الأمير عبد العزيز بن عبد الله: جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة مشروع رائد للتواصل المعرفي

وصفها بمنبر الاستنارة والحوار والاعتدال والتسامح

الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز (واس)
الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز (واس)
TT

الأمير عبد العزيز بن عبد الله: جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة مشروع رائد للتواصل المعرفي

الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز (واس)
الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز (واس)

وصف الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، «جائزة خادم الحرمين للترجمة» بأنها تمثل منبرا للاستنارة والحوار والاعتدال والتسامح، أضاء سناه من أرض الحرمين، وامتد إلى كل عواصم العالم لتجسير الهوة بين الشعوب والدول، من خلال التحفيز والتشجيع لحركة الترجمة واختراق حواجز اختلاف اللغة ونقل المعارف والعلوم الإنسانية والتطبيقية، بما يسهم في الارتقاء بالمجتمعات الإنسانية.
واعتبر الأمير عبد العزيز في حوار موسع بمناسبة حفل تكريم الفائزين بالجائزة، في دورتها السادسة، أن جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة قطعت شوطا كبيرا في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، من خلال استقطابها خيرة المترجمين وكبريات المؤسسات العلمية والأكاديمية المعنية بالترجمة في جميع أنحاء العالم، وتقديم عدد كبير من الأعمال المترجمة المتميزة لدفع عجلة التنمية وبناء مجتمع معرفي، مؤكدا أن ما حققته الجائزة من منجزات، يجير - لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ودعمه السخي لها، وحرصه على أن ترسخ صفتها العالمية منذ انطلاق دورتها الأولى، وأن تستحوذ على تأييد المجتمع الدولي وتفاعله مع أهدافها النبيلة - كإحدى آليات مبادرة الملك عبد الله للحوار بين الأديان والثقافات، ومد جسور التواصل العلمي والمعرفي بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى.
ورأى الأمير عبد العزيز أن الجائزة تسهم في ردم الهوة بين الشعوب والدول، وأنها من أنجح السبل لمجابهة الأفكار المنحرفة ودعاوى الصدام بين الثقافات التي دفع المجتمع الدولي ضريبتها باهظة. وفيما يلي نص الحوار:

> نقف على أعتاب المحطة السابعة من عمر جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، لذا نود أن نقرأ رؤيتكم حيال المنجزات المتحققة والتطلعات المستقبلية في هذه الجائزة العظيمة؟
- لا شك أن عمر هذه الجائزة لا يزال قصيرا في هذا المجال الواسع، الذي يختزل كل الحواجز بين الشعوب والأمم، لكن نستطيع القول بكل ثقة إن الجائزة تشق طريقها بثبات ونجاح صوب القمة والتفرد والصدارة في هذه السنوات البسيطة، فمنذ انطلاقتها وهي تسعى في فلك التنافس المحمود بجوار شقائقها من جوائز الترجمة الأخرى على المستوى الدولي، تمضي في تحقيق الرؤية التي انبثقت منها، وتسعى لتحقيق الرسالة التي من أجلها وجدت، فتمكنت من استقطاب كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية، وجذب أفضل المترجمين في العالم، فضلا عن التأييد والتفاعل الكبير من النخب العلمية والثقافية مع الجائزة وأهدافها، وتقدير أهميتها في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، واستثمار ذلك في تعزيز فرص الحوار والتقارب بين الثقافات، والإفادة من الإبداع العلمي والفكري على أسس من المعرفة الرصينة والاحترام المتبادل للخصوصية الثقافية والحضارية لكافة الدول والمجتمعات، ولا بد أن ندرك أن حركة الترجمة كانت وما زالت واحدة من مقومات التقدم الثقافي للشعوب والدول، ولنا في التاريخ بذلك شواهد عدة، فأهمية الجائزة ليست مقصورة محصورة في تحقيق التواصل الإنساني، بل تجاوز ذلك للإفادة من النتاج العلمي والإبداعي في دعم مسيرة التنمية.
لذا نؤكد أن المنجزات كانت متجاوزة لعمر الجائزة، من حيث معدل الأعمال الفائزة بها، وما يرتبط بها من نفع كبير، وتبقى التطلعات تلامس عنان السماء، لا سيما أن هذه الجائزة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين، وهو اسم غال علينا وله مكانته العالمية التي تدركها الشعوب والدول، ولن يتوقف سقف الطموح عند حد، ولن تكون المنجزات مجرد أعداد من بحوث وكتب، بل ستكون أعمالا خالدة تستقي منها الشعوب معارف وثقافات وعلوما.
> في ست سنوات مضت ذاع صيت هذه الجائزة، وفاقت نظيراتها على المستوى الإقليمي والدولي، وخطفت مقعدا متقدما في صدارة جوائز الترجمة، في نظركم ما سر ذلك النجاح؟
- مقومات النجاح لأي عمل تعود إلى توفيق الله والنية الطيبة والمخلصة وصدق المسعى، فما زلت أذكر جيدا كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حين إطلاق هذه الجائزة، حيث أوصى أن تكون جائزة نافعة تخدم الإنسانية وتقوي الروابط بين الثقافات، وتسهم في دفع عجلة البناء الحضاري، لهذا تحقق النجاح لها، كما أنها جاءت في توقيت بالغ الأهمية، بعد أن أدرك العالم أهمية الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان من أجل التعايش والحفاظ على السلام العالمي، وتجنب ويلات الصراع الثقافي أو الديني، أو محاولات هيمنة ثقافة بعينها على الثقافات الأخرى.
ليس هذا فحسب، فالجائزة تمثل إحدى آليات مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، التي أطلقها قبل عدة سنوات واستقبلها المجتمع الدولي بكل حفاوة وترحاب، ومن ثم كان هذا التفاعل الكبير مع المشروع الذي يترجم توجهات وقناعات قيادة المملكة العربية السعودية وسياساتها الهادفة لكل ما يحقق خير الإنسانية، ولا شك أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للجائزة ودعمه السخي لها، واقترانها باسمه، كان له أطيب الأثر في تأكيد عالمية الجائزة، ودعم قدرتها على تحقيق أهدافها، وهنا يشرفني أن أرفع أسمى آيات الشكر لخادم الحرمين الشريفين الذي أهدى العالم هذا المشروع الثقافي والعلمي، ليكون جسرا ممتدا للحوار والتواصل بين مختلف الثقافات، كما يشرفني أن أهدي إليه كل ما تحقق من نجاح.
> لخادم الحرمين الشريفين مبادرات معلومة للجميع للحوار الثقافي والتواصل المعرفي بين الدول والشعوب.. ألا يزال المجتمع الدولي بحاجة إلى مزيد من المبادرات؟
- كلنا ندرك أن العالم مر بمرحلة ضعف وقصور في آليات الحوار الحقيقي والفاعل بين الدول والشعوب، ولا سيما التي تختلف لغاتها، وظلت تلك المجتمعات لعقود طويلة تسبح في دائرة حوار النخب والساسة وليس الحوار المجتمعي الحقيقي، واستمر ذلك أيضا رغم التطور الكبير في تقنيات الاتصالات والمعلومات، حيث سعت كثير من الدول إلى الاستفادة من هذا التطور في الترويج لثقافتها، وليس في معرفة الآخر، من هنا استشرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أهمية أن يكون هناك عمل مؤسس قائم على المعرفة لردم هذه الهوة واختراق حواجز اختلاف اللغة، ومن ثم تجاوز الآثار الخطيرة لغياب الحوار من صراعات مسلحة وجرائم إرهابية ومحاولات للهيمنة الثقافية، والتاريخ يؤكد أنه كلما تراجع الحوار والتواصل، الذي تمثل حركة الترجمة إحدى آلياته، زادت فرص الصراع والعكس صحيح، كلما نشطت الترجمة تحققت أهداف الحوار وتقدمت الأمم والشعوب، من أجل هذا كله جاءت هذه الجائزة واحدة من روافد التواصل والبناء.
> مجالات الجائزة جاءت في هجرة متضادة من العربية صوب اللغات الأخرى والعكس، فيما تنوعت بين الجهات والهيئات والأفراد أيضا في رؤية مغايرة لجوائز أخرى، كيف تديرون بوصلة المجالات في هذه الجائزة بما يضمن ثبات مؤشرها صوب النجاح؟
- جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة ولدت لتكون جسرا معرفيا بين الشعوب والدول، لتتبادل المعارف والثقافات، لذا لم تخصص لهيئات ومؤسسات فقط، ولم تقتصر على أفراد، بل كانت شاملة كاملة تعنى بجهود المؤسسات والهيئات، كما تنقب في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية والعكس كذلك، وتعنى أيضا بالترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، والعكس كذلك، إلى جانب تخصيص مجال مستقل لجهود الأفراد، كل هذا التنوع والشمولية في المجالات نسعى من خلاله إلى تجسير تلك الهوة المختلقة بين الشعوب العالمية، ونؤمن بأن تضييق الهوة بين المنجزات العلمية الحديثة في الدول المتقدمة، وما تعانيه كثير من الدول النامية من تأخر في مجال العلوم التطبيقية، لن يكون إلا بتعزيز الترجمة كواحدة من أبرز وسائل تناقل المعارف، كل دول العالم تمر في مسيرتها الحضارية والتاريخية بمراحل صعود وهبوط، ولا يقتصر ذلك على المجال العلمي فقط، بل يشمل الإبداع الأدبي والفني وحتى السلوك العام للأفراد، والحضارة العربية الإسلامية كانت تعيش أزهى عصورها بينما كان الغرب يعاني ظلام العصور الوسطى.
ويعترف المنصفون في الغرب بأن الحضارة الغربية المعاصرة بكل ما تنعم به من تقدم علمي، أفادت من إبداعات ومعارف واكتشافات العلماء العرب والمسلمين، لذا ليس عيبا أن نسعى للإفادة مما أبدعه الآخر، بما يتفق مع تقاليدنا وتعاليم ديننا، وبما يدعم سعي البلدان النامية للتنمية والتطور، فالحضارات الإنسانية تتفاعل وتتلاقح، والمعرفة لا تسير في اتجاه واحد، فكل ثقافة وحضارة لديها ما تقدمه لغيرها، كما أنها تسعى للإفادة من إنجازات الثقافات الأخرى، وهو ما سعت الجائزة لتحقيقه من خلال تخصيص جوائز للترجمة في مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية من اللغة العربية وإليها.
> بصمات ومبادرات خادم الحرمين الشريفين لتعزيز الحوار والتقاء أبناء الثقافات حول القواسم المشتركة معلنة ومعروفة.. أين تضعون موقع الجائزة من هذه المبادرات؟
- يدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن الحوار هو جسر المضي صوب تعايش سلمي وتعاون بناء يرتقي بالإنسانية ويحارب كافة أنواع الظلم والجور والاضطهاد، لذا فهو يوصي دائما بالعمل صوب تقريب وجهات النظر بشتى السبل، لذا فالجائزة واحدة من هذه الطرق.
نحن لا نقف كثيرا على خارطة المبادرات لتصنيفها وفق درجات، إنما نسعى فقط للعمل نحو الحوار الفاعل والهادف بين الأديان والثقافات المعتمد على تنوع آلياته وتعدد مستوياته العلمية والثقافية، بما يحقق التواصل المنشود مع الآخر، والالتقاء حول القواسم المشتركة التي تحقق التعايش السلمي والتعاون المستمر لخير الإنسانية، وتبني خادم الحرمين الشريفين للجائزة ورعايته لها، ينبع من حرصه على تكامل آليات هذا الحوار، وفي مقدمتها الترجمة، انطلاقا من إدراكه أن اختلاف اللغة من الحواجز التي لا يمكن إغفالها في هذا الشأن، الذي يقوم على معرفة صحيحة بالسمات الأساسية للدول والشعوب وتقاليدها، والملامح التي تشكل هويتها، ودون الترجمة يصبح من الصعوبة بمكان إجراء هذا الحوار، أو على الأقل لا يسهم في تحقيق أهدافه، فالمعرفة هي الأصل في التواصل المعرفي والحضاري.
> دعا خادم الحرمين الشريفين أكثر من مرة لمجابهة الفكر المتشدد ودعاوى التطرف، فهل ترون أن مثل هذه الجوائز المخصصة لتقارب الثقافات ستسهم في وحدة الصف ضد هذه الأفكار وخطرها على الشعوب؟
- إن تقارب المجتمعات وتوحدها في الفكر والمعرفة من أبرز مقومات مجابهة الأفكار المتشددة، تلك الآفة التي دفعت ضريبتها كافة الدول وعانت منها، حيث ترتكز على الفهم الخاطئ وعدم معرفة الآخر بالدرجة الكافية، لذا نجد أن هذه الجائزة ستسهم في وحدة الصف من خلال التركيز على ترجمة كتب الحضارات والمعارف التي تتيح لكل مجتمع معرفة المجتمعات الأخرى، وهذا سيقود بلا شك للتقارب بكل أنواعه، فالحوار سبيل إلى التقارب والتعايش، والترجمة نافذة نطل من خلالها على الآخرين ونشاهد كل جوانب إنجازات الحضارات الأخرى.
> الجائزة تعمل برؤية مستقلة لا تتقاطع مع مؤسسات أو جامعات، وهذا ما يدفعنا للسؤال عن مدى التفاعل والتعاون بين فريق عمل الجائزة وتلك الجهات سواء محلية أم خارجية.
- منذ أن انطلقت الجائزة قبل ست سنوات، ونحن نؤمن بأننا جزء من النسيج الثقافي والمعرفي، نسعى للتفاعل والتعاون مع كل جهة تتفق ورؤية الجائزة.
تلقينا ما يزيد على 200 مشاركة من مؤسسات جامعية وبحثية، رشحت أعمالا صادرة عنها للجائزة منذ دورتها الأولى وحتى السادسة، وهو ما يعكس حرص الهيئات العلمية والأكاديمية الدولية والعربية والسعودية على نيل شرف المشاركة في الجائزة، ونحن سعداء بهذا التفاعل، الذي يبعث على التفاؤل بنمو كبير في مشروعات الترجمة في المملكة خلال السنوات المقبلة، باعتبارها وسيلة للنهوض ومواكبة كل المستجدات في المعارف والعلوم والآداب، ومواصلة مسيرة التقدم التي تنعم بها بلادنا المباركة في كثير من المجالات، حيث إن العمل المؤسسي يفوق كثيرا الجهود الفردية، فضلا عن كونه إطارا جامعا لاستيعاب جهود الأفراد من المترجمين، وتشجيعهم على الترجمة وفق قائمة أولويات واضحة.



تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
TT

تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)

أكد مازن الكهموس رئيس «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، أن المملكة التي جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030، تدرك تداعيات جريمة الفساد العابر للحدود وأثرها على المجتمعات الإسلامية ونهضتها، مشدداً على أن تضافر الجهود على الصعيدين المحلي والدولي لمكافحة هذه الآفة يُساهم في تحقيق الرخاء والازدهار لدولنا الإسلامية ويدعم أهداف التنمية المستدامة فيها.

وأوضح الكهموس في كلمة السعودية خلال الاجتماع الوزاري الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة «التعاون الإسلامي» الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، أن المملكة تشرفت برئاسة واستضافة الاجتماع الوزاري الأول، تحت رعاية كريمة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الذي أسفر عنه إقرار «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد.

وعدّ الكهموس أن «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تمثل الإطار الأمثل لتعزيز جهود مكافحة الفساد وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

وأشار إلى القرار الصادر مؤخراً عن الدورة الخمسين لمجلس وزراء الخارجية بتاريخ 29 - 30 أغسطس (آب) الماضي المنعقد في الكاميرون الذي تضمن حث الدول الأعضاء على الإسراع بالتوقيع على «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة للمصادقة عليها.

ورحب باعتماد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مشروع قرار تقدمت به السعودية لتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات ذات الصلة لوضع منهجيات ومؤشرات لقياس الفساد.

وشهد الاجتماع، اعتماد مشروع قرار «اتفاقية مكة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتعاون في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، التي تهدف لتعزيز التعاون بين سلطات إنفاذ قوانين مكافحة الفساد على نحوٍ يتم بالكفاءة والسرعة، وتشجع على الانضمام لشبكة مبادرة الرياض العالمية (GlobE Network)، التي توفر إطاراً قانونياً لتبادل المعلومات والتحريات بشكل مباشر وسريع، وتساهم في منع جرائم الفساد وتحجيم الملاذات الآمنة للفاسدين.

الكهموس أكد أن السعودية جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030 (واس)

كما نوه باستضافة السعودية، الأمانة العامة الدائمة للشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA-ARIN)، ورئاسة المملكة لها في عام 2025، مؤكداً التزام السعودية بتحقيق أهداف ومصالح أعضاء الشبكة، بما يعزز سبل التعاون الفعّال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتطلَّع الكهموس في ختام كلمته إلى تفعيل مخرجات الاجتماع بما يحقق المصالح المشتركة للدول الإسلامية لمواجهة هذه الآفة والحد من الملاذات الآمنة لمرتكبي جرائم الفساد.

وتأتي مشاركة السعودية في الاجتماع حرصاً منها على تفعيل مبادراتها الدولية النوعية الرامية لمكافحة الفساد، ومشاركة المجتمع الدولي في الجهود المبذولة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والاستفادة من خبرات الدول، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد إعمالاً لما تضمنته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وبما يتسق مع «رؤية المملكة 2030» التي جعلت الحوكمة والشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد أحد مرتكزاتها الرئيسية.

وشاركت السعودية في الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه الدوحة خلال الفترة من 26: 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بتنظيم من منظمة التعاون الإسلامي مع هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في قطر، وترأس وفد المملكة مازن الكهموس.

يذكر أن الاجتماع الوزاري الأول لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي أتى بدعوة من السعودية خلال رئاستها القمة الإسلامية الرابعة عشرة، وتم تنظيمه بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، بحضور ومشاركة رؤساء أجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، ونخبة من المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين.