كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن عرض تقدمت به قيادات في الجيش الإسرائيلي والمخابرات، إلى المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة، يتضمن خمسة مخططات جاهزة لإقامة ميناء يفتح الباب أمام إنهاء الحصار عن قطاع غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، موشيه يعلون، أجهضا الفكرة.
وقالت هذه المصادر، في تسريبات إلى وسائل الإعلام العبرية، أمس، إن الأبحاث التي كانت بدأت صيف عام 2014، حول الموضوع، ولم تستمر طويلا، استؤنفت في الأسابيع الأخيرة، بسبب ظروف التدهور الاقتصادي الآخذ في الاشتداد في قطاع غزة، وبسبب الرغبة في إيجاد حلول جذرية طويلة المدى، تخلق بنية تحتية متينة تساعد على تحسين الأوضاع، وتقلل من خطر انفجار صدام مسلح مع حماس. وقد وضعت على جدول الأعمال خمسة اقتراحات؛ هي: إقامة الميناء في منطقة العريش المصرية، أو في جزيرة اصطناعية في عرض البحر مقابل شواطئ غزة، أو حتى على شاطئ غزة نفسه، أو الاكتفاء ببناء رصيف خاص بقطاع غزة للتصدير والاستيراد من القطاع واليه في ميناء قبرصي، أو في ميناء أسدود الإسرائيلي. وقد أيد قادة الجيش إقامة الميناء في غزة نفسها، بشرط أن تلتزم حماس، بالمقابل، بوقف إطلاق نار طويل الأمد. لكنه سقط بسبب المعارضة الشديدة التي أبداها رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
وكان موضوع الميناء قد طرح قبيل الحرب الأخيرة «الجرف الصامد» وتصاعد خلالها، لكن إسرائيل رفضته، ولم يشمله اتفاق وقف النار. ومنذ ذلك الوقت، لم يجر المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة بحثا في الموضوع، على الرغم من طرحه من طرف حكومات قطر وبعض الدول الأوروبية. ولكنهم بحثوه في الجيش، وفي الصيف الأخير بحثوه مع الوزير موشيه يعلون. الجيش طرح البدائل، من دون أن يوضح ما الذي يفضله منها. لكن يعلون يرفض أي اقتراح لا تكون فيه إسرائيل هي الجهة التي تجري الفحص الأمني للبضائع. وجدد وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، عضو الـ«كابينت»، فكرة إقامة الميناء في جزيرة اصطناعية، التي كان قد عرضها لأول مرة سنة 2011. وحسب اقتراحه، تقام جزيرة بمساحة 8 كيلومترات مربعة، ويجري ربطها مع غزة بجسر طوله 4.5 كيلومتر. ويمكن أن يقام على الجزيرة، ليس ميناء بحريا فحسب، بل أيضا يقام مطار، بشرط أن تتولى إسرائيل مسؤولية الفحص والإشراف الأمنيين.
وفي السياق نفسه، حذر رئيس الاستخبارات العسكرية، هيرتسي هليفي، من تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، وقال إنها تهدد بانفجار ضد إسرائيل. وقالت مصادر عسكرية إن التقارير عن هذا التدهور القاسي في مستوى وطبيعة حياة الناس هناك، زادت في الأشهر الأخيرة. ففي غالبية البلدات، توجد معاناة قاسية من انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم، حيث يعمل من ثلاث إلى أربع ساعات فقط. وهناك تدهور في حالة مياه الشرب. وهناك مشكلة هدم الأنفاق مع سيناء، حيث قامت مصر بهدم معظمها وأغرقتها بالمياه. ويساهم هذا في تهديد المياه الجوفية. ويشير مؤيدو إقامة الميناء إلى أنه سيوفر الآلاف من أماكن العمل، ويحسن هذا الوضع الاقتصادي من جهة، ويوفر «ثمنا تخسره» حماس إذا فكرت في الحرب؛ إذ إن الميناء سيعزز قدرتها على الحكم، كما أن اقتراحا كهذا، يظهر إسرائيل إيجابية ومبادرة لما هو إيجابي في الموضوع الفلسطيني. وأما المعارضون، فإنهم يشيرون، أولا، إلى موضوع الأخطار الأمنية، ويقولون إن كل اتفاق توصلوا إليه في السابق، بتسليم طرف ثالث مسؤولية الأمن، انتهى إلى فشل. ويؤيد يعلون إقامة رصيف خاص لغزة في ميناء إسرائيلي، أو إقامة ميناء في العريش تحت إشراف أمني مصري، بشرط أن تكون محطته الفلسطينية عبر معبر إسرائيلي بري. بيد أن هناك عقبات أخرى تتعلق بموقف حماس، فهي لن تقبل بإقامة ميناء لا يكون تحت سيطرتها الكاملة، وكذلك السلطة الفلسطينية التي ترفض، حتى الآن، أن يكون رجالها مراقبين على المعابر مع إسرائيل.
من جهته، حذر الجنرال هليفي، رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، من تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة. وقال إن مثل هذا التدهور يقود إلى انهيار قطاع غزة تماما، وهذا بدوره يهدّد بانفجار الموقف في وجه إسرائيل. وتحدث هليفي في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، مساء الثلاثاء، في ضوء نشر تقرير للأمم المتحدة تحت عنوان: «غزة 2020»، وحذر من أن تصبح غزة سنة 2020، منطقة غير صالحة لسكنى الآدميين. وقال إن «كارثة غزة ستنفجر في وجوهنا».
نتنياهو يرفض 5 خطط لإقامة ميناء لغزة
مسؤول عسكري إسرائيلي يحذر من انهيار في القطاع
نتنياهو يرفض 5 خطط لإقامة ميناء لغزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة