دليلك إلى «أمعاء سعيدة»

الطب الوظيفي يركز على النظام الغذائي ونمط حياة المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي

د. فنسنت بيدر و غلاف الكتاب
د. فنسنت بيدر و غلاف الكتاب
TT

دليلك إلى «أمعاء سعيدة»

د. فنسنت بيدر و غلاف الكتاب
د. فنسنت بيدر و غلاف الكتاب

على مدى جزء كبير من حياته، عانى الدكتور فنسنت بيدر (Vincent Pedre)، اختصاصي الطب الباطني في مدينة نيويورك، من مشكلات بالهضم، ما خلق لديه شعورًا مستمرًا بالوهن وألمًا بالأمعاء. وعندما وصل البلوغ، أدرك أنه يعاني من «متلازمة القولون المتهيج» (irritable bowel syndrome I.B.S)، وهو اضطراب مزمن بالأمعاء يعاني منه ما يصل إلى 10 في المائة من الأميركيين.

اضطرابات الهضم

وبمرور الوقت، اكتشف د. بيدر أن نظامه الغذائي مصدر الجزء الأكبر من محنته. وبالفعل، نجح من خلال تقليص كميات الألبان، والدقيق، في التخلص من الكثير من الأعراض. وكان من شأن استعاضته عن الأغذية المعالجة صناعيًا، بلحوم عضوية وخضراوات طازجة وأغذية متخمرة، شعوره بمزيد من الطاقة واستقرار حالة معدته الحساسة.
وعليه، شرع د. بيدر، الذي يلقي محاضرات طبية بكلية ماونت سيناي للطب، في تشجيع الكثير من مرضاه ممن يعانون من اضطرابات في الهضم على فعل المثل، بجانب تقديمه العون لهم في تحديد مثيرات الحساسية في الأطعمة التي يتناولونها والأطعمة التي يمكن أن تثير مشكلات هضمية لديهم. كما حث مرضاه على محاولة تجريب اليوغا والتأمل للحد من التوتر المزمن الذي قد يفاقم بدوره مشكلات الهضم.
حاليًا، تخصص د. بيدر في الاضطرابات المعدية المعوية، وقد ألف كتابًا جديدًا بعنوان «أمعاء سعيدة» (Happy Gut). وفي ثنايا الكتاب، يعرب د. بيدر عن اعتقاده أن بعض المشكلات الصحية يمكن اقتفاء أثرها إلى اضطرابات بالجهاز الهضمي. ويمكن التخلص من هذه الاضطرابات عبر تغيير مجموعة متنوعة من الإجراءات المرتبطة بأسلوب الحياة وأنماط السلوك اليومي التي تتسبب في ظهور جراثيم داخل الأمعاء.
ومؤخرًا التقينا د. بيدر للحديث حول ما يرى أنه يضمن تمتع المرء بـ«أمعاء سعيدة»، وكيف يمكن تجنب بعض المثيرات الشائعة للمشكلات الهضمية، ولماذا ينبغي أن تكون الأطعمة المختمرة جزءًا من نظامنا الغذائي. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة:

حوار طبي

> كيف انتهيت في مسيرتك الطبية إلى التركيز على اضطرابات الجهاز الهضمي؟
- بدأ الأمر بمعاناتي شخصيًا من جهاز هضمي حساس، الأمر الذي خلق تحديات جمة أمامي. إلا أنني لم أدرك تحديدًا ما يدور داخل معدتي وأمعائي إلا بعدما التحقت بكلية الطب وتعرفت على الطب الوظيفي. وبالفعل، سعيت نحو تغيير نظام غذائي وجربت المعينات الحيوية (البروبايوتيك probiotics) وشرعت في علاج نفسي بنفسي.
في البداية، كنت أقوم بذلك لأن المعدة والأمعاء من الأماكن التي يمكنك من خلق اختلاف هائل بها بالنسبة للمرضى، وكنت أرى نتائج سريعة. وبدأ مرضاي في نصح أصدقاء لهم بالمجيء إلي، قبل أن أدرك أن هذا الجزء من ممارساتي الطبية شهد تقدمًا كبيرًا.
> تقول إن الطب الوظيفي كان مصدر إلهامك بخصوص صحة الأمعاء، فما الطب الوظيفي؟
- الطب الوظيفي (functional medicine) فرع من فروع الطب ينظر إلى الجسم كمنظومة، ومحور تركيزه المريض، وليس المرض. في إطار الطب الوظيفي، نقضي وقتًا أطول مع المرضى، حيث ننصت إلى أحاديثهم عما مضى من حياتهم سعيًا وراء إيجاد نقاط تفاعل بين عوامل جينية وبيئية وذهنية وأخرى متعلقة بأسلوب الحياة بمقدورها التأثير على مسار الأمراض التي يعانون منها. واعتقد أن هذا النمط من الطب الأمثل للتعامل مع الظروف الآخذة في التعقيد المستمر المحيطة بالأعراض التي يعانيها المرضى ويلجأون للأطباء بسببها.

«أمعاء سعيدة»

> ما هي «الأمعاء السعيدة»؟
- الأمعاء السعيدة هي تلك التي تملك القدرة على القيام بجميع مهام الهضم، وهي تتميز بميكروبيوم (وسط ميكروبي) صحي، بجانب تميزها بالقدرة على استخلاص جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من الطعام من دون التسبب في أي ألم أو عدم ارتياح أو انتفاخ. كما أنها قادرة على خلق حركة أمعاء مرة واحدة على الأقل يوميًا.
> لماذا ألفت هذا الكتاب؟
- وددت مساعدة أعداد أكبر من الأفراد ممن يمكنني الوصول إليهم لعلاجهم. وكنت أتولى بالفعل معالجة مرضى من مشكلات بالمعدة والأمعاء. ومن خلال ذلك، أدركت الدور المحوري الذي تلعبه المعدة والأمعاء في الكثير من الجوانب الصحية.
> ما مدى شيوع مشكلات الهضم داخل الولايات المتحدة؟
- تشير التقديرات إلى أن نحو 70 مليون أميركي يعانون من مشكلة ما بالأمعاء، بما في ذلك متلازمة القولون المتهيج. وأعتقد أنه حال توسيع نطاق العينة لتشمل من يعانون من مشكلات متقطعة في الأمعاء، فإن الرقم قد يصبح أكبر بكثير. كما أن هناك الكثير من الأفراد الذين ربما لا يدركون أن لديهم مشكلة بالأمعاء رغم معاناتهم من مشكلات صحية متعلقة بهذا الأمر.
> ما أكثر مشكلات الأمعاء شيوعًا التي عاينتها؟
- متلازمة القولون المتهيج، وبعده قد يأتي غياب التوازن الجرثومي، بمعنى وجود عدم توازن بين الجرثومات النافعة والأخرى الضارة داخل الأمعاء.
> ما الأسباب الأخرى الشائعة وراء بعض مشكلات الأمعاء؟
- ترتبط الغالبية العظمى بعاملين: النظام الغذائي والبيئة. وفي هذا الإطار، تتسم البيئة بتعريف واسع النطاق. ويعتبر الإفراط في تناول المضادات الحيوية من المشكلات الكبرى. وقد خلصت دراسة أجريت مؤخرًا إلى أن جرعة واحدة من المضادات الحيوية قد تغير التوازن الجرثومي المعوي بالأمعاء لمدة تصل إلى 12 شهرًا. وقد ركزت الدراسة على مضاد حيوي واحد بعينه، «سيبرو»، الذي عادة ما نستخدمه في علاج الأمراض المتعلقة بمجرى البول والإسهال والتسمم الغذائي.

الغذاء والأمعاء

> هل يمكن أن تمدنا بمزيد من المعلومات عن الجانب المتعلق بالنظام الغذائي؟ وما هي العناصر الشائعة المسببة لاضطرابات الأمعاء؟
- هناك مجموعة متنوعة من الأمور. على سبيل المثال، يعاني الكثيرون من حساسية تجاه القمح والدقيق وفول الصويا ومنتجات الألبان. وأحيانا يكون مثير الاضطرابات المعوية بروتينًا واحدًا معينًا مرتبطًا بمنتجات الألبان. المعروف أن الإنسان يفتقر إلى إنزيم محدد قادر على تكسير بروتين الكازين (casein) (يوجد بالحليب). إلا أن بعض الأفراد أكثر عرضة للتضرر منه عن الآخرين. ومن الممكن أن يتسبب هذا البروتين في حساسيات غذائية. بالنسبة للبعض، قد تتركز المشكلة في المواد الإضافية، مثل المواد الحافظة والمحليات والألوان الصناعية. وبالنسبة للبعض الآخر، قد تكمن المشكلة في نقص إنزيمي.
> ما النظام الغذائي الذي تؤيده بوجه عام؟
- أعتقد ينبغي صياغة النظام الغذائي على نحو يتوافق مع الاحتياجات المختلفة من فرد لآخر. إلا أنه بوجه عام أنصح مرضاي بتناول أطعمة تتكون في معظمها من نباتات. بوجه عام، فإنني أتبع مزيجًا من حمية باليو (Paleo) والنظام الغذائي النباتي البحت. وأؤيد دومًا تناول الكثير من الخضراوات، بحيث يجري تكميلها باللحوم. وينبغي أن يسعى المرء لاختيار اللحوم العضوية الخالية من الهرمونات، ومنها تلك التي تغذت على العشب. كما أؤيد تناول كمية صحية من الدهون مثل «أوميغا3» من ثمار أفوكادو والأسماك الدهنية المنتمية لمياه باردة، والبندق.
> كما أنك تدعو للأغذية المتخمرة، أليس كذلك؟
- تعد الأغذية المتخمرة من التقاليد الغذائية القديمة. وإذا رجعت إلى التاريخ، ستجد أن التخمير كان واحدة من سبل إطالة عمر الغذاء وحفظه. إضافة لذلك، فإن الأطعمة المتخمرة تساعد في بناء توازن جرثومي معوي جيد داخل الأمعاء. الأمر المؤكد أن التوازن الجرثومي المعوي يمكن أن يتبدل سريعًا للغاية حسب النظام الغذائي المتبع. وأعتقد أن الإنسان بوجه عام بحاجة لدعم مستمر من قبل الأغذية المتخمرة.
> مم يتكون نظامك الغذائي؟
- إنه يشبه إلى حد كبير النظام الغذائي الوارد في كتابي «الأمعاء السعيدة». بوجه عام، أحاول أن يكون الجزء الأكبر من نظامي الغذائي من أطباق السلطة والخضراوات الخضراء والخضراوات المطهية بالبخار. كما اعمل على تناول دهون صحية من خلال تناول البندق والبذور. كما أحرص على تناول الأطعمة المتخمرة وجعلها جزءا أساسيا من نظامي الغذائي.
> ما الذي تتوقع أن يستفيد الناس به من هذا الكتاب؟
- آمل أن يتمكن من يعانون من اضطرابات معوية ومشكلات أخرى بالأمعاء والمعدة من العثور خلال صفحات الكتاب على وسيلة للتمتع بصحة جيدة وتغيير أنظمتهم الغذائية وأسلوب حياتهم نحو الأفضل. وآمل أن يعي الناس أن الأمر أكبر من مجرد أسلوب حياة، وإنما ينبغي إحداث تغيير جذري في كيفية معايشتنا للحياة، بجانب ضرورة التعامل مع الضغوط بشكل متوازن.

* خدمة «نيويورك تايمز»



تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
TT

تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

يُعدّ التحكم في ارتفاع ضغط الدم ضرورياً لتقليل خطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

وللتحكم الأمثل في ارتفاع ضغط الدم، قد تحتاج إلى تجنب بعض المكملات الغذائية؛ لأنها قد تسهم في رفع الضغط أو تقلل من فاعلية الأدوية الخاصة به.

وحسب موقع «هيلث» الطبي، فإن أبرز هذه المكملات هي:

فيتامين د (بجرعات عالية)

فيتامين د هو فيتامين موجود طبيعياً في بعض الأطعمة، ويتوفر أيضاً بوصفه مكملاً غذائياً. كما ينتج الجسم فيتامين د عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية من الشمس.

ويُعد فيتامين د ضرورياً لكثير من وظائف الجسم، مثل صحة العظام، ومكافحة الالتهابات.

إلا أن دراسات وجدت أن تناول فيتامين د بجرعات عالية (تزيد على 10 آلاف وحدة دولية يومياً) يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، مثل ارتفاع مستويات الكالسيوم (فرط كالسيوم الدم). ويُمكن أن يُسبب فرط كالسيوم الدم كثيراً من المشاكل مع مرور الوقت، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم.

كما يُمكن أن تتفاعل الجرعات العالية من فيتامين د مع بعض مدرات البول المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. وقد يُؤدي هذا التفاعل إلى عدم تخلص الجسم من كمية كافية من الكالسيوم، مما يرفع مستويات الكالسيوم في الدم، وربما يرفع ضغط الدم.

مكملات جذر عرق السوس

جذر عرق السوس (Glycyrrhiza glabra) هو عشب يُستخدم بوصفه منكهاً في الطعام والحلوى ومنتجات التبغ. وفي الطب التقليدي، استُخدم الجذر لعلاج أمراض الرئة والكبد والجروح.

ويحتوي عرق السوس على حمض الغليسيريزيك (GA)، وهو مكون قد يرفع ضغط الدم، ويسبب آثاراً جانبية خطيرة إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

وقد ثبت أن جرعات منخفضة من حمض الغجليسيريزيك تصل إلى 100 ملغ يومياً ترفع ضغط الدم.

كما يمكن أن تتفاعل المكملات الغذائية التي تحتوي على حمض الغليسيريزيك مع مدرات البول وأدوية ضغط الدم.

وعلى وجه التحديد، يمكن لجذر عرق السوس أن يرفع مستويات الصوديوم، ويخفض مستويات البوتاسيوم في جسمك. قد يؤدي هذا التأثير، بالإضافة إلى استخدام مدر للبول، إلى انخفاض خطير في مستويات البوتاسيوم.

جهاز لقياس ضغط الدم (رويترز)

مكملات نبتة سانت جون

نبتة سانت جون (Hypericum perforatum) هي نبتة تُستخدم لعلاج أعراض الاكتئاب وانقطاع الطمث. وعلى الرغم من استخدامها التاريخي دواء تقليدياً، فإن هذه النبتة قد تتفاعل بشكل خطير مع كثير من الأدوية. وتُضعف نبتة سانت جون تأثير كثيراً من الأدوية، بما في ذلك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، حيث تمنع امتصاص الدواء في الجسم بشكل طبيعي.

مكملات زهرة العطاس

زهرة العطاس هي زهرة من عائلة دوار الشمس. تُستخدم هذه الزهرة للمساعدة في علاج الكدمات والالتهابات والتورم عند وضعها مباشرة على الجلد.

وينصح الخبراء بعدم تناول زهرة العطاس عن طريق الفم؛ نظراً لاحتمالية حدوث آثار جانبية خطيرة. قد تشمل هذه الآثار الجانبية ارتفاع ضغط الدم، وزيادة النزف، والقيء، والإسهال، وتلف القلب أو أعضاء أخرى.

مكملات البرتقال المر

يُستخرج البرتقال المر (Citrus aurantium) من ثمرة أو قشر البرتقال المر. يمكن استخدام الثمرة وقشرها لإضافة نكهة للمشروبات أو روائح للعطور. غالباً ما يُستخدم مكمل البرتقال المر للمساعدة في إنقاص الوزن، وتحسين الأداء الرياضي.

لكنه يحتوي على مادة بارا-سينفرين، وهي نوع من المنبهات المشابهة للإيفيدرين. وقد حظرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) المنشطات المحتوية على الإيفيدرين؛ لأنها قد تسبب مشاكل صحية مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.

وأظهرت الدراسات أن مكملات البرتقال المر قد ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. كما قد تزيد هذه المكملات من خطر الإصابة بآثار جانبية خطيرة أخرى، مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.


كيف تؤثر التمارين الرياضية على القلب؟

ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)
TT

كيف تؤثر التمارين الرياضية على القلب؟

ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)

قد لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة بانتظام على تقوية القلب فحسب، بل قد تُعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته، وفقاً لبحث جديد.

ووفقاً لعلماء من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، قد يُساعد هذا الاكتشاف الأطباء في تحسين علاج حالات شائعة مثل اضطراب نظم القلب، وآلام الصدر، والذبحة الصدرية، ومتلازمة «انكسار القلب» المرتبطة بالتوتر.

ما وجدته الدراسة

ووجدت الدراسة، التي أُجريت على فئران تجارب خضعت لتدريب مكثف على مدى عشرة أسابيع، أن التمارين الرياضية المعتدلة لا تؤثر على نظام التحكم العصبي للقلب بشكل متساوٍ، بل تُحدث تغييرات متباينة ومتعاكسة في جانبي الجسم، وهو اختلاف لم يُلاحظ بشكل كبير حتى الآن، بحسب الباحثين.

أفاد علماء بأن تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد تُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى الملايين.

وقال الدكتور أوغوستو كوبي، المؤلف الرئيسي للدراسة ومحاضر أول في علم التشريح البيطري بجامعة بريستول، في بيان: «يشير هذا الاكتشاف إلى نمط خفيّ سابقاً بين يمين ويسار القلب في نظام (الطيار الآلي) في الجسم، والذي يُساعد على تنظيم عمل القلب»، وفقاً لما ذكرته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

أضاف كوبي: «قد يُساعد هذا في تفسير سبب فعالية بعض العلاجات على جانبٍ دون الآخر، وفي المستقبل، سيُمكّن الأطباء من توجيه العلاجات بدقةٍ وفعاليةٍ أكبر».

النتائج

بعد عشرة أسابيع من التمارين الهوائية، فحص الباحثون أعصاب التحكم في القلب لدى الحيوانات، ووجدوا اختلافات بين الجانبين الأيمن والأيسر لم تظهر لدى الفئران غير النشطة، وذلك وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة علم الأعصاب اللاإرادي في سبتمبر (أيلول).

في الجانب الأيمن، ازداد عدد الخلايا العصبية في مركز العصب المسؤول عن إرسال إشارات «زيادة السرعة» إلى القلب، مما يُشير إلى زيادة في عدد الوصلات العصبية. أما في الجانب الأيسر، فلم يرتفع عدد الخلايا العصبية بنفس القدر. بل على العكس، ازداد حجم الخلايا الموجودة بشكلٍ ملحوظ، مما يُشير إلى نوعٍ مختلف من التكيف.

أظهرت النتائج أن التمارين الرياضية تُعيد تشكيل نظام التحكم العصبي للقلب بطريقة خاصة بكل جانب، بدلاً من التأثير على كلا الجانبين بالتساوي، وفقاً لما ذكره الباحثون. إن فهم هذه العملية قد يساعد الأطباء على توجيه العلاجات بشكل أفضل، لا سيما للمرضى الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضة أو الذين تستمر أعراضهم رغم تغيير نمط حياتهم.

شبّه الباحثون مجموعات الأعصاب، المعروفة بالعقد النجمية، بمفتاح تحكم دقيق في شدة تحفيز القلب. ويكتسب هذا التحكم الدقيق أهمية بالغة لأن فرط تحفيز هذه الأعصاب يرتبط بألم الصدر واضطرابات خطيرة في نظم القلب.

ولا تزال هذه النتائج في مراحلها الأولية وتستند إلى أبحاث على الحيوانات، لذا فهي لا تثبت حدوث التأثيرات نفسها لدى البشر. يلزم إجراء المزيد من الدراسات قبل أن تؤثر على رعاية المرضى.

يقول الباحثون إن الدراسات المستقبلية ستبحث فيما إذا كانت تغيرات عصبية مماثلة تحدث بين جانبي القلب الأيمن والأيسر لدى البشر، وما إذا كان من الممكن أن تساعد في تفسير سبب فعالية بعض علاجات القلب بشكل أفضل في جانب واحد من القلب مقارنةً بالجانب الآخر، مما قد يمهد الطريق لرعاية أكثر دقة وتخصيصاً لحالات الذبحة الصدرية واضطرابات نظم القلب.

أُجريت هذه الدراسة بالتعاون مع باحثين من جامعة كوليدج لندن، وجامعة ساو باولو، والجامعة الفيدرالية في ساو باولو بالبرازيل.


دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
TT

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)

يُساعد استبدال حفنة من المكسرات المتنوعة بوجباتك الخفيفة المعتادة بين الوجبات الرئيسة على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والوجبات السريعة، وتحسين جودة نظامك الغذائي بشكل عام.

هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة «Nutrients». وجد الباحثون أن الشباب المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، والذين تناولوا المكسرات يومياً لمدة 16 أسبوعاً، أبلغوا عن انخفاض في الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والمأكولات المالحة، وتناولوا المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين، وحققوا نتائج أفضل في مقياس جودة النظام الغذائي.

إليك ما تحتاج معرفته عن فوائد المكسرات لصحة التمثيل الغذائي، وفقاً لموقع «هيلث لاين»:

مكسرات مقابل الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات

قام فريق بحثي في ​​المركز الطبي بجامعة فاندربيلت الأميركية بتجنيد 84 مشاركاً (ذكوراً وإناثاً) تتراوح أعمارهم بين 22 و36 عاماً.

كان لدى جميع المشاركين عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتراكم الدهون في منطقة البطن، واضطراب مستويات الكولسترول، والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري.

للتأهل، كان على المشاركين الحفاظ على وزن ثابت لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم ضمن نطاق محدد.

تم استبعاد من يعانون من حساسية المكسرات، أو أمراض مزمنة كالسكري، أو عوامل نمط حياة معينة كالتدخين.

قبل بدء الجزء الرئيس من التجربة، خضع جميع المشاركين لفترة تمهيدية مدتها أسبوعان، تناولوا خلالها نظاماً غذائياً متوازناً يتضمن وجبات خفيفة نموذجية غنية بالكربوهيدرات، ولكن من دون مكسرات.

بعد ذلك، تم توزيع المشاركين عشوائياً على مجموعتين:

- مجموعة المكسرات: تناولت 33.5 غرام من مزيج اللوز النيئ غير المملح، والجوز، والبيكان، والمكاديميا، والبندق، والفستق، والكاجو مرتين يومياً.

- مجموعة الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات: تناولت وجبات خفيفة، مثل البسكويت المملح، أو ألواح الجرانولا مرتين يومياً.

كانت الوجبات الخفيفة من كلا النوعين متقاربة في السعرات الحرارية، والبروتين، والألياف، والصوديوم، وتم تناولها بين الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساءً.

اجتمع المشاركون مع أخصائيي تغذية معتمدين كل أسبوعين، لتلقي الاستشارات، وتناول وجباتهم الخفيفة المُقسّمة مسبقاً.

استمرت الدراسة 16 أسبوعاً، قام خلالها الباحثون بقياس الرغبة الشديدة في تناول الطعام، والكمية اليومية المتناولة من الطعام، وجودة النظام الغذائي بشكل عام في بداية الدراسة ونهايتها. كما قاموا بجمع عينات دم لتحليل الهرمونات المرتبطة بالشهية.

تناول المكسرات قلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات

مع نهاية الدراسة، أظهرت المجموعة التي تناولت المكسرات باعتبار أنها وجبات خفيفة تغيرات ملحوظة في عاداتها الغذائية، ورغباتها.

أفاد المشاركون الذين تناولوا المكسرات بما يلي:

انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة: انخفضت مستويات الرغبة الشديدة في تناول أصناف مثل الكعك، وحلوى البراونيز، والدونات، والآيس كريم، ورقائق البطاطس، والبيتزا. على سبيل المثال، انخفضت الرغبة الشديدة في تناول البراونيز بمقدار نصف نقطة تقريباً على مقياس من خمس نقاط، وانخفضت الرغبة الشديدة في تناول الكعك بأكثر من 0.6 نقطة.

انخفاض تفضيل المذاق الحلو: أفاد أشخاص أقل بنسبة 12 في المائة ضمن أفراد المجموعة التي تناولت المكسرات بأنهم يفضلون النكهات الحلوة مقارنةً ببداية الدراسة.

انخفاض تناول الوجبات الخفيفة السكرية والمالحة: انخفض معدل تناول الحلويات المجمدة، والوجبات الخفيفة المالحة.

تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين: في المتوسط، زاد المشاركون حصصهم اليومية من الأطعمة البروتينية، وخاصةً من المأكولات البحرية، والمصادر النباتية، بأكثر من أربع حصص.

ارتبط ذلك بتغيرات في بعض الهرمونات المسؤولة عن الشهية.

في المجموعة التي تناولت المكسرات، ارتفعت مستويات هرمون GLP-1 -وهو هرمون يُساعد على تنظيم الشهية- وارتبط هذا الارتفاع بانخفاض الرغبة الشديدة في تناول الكعك والحلوى والآيس كريم.

كيف تُساعد المكسرات في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات؟

أشارت كيزيا جوي، أخصائية تغذية مُسجلة، إلى أن استبدال المكسرات بالوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات يُمكن أن يُساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، وذلك بفضل العناصر الغذائية المتوازنة الموجودة في المكسرات. لم تُشارك جوي في الدراسة الجديدة.

تحتوي المكسرات على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف.

وقالت لموقع «هيلث لاين»: «يُؤدي الهضم البطيء لهذه العناصر الغذائية إلى استقرار مستوى السكر في الدم، ويُعزز الشعور بالشبع لفترات أطول».

وأضافت جوي أن تناول المكسرات يُساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.

وشرحت: «يرتبط استقرار مستوى السكر في الدم بانخفاض أو انعدام تقلبات مستوى الجلوكوز في الدم (الارتفاعات والانخفاضات)، وكلما قلّت هذه التقلبات، قلّ احتمال إرسال الجسم إشارات الحاجة المُلحة للطاقة عبر الجوع، أو الرغبة الشديدة في تناول الحلويات».

واختتمت جوي حديثها بالقول إن مضغ المكسرات يتطلب أيضاً وقتاً وجهداً أكبر مقارنةً بالأطعمة الأخرى.

وأضافت: «إن هذا الوقت الإضافي، إلى جانب توفير شعور أكبر بالشبع، يساهمان في تعزيز الرضا بعد تناول الطعام، ويدعمان تنظيم الشهية على المدى الطويل».