ثلاثة اتحادات مغربية عمالية تمهل رئيس الحكومة حتى نهاية مارس قبل بدء احتجاجات

مصدر رفيع يتوقع أن يدعو ابن كيران إلى جولات الحوار خلال الأسبوع المقبل

ثلاثة اتحادات مغربية عمالية تمهل رئيس الحكومة  حتى نهاية مارس قبل بدء احتجاجات
TT

ثلاثة اتحادات مغربية عمالية تمهل رئيس الحكومة حتى نهاية مارس قبل بدء احتجاجات

ثلاثة اتحادات مغربية عمالية تمهل رئيس الحكومة  حتى نهاية مارس قبل بدء احتجاجات

أمهلت ثلاثة اتحادات عمالية (الاتحاد المغربي للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل)، رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران حتى نهاية الشهر الحالي للاستجابة للمذكرة الخاصة بمطالبها بعد مرور شهر كامل على تسليمها للحكومة، وعشرين يوما على الرسالة الجوابية لرئيس الحكومة، قبل تنفيذ تهديداتها بالدخول في موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات الاجتماعية.
واتهم بيان مشترك للاتحادات العمالية أول من أمس، الحكومة بممارسة «الغموض وباعتماد سلوك غير ديمقراطي، واللجوء لأسلوب التماطل والتسويف لربح الوقت» إزاء «دعوات نقاباتنا الصادقة بفتح مفاوضات حقيقية حول مذكرة مطالبنا النقابية المشتركة». وسجلت الاتحادات العمالية «استياءها العميق، وغضبها الشديد على عدم التزام الحكومة ببدء المفاوضات الجماعية حول المطالب النقابية المشتركة».
وشدد البيان على أن تعامل الحكومة «يؤكد سلامة رؤية المركزيات الثلاث التي ظلت تؤكد أن الحكومة اختارت التغييب الممنهج، والمبرمج، لمبادئ الحوار والتفاوض والتشاور مع الحركة النقابية».
وحملت المركزيات الثلاث الحكومة مسؤولية ما قد يترتب عن «سلوكها اللاديمقراطي من نتائج وخيمة، ستؤدي حتما إلى تعميق الهوة بين الحكومة والطبقة العاملة والجماهير الشعبية»، وإلى «ارتفاع درجات ومستويات الاستياء والتذمر العمالي والشعبي»، وحذرت الاتحادات العمالية من «مغبة التمادي في تعطيل الحكومة للحوار والتفاوض، وفي الاستمرار في الهجوم المعادي للعمال وللحريات والحقوق والمكتسبات»، منبهة إلى أن ذلك «سيفضي للمزيد من الاحتقان الاجتماعي، وإلى تهديد السلم الاجتماعي والتوازنات المجتمعية».
وجددت الاتحادات العمالية دعوتها لرئاسة الحكومة بضرورة التعجيل بمباشرة مفاوضات جماعية جادة ومسؤولة، تفضي إلى اتفاقات وتعاقدات جماعية ملزمة لمختلف الأطراف، على أساس الإعلان عن نتائجها في نهاية شهر مارس (آذار) الحالي.
وحثت النقابات الثلاث المسؤولين «النقابيين داخل مواقع عملهم في قطاعات الوظيفة العمومية، والجماعات المحلية، والمؤسسات العمومية والقطاع العام، وفي القطاع الخاص الصناعي والفلاحي والخدماتي، وفي كل الاتحادات المحلية والجهوية، وفي الجامعات والنقابات الوطنية، على المزيد من التعبئة، من أجل حث الحكومة على الإسراع بفتح المفاوضات الجماعية الوطنية، والاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للطبقة العاملة المغربية».
من جهته، كشف مصدر حكومي رفيع عن قرب إطلاق رئيس الحكومة لجولات من الحوار الاجتماعي بمجرد انتهاء اللجنة الوزارية المصغرة من إعداد تصور حكومي لمطالب الاتحادات العمالية الواردة في مذكرتها المطلبية، ولم يستبعد المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يدعو ابن كيران خمس اتحادات عمالية الأكثر تمثيلية إلى اجتماعات متتالية خلال الأسبوع المقبل لإنهاء التوتر بين الحكومة والنقابات قبل حلول عيد العمال في الأول من مايو (أيار) المقبل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.