وسط ترقب دولي .. البرلمان الليبي يصوت اليوم في طبرق على حكومة السراج

الجيش واصل تقدمه.. وانهيار دفاعات المتطرفين في بنغازي

وسط ترقب دولي .. البرلمان الليبي يصوت اليوم في طبرق على حكومة السراج
TT

وسط ترقب دولي .. البرلمان الليبي يصوت اليوم في طبرق على حكومة السراج

وسط ترقب دولي .. البرلمان الليبي يصوت اليوم في طبرق على حكومة السراج

عزز، أمس، الجيش الوطني الليبي تقدمه على جميع محاور القتال ضد الجماعات المتطرفة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، لليوم الثالث على التوالي في عملية «دم الشهيد» التي أطلقها لتحرير المدينة نهائيا من قبضة المتطرفين.
وتأتي هذه التطورات المتلاحقة، فيما يستعد مجلس النواب لعقد جلسة حاسمة اليوم بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، وسط اهتمام محلي ودولي، للتصويت على حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي فائز السراج.
وأعلن المجلس، عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، أنه رفع جلسته أمس لاستكمال مناقشة أسماء وزراء حكومة السراج وبرنامجها السياسي، مشيرا إلى أن الجلسة ستعقد في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم وبنصاب قانوني للتصويت على الحكومة.
ولفت المجلس، في بيانه المقتضب، إلى أن النسخة الثانية من حكومة السراج لا تنال الثقة إلا بنصف النصاب القانوني زائد واحد، علما بأنه يحتاج فقط للحصول على أصوات 40 نائبا في حالة اكتمال النصاب المحدد بـ120 صوتا.
وأنهى المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر، زيارة أول من أمس إلى مقر مجلس النواب بالتأكيد على أن وجوده للمساعدة فقط وليس للتدخل في قرارات البرلمان، معتبرا أن «عيون الليبيين على طبرق الآن».
ورغم الإنجازات العسكرية التي يحققها الجيش الليبي في بنغازي على حساب المتطرفين، أعلن مسؤول محلي حدوث ما وصفه بإطفاء عام «بلاك أوت» على بنغازي والمنطقة الشرقية بالكامل بسبب خروج الوحدة السادسة بمحطة شمال بنغازي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مسؤول الإعلام بغرفة التحكم 30 بشركة الكهرباء، موسى السليماني، أن الربط بين ليبيا ومصر مفصول منذ أيام بسبب الديون المتراكمة على الدولة الليبية.
ويتم تدعيم الشبكة في بنغازي عن طريق الشبكة المصرية بمقدار مائة ميغا في الفترة المسائية، نظرا لوجود الوحدة البخارية في محطة شمال بنغازي خارج الخدمة، نتيجة تعرضها للقصف العشوائي من قبل المتطرفين.
وظهر القائد العام للجيش الليبي، الفريق خليفة حفتر، مجددا وهو يتابع بنفسه سير العمليات العسكرية مع غرفة العمليات ويعطي أوامره لقادة المحاور في المدينة، كما اجتمع بأعضاء غرفة عمليات أجدابيا التي أعلن الجيش تحريرها يوم الأحد الماضي.
وحيا حفتر عبر أجهزة اللاسلكي من غرفة عمليات الكرامة في فيديو وزعه الجيش أمس، كل أفراد الجيش والقوات المساندة، معتبرا أن النصر الذي تحقق ثمين جدا، وقال إنه يجب الحفاظ عليه والاستمرار حتى دحر الإرهاب.
وكشف المكتب الإعلامي للجيش النقاب عن أن حفتر وصل إلى غرفة العمليات بقاعدة بنينا الجوية، رغم تعرض موكبه لحادث سير استشهد على أثره ثلاثة من المرافقين وجرح آخر، بسبب اصطدام سياراتهم بشاحنة وقود في الطريق الرابط بين الأبيار والمرج.
وانهارت دفعات المتطرفين بشكل مفاجئ وغير متوقع أمام التقدم المطرد لقوات الجيش، في مدينتي بنغازي وأجدابيا شرق ليبيا، مع ضربات جوية، بينما أعلنت فيه القيادة العامة للجيش تأهب كل الوحدات العسكرية الجوية والبحرية لهذه العمليات التي قالت إنها تسير وفقا للخطط.
وأكدت قيادة الجيش السيطرة على منطقة بوهديمة ومستشفى الهواري العام، بالإضافة إلى السيطرة على ميناء المريسة الاستراتيجي غرب مدينة بنغازي.
وأوضح مكتب إعلام الجيش أن قواته تطارد الجماعات الإرهابية إلى قنفودة بالمحور الغربي لمدينة بنغازي.
وأكد مصدر عسكري لوكالة الأنباء الليبية الرسمية أن أوضاع المقاتلين والمحاور جيدة وعلى أفضل ما يكون، مبينا أن الأوامر صدرت باستمرار العمليات العسكرية والتقدم دون توقف حتى القضاء على بقايا الجماعات الإرهابية في بنغازي.
كما حقق الجيش تقدما لافتا للانتباه في مدينة أجدابيا، حيث سقط 7 قتلى و31 جريحا في المواجهات العنيفة بين الجيش والجماعات الإرهابية، بينما أعلن الملازم محمد أبسيط، آمر الكتيبة 21 حرس حدود، أن قوات الجيش تمكنت من تحرير شارع القلوز بالكامل، وهو العقبة الوحيدة المتبقية لديهم داخل مدينة أجدابيا.
وتشهد بنغازي حربا بين الجيش ومجموعات إرهابية منذ مايو (أيار) عام 2014، بينما تشهد مدينة أجدابيا انتفاضة شعبية دعمها الجيش ضد المتطرفين منذ نهاية العام الماضي.
إلى ذلك، دعا الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا، إلى عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، مساء الخميس المقبل، لدراسة الوضع الدولي والسيناريوهات الرئيسية للصراعات والأزمات، مع «إشارة خاصة إلى ليبيا والمنطقة العراقية السورية»، وكذلك «المناطق الأخرى لاستيطان وتوسع تنظيم داعش، التي ترتبط بشكل مباشر بالأمن القومي».
وقالت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية، إن جدول الأعمال يتضمن مبادرات إيطاليا بتشكيل ودعم حكومة الوفاق الوطني الليبية، بالإضافة إلى مشاركة القوات المسلحة ببعثات تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.