ترامب يحقق فوزًا ساحقًا في نيفادا.. ويقترب من اقتناص ترشيح الحزب الجمهوري

وعد ناخبيه بالإبقاء على معتقل غوانتانامو وبناء حائط يفصل أميركا عن المكسيك

ترامب يحقق فوزًا ساحقًا في نيفادا.. ويقترب من اقتناص ترشيح الحزب الجمهوري
TT

ترامب يحقق فوزًا ساحقًا في نيفادا.. ويقترب من اقتناص ترشيح الحزب الجمهوري

ترامب يحقق فوزًا ساحقًا في نيفادا.. ويقترب من اقتناص ترشيح الحزب الجمهوري

حقق الملياردير الأميركي دونالد ترامب فوزا ساحقا في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيفادا، التي جرت مساء أول من أمس، محققا بذلك ثلاثة انتصارات في أربعة انتخابات تمهيدية جرت في ولايات آيوا، ونيو هامشاير، وكارولينا الجنوبية، ثم نيفادا.
وحصل ترامب على 46 في المائة من الأصوات، وهو أكبر معدل تصويت يحصل عليه أي جمهوري في انتخابات تمهيدية في أي ولاية، متفوقا بفارق كبير على منافسيه، بل إنه حصل على أصوات تفوق أصوات منافسيه في المركزين الثاني والثالث مجتمعة، حيث حصل السيناتور ماركو روبيو على المركز الثاني بنسبة 24 في المائة، والسيناتور تيد كروز على المركز الثالث بنسبة 21 في المائة، فيما حل طبيب الأعصاب المتقاعد بن كارسون في المرتبة الرابعة بتصويت 5 في المائة، وحاكم ولاية أوهايو جون كاسيك في المركز الخامس بنسبة 3.5 في المائة من الأصوات.
وقال ترامب في خطاب بمناسبة فوزه: «أنا أحب نيفادا، وسيكون الاحتفال الليلة طويلا، ولم نتوقع أن نفوز بهذا القدر، وها نحن نفوز ونفوز ونفوز، وسريعا ستعود أميركا إلى الفوز والفوز والفوز». وأضاف متفاخرا وسعيدا أمام مئات المؤيدين والمعجبين: «لقد فزت بأصوات الإنجيليين، وانتصرنا بأصوات الشباب وكبار السن، ومع المتعلمين تعليما عاليا، وكذا المتعلمين تعليما ضعيفا، وأنا أحب المتعلمين تعليما ضعيفا. وأكثر شيء يسعدني هو أنني فزت بأصوات اللاتينيين ومن أصول إسبانية».
ووسط جمع كبير من المناصرين، الذين ارتدوا القبعات والقمصان التي تحمل شعار حملة ترامب «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، أوضح ترامب أنه سيحافظ إذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة على جعل معتقل غوانتانامو مفتوحا، ووضع «مزيد من الرجال الأشرار بداخله»، وكرر وعده ببناء حائط يفصل الحدود الأميركية عن المكسيكية.
وعلى صعيد متصل بالانتخابات، أظهرت النتائج أن ترامب حصد أصوات مجموعات مختلفة ومتباينة، ومن كل الفئات العمرية، ومن جميع الجاليات العرقية والإثنية، كما حصد أصوات الإنجيليين المحافظين، رغم عدم انتماء ترامب إلى تيار اليمين الإنجيلي المحافظ، كما حصل على أصوات تيار المعتدلين والليبراليين، وأصوات قطاع كبير من أصوات ذوي الأصول اللاتينية، والرجال والنساء، وقطاع الشباب وكبار السن على السواء.
وكانت رسالة ترامب الأساسية تعلن أن الأميركيين فقدوا الثقة في القادة والمؤسسات الحكومية، وأنهم يشعرون بأنها ليست مهتمة بالاستماع لهم، كما ركز ترامب على الدفاع عن حقوق الأفراد، وعلى عكس شكاوى الناخب الأميركي العادي من تراجع الأجور، وعدم ثقته في السياسيين، وغضبه من الحكومة الاتحادية.
وبخصوص نتائج أول من أمس، أشار المحللون إلى أن النتائج في ولاية نيفادا، التي يوجد بها 30 مندوبا عن الحزب الجمهوري، تظهر قوة وجاذبية رسالة ترامب، ورفضه تراجع دور الولايات المتحدة، كما تعكس غضب الناخبين الأميركيين من المؤسسات الحاكمة. كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن 6 من كل عشرة من الذين قاموا بالتصويت في ولاية نيفادا كانوا غاضبين من الحكومة الاتحادية، وثلثهم غير راض عن أداء الحكومة.
وفي هذا السياق، يقول المحللون إن النتائج تعكس أيضا قدرة ترامب ومهاراته الإعلامية والشعبية في اكتساب الأصوات في ولاية نيفادا التي تحكمها قواعد معقدة، والتي يتنافس معه فيها مرشحون أكثر قدرة تنظيمية، حيث جاء السيناتور ماركو روبيو في المركز الثاني، رغم أنه قضى جزءا من طفولته في ولاية نيفادا، فيما خسر كل من روبيو وكروز، ذوي الأصول الكوبية، أصوات الجالية اللاتينية لصالح ترامب. ورغم ذلك، فإن روبيو صرح بأن غالبية الناخبين الجمهوريين لا يريدون ترامب ليكون مرشح الحزب الجمهوري، وقال بهذا الخصوص: «دونالد لديه قاعدة من الدعم، لكن الغالبية العظمي لا تريده مرشحا، وسوف أستمر في العمل من أجل تعزيز ذلك». وخسر السيناتور تيد كروز أصوات كثير من اليمين الإنجيلي، الذي خطط حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض، اعتمادا على دعم الإنجيليين له. وسيواجه السيناتور كروز اختبارا قاسيا يوم الثلاثاء المقبل إذا خسر أصوات المندوبين في تكساس، وهي الولاية التي يمثلها في مجلس الشيوخ، وستتحطم مصداقيته بصفته مرشحا إذا لم يحصل على تأييد حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، وتأييد أصوات كثيرة من المندوبين بولاية تكساس.
ورغم خسارة كروز أمام السيناتور ماركو روبيو مرتين في احتلال المرتبة الثانية، فإنه أكد أنه المرشح الأكثر قدرة على مواجهة دونالد ترامب ووقف تقدمه، والتغلب عليه أكثر من السيناتور ماركو روبيو. وبهذه النصر الثلاثي أصبح ترامب يقترب أكثر فأكثر من الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي. وسيكون يوم الثلاثاء المقبل، الموافق 1 مارس (آذار) المقبل، هو الاختبار الحقيقي لترامب عندما تعقد 11 ولاية الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية، وبتوافد عدد كبير من المندوبين للتصويت على المرشح الأجدر بخوض الانتخابات الرئاسية باسم الحزب الجمهوري فيما يسمى تقليديا: «الثلاثاء الكبير».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.