يتكتم النظام السوري على أعداد قتلاه، في حين ينشر الموالون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي يوميا عشرات الصور لقتلى المعارك الدائرة في مختلف أنحاء البلاد.
وتتحدث مصادر مدنية في مناطق الساحل السوري الذي يعد الخزان البشري الرئيسي لقوات النظام وميليشياته، عن ازدحام كبير في مقابر مدن وبلدات الساحل، وأن ما من بيت إلا وفيه قتيل واثنان وثلاثة، وحيث تغص جدران المنازل بصور القتلى كما تمتلئ الشوارع بالنعوات وصور «الشهداء»، ويوميًا هناك العشرات من الأسماء الجديدة.
وبث ناشطون مقاطع فيديو قالوا إنهم عثروا عليها في هاتف جوال لأحد قتلى حزب الله اللبناني سقط في معارك ريف حلب، وتظهر المقاطع مقاتلي حزب الله وهم يتهمون قناة «المنار» التابعة للحزب بـ«الكذب» وينفون أي وجود لقوات النظام في الخطوط الأمامية للمعارك في ريف حلب، كما يتحدثون في مقطع آخر عن استهداف الميليشيات العراقية المقاتلة مع النظام بالرصاص الكثيف لمجموعة من حزب الله أثناء تسللها إلى مناطق سيطرة المعارضة.
واتهم موالون للنظام اللواء علي عباس قائد العمليات في قوات الأسد في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بزج أكثر من 250 عنصرًا في مكان خطير دون تقدير العواقب، وحملوه المسؤولية عن وقوع هؤلاء العناصر في كمين لجيش الإسلام. وكشفت صفحة «مفقودين» الموالية، التي تُعنى بتوثيق وتتبع أخبار المفقودين من قوات النظام، عن اجتماع عقده اللواء علي عباس مع مجموعة الاقتحام، وطلب منهم اقتحام مناطق جيش الإسلام بين منطقتي عدرا ومدينة دوما بعمق كيلومترين، فأخبرته المجموعة أن المكان خطير جدا، وأن اقتحامًا مثل هذا يجب أن يسبقه تمهيد مدفعي، فأنبهم ونعتهم بـ«الطابور الخامس»، مهددا إياهم بالإحالة للمحكمة العسكرية في حال عدم تنفيذهم «أوامر القيادة».
وقبيل تحركهم استهدفتهم قاذفات هاون وقتل عنصرين منهم وجرح سبعة عشر آخرين، فطلبوا التأجيل فلم يقبل أوامرهم بالتحرك، وما إن تقدموا حتى فوجئوا بكمين، وحوصر نحو ستين منهم في بركة صغيرة وهؤلاء نجو بعد وصول مؤازرة فيما قتل وفقد نحو 180 آخرين.
وبثت صفحة «المفقودين» على موقع «فيسبوك» التي يتابعها نحو 24 ألفًا و300 شخص، فيديو صوره أحد العناصر المحاصرين في البركة، وبينهم جرحى، بانتظار قدوم المؤازرة، كما بثت فيديوهات صورها «جيش الإسلام» تظهر سقوط عناصر النظام بالكمين واستهدافهم بالرصاص ومقتل العشرات منهم تباعًا، وطالبت صفحة «المفقودين» بفتح تحقيق بالواقعة، إلا أنها بعد عدة ساعات من بثها تلك المعلومات والصور قالت إنها بدأت تتعرض لحملة تبليغ بهدف إغلاقها. ولم يصدر أي تعليق رسمي أو غير رسمي يوضح ما جرى في منطقة تل الصوان أو حول مصداقية أعداد القتلى.
وبحسب صفحات موالية للنظام، تنشر صور «شهداء النظام» ففي معارك حلب قُتل 180 مقاتلاً من قوات النظام والميليشيات الداعمة، فمن بين القتلى 24 من «الحرس الثوري» الإيراني، و15 مقاتلاً من ميليشيا حزب الله اللبناني وآخرون من العراق وأفغانستان. كما قتل ضباط كبار في جيش النظام، من بينهم ثلاثة من مرتبات الحرس الجمهوري، وهم العميد الركن نواف حماد الخطيب من قرية بحصيص التابعة لمدينة دريكيش، والعميد الركن حافظ أحمد العبود من محافظة طرطوس، بالإضافة إلى معاون رئيس اللجنة الأمنية في حلب، العميد الركن مظهر زاهر، الذي قُتل في ريف حلب الجنوبي.
كما قتل 20 عنصرًا من قوات النظام في معارك ريتان. ودفعت الخسائر الكبيرة في القوات البرية قوات النظام لاستقدام 16 سرية للمرابطة على الجبهات في ريف حلب.
أما في اللاذقية، فإن الغطاء الجوي الذي وفره سلاح الجو الروسي لم يقلل من عدد قتلى النظام والميليشيات الداعمة الذين زادوا على ستمائة مقاتل خلال معارك استمرت نحو ثلاثة أشهر لاستعادة السيطرة على بلدة سلمى.
وفي جنوب سوريا، دفعت قوات النظام خسائر فادحة ثمن تقدمها واستعادة سيطرتها على بلدتي الشيخ مسكين وبلدة عتمان في معارك استغرقت شهرًا كاملاً خسرت فيها نحو 900 مقاتل بينهم نحو 400 مقاتل من الميليشيات ونحو 20 ضابطًا، بينهم ضابط إيراني، بالإضافة إلى عشرات من المصابين. بحسب مصادر معارضة وفي هجمات عتمان كان هناك ما لا يقل عن 100 مقاتل من قوات النظام والميليشيات الداعمة خلال يومين من المعارك المغطاة بغارات جوية روسية مكثفة.
وفي ريفي حمص وحماه قدرت فصائل المعارضة المقاتلة هناك خسائر النظام في معارك كيسين (ريف حمص الشمالي)، وحربنفسه (ريف حماه الجنوبي)، بين 150 إلى 250 مقاتلاً.
هذا ما يتكتم عليه إعلام النظام الذي يسمي قواته «حماة الديار» ممجدًا بطولاته وتضحياته دون ذكر لحجم الكارثة الإنسانية التي تحل بحاضنته الشعبية.
إعلام الأسد الحربي يتجاهل خسائره البشرية وفساد القيادات خلال الحديث عن المعارك
بينهم قتلى من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله والعراق وأفغانستان
إعلام الأسد الحربي يتجاهل خسائره البشرية وفساد القيادات خلال الحديث عن المعارك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة