الجيش والمقاومة يسيطران على جبال «فرضة نهم» الاستراتيجية شرق صنعاء

قيادي يدعو من تبقى من ضباط الشمال للمشاركة في تحرير اليمن من «قبضة إيران»

الجيش والمقاومة يسيطران على جبال «فرضة نهم» الاستراتيجية شرق صنعاء
TT

الجيش والمقاومة يسيطران على جبال «فرضة نهم» الاستراتيجية شرق صنعاء

الجيش والمقاومة يسيطران على جبال «فرضة نهم» الاستراتيجية شرق صنعاء

سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على منطقة «فرضة نهم» بمحافظة صنعاء، بعد معارك عنيفة دارت خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث تمت السيطرة على المنطقة الاستراتيجية الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء، وطرد الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح منها، والتي أصبحت تتحصن في معسكر الفرضة، الذي يبعد نحو 35 كيلومترا عن مديرية بني الحارث، أولى مديريات العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات العسكرية، التي دارت حتى عصر أمس، أسفرت، أيضا، عن قطع خطوط الإمدادات عن الانقلابيين في فرضة نهم من جهة صنعاء، وإن الجيش والمقاومة أصبحا يحاصران المعسكر، الكائن أعلى جبل الفرضة، من كافة الاتجاهات، وأشارت إلى أنهما ينتظران استسلام الانقلابيين المتحصنين في المعسكر، قبل اتخاذ قرار اقتحامه. وذكرت مصادر المقاومة أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من عناصر الميليشيات في المواجهات، إضافة إلى عشرات المسلحين الذين وقعوا بالأسر، وإلى المعدات والأسلحة الثقيلة التي استولت عليها المقاومة، إثر الفرار الجماعي لعناصر الميليشيات من مواقعهم، وأضافت المصادر أن هذه التطورات الميدانية المتلاحقة، جاءت «عقب سيطرة المقاومة وكتيبتين من اللواء 125 (لواء صنعاء) على سلسلة جبال قرود الاستراتيجية، التي تحيط الفرضة من الجنوب وتسيطر على خط صنعاء مأرب من جهة صنعاء لتقطع إمدادات الانقلابيين من صنعاء صباح اليوم (أمس) مما ساهم بشكل كبير في تطويق الفرضة ونقيلها الكبير وتحريرهما».
واعتبر عبد الكريم ثعيل، عضو المجلس الأعلى للمقاومة في محافظة صنعاء، النتائج التي تحققت ميدانيا، خلال الساعات الماضية، وعودة منطقة فرضة نهم، وقبلها سلسلة جبال قرود، إلى حاضنة الشرعية، بمثابة «نصر للشعب اليمني والشرعية على الميليشيات الانقلابية المتطرفة ويسهم، بشكل كبير، في استعادة جزء كبير من محافظة صنعاء ثم أمانة العاصمة إلى الشرعية والحاضنة العربية».
وأضاف القيادي ثعيل لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الانتصارات جاءت بتكاتف وتنسيق دقيق وتكامل كبير بين المقاومة والجيش وقوات التحالف العربي، وكذلك التنسيق والتعاون مع أبناء مديرية نهم الذين يعتبرون مع الشرعية بنسبة 98 في المائة وكذلك أبناء قبائل أرحب النازحين في مأرب والذين دفعهم الشوق والحنين لقراهم إلى تقدم صفوف المعارك مع الانقلابيين في مأرب وحتى نهم وهم اليوم يرمقون بعيون منتصرة ديارهم وأهاليهم وأموالهم التي دمرتها ونهبتها ميليشيات الانقلاب الإجرامية». وبخصوص أهمية الإنجاز العسكري الذي تحقق، قال ثعيل إن «استكمال تحرير فرضة نهم يعتبر البوابة للوصول إلى قبائل أرحب التي بتحريرها ستكون 70 في المائة من محافظة صنعاء قد تحررت، نظرا لما لهذه القبائل من قوة ومخزون بشري وانتماء للشرعية والثورة الشبابية التي يرونها مشروع المستقبل ومعارك الحاضر».
وجدد القيادي في مقاومة صنعاء الدعوة إلى «من تبقى من مشايخ وضباط وجنود في غياهب الصمت أو مع الانقلابيين أن يفيقوا من غيبتهم ويسارعوا بإعلان رفضهم للانقلابيين وينالوا شرف تحرير اليمن من قبضة إيران التي أعلن زعيمها صنعاء رابع عاصمة تسقط في يديه الملوثة بالاستبداد والدماء»، وكان نحو 50 من ضباط وأفراد قوات الحرس الجمهوري والوحدات العسكرية الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، أعلنوا انضمامهم، اليومين الماضيين، إلى صفوف قوات الجيش الوطني والمقاومة.
وحذر القيادي من عمليات النهب للممتلكات العامة والخاصة: «التي تجري في أمانة العاصمة صنعاء، ونهيب بالمواطنين ورجال المال بأن لا يشتروا أي معدات أو أجهزة أو أسلحة أو سيارات أو أراض من الانقلابيين، لأن الشرعية تعتبر ذلك عملية غسيل لجرائم الانقلابيين وتواطؤ، بل وتورط مباشر في الجريمة، لا يقل عما يرتكبه الانقلابيون أنفسهم».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.