بحرية التحالف تستهدف سفن التهريب وتطالبها بمغادرة شواطئ شبوة

موانئ مستحدثة استعملت كمنافذ لتزويد الميليشيات التابعة للرئيس السابق

ميناء بير علي في شبوة الذي تحول إلى مركز للتهريب
ميناء بير علي في شبوة الذي تحول إلى مركز للتهريب
TT

بحرية التحالف تستهدف سفن التهريب وتطالبها بمغادرة شواطئ شبوة

ميناء بير علي في شبوة الذي تحول إلى مركز للتهريب
ميناء بير علي في شبوة الذي تحول إلى مركز للتهريب

حذرت القوات البحرية التابعة لدول التحالف العربي البواخر المنتشرة في موانئ محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن وطالبتها بمغادرة مواقعها، وأن عدم استجابتها سيعرضها لقصف جوي وبحري.
وقالت مصادر محلية في شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن تحذير سفن التحالف، الذي يعد الأول من نوعه، أطلق يوم الجمعة باللغة الإنجليزية، ويقول: «على كل السفن في بير علي أن تغادر المكان هذا المساء وإلا فستتعرض للقصف».
وأضافت المصادر أن قوات التحالف العربي منعت الكثير من السفن من الوصول إلى الموانئ، التي سبق استخدامها من قبل الميليشيات العصابية في عمليات تهريب واسعة للوقود والأسلحة، مشيرة إلى أن قيام بحرية التحالف بمنع السفن قبل أربعة أيام وبعد عملية تمشيط نفذتها طائرات عمودية تابعة للتحالف لساحل شبوة.
وأكدت أن الأيام القليلة الماضية تراجعت فيها حركة الشاحنات الناقلة لهذه المواد الآتية عبر الموانئ المستحدثة خلال أشهر الحرب كمنافذ لتزويد الميليشيات التابعة للرئيس المخلوع الموجودة في بيحان في محافظة شبوة والتي ما زالت تحت سيطرة الميليشيات ومنها إلى محافظة البيضاء شمالا.
ولفتت إلى أن حركة هذه الشاحنات بين بير علي الساحلية وعتق، عاصمة محافظة شبوة، تلاشت بشكل كبير، بعد أن شهد الطريق العام خلال الأشهر المنصرمة كثافة غير مسبوقة في حركة الشاحنات المحملة من موانئ شبوة.
من جهة ثانية، قال سكان في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي البلاد لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعات المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة، قامت خلال اليومين المنصرمين بنصب مضادات أرضية في شرقي المدينة، التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة منذ مطلع شهر أبريل (نيسان) من العام الفائت.
وأشارت إلى أن نصب هذه المضادات للطيران، جاء تحسبا لأي عمليات عسكرية يرجح أن تشنها قوات التحالف العربي لاستعادة المدينة الساحلية كبرى مدن محافظة حضرموت، مشيرة إلى نشر مسلحي «القاعدة» الليلة الماضية لمنظومة صواريخ جو استولت عليها هذه الجماعات في جبل باجعمان شرقي مدينة المكلا، لافتة إلى أن هذه الصواريخ وقعت بيد مسلحي تنظيم القاعدة عقب استيلائهم على اللواء 190 دفاع جوي والتابع للمنطقة العسكرية الثانية التي استولى عليها غداة سقوط مدينة المكلا يوم 2 أبريل الماضي.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت خلال الأيام الماضية وثيقة قالت: إنها صادرة عن تنظيم القاعدة في حضرموت والذي وجه شركة النفط بصرف المبلغ المودع في البنك الأهلي، وقدره مليار و163 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 222 ريالا يمنيا). وكشفت الوثيقة قيام التنظيم بتوجيه الشركة بصرف المبلغ المودع لعناصر التنظيم وعلى دفعات.
وتأتي تحركات الجماعات المتطرفة بعد تصريحات أطلقها نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة، خالد بحاح، عقب عودته إلى العاصمة المؤقتة عدن، وأكد فيها أن مهمة حكومته الملحة تتمثل بتحرير مدينة تعز جنوب غربي اليمن من ميليشيات الحوثي وصالح وكذا تحرير مدينة المكلا من الجماعات الإرهابية.
وفضلا عن تصريحات بحاح، كانت بحرية التحالف وطيرانه كثف من طلعاته الجوية على سواحل حضرموت وشبوة، بالتزامن مع انتشار للقوات البحرية التابعة لدول التحالف العربي والتي انتشرت في بحر العرب وتطويقها للموانئ الواقعة تحت سيطرة الميليشيات العصابية أو الجماعات المتطرفة، وهذا ما يرجح إقدام مسلحي «القاعدة» بأعمال احترازية خشية من أي عملية عسكرية محتملة.
وكانت وسائل إعلام يمنية ودولية تناولت ظاهرة انتشار لشبكات التهريب للسلاح والمشتقات والممنوعات وحتى البشر، وهو ما استدعى من الرئيس هادي وحكومته وقوات التحالف إلى الالتفات إلى هذه المناطق الساحلية التي باتت مصدرا رئيسيا لقوات الرئيس المخلوع وزعيم جماعة الحوثي.
وكان الرئيس هادي التقى مؤخرا بقيادة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية في محافظة شبوة، والتي طرحت على الرئيس والتحالف مسألة دعمها للقضاء على عصابات التهريب خاصة بعد استفحال انتشارها وتهديدها للسلطات المحلية الموالية للشرعية.
إلى ذلك أدانت الحكومة اليمنية العمل الإرهابي الذي استهدف مسجد الرضا في محافظة الأحساء في السعودية. ووصفت وزارة الخارجية في بيان لها نشرته وكالة الأنباء اليمنية التفجير بالعمل المنافي للدين والعرف والقيم. وقالت: إن هذه الأعمال اليائسة تأتي لتحرف الأنظار عن الهزائم المتوالية لإرهاب الميليشيات الطائفية ونجاحات المملكة العربية السعودية في التصدي لمشروع تفجير المنطقة بالصراعات المذهبية، مؤكدًا أن المملكة لن تؤثر فيها مثل هذه الأعمال بما تملكه من رصيد ناجح في مواجهة الإرهاب وتفريعاته وبتماسك لحمتها الاجتماعية وتراص صفوفها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.