في سابقة من نوعها.. أميركية تقاضي «تويتر» بتهمة توفير منصة للإرهاب

على خلفية مقتل زوجها في الأردن برصاص إرهابيين

في سابقة من نوعها.. أميركية تقاضي «تويتر» بتهمة توفير منصة للإرهاب
TT

في سابقة من نوعها.. أميركية تقاضي «تويتر» بتهمة توفير منصة للإرهاب

في سابقة من نوعها.. أميركية تقاضي «تويتر» بتهمة توفير منصة للإرهاب

رفعت أرملة أميركي قتل مؤخرا في اعتداء في الأردن، شكوى هذا الأسبوع ضد شبكة «تويتر»، متهمة إياها بأنها استخدمت كوسيلة دعاية شجعت «التنامي الكبير» لتنظيم داعش.
وتتهم الأرملة تامارا فيلدز في الشكوى التي قدمتها أول من أمس لمحكمة أوكلاند بفلوريدا (غربي البلاد) الاتحادية، تويتر بتقديم «دعم مادي» للإرهابيين من خلال منحهم «وصولا حرا» لموقعها لنشر رسائلهم وتجنيد عناصر وجمع أموال. وأوضحت المشتكية أن «هذا الدعم المادي كان حيويا في تنامي تنظيم داعش ولتمكينه من شن هجمات إرهابية».
وكان زوج المدعية، كارل فيلدز، المتعاقد مع شركة «داين كورب إنترناشيونال» قد ذهب إلى الأردن الخريف الماضي للمساعدة في تدريب ضباط أمن من الأردن والعراق والأراضي الفلسطينية. وكان - وفقا للشكوى - واحدا من عدة أفراد أطلق عليهم متدرب النار في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، في هجوم أعلنت «داعش» المسؤولية عنه.
ورغم أن ضحايا الإرهاب بالولايات المتحدة نجحوا في السنوات الأخيرة في تحميل مؤسسات مالية وجمعيات خيرية مزعومة المسؤولية بموجب قانون مكافحة الإرهاب، فإن هذه القضية تبدو الأولى التي تسعى إلى إلقاء اللوم في توفير دعم لجماعة إرهابية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وذلك وفقا لما ذكره جوشوا أريسون، مستشار فيلدز القانوني والمحامي بشركة «بيرسر آند فيشر». ويعد تحميل «تويتر» المسؤولية «تحديا حقيقيا»، كما يقول جيمي جرول، أستاذ القانون والمسؤول السابق بالخزانة الأميركية ووزارة العدل والمتخصص في قانون تمويل الإرهاب.
في المقابل، قالت مجموعة «تويتر» إن الشكاية «لا أساس لها». وأضاف المتحدث باسمها «نحن، على غرار باقي العالم، روعنا بالفظاعات التي تنفذها مجموعات متطرفة وآثارها على الإنترنت». وتابع المتحدث «إن التهديدات العنيفة والترويج للإرهاب لا مكان لها على تويتر كباقي المواقع الاجتماعية وقواعدنا واضحة بهذا الشأن».
وأوضح أن «تويتر» يعول على فريق تحقيق في حسابات وتغريدات تمجد العنف وتعمل في هذا الصدد بالتعاون مع وكالات استخبارات. وكان موظفون في «تويتر» تلقوا تهديدات بالقتل من تنظيم داعش لغلقهم حسابات على صلة بالتنظيم. لكن الدخول الحر لـ«تويتر» يتيح لمستخدم تم تعليق حسابه أن يسجل مجددا باسم آخر، وهي تقنية يستخدمها الإرهابيون. من جهته، أكّدت مؤسسة بروكنغز في وثيقة بحث بعنوان «إحصاء تويتر عن داعش»، التي صدرت في مارس (آذار) الماضي أن «تويتر» أغلق آلاف الحسابات المرتبطة بـ«داعش».
في هذا السياق، وفي ظل الاتهامات الموجّهة لمواقع التواصل الاجتماعي لفشلها في صد «الدعاية الداعشية» المتطرّفة، قال متحدّث باسم «تويتر» لـ«الشرق الأوسط» أخيرا إن الموقع أقر سياسات أكثر صرامة منذ انطلاق العام الجديد، تفيد بأنه «لا يجوز نشر التهديدات العنيفة أو الترويج للعنف، بما في ذلك التهديد بالإرهاب أو الترويج له. كما لا يجوز التحريض أو التورط في إساءة استغلال أو مضايقة الآخرين (...) أو مهاجمتهم مباشرة أو تهديهم على أساس العِرق، أو الأصل القومي، أو الدين، أو التوجّه الجنسي، أو الهوية الجنسية، أو الانتماء الديني، أو السن، أو الإعاقة أو المرض»، مشيرا إلى أن الموقع يحتفظ بحق الإنهاء الفوري للحسابات التي تخالف هذه القوانين. على صعيد متصل، استجابت شركة «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت لنقادها وأعلنت عن رغبتها في تلبية مطالبهم بالتصرف بحسم أكبر ضد التعليقات التي تحض على الكراهية في المستقبل.
أوردت ذلك مجلة «دير شبيغل» الألمانية في عددها الذي يصدر اليوم، مشيرة إلى أن الشبكة ستعتمد في ذلك على شريك من الخارج. وأوضحت المجلة أن العاملين بشركة «أرفاتو» المملوكة لمؤسسة «بيرتلسمان» الألمانية، ممن يجيدون اللغات العربية والفرنسية والتركية، سيقومون مستقبلا بفحص محتوى التعليقات التي ترد على الموقع وحذف المتطرف منها بصورة أسرع، مشيرة إلى أن عدد هؤلاء المراقبين سيصل إلى الآلاف.
وقالت متحدثة باسم «فيسبوك» لوكالة الأنباء الألمانية إن «المعايير المجتمعية لفيسبوك تحظر خطاب الكراهية والإرهاب والتهديد بالعنف والبلطجة».
واستثمرت «فيسبوك» أموالا كبيرة وبمبالغ متزايدة في تكوين فرق للخدمات المختلفة، وتعاونت مع شركاء في جميع أنحاء العالم يعملون جميعا تحت قيادة المركز الرئيسي للشركة في مدينة دبلن الآيرلندية.
وكان عدد من مستخدمي «فيسبوك»، من بينهم وزير العدل الألماني، طالبوا مؤخرا باتخاذ إجراءات أشد ضد خطاب الكراهية الذي يتكرر على شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر».
من جانبها اعتبرت ريناته كوناست من حزب الخضر الألماني أن تشكيل فريق مراقبة في ألمانيا مباشرة جاء متأخرا، مضيفة: «التجربة السابقة حتى الآن لم تكن عملية وأدت بالتدريج إلى نتائج متعارضة مع القانون».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.