الخزانة الأميركية: إيران لم تسترجع سوى نصف أرصدتها المجمّدة

قالت لـ {الشرق الأوسط} إن جزءًا كبيرًا خُصص لتسديد الديون

الخزانة الأميركية: إيران لم تسترجع سوى نصف أرصدتها المجمّدة
TT

الخزانة الأميركية: إيران لم تسترجع سوى نصف أرصدتها المجمّدة

الخزانة الأميركية: إيران لم تسترجع سوى نصف أرصدتها المجمّدة

أكدت الخزانة الأميركية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن إيران لم تسترجع أموالها المحجوزة بالكامل، والتي تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار، وأن جزءا كبيرا منها خصّص لتسديد ديون سابقة.
وقالت متحدّثة باسم الخزانة الأميركية، إنها تقدّر حصول طهران على نحو نصف هذا المبلغ، أي 50 مليار دولار من الأصول المجمّدة بعد الإفراج عنها في التاريخ المحدد لتنفيذ الاتفاق النووي في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي، مستبعدة استرجاع إيران للأصول كاملة. وأوضحت أنه «بهدف إدارة اقتصادها (بشكل مناسب)، اضطرت إيران إلى الحفاظ على أموالها في الخارج لتسهيل العمليات التجارية الخارجية وتجنّب رفع قيمة عملتها إلى حد كبير». وفيما كانت لدى إيران 100 مليار دولار من الأصول المجمّدة في الخارج، فإنها لم تتمكّن من استرجاع سوى نصف هذا المبلغ فعليا، أو أكثر منه قليلا، وفقا للمتحدّثة باسم الخزانة. وأوضحت أن سبب ذلك، هو أن 20 مليار دولار منها كانت مخصصة مسبقا لمشاريع في الصين، وبالتالي لا يمكن لطهران إنفاقها بحريّة، فيما تشكّل عشرات المليارات الإضافية ديونا غير مسدّدة للقطاع المصرفي والطاقة الإيرانيين.
وجاءت هذه التصريحات ردّا على تأكيد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، أن إيران استعادت 100 مليار دولار من أموالها المجمدة في الخارج بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ. وذكر نوبخت الأحد الماضي، وفقا لوكالة «فارس»، أن إيران تسلمت نحو 100 مليار دولار من أموالها المحتجزة في الخارج بعد رفع الحظر، منوها بأن الغالبية العظمى من هذا المبلغ ستودع في حساب ذخائر البنك المركزي وصندوق التنمية الوطني، وفي الحسابات الإيرانية في الخارج. كما لفت نوبخت إلى استعادة إيران لأموالها المحتجزة لدى الولايات المتحدة والبالغة 1.7 مليار دولار، وأنها تعمل على استعادة أموالها المحتجزة لدى شركة النفط «شل» المقدرة بنحو 2.1 مليار دولار أيضًا، مؤكدا أن البنك المركزي الإيراني يتابع الموضوع بشكل جيد، وقد أنجز بعض الخطوات في هذا المجال.
وحول تأثير هذه المبالغ المفرج عنها على الاقتصاد الإيراني، يرى المحلل المالي ورئيس منظمة رجال الأعمال الإيرانيين - البريطانيين، باباك إماميان، أنه حتى لو استرجعت طهران أصولها المجمّدة في الخارج كاملة فإن ذلك لن يحول دون انهيار اقتصادها. واعتبر إماميان أن إيران بحاجة إلى رفع إنتاجها من مليون برميل في اليوم إلى 6 ملايين برميل، مقدّرا أن ذلك سيكلّفها نحو 400 مليار دولار من الاستثمارات الخارجية لرفع إنتاجها بشكل مستدام.
يذكر أن صندوق النقد الدولي يقدّر تراجع إيرادات قطاع النفط والغاز من 118 مليار دولار في 2011/ 2012 إلى 63 مليار دولار في 2012/ 2013.



مسؤول أميركي: لا يوجد أي تدخل أجنبي في حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني

إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
TT

مسؤول أميركي: لا يوجد أي تدخل أجنبي في حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني

إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)

قال مسؤول أميركي لشبكة «إن.بي.سي نيوز»، اليوم (الاثنين)، إنه لا يوجد على ما يبدو أي دليل على تدخل أجنبي في حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، قال المسؤول الأميركي «لا يوجد أي تدخل خارجي على الإطلاق».

وحول ما إذا كان لوفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته أي تأثير متوقع على العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، قال المسؤول الأميركي «لا نتوقع أي تغيير كبير هنا».

وأكد التلفزيون الإيراني صباح اليوم وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ومرافقيهما إثر تحطم هليكوبتر كانت تقلهم خلال عودتها من خودافرين إلى تبريز وسط ظروف جوية سيئة.


إيران تفتح تحقيقاً في أسباب حادث تحطم طائرة رئيسي

TT

إيران تفتح تحقيقاً في أسباب حادث تحطم طائرة رئيسي

رئيس الأركان يأمر بفتح تحقيق في أسباب حادثة تحطم طائرة رئيسي (أ.ف.ب)
رئيس الأركان يأمر بفتح تحقيق في أسباب حادثة تحطم طائرة رئيسي (أ.ف.ب)

أفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء بأن رئيس الأركان محمد باقري أمر بفتح تحقيق في أسباب حادثة تحطم الطائرة الهليكوبتر التي كانت تقل رئيس البلاد إبراهيم رئيسي.

وأضافت الوكالة أن باقري كلف وفدا رفيع المستوى يشمل خبراء وعسكريين لفتح التحقيق في أبعاد وأسباب حادثة تحطم الطائرة.

وأشارت الوكالة إلى أن الوفد وصل إلى موقع الحادث في محافظة أذربيجان الشرقية وباشر التحقيق، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات الميدانية لاحقا.

وأكد التلفزيون الإيراني صباح اليوم وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ومرافقيهما إثر تحطم هليكوبتر كانت تقلهم خلال عودتها من خودافرين إلى تبريز وسط ظروف جوية سيئة.

وقال مسؤول أميركي لشبكة «إن.بي.سي نيوز» في وقت سابق إنه لا يوجد على ما يبدو أي دليل على تدخل أجنبي في حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني.وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، قال المسؤول الأميركي «لا يوجد أي تدخل خارجي على الإطلاق».وحول ما إذا كان لوفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته أي تأثير متوقع على العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، قال المسؤول الأميركي «لا نتوقع أي تغيير كبير هنا».


إبراهيم رئيسي... مشروع غير مكتمل لخلافة المرشد

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي خطاباً خلال استقبال خامنئي للمسؤولين (موقع المرشد)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي خطاباً خلال استقبال خامنئي للمسؤولين (موقع المرشد)
TT

إبراهيم رئيسي... مشروع غير مكتمل لخلافة المرشد

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي خطاباً خلال استقبال خامنئي للمسؤولين (موقع المرشد)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي خطاباً خلال استقبال خامنئي للمسؤولين (موقع المرشد)

تبعثرت أوراق المرشحين المحتملين لخلافة المرشد الإيراني علي خامنئي، مع خروج أبرزهم الرئيس إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه، أمس (الأحد)، إثر تحطم مروحيته في منطقة جبلية وسط ظروف مناخية قاسية.

ومع خروج رئيسي (63 عاماً) من المعادلة السياسية، أصبحت قضية خلافة خامنئي (85 عاماً) أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

وتحول رئيسي إلى ظاهرة في السياسة الإيرانية، بسبب تدرجه في مناصب حساسة، خلال العقد الأخير الذي شهد تطورات مهمة، مثل إبرام الاتفاق النووي، والانسحاب الأميركي، بفرض دونالد ترمب استراتيجية الضغوط القصوى على إيران، وتفاقم الأزمات الداخلية، وانفجار مستويات غير مسبوقة من الاستياء الشعبي في وجه الحكام الذين تبنوا سياسة استراتيجية السير على حافة الهاوية و«الصبر الاستراتيجي»، لضمان بقائهم في السلطة.

تولى رئيسي منصب الرئاسة في 2021، خلفاً للرئيس المعتدل نسبياً حسن روحاني، في انتخابات رئاسية شهدت عزوفاً قياسياً عن صناديق الاقتراع، وفي ظل غياب منافس حقيقي، مع إبعاد جميع المرشحين المحسوبين على التيارين المعتدل والإصلاحي من سباق الرئاسة.

وحصل رئيسي على 17.9 مليون صوت من 28.9 مليون توجهوا إلى صناديق الاقتراع من أصل 59 مليوناً كان يحق لهم التصويت.

وجاء انتخاب رئيسي بعد تأكيدات خامنئي ضرورة تولي حكومة «ثورية شابة»، في سياق ما أطلق عليها المرشد الإيراني علي خامنئي قبل سنوات «الخطوة الثانية للثورة الإيرانية» بعد مضي 40 عاماً على ثورة 1979.

ورث رئيسي من الحكومة السابقة عشرات الأزمات والتوترات الداخلية والخارجية التي بقيت مع انتهاء ولاية حسن روحاني الثانية، دون حل.

صورة نشرتها «الطاقة الذرية» الإيرانية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ويبدو أمامه محمد إسلامي في أبريل 2023

إخفاقات

ومنذ خطاب تنصيبه بالبرلمان في أغسطس (آب) 2021، تعهد رئيسي بإعطاء الأولوية لرفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد. لكن رئيسي أخفق إلى حد بعيد في تطبيق وعوده بشأن مكافحة الفساد الاقتصادي.

داخلياً، أخفق رئيسي إلى حد بعيد في تطبيق وعوده بشأن مكافحة الفساد الاقتصادي. وعزل رئيسي وزير الزراعة السابق، جواد ساداتي نجاد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد إثبات تورطه في ملفات فساد ضخمة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدر القضاء الإيراني حكماً على ساداتي نجاد بالسجن 3 سنوات على خلفية تورطه في ملف فساد مرتبط باستيراد ماشية. وهو يواجه أيضاً اتهامات في قضية فساد تتعلق باستيراد الشاي بقيمة 3.7 مليار دولار.

وفي المجال الاقتصادي، استمرت معاناة العملة الإيرانية التي جربت مستويات من الانهيار، مع زيادة مطردة في معدلات التضخم، وغليان الأسواق.

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يتحدث للرئيس إبراهيم رئيسي في أثناء عرض عسكري سابق بطهران (تسنيم)

السياسة الخارجية

وفي السياسة الخارجية، تعهد بالعمل على توثيق العلاقات مع الصين وروسيا على المستوى «الاستراتيجي»، على نقيض الحكومة السابقة التي استخدمت الملف النووي واتفاق فيينا في 2015 للاستثمار في سياسة الانفتاح على الغرب. ووصفت الاتفاق بأنه «إنجاز تاريخي».

وبذلك، عملت حكومة رئيسي على تهميش مفاوضات الاتفاق النووي، وإبقاء مسار المفاوضات في غرفة الإنعاش دون أن تعلن موته بشكل نهائي. وبعد مماطلة دامت نحو 6 أشهر، أرسلت حكومة رئيسي فريقها التفاوضي، لمواصلة المسار التفاوضي الذي انقطع في نهاية حكومة روحاني. ولكن في كل جولة جديدة من التفاوض، قدمت إيران شروطاً جديدة للقبول بإعادة الامتثال للاتفاق النووي، الأمر الذي زاد من تعقيدات مهمة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي لا يزال يعول على دبلوماسيته في لجم قدرات إيران النووية، قبل أن تدق الحرب الأوكرانية - الروسية المسمار الأخير في نعش الاتفاق.

وبشكل عام، أبدى رئيسي خلال 3 سنوات استعداداً أكبر من الرؤساء السابقين في الامتثال لتوصيات المرشد الإيراني، خصوصاً استراتيجية «الردع» لتحصين النظام من المخاطر التي تستهدف وجوده. وعلى هذا الأساس، واصلت إيران المضي قدماً في توسع برنامجها النووي إلى مستويات إنتاج الأسلحة.

ومقابل الاتفاق النووي، سرعت حكومة رئيسي من عملية الامتثال لاستراتيجية «التوجه نحو الشرق» التي يطالب بتنفيذها المرشد الإيراني للحد من تأثير العقوبات الغربية على المدى الطويل، مع ترجيح كفة روسيا على الصين التي تعاملت بحذر في تعاونها الاقتصادي مع طهران، امتثالاً للعقوبات الأميركية.

ولم تعكس العلاقات مع موسكو التي تواجه بدورها عقوبات غربية مشددة، أي فوائد للاقتصاد الإيراني. وتعرضت إيران لمزيد من العقوبات لبيع طائرات مسيرة إلى روسيا. لكن العلاقات مع روسيا والصين ساعدت إيران في تخفيف عزلتها الدولية، عبر تأييدهما لانضمام طهران إلى منظمتي «شنغهاي» و«بريكس» للتعاون الاقتصادي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مُرحّباً بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين ديسمبر الماضي (إ.ب.أ)

التوجه نحو الشرق

واكب انخراط إيران في سياسة «التوجه نحو الشرق»، محاولات لكسر العزلة الإقليمية، عبر تحسين العلاقات مع دول الجوار، وتوصلت إلى اتفاق مع السعودية، بوساطة صينية، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية. وبدأت إيران مفاوضات مع مصر لتطبيع العلاقات بين الجانبين، بعد قطيعة دامت 4 عقود.

وتسارعت سياسة تحسين العلاقات مع الجوار، بينما كانت البلاد تحت وطأة انتقادات غربية، جراء الحملة التي أطلقتها السلطات لإخماد الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي هزت البلاد في سبتمبر (أيلول) 2022، وتدهور وضع الحريات مع إيران، إذ حاولت حكومة رئيسي تلبية مطالب الأوساط المتشددة، خصوصاً تلك المطالبة بإعادة شرطة الأخلاق لضبط الحجاب والعفاف. وأدت وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، إلى أكبر موجة احتجاجات شعبية تهز البلاد، خلال 43 عاماً بعد ثورة 1979.

وأعلنت حكومة رئيسي تأييدها لحملة إخماد الاحتجاجات التي خلفت أكثر من 500 قتيل. ووصفت السلطات الاحتجاجات بأنها «حرب هجينة» ضد النظام.

بطاقة هوية

ارتبط اسم إبراهيم رئيسي خلال الأعوام الثمانية الماضية، بأكثر من حدث لافت، وهو جعل الأضواء تسلط عليه. وكان الموقف الأكثر إثارة للجدل في صيف عام 2016، عندما نشر التسجيل الصوتي لنائب الخميني حسين علي منتظري حول إعدامات 1988. وكان رئيسي أحد «الفرسان الأربعة» في «فرقة الموت» الذين نفذوا أوامر الخميني في أكبر موجة إعدامات استهدفت نحو 3800 سجين سياسي أكثرهم دون سن 25 سنة.

وجاء نشر التسجيل مع إصدار خامنئي مرسوماً بتعيين رئيسي على رأس الجهاز القضائي، خلفاً لرجل الدين المتنفذ صادق لاريجاني، الذي يترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام في الوقت الحالي.

وكان هذا ثاني منصب يتولاه رئيسي بأمر من المرشد الإيراني خلال عام. ففي عام 2015، أصدر المرشد الإيراني مرسوماً بتعيين رئيسي على رأس هيئة «العتبة الرضوية» (نسبة للإمام علي الرضا)، ليكون وريثاً لأحد أبرز رجال الدين المتنفذين في إقليم خراسان - مسقط رأس خامنئي - المعروف بلقب «إمبراطور خراسان» واعظ طبسي.

وتعد «الهيئة الرضوية» أكبر مؤسسة دينية وقفية والأثرى بين المجموعات الاقتصادية الإيرانية. ففي آخر إحصائية منشورة عام 2014، تجاوزت إيراداتها السنوية 210 مليارات دولار أميركي وبلغت أرباحها الخالصة 160 مليار دولار. وهي مؤسسة لا تدفع الضرائب.

ولد إبراهيم رئيسي عام 1961 لأسرة دينية بمدينة مشهد (شمال شرقي إيران)، وفقد والده في الخامسة من العمر. وبعد انتهاء المرحلة الابتدائية التحق بالحوزة العلمية في مشهد قبل أن ينتقل في سن الـ15 إلى مدينة قُم معقل الحوزات العلمية، حيث تلقى دروسه في مدرسة «حقاني» التي تخرج فيها أهم رجال الدين المتنفذين والمتشددين في النظام الحالي، على رأسهم خامنئي. والمعروف أنه تلقى دروس فقه الخارج على يد خامنئي منذ 1990.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يجلس خلف المرشد علي خامنئي أغسطس 2021 (موقع خامنئي)

كان رئيسي في الـ18 عندما سقط نظام الشاه وأعلن نظام ولاية الفقيه. وتلقى دروساً مكثفة على يد محمد بهشتي (نائب الخميني) وعلي خامنئي للدخول في القضاء الجديد. وكانت انطلاقته مع تأسيس محكمة الثورة قبل أن يصبح مدعياً عاماً فيها، وهو لم يبلغ العشرين من العمر. وحينذاك تزوج من بنت أحمد علم الهدى، رئيس اللجان الثورية، التي لعبت دوراً كبيراً في تصفية المعارضين والنشطاء السياسيين قبل أن تندمج بالقوات الأمنية والحرس الثوري. ويعد علم الهدى أبرز من أصدروا أوامر الاغتيالات والقمع بين 1980 و1982. منذ عام 1984، تولى رئيسي منصب مساعد المدعي العام في طهران لشؤون الجماعات المعارضة، وكان رئيسي يشغل المنصب عندما مثل القضاء في «لجنة الموت» التي تسببت في إعدامات 1988.

وبعدها شغل رئيسي منصب مدعي عام طهران بين عامي 1990 و1995، قبل أن يصبح رئيس منظمة التفتيش في إيران بين عامي 1995 و2005. وبعد ذلك عينه رئيس القضاء الإيراني محمود هاشمي شاهرودي نائباً أول له، وبقي في المنصب بين عامي 2005 و2015. ثم شغل منصب المدعي العام الإيراني بين عامي 2015 و2016. وتجدر الإشارة إلى أنه كان المدعي العام في المحكمة الخاصة برجال الدين منذ عام 2013. وفي 2009، كان رئيسي أحد أعضاء اللجنة الثلاثية في القضاء الإيراني للتحقيق في قتل سجناء وتعرضهم لانتهاكات في سجن كهريزك عقب احتجاجات «الحركة الخضراء»، ورفض نتائج الانتخابات من قبل المرشحين مير حسين موسوي، ومهدي كروبي. ورفضت الهيئة التي ترأسها رئيسي التهم الموجهة من كروبي، وفي المقابل، اقترحت «ملاحقة الأشخاص الذين تسببوا في تشويش الرأي العام بنشر التهم والافتراءات والتهم»، وكان رئيسي عدّ فرض الإقامة الجبرية من أجل الحفاظ على حياة كل من كروبي وموسوي.

خلافة المرشد

وكان إبراهيم رئيسي يعد أبرز المرشحين لخلافة المرشد. وبالإضافة إلى منصب الرئاسة، تولى منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، الهيئة التي تسمي خليفة المرشد. وفاز رئيسي بانتخابات مجلس الخبراء لولاية جديدة بالانتخابات التي خاضها في مارس (آذار).

وأثار عدم ترشح رئيسي من مدينة طهران، وتوجهه إلى محافظة نائية، لم ينافسه هناك إلا رجل دين مغمور، انتباه المراقبين.

والآن بعد غياب رئيسي، ستكون الأنظار مسلطة على نجلي المرشد الإيراني، مجتبي ومسعود خامنئي، إلى جانب عدد من رجال الدين الصاعدين.

وزعم عضو «مجلس خبراء القيادة»، محمود محمدي عراقي، في فبراير (شباط) الماضي، أن خامنئي «عارض تقييم أهلية أحد أبنائه لتولي منصب المرشد لتجنب شبهة توريث المنصب».

وسيترك الغياب المفاجئ للرئيس الإيراني تأثيره على جميع المعادلات والتوقعات بشأن احتمال توليه منصب المرشد الإيراني.

وكان رئيسي شخصية مغمورة عندما لفت الأنظار في عام 2015 بوصفه مرشحاً محتملاً لخلافة خامنئي. ولوحظ وقتذاك تقارب كبير بين رئيسي وقادة «الحرس الثوري»، بعدما أصدر خامنئي مرسوماً لترأسه العتبة الرضوية.

ورافق ذلك مؤشرات كثيرة؛ أولها التحول المفاجئ للقبه الديني من «حجة الله» إلى «آية الله» الذي بدأت ترويجه وسائل إعلام «الحرس الثوري»، وبموازاة ذلك، أعلن عن بدء رئيسي تدريس مادة «فقه الخارج» في الحوزة العلمية، وهي من أعلى الدروس الحوزية، وهو ما يعني حيازته الشروط الدينية لتولي منصب المرشد.

وكان المؤشر الثاني هو لقاؤه الشهير مع قادة «الحرس الثوري» في أبريل (نيسان) 2016، وهو ما أعطى دليلاً إضافياً على توجهه الجديد عندما عبر عن آرائه تجاه الأوضاع في المنطقة ودور إيران فيها، عادّاً دور الحرس الثوري وقادته في تطورات المنطقة «صعباً». وفي اللقاء ذاته، أشاد بمواقف أمين عام «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، في اتباع «ولاية الفقيه»، بينما انتقد بعض من يخذلون النظام داخل إيران. واللافت أن قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني حينذاك، قدم تقريراً حول موقع إيران الاستراتيجي في تطورات المنطقة. وعدّ اللقاء المذكور بمثابة بيعة الجنرالات لرجل يتدرب على أدبيات المرشد.


كيف يمكن أن تؤثر وفاة رئيسي على الشرق الأوسط؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
TT

كيف يمكن أن تؤثر وفاة رئيسي على الشرق الأوسط؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)

من المرجح أن يتردد صدى حادث تحطم المروحية الذي قُتل فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجية البلاد ومسؤولين آخرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يمتد نفوذ إيران على نطاق واسع وعميق في عدد من الدول.

وبحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد أمضت إيران عقوداً في دعم مسلحين وجماعات مسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مما سمح لها باستعراض قوتها أمام أعدائها وأبرزهم إسرائيل.

وظهر هذا الاستعراض للقوة جلياً الشهر الماضي عندما أطلقت إيران تحت قيادة رئيسي والمرشد علي خامنئي مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على إسرائيل رداً على غارة جوية على القنصلية الإيرانية في دمشق أسفرت عن مقتل جنرالين إيرانيين وخمسة ضباط.

وقد كان ذلك أول هجوم مباشر في تاريخ إيران على إسرائيل.

واعترضت إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، جميع القذائف تقريباً. ورداً على ذلك، شنت إسرائيل هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة جوية وموقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد، لم تتسبب في وقوع إصابات.

وشن الجانبان الإسرائيلي والإيراني حرب ظل من العمليات السرية والهجمات الإلكترونية لسنوات، لكن تبادل الهجمات الشهر الماضي كان أول مواجهة عسكرية مباشرة بينهما.

ويوجه الكثيرون أصابع الاتهام لإسرائيل في مقتل رئيسي، ظناً منهم أن تل أبيب يمكن أن تكون قد دبرت حادث تحطم مروحيته.

لكن كيف سيثير مقتل رئيسي أزمة في الشرق الأوسط؟

إذا ثبت تورط إسرائيل في وفاة رئيسي، فإن هذا الأمر قد يشعل صراعاً أوسع بالمنطقة، وفقاً لما أكده الخبراء والمحللون العسكريون.

وقد يسفر ذلك عن هجمات مضادة من الجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل والمدعومة من إيران بالشرق الأوسط. مثل «حماس» و«حزب الله» و«الحوثي».

ويهدد كل هجوم وهجوم مضاد بإشعال حرب واسعة.

وشنت جماعة «حزب الله» اللبنانية، صراعاً منخفض الحدة مع إسرائيل منذ بداية حرب غزة. وتبادل الجانبان الضربات بشكل شبه يومي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الجانبين على الفرار.

ولكن حتى الآن، لم يتحول الصراع إلى حرب شاملة من شأنها أن تكون كارثية لكلا البلدين. وهناك مخاوف من تفاقم الصراع في حال تورط إسرائيل في حادث مقتل رئيسي.

وشنت الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق هجمات متكررة على القواعد الأميركية في الأشهر الأولى من الحرب.

كما استهدف الحوثيون في اليمن هجمات متكررة على السفن التي لها صلات واضحة بإسرائيل بالبحر الأحمر.

وهناك مخاوف من تفاقم هذه الهجمات أيضاً.

لكن هناك توقعات أخرى نقلتها وكالة «بلومبرغ» للأنباء تشير إلى أن أي رئيس جديد قد تكون لديه أولويات مختلفة عن رئيسي، وقد لا يهتم بمعاداة إسرائيل بنفس مستوى معاداة الرئيس الراحل لها، وبالتالي فإن طبيعة الصراعات في الشرق الأوسط قد تتغير كثيراً وتختلف عما نراه حالياً.


أوروبا و«الناتو» يعزيان الشعب الإيراني

صورتا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان على كرسيين فارغين خلال اجتماع الحكومة في طهران (الرئاسة الإيرانية - أ.ف.ب)
صورتا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان على كرسيين فارغين خلال اجتماع الحكومة في طهران (الرئاسة الإيرانية - أ.ف.ب)
TT

أوروبا و«الناتو» يعزيان الشعب الإيراني

صورتا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان على كرسيين فارغين خلال اجتماع الحكومة في طهران (الرئاسة الإيرانية - أ.ف.ب)
صورتا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان على كرسيين فارغين خلال اجتماع الحكومة في طهران (الرئاسة الإيرانية - أ.ف.ب)

أعربت دول الاتحاد الأوروبي عن تعازيها في حادث سقوط مروحية غرب إيران الذي أدى لوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان وعدد من مرافقيهما أمس الأحد خلال عودتهم من أذربيجان.

الاتحاد الأوروبي

وقال شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، في منشور على منصة «إكس»: «الاتحاد الأوروبي يعرب عن تعازيه الصادقة في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية عبداللهيان، وعدد من مرافقيهما، في حادث تحطم المروحية».

وقدم الاتحاد الأوروبي، في بيان، تعازيه في وفاة رئيسي وعبداللهيان ومرافقيهما، واصفا الحادثة بأنها «مأساوية». وتابع بأنه يعرب عن تعاطفه مع أسر جميع الضحايا وللشعب الإيراني.

إيطاليا... حادث لا مؤامرة

وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني عن تعازيها في وفاة الرئيس الإيراني ومرافقيه.

وقالت ميلوني، اليوم الاثنين لمحطة «كانالي 5» الإيطالية الخاصة: «أود أن أعرب عن تضامني وتضامن إيطاليا مع الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني».

وذكرت ميلوني أنها على اتصال دائم مع الشركاء الأوروبيين وحلفاء مجموعة السبع على خلفية الحادث. وقالت ميلوني: «أرى في هذه الساعات أن السلطات الإيرانية تعترف بنظرية الحادث وليس بنظريات المؤامرة».

فرنسا

وقدّمت باريس «تعازيها للجمهورية الإسلامية الإيرانية في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي»، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت الوزارة، في بيان، إنّ فرنسا «تعرب أيضاً عن تعازيها لعائلات ضحايا هذا الحادث» الذي أودى برئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وسبعة آخرين في تحطّم مروحية بشمال غرب إيران.

الناتو

وأعربت فرح دخل الله، المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عبر منصة «إكس»، عن تعازي الحلف لشعب إيران في وفاة رئيسي وعبداللهيان ومرافقيهما في حادثة تحطم المروحية.


صدمة تسيطر على أنصار رئيسي بعد رحيله (صور)

إيراني يصلي من أجل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان في طهران أمس قبل إعلان وفاتهما (أ.ف.ب)
إيراني يصلي من أجل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان في طهران أمس قبل إعلان وفاتهما (أ.ف.ب)
TT

صدمة تسيطر على أنصار رئيسي بعد رحيله (صور)

إيراني يصلي من أجل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان في طهران أمس قبل إعلان وفاتهما (أ.ف.ب)
إيراني يصلي من أجل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان في طهران أمس قبل إعلان وفاتهما (أ.ف.ب)

سيطرت حالة من الصدمة على بعض الإيرانيين، بعد أن لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتفه في تحطم طائرة هليكوبتر بمنطقة جبلية قرب حدود أذربيجان.

وأوردت وكالات أنباء حالة من الحزن والصدمة على وجوه بعض الإيرانيين، في حين اهتم مواطنون إيرانيون بمتابعة صحف في شوارع العاصمة طهران؛ لمتابعة مجريات الحادث.

سيدة إيرانية تدعو للرئيس إبراهيم رئيسي ولوزير الخارجية أمير عبداللهيان في طهران أمس قبل إعلان وفاتهما (أ.ف.ب)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» صوراً لمواطنين إيرانيين يصلّون ويدعون من أجل الرئيس رئيسي، ووزير خارجيته أمير عبداللهيان، أمس، في ساحة ميدان «ولي عصر» بوسط طهران. وصباح اليوم الاثنين، أبرزت الصفحات الأولى من الصحف الإيرانية صور الرئيس إبراهيم رئيسي.

سيدة تطالع صحيفة إيرانية تبرز صورة لرئيسي في طهران (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق، أوقف التلفزيون الرسمي الإيراني جميع البرامج المعتادة لبث تجمعات للدعاء والابتهال من أجل سلامة رئيسي في أنحاء البلاد.

حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تسيطر على الصفحات الأولى لصحف إيرانية (رويترز)

ووصفت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية الرئيس إبراهيم رئيسي بأنه «صاحب حياة مليئة بخدمة الشعب وتُوفي شهيداً؛ فداء للوطن والشعب».

وأعلنت إيران، اليوم الاثنين، الحداد لمدة خمسة أيام على وفاة رئيسي، بعد أن عثرت فِرق البحث، في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين، على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت، أمس الأحد، وهي تُقلّ رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وستة آخرين من الركاب والطاقم، بعد عمليات بحث مكثفة، خلال الليل، في ظروف جوية صعبة بالغة البرودة.

إيرانيون يدعون للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في ساحة «ولي عصر» بوسط طهران (أ.ف.ب)

كما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء تجمعات لعدد من المواطنين يدعون لرئيسي وعبداللهيان والآخرين ممن كانوا على متن الطائرة، في مدينة النجف بالعراق.

مواطنون يدعون بعد وفاة رئيسي في مدينة النجف بالعراق (رويترز)

وكلف المرشد الإيراني علي خامنئي، محمد مخبر، النائب الأول للرئيس، بتولي الرئاسة مؤقتاً.

وقال خامنئي، في بيان، اليوم الاثنين: «أعلن الحداد العام لمدة خمسة أيام، وأُقدّم تعازيَّ للشعب الإيراني العزيز». وأضاف: «سيتولى مخبر إدارة السلطة التنفيذية، وهو ملزَم بالترتيب مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لانتخاب رئيس جديد، خلال مدة أقصاها 50 يوماً». ويُعدّ مخبر، مثل رئيسي، من المقرَّبين من خامنئي، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وبموجب المادة 131 من الدستور الإيراني، يتعيّن على مجلس يتكون من النائب الأول للرئيس، ورئيس البرلمان، ورئيس السلطة القضائية، الترتيب لانتخاب رئيس جديد خلال 50 يوماً.
وسعى خامنئي، في وقت سابق، إلى طمأنة الإيرانيين قائلاً إن شؤون الدولة لن تتعطل. وللزعيم الأعلى القول الفصل في شؤون البلاد، بما في ذلك السياسة الخارجية والبرنامج النووي.

مواطن يضع الورود أمام السفارة الإيرانية في موسكو (أ.ف.ب)

وانُتخب رئيسي (63 عاماً) في 2021، وأمر، منذ توليه منصبه، بتشديد قوانين الآداب العامة، كما أشرف على حملة قمع على الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ومارَسَ ضغوطاً قوية في المحادثات النووية مع القوى العالمية.
وتدفقت رسائل التعزية على إيران من دول الجوار ومن أنحاء العالم، بما في ذلك سوريا وقطر ومصر والإمارات والعراق ولبنان وتركيا والهند والعراق وباكستان والاتحاد الأوروبي وإيطاليا وروسيا.

ورود حول صورة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وغيرهم من ضحايا تحطم طائرة هليكوبتر مؤخراً بمنطقة جبلية بالقرب من حدود إيران مع أذربيجان في موسكو (رويترز)

وكان رئيسي عائداً، يوم الأحد، بعد سفره إلى الحدود الإيرانية مع أذربيجان، لافتتاح سد مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، عندما وقع الحادث في غابة ديزمار بمقاطعة أذربيجان الشرقية الإيرانية. 

وأظهرت لقطات فريق إنقاذ وأفراده يرتدون سترات لامعة ويضعون حول رؤوسهم مصابيح إنارة، وهم يتجمعون حول جهاز تحديد المواقع، خلال عمليات البحث، سيراً على الأقدام عند سفح جبل غارق في الظلمة، وسط عاصفة ثلجية.

وقالت وكالة «إرنا» إن الحادث أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، من بينهم ثلاثة من أفراد الطاقم، على متن مروحية بيل، التي اشترتها إيران في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وتُواجه الطائرات في إيران نقصاً في قطع الغيار، وغالباً ما تُحلّق دون فحوصات السلامة بسبب العقوبات الغربية. ولهذا السبب، سعى وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، إلى إلقاء اللوم على الولايات المتحدة في الحادث، وفقاً لوكالة «أسوشيتد برس».

 


من هم المرشحون لرئاسة إيران؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
TT

من هم المرشحون لرئاسة إيران؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)

يثير مقتل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم طائرة هليكوبتر سؤالاً مباشراً حول من سيخلفه في الحكم.

وبموجب الدستور الإيراني، جرى تكليف النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، رئاسة السلطة التنفيذية، على أن يتولى التحضير لإجراء انتخابات رئاسية خلال 50 يوماً.

...لكن من يتوقع أن يحل محل رئيسي؟

وفق شبكة «بي بي سي» البريطانية، ستجرى الانتخابات الرئاسية بعد أشهر فقط من الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر مارس (آذار) الماضي، والتي كشفت عن انخفاض قياسي في نسبة الإقبال على التصويت.

وقد اتسمت جميع الانتخابات الإيرانية الأخيرة؛ بما في ذلك الانتخابات الرئاسية عام 2021 التي أوصلت رئيسي إلى الحكم، بالإقصاء المنهجي للمنافسين المعتدلين والمؤيدين للتغيير في سياسات البلاد.

وقالت صنم فاكيل، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبحاث «تشاتام هاوس»: «سيبحث النظام المسيطر على السلطة في إيران عن مجند جديد يمكنه الحفاظ على وحدة المحافظين المتشددين وضمان استمرار الولاء للمرشد علي خامنئي».

من جهته، يشير حميد رضا عزيزي، وهو زميل زائر في «إس دبليو بي»، وهي مؤسسة بحثية مقرها برلين، إلى أنه «داخل صفوف ومعسكر رئيسي المحافظ المتشدد، لا يبدو أن هناك خليفة واضحاً».

إلا إن بعض الصحف والمواقع الإيرانية المحلية نقلت مجموعة من الأسماء المرشحة لخلافة رئيسي؛ من بينهم الرئيسان السابقان حسن روحاني ومحمود أحمدي نجاد، وعلي لاريجاني؛ السياسي المحافظ المعتدل الذي شغل لمدة طويلة منصب رئيس البرلمان الإيراني واستُبعد في عام 2021 من الترشح للرئاسة، ومحمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني، الذي حاول مرات عدة الوصول إلى كرسي الرئاسة في إيران.

وتحدثت مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية مع مسؤول مقرب من قاليباف عن العواقب السياسية لحادث مقتل رئيسي، ليجيب على الفور بأن «قاليباف سيكون الرئيس الجديد».

وكان قاليباف، الذي يراه كثيرون تكنوقراطياً أكثر منه آيديولوجياً، قائداً في «الحرس الثوري» الإيراني خلال الحرب الإيرانية - العراقية، ومن المرجح أن يحظى بدعم ملحوظ من أوساط «الحرس الثوري» في حال ترشحه.


أميركية الصنع... ماذا نعرف عن مروحية رئيسي؟

مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)
مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)
TT

أميركية الصنع... ماذا نعرف عن مروحية رئيسي؟

مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)
مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)

لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ومرافقوهما، حتفهم على أثر تحطم المروحية التي كانت تُقلّهم في شمال غربي إيران، أمس الأحد.

وذكرت شبكة «يورونيوز» الأوروبية، في تقرير لها، اليوم، أن الطائرة المحطمة هي مروحية من طراز «بيل 212» (BELL 212)، وهي أميركية الصنع وتستخدمها عدة دول لأغراض أمنية وعسكرية ومدنية.

ووفق تقرير «يورونيوز»، تُعدّ المروحية «بيل 212» متوسطة الحجم، وهي ذات شفرتين بدأ إنتاجها بواسطة شركة «بيل تكسترون» في ولاية تكساس الأمريكية، وحلّقت لأول مرة عام 1968. ونقلت الشرطة الأميركية مصنع طائراتها إلى مقاطعة كيبيك في كندا عام 1988، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وهي تتسع لـ15شخصاً، بينهم قائد الطائرة، وتبلغ مساحتها الداخلية ستة أمتار مكعبة، ويمكنها نقل حمولة تصل إلى 2268 كيلوجراماً. وتعمل المروحية «بيل 212» بمحركين، ويمكنها التحليق باستخدام محرك واحد، في حال وقوع أي أضرار بالآخر.

وبدأ إنتاج الطائرة بناء على طلب لتزويد الجيش الكندي بها، قبل أن يبدأ الجيش الأميركي استخدامها. وبدأ استخدامها لأغراض مدنية في بداية سبعينات القرن الماضي، وجرى تطويرها لدعم الحفر البحري للشركات العاملة بمجال الطاقة والنفط في النرويج.

وتستخدم المروحية «بيل 212» في القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية وعمليات الإنقاذ البحري وإمدادات القطب الشمالي. وتبلغ سرعتها 260 كيلومتراً في الساعة، ويمكنها التحليق لمسافة 980 كيلومتراً.

وسلَّم سلاح الجو الإيراني هذه المروحيات إلى «الهلال الأحمر الإيراني» بعد تهالكها وصعوبة صيانتها بسبب العقوبات الأميركية.

واشترت إيران مروحيات «بيل 212» قبل الثورة التي شهدتها إيران عام 1979.

وإلى جانب إيران، تستخدم قطاعات عسكرية وأمنية حكومية في كندا والولايات المتحدة الأميركية والبوسنة والهرسك وكرواتيا وكولومبيا وغرينلاند واليابان ومقدونيا الشمالية وصربيا وسلوفينيا وتايلاند، الطائرة، وفق تقرير «يورونيوز».


تقرير: هل يشعل غياب رئيسي صراعاً على السلطة في إيران؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
TT

تقرير: هل يشعل غياب رئيسي صراعاً على السلطة في إيران؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)

قبل ثلاث سنوات، عندما فاز إبراهيم رئيسي بالرئاسة الإيرانية في انتخابات وصفها الكثيرون بـ«المزورة»، اعتقد بعض الإيرانيين أن ذلك كان بمثابة نقطة انطلاق إلى منصب أكبر، وهو منصب «المرشد».

ويبلغ المرشد الحالي علي خامنئي، من العمر 85 عاماً، وبعد وفاته؛ كان من المؤكد أن رئيسي كان سيحاول أن يحل محله، وفقاً لما ذكرته مجلة «إيكونوميست».

لكن يبدو أن القدر كان له رأي آخر، وبدلاً من أن يساهم فوز رئيسي بالرئاسة في دفعه لتولي منصب المرشد، فقد كلفه حياته.

ومن نواحٍ عديدة، كان رئيسي شخصية صورية، حيث كان ينظر إلى خامنئي على أنه الحاكم الفعلي للبلاد. لكن رغم ذلك، فإن موت الرئيس الإيراني سيهز السياسة الإيرانية بكل تأكيد. فهو سيجبر النظام على العثور على رئيس جديد في وقت قصير، وفي ظل ظروف صعبة وتحديات كثيرة تمر بها البلاد.

لقد كان رئيسي مرشحاً توافقياً مثالياً لنظام متحيز. ولا يمكن لأحد أن يشكك في مؤهلاته المتشددة، حيث لُقب بـ«جزار طهران»، وقد كان أحد «الفرسان الأربعة» في «فرقة الموت» الذين نفذوا أوامر مؤسس النظام الديني في إيران ومرشده الأول الخميني في أكبر موجة إعدامات استهدفت نحو 3800 سجين سياسي أكثرهم دون سن 25 سنة عام 1988.

صراع داخلي

وفقاً لتقرير «إيكونوميست»، كان رجال الدين المحافظون يأملون في استخدام رئيسي لتعزيز مصالحهم. وكذلك فعل العسكريون في الحرس الثوري الإيراني، وكل منهما كان يحاول تعزيز سلطته في البلاد وسيطرته عليها.

ويبدو أن الحرس الثوري الإيراني يمر بمرحلة صعود سياسي كبيرة، حيث أصبح نفوذه قوياً وملموساً، ويمكن رؤية ذلك جلياً في هجوم إيران الأخير وغير المسبوق على إسرائيل.

فالشهر الماضي، شنت إيران أول هجوم مباشر في تاريخها على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنّح ومسيّرة، وذلك رداً على ضربة جوية دمّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل سبعة من مسؤولي «الحرس الثوري» الإيراني على رأسهم القيادي محمد رضا زاهدي قائد تلك القوات في سوريا ولبنان، واتُهمت إسرائيل بتنفيذها.

ومع ذلك، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن «الحرس الثوري» سيرغب في اختيار الرئيس الإيراني المقبل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن شاغل هذا المنصب يتعرض للوم المستمر من قبل الجمهور بسبب الوضع الاقتصادي البائس لإيران.

إيراني يقرأ خبر تحطم مروحية رئيسي في إحدى الصحف (أ.ف.ب)

لكن دور «الحرس الثوري» يمكن أن يركز على صراع آخر للسلطة، التي ينظر إليها على أنها السلطة الحقيقية في البلاد، وهي سلطة المرشد الأعلى.

فقبل وفاة رئيسي، اعتقد الإيرانيون أن هناك مرشحين رئيسيين فقط لتولي منصب المرشد بعد وفاة خامنئي وهما الرئيس الإيراني الراحل، ومجتبى خامنئي، نجل المرشد.

ومع ذلك، لم يكن لأي من هذين المرشحين الأوفر حظاً تقدم واضح في هذا الشأن، حيث لم يكن رئيسي يحظى بشعبية، وكان مجتبى يمثل انتقالاً وراثياً للسلطة في نظام وصل إلى السلطة عن طريق الإطاحة بالملكية الوراثية.

وبعد موت رئيسي، يبدو أن مجتبى لديه طريق واضح للوصول إلى منصب المرشد خلفاً لوالده، وهو الاعتماد على «الحرس الثوري» الإيراني للتصدي لأي رد فعل عنيف مناهض لتوليه المنصب، وهذا بدوره يمكن أن يعزز دور «الحرس الثوري» الإيراني داخل النظام.

وقد تتطور إيران من نظام عسكري ديني هجين إلى نظام عسكري أكثر. وقد يعني ذلك أن الدولة ستكون أقل تشدداً من الناحية الدينية داخلياً، لكنه يعني أيضاً أنها ستواجه المزيد من العداء في الخارج بسبب اشتداد نفوذ«الحرس الثوري».

تداعيات كبيرة

وقال جويل روبين، نائب مساعد وزير الخارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما، لمجلة «نيوزويك»: «إن مقتل رئيسي والوفد المرافق له سيكون له تداعيات كبيرة داخل إيران وخارجها».

وتابع: «هذا لأن رئيسي تم اختياره من قبل المرشد ، الشخص الذي يتولى المسؤولية في نهاية المطاف في إيران، ليس فقط رئيساً ولكن أيضاً وريثاً محتملاً له. إن خسارة رئيسي من شأنها أن تضع القيادة الإيرانية في حالة من الاضطراب، في الوقت الذي تزداد فيه تحركاتها الداخلية والخارجية عدوانية».


«قيز قلعة سي»... السد الذي «تسبّب» في مقتل رئيسي

رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)
رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)
TT

«قيز قلعة سي»... السد الذي «تسبّب» في مقتل رئيسي

رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)
رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)

بعد ساعات من الغموض لمتابعة مصير الرئيس الإيراني ومرافقيه، على أثر سقوط مروحيته في منطقة جبلية، قرب حدود أذربيجان، أمس الأحد، عثرت فِرق البحث، في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين، على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت وهي تُقلّ رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، بعد عمليات بحث مكثفة، خلال الليل، في ظروف جوية صعبة بالغة البرودة. وكان رئيسي في زيارة للحدود الأذربيجانية، أمس الأحد، لافتتاح سد «قيز قلعة سي»؛ وهو مشروع مشترك بين الدولتين.

المروحية التي تُقلّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهي تقلع من الحدود الإيرانية مع أذربيجان بعد افتتاح سد قيز قلاسي في أرس (أ.ف.ب)

الزيارة الأخيرة

وفي صباح أمس الأحد، وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مطار تبريز؛ للمشاركة بمراسم تدشين حفل افتتاح مشروع جسر العبور بين طريق آراس والسكك الحديدية، كجزء من الممر الشرقي الغربي الذي يربط كلاله في مدينة جُلفا بأذربيجان الشرقية مع كلاله بجمهورية أذربيجان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي خلال اجتماع مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف (يسار) على الحدود في شمال غربي إيران أمس (الرئاسة الإيرانية)

وذلك بحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مراسم تدشين «قيز قلعة سي»، وهذا هو السد الحدودي المشترك الثالث بين إيران وأذربيجان، وقام مهندسون إيرانيون ببناء السد المذكور.

وجرى توقيع اتفاقية التعاون المشترك بشأن مواصلة البناء والتشغيل المشترك لسديْ «خدا آفرين»، و«قيز قلعة سي»، ومحطات الطاقة التي تقع على نهر أرس الحدودي المشترك بين إيران وجمهورية أذربیجان منذ نحو 9 سنوات.

سد قيز قلعة سي

يُعرَف سد «قيز قلعة سي» بأنه أكبر مشروع للمياه في المناطق الحدودية الشمالية الغربية لإيران، ومن المتوقع أن ينظم 2 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.

يقع السد في منطقة خودا عفارين، بمقاطعة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران، بسعة 62 مليون متر مكعب، وسيوفر المياه لشبكات الري والصرف في مقاطعة خودا عفارين، كما جرى تصميم محطة للطاقة الكهرومائية مقترنة بالسد، لتوليد 270 ميغاوات في الساعة من الكهرباء سنوياً، وفقاً لما ذكرته وكالة «تسنيم» الإيرانية.

سد «قيز قلعة سي» (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)

يُذكر أن أهم أهداف إنشاء هذا السد هو السيطرة على الفيضانات، وتوفير مياه الشرب والزراعة والبيئة، بالإضافة إلى استغلال القدرات المشتركة للجانبين لتطوير التعاون، وفقاً لتصريحات وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابيان.

العلاقات بين إيران وأذربيجان

البلدان لديهما مصالح مائية مشتركة على نهر أرس الحدودي، وقد أدى هذا النهر إلى تطوير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الخمسين سنة الماضية، ويُعدّ رمزاً للتعاون والصداقة والشريان الحيوي لسكان الحدود، وفقاً لتصريحات سابقة لوزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان. وفي تصريحاته الأخيرة، قال رئيسي: «إن نهر أرس كان دائماً همزة الوصل بين شعبيْ أذربيجان وإيران».

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)

وأضاف: «علاقتنا مع أذربيجان أكثر من مجرد جارة، بل هي علاقة قرابة، وهذه العلاقة متجذرة في معتقدات البلدين، وتاريخنا وحضارتنا وخلفيتنا مرتبطة ببعضها البعض»، مضيفاً: «هذه العلاقة القلبية بين البلدين غير قابلة للكسر. وسوف تزداد هذه العلاقات يوماً بعد يوم».

تعازي بعث الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، رسالة تعزية إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته، وغيرهما من المرافقين لهما في حادث تحطم مروحية.وأفادت وكالة "أذرتاج" الرسمية الأذربيجانية للأنباء، بأن رسالة التعزية جاء فيها : "نشعر بصدمة شديدة بسبب الحادث المأساوي لجمهورية إيران الإسلامية وشعبها - وفاة رئيس جمهورية إيران إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ومرافقين لهما في حادث تحطم طائرة هليكوبتر. وفقد الشعب الإيراني في شخص الرئيس، رجل دولة بارزا خدم بلاده بإخلاص طوال حياته. ستبقى ذكراه العزيزة حية في قلوبنا دائما".وتقدم علييف باسمه وبالنيابة عن الشعب الاذربيجاني، بخالص تعازيه لخامنئي وأسر وأقارب الضحايا والشعب الإيراني أعرب عن مشاركته حزنهم.ونقلت وكالة أنباء "أذرتاج" عن بيان نشرته وزارة الخارجية الأذربيجانية على منصة "إكس"، جاء فيه: "لقد شعرنا بحزن عميق إزاء النبأ الرهيب عن وفاة رئيس جمهورية إيران إبراهيم رئيسي ووزيرالخارجية حسين أمير عبداللهيان والحاكم العام لمحافظة أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام تبريز محمد علي هاشم، وغيرهم من المرافقين لهم أثناء حادث تحطم المروحية".وأضاف: "نقدم خالص تعازينا لأسر وأقارب جميع الذين لقوا حتفهم خلال الحادث المأساوي. وفي هذا اليوم المرير، تقف أذربيجان متضامنة مع جمهورية إيران الشقيقة والصديقة".