الجامعة العربية تنتظر موقف موريتانيا بعد اعتذار المغرب

وزير الخارجية المصري ينفي طلب القاهرة عقد القمة في دولة المقر

الجامعة العربية تنتظر موقف موريتانيا بعد اعتذار المغرب
TT

الجامعة العربية تنتظر موقف موريتانيا بعد اعتذار المغرب

الجامعة العربية تنتظر موقف موريتانيا بعد اعتذار المغرب

أعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أن الأمانة العامة للجامعة تنتظر ردا رسميا من موريتانيا بشأن موقفها من استضافة القمة العربية في دورتها الـ27 بعد اعتذار المغرب عن عدم استضافتها، فيما نفى سامح شكري وزير الخارجية المصري أن تكون بلاده قد تقدمت بطلب لعقد القمة في دولة مصر باعتبارها دولة المقر.
وقال العربي في تصريحات صحافية أمس، إن الجامعة تنتظر موقف موريتانيا الرسمي، رافضا التعليق على سؤال حول ما إذا كان يعتبر اعتذار المغرب عن عدم استضافة القمة «مفاجئا أو متوقعا».
وبينما أكد ودادي ولد سيدي هيبة سفير موريتانيا بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن موقف بلاده الرسمي بشأن استضافة القمة سيعلن اليوم (الاثنين)، تتحدث أنباء عن اعتزام نواكشوط استضافة القمة خلال شهر مايو (أيار) المقبل، وذلك حتى يكون بمقدورها توفير الاستعدادات والترتيبات اللوجيستية والفنية لعقد القمة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية الموريتاني سوف يصل إلى مقر الجامعة العربية خلال ساعات للاتفاق على التحضير المناسب لنجاح أعمال القمة وكذلك زيارة وفد من الأمانة العامة إلى موريتانيا للوقوف على طبيعة الاستعدادات الموريتانية.
يأتي هذا في وقت قال فيه وزير الخارجية سامح شكري إنه لمس من وزير خارجية موريتانيا رغبة بلاده في استضافة القمة العربية المقبلة، مشيرا في تصريحات على هامش مشاركته المنتدى الأفريقي بشرم الشيخ، إلى أن شكري قال إن القمة ستعقد في موريتانيا، وليس بدولة المقر، لافتا إلى أن الطلب الموريتاني يتضمن تأجيل القمة بعض الوقت من أجل الاستعداد الجيد لها.
وكشف شكري عن أنه تشاور مع الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب حول موضوع القمة عقب قرار المغرب، لافتا إلى أنه طلب من الجامعة أن تتولى القمة الدولة التي عليها الدور، وفقا للترتيب الأبجدي، ورفض شكري الخوض في أسباب التأجيل.
ونفى وزير الخارجية المصري أن تكون القاهرة قد طلبت استضافة القمة العربية المقبلة بعد اعتذار المغرب، موضحا أن المشاورات منذ إعلان المغرب عن موقفه كانت تدور بالتشاور مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على أن تكون الدولة التي تلي المغرب في الترتيب وهي موريتانيا هي من تستضيف القمة.
وأضاف أنه قام بالاتصال بوزير الخارجية الموريتاني وتم الاتفاق على قيام موريتانيا باستضافة القمة وينتظر إعلانها مذكرة رسمية بذلك.
وبدأت الأمانة العامة للجامعة سلسلة مشاورات بعد إعلان موقف المغرب لاستطلاع مواقف وآراء الدول العربية حول مكان وتوقيت انعقاد القمة، فيما أشارت مصادر إلى وجود توجه بالحفاظ على دورية القمة خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.
وحول الأسباب التي دفعت المغرب للاعتذار عن تنظيم القمة قال الوزير إن مصر أخطرت بحكم رئاستها للقمة الحالية باعتذار المغرب عن عدم استضافة القمة وأجرت القاهرة مشاورات مع أمين عام الجامعة العربية بهدف ضرورة البحث عن ترتيب عقد القمة من خلال الترتيب الأبجدي لتولي رئاسة القمة، وعلى الفور قامت مصر باتصالات مع الجانب الموريتاني، ومن خلال المشاورات أكدت موريتانيا نيتها استضافة القمة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.