليه من الإندونيسيين أو عبر عناصر من غير الإندونيسيين للقيام بعمليات إرهابية أو تجنيد أتباع جُدد في إندونيسيا».
وأعلن «داعش» في وقت سابق على صفحات عناصره عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» إنه يتطلع لإقامة خلافة خارج منطقة الشرق الأوسط.. محددا إندونيسيا لهذه الخلافة.
في غضون ذلك، حذر الدكتور الطيب شيخ الأزهر، الشباب الإندونيسي من الوقوع في فتنة التكفير، وقال مخاطبا الطلاب خلال زيارته لجامعة دار السلام كونتور بمدينة ماديون في محافظة جاوة الشرقية بإندونيسيا أمس، إن «الدعوة إلى الله عز وجل تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن الجدال يكون بالتي هي أحسن، فلا ينبغي اللجوء إلى التكفير والإقصاء، وخطابكم الوسطي هو الدواء الشافي لكل الأمراض الفكرية المنتشرة في عالمنا المعاصر».
وتابع الطيب في حديث للطلاب والطالبات: «أوصيكم بوجوب الابتعاد عن التكفير وكل ما يمت إليه بصلة، فالتكفير طريق محفوف بالمخاطر وكله مزالق وربما أدى بصاحبه إلى التهلكة، وما نراه عن البعض من التكفير المُتبادل أمر يتنافى مع صحيح الدين، إضافة إلى كونه مدخلا شيطانيا إلى إشاعة الفرقة والتنازع بين أفراد المجتمع»، محذرا أن «كل ما يناقض سماحة الإسلام من غلو وتطرف في الاعتقاد وإرهاب بكل أشكاله.. هي آفات ينبغي أن نُطهر المجتمعات الإسلامية منها بالوسائل المشروعة بتصحيح المفاهيم المغلوطة».
وتابع الطيب: هناك فرق لا تكف عن سب صحابة رسول الله وسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي هي أمهم رغم أنوفهم، وهذا السب الذي يعبر عن ثقافة كريهة من الحقد والكراهية هو مستهجن ومرفوض عندنا.. ونحن لا نكف عن المطالبة بوقف قنوات الفتنة التي تبث هذا السباب صباح مساء، ولا أشك أن هذا الإفك ضلال مبين وفتنة بين المسلمين، مضيفا: «من أقصى جنوب شرقي آسيا أعلنها صريحة بأن الأزهر يرفض ويدين بشدة حركات التشييع في بلاد أهل السنة والجماعة»، مُحذرا من تمادي هذه الحركات في نشر دعواتها المريبة التي تؤدي للاحتراب وإسالة دماء المسلمين.
وأكد الدكتور الطيب أن «الأزهر يرفض التدخل في شؤون الدول الداخلية بحجة نصرة هذه الطائفة أو تلك فلا بد من احترام الشؤون الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية، ويتضاعف هذا الرفض عندما يكون التدخل بإيجاد بؤر طائفية تؤجج الصراع المذهبي وتمزق النسيج الوطني الواحد»، موضحا أن «الأزهر سيقف فكريا وعلميا بالمرصاد لكل من يحاول العبث بعقائد أهل السنة».
في السياق ذاته، حذرت دار الإفتاء المصرية من أنها رصدت بيعة بعض الإندونيسيين والقوقازيين - لزعيم داعش المزعوم أبو بكر البغدادي - لتأسيس إمارة لهم بإندونيسيا تُدار عبر «فيسبوك» و«تويتر».
نبهت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المُتشددة بالإفتاء، المتخصصين والمسؤولين بضرورة مواجهة أفكار التنظيمات التكفيرية والإرهابية في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز عبر القوافل الدعوية المتواصلة، واستخدام وسائل التواصل مع الرموز الآسيوية والشعبية بما يمنع تلك الامتدادات التوسعية لهذا الفكر الضال. ويقول مراقبون إن «إندونيسيا خاضت مواجهة طويلة مع الإرهاب خاصة (الجماعة الإسلامية)، الذي أعلنت مسؤوليته عن تنفيذ 11 هجوما خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2010، بما في ذلك تفجير جزيرة (بالي) الدموي عام 2002، والذي أدى إلى مقتل مائتي شخص وجرح المئات معظمهم من السياح الأجانب.. وسبق لتنظيمات أصغر حجما أن أعلنت مسؤوليتها عن عمليات أخرى، بما فيها عام 2005 قيام مجموعة مسلحة بقطع رؤوس ثلاثة من المراهقين المسيحيين».
وحول دولة الخلافة المزعومة في إندونيسيا، قالت الإفتاء إنه في الوقت الذي نبه فيه جميع فقهاء المسلمين قديما وحديثا على أنه لا يجوز تنصيب إمام من آحاد المسلمين وطلب البيعة له، يخرج «داعش» يطالب الإندونيسيين ببيعة البغدادي بالخلافة والتي تُعد خلافة الوهم، وبإعلان لا تمكين فيه ولا شورى، فهي على منهج الاستبداد لا على نهج النبوة. وشددت الإفتاء على أن خلافة البغدادي خلافة على منهج القتل والتشريد لا خلافة الحضارة والبناء.. وعليه فلا يجوز بيعة عموم المسلمين في شتى الأقطار أي واحد منهم، وتنصيبه على الجميع واعتبار ذلك خلافة، فإن الولاية التي لا تجتمع الأمة عليها ليست ولاية عامة، ولا يجوز أن تُسمى خلافة وإن أعلنها من أعلنها.
من جانبه، قال المصدر المطلع في الأزهر، إن تنظيم داعش يعمل على تجنيد مُقاتلين جدد في جنوب شرقي آسيا، لافتا إلى أن الحضور «الداعشي» في إندونيسيا يثير كثيرا من المخاوف سواء بصفة مباشرة أو عبر خلايا نائمة ممن أعلنوا عن ولائهم لهذا التنظيم خاصة بعد إعلان إندونيسيا إحباطها هجمات إرهابية لـ«داعش» على أراضيها، واعتقال عناصر مُرتبطة بـ«داعش» ومصادرة مواد متفجرة ورايات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.